الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: انقسام البهائية وأهم زعمائها
بعد وفاة المازندراني خلفه ابنه عباس أفندي، وكان المازندراني قد أوصى كما تقدم أن يتولى الأمر بعده ابنه عباس، ثم من بعده محمد علي ولكن عباساً استأثر بالأمر فحصل بينهما شقاق وخلاف شديد وانقسم البهائيون حينئذ إلى فرقتين:
الفرقة الأولى، وهي الموالية لعباس أفندي، وتسمى العباسية.
والفرقة الثانية، وهي الموالية لمحمد علي بن حسين المازندراني، وتسمى الموحدون، وصار بعد ذلك مجموع فرق البهائية بعد حدوث الانشقاقات بينهم أثر شدة المنازعات خمس فرق هي:
البابية الخلص.
الأزلية أتباع صبح الأزل.
البهائية.
العباسية.
الموحدون.
المصدر:
فرق معاصرة لغالب عواجي 2/ 674
كان عباس أفندي معروفا بخبثه ودهائه وكان حريصا على نشر البهائية جادا في ذلك حتى أن المؤرخين يقولون: إنه لولا عباس أفندي لما قامت للبابية ولا للبهائية قائمة.
يعتقد البهائيون في عباس أفندي أنه معصوم غير مشرع وكان يضفي على والده صفة الربوبية القادرة على الخلق! وليس عجيبا أن يدعى ذلك ولكن العجب أن يوجد من يصدق هذه الخرافة، أنى لمخلوق بهذا الضعف قد مات مجنونا أن يخلق شيئا؟! صدق الله العظيم إذ يقول: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَاّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [الحج: 73]
داهن عباس أفندي وتزلق كثيرا في سبيل نشر دعوته بين كل الطوائف والملل والعرقيات حتى أنه قال في خطاباته ص99 "اعلم أن الملكوت ليس خاصا بجمعية مخصوصة فإنك يمكن أن تكون بهائيا مسيحيا وبهائيا ماسونيا وبهائيا يهوديا وبهائيا مسلما"!!.
حتي أنه وافق النصارى في عقيدتهم في صلب المسيح فقال "ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهي الأمر بالصلب".
وكذلك داهن اليهود وعمل لمصلحتهم في الدرجة الأولى فقد زار سويسرا وحضر المؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911م وحاول تكوين طابور خامس وسط العرب لتأييد الصهيونية ودعا إلى التجمع الصهيوني والعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بقوله: "وفي هذا الزمان وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة ويمتلكون الأراضي والقرى ويسكنون فيها ويزدادون تدريجيا إلى أن تصير فلسطين كلها وطنا لهم". وهذه الكلمات وإن كانت نص كلماته إلا أنها تشعرك من الوهلة الأولى لقراءتها أنها لأحد زعماء الصهاينة فقد كانوا يروجون أفكارهم على لسانه، ولأن الدعوة إلى تجمع اليهود في فلسطين من أصول دينه عمل اليهود على بقائه بعكا ودعم دعوته بها.
ومن المتوقع والغير مستغرب في المستقبل القريب إذا لاقت الدعوة البهائية انتشارا ودعمت من قبل الصهاينة الأمريكان في مصر أن يوصى إليهم رأسهم الإبليسي في كتبهم اللاحقة أنه قد آن لهم أن يتمموا مملكتهم الكبرى التي بها يحلمون وإليها يسعون مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وقد وضعوا أيديهم ـ لا أقرها الله ـ على أرض الرافدين العراق وبقيت مصر التي يحاولون بكل السبل نشر البهائية بها كبداية للسيطرة مثل بداية السيطرة على فلسطين.
وقد استقبل عباس عبد البهاء الجنرال اللنبي حين أتى فلسطين بالترحاب لدرجة أن كرمته بريطانيا والتي كانت تحتل أكثر العالم الإسلامي ومنحته لقب "سير" فضلا عن أرفع الأوسمة الأخرى.
وقد حور تعاليم أبيه بما يتفق مع العقلية الغربية والثقافة الغربية فاتجه إلى النصرانية واليهودية يأخذ منهما والمجوس في التركستان وأمريكا وتحمس له بعض الغربيين فأصبح له مركز في شيكاغو ومجلة باسم نجم الغرب صدرت سنة 1910 م
المصدر:
الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة لناصر القفاري وناصر العقل - ص 163
جاء العباس عبد البهاء إلى هذا المذهب المصنوع وأراد أن يكسوه ثوبا جديدا فخلطه بآراء التقطها مما يتحدث به بعض الناس على أنها من مقتضيات المدنية أو مما كشفه العلم حديثا نحو التساوي بين الرجال والنساء في التعليم ونزع السلاح وإتقان الأمم على لغة واحدة تدرس في العالم كله وتأسيس محكمة عمومية تحل مشاكل الأمم وأن الإنسان تدرج بالارتقاء من أبسط الأنواع حتى وصل إلى شكله الحالي (نظرية داروين) ولهجوا بعد ذلك بكلمة نشر السلام العام ونبذ التعصبات الدينية وقد تخيل عباس أنه بإدخال مثل هذه الآراء في مذهب البهائية يستدرج المولعين بالجديد من النابتة الحديثة ولهذا الطمع ترونه يقول: (تحتوي تعاليم بهاء الله على جميع آمال ورغائب فرق العالم سواء كانت دينية أو سياسية أو أخلاقية وسواء كانت من الفرق القديمة أو الحديثة فالجميع يجدون فيها دينا عموميا في غاية الموافقة للعصر الحاضر وأعظم سياسة للعالم الإنساني) وصرح في مقال آخر بأنه يريد أن يوحد بين المسلمين والنصارى واليهود ويجمعهم على أصول نواميس موسى عليه السلام الذين يؤمنون به جميعا ولا أحسب عبد البهاء عباسا يقصد من هذا الحديث إلا التزلف لليهود والتظاهر بموالاتهم ليجعلهم من أشياعه
المصدر:
رسائل الإصلاح لمحمد الخضر حسين – 2/ 188، 189
زار عباس أفندي عدة دول مثل لندن وأمريكا والمجر والنمسا وزار الإسكندرية داعيا إلى فتنته وأسس في شيكاغو أكبر محفل للبهائية ورحل إلى حيفا سنة 1913م ثم إلى القاهرة حيث هلك بها في عام 1340هـ - 1921م.
وعهد قبل موته بالأمر إلى ابن ابنته "شوقي أفندي الرباني" مخالفا بذلك وصية البهاء أن يكون خليفته أخوه الغصن الأكبر ولكنه فعل ذلك نكاية فيه إذ ظل مناوئا له إلى آخر رمق في حياته.
المصدر:
فتنة البهائية تاريخهم عقائدهم حكم الإسلام فيهم لأبي حفص أحمد بن عبد السلام السكندري
وقد آلت زعامة البهائية بعد عباس أفندي عبد البهاء إلى ابن ابنته، وهو شوقي أفندي؛ لأن عبد البهاء مات ولم يخلف غير أربع بنات فخلفه شوقي بوصية منه ولقبه آلة الله وولي أمر الله، ثم أوصى عبد البهاء بإمامة البهائية إلى أولاد شوقي الذكور دون الإناث، لكن شوقي مات بسكتة قلبية في لندن ولم يخلف لا ذكوراً ولا إناثاً.
المصدر:
فرق معاصرة لغالب عواجي 2/ 674، 675
تولى شوقي أفندي زعامة البهائية خلفا لجده عباس أفندي في عام 1340 هـ - 1912م وسار على نهجه في إعداد الجماعات البهائية لانتخاب بيت العدل ومات بلندن ودفن بها وقدمت الحكومة البريطانية الأرض التي دفن بها هدية للطائفة البهائية.
وفي عام 1963 تولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية وأسسوا بيت العدل من تسعة أعضاء أربعة أمريكان وإنجليزيان وثلاثة إيرانيين وذلك برئاسة فرناندو سانت ثم تولى رئاستها من بعده اليهودي الصهيوني ميسون الأمريكي الجنسية.
المصدر:
فتنة البهائية تاريخهم عقائدهم حكم الإسلام فيهم لأبي حفص أحمد بن عبد السلام السكندري
وقد اشتهر من البهائيين رجال أمثال الملا محمد ابن الملا محمد رضا الجليائيجان الملقب بأبي الفضائل الذي لقبه الشيخ عبد الرحمن الوكيل بأبي الرذائل.
ومنهم إبراهيم جورج خير الله الذي أسس مركز البهائية في شيكاغو، ومنهم جمشيد ماني صاحب طائفة السماوية، ومنهم أحمد سهراب وغيرهم من كبار البهائية، كما اشتهرت بعض النساء ومنهن امرأة إنجليزية تسمى (لورا كليفورد بارني) وأخرى أمريكية تسمى (مارثاروث)، وكان لهما جهد كبير في نشر البهائية.
المصدر:
فرق معاصرة لغالب عواجي 2/ 675
وفيما يختص الهيئة الإدارية للحركة البهائية، فإنها تنقسم إلى هيئتين حاكمتين: إحداها إدارية والأخرى تعليمية، أما الهيئة الإدارية، فهي تتكون من المجالس الروحية القومية، وأما المجالس المحلية فهي تتكون من تسعة أشخاص والتي يمكن تأسيسها أينما وُجد تسعة بهائيين (وبيت العدل العمومي) وهو الهيئة العليا ولها سلطة تغيير كافة القوانين حينما تدعو إلى ذلك التغيرات الدنيوية. ثم هناك الهيئة التعليمية وهي مكونة من بناء هرمي من المجالس والقادة.
المصدر:
البهائية للدكتور طلعت الزهران