الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: زعماؤهم
لهم زعماء يتعاقبون وكل يطلق عليهم اسم "الداعي" ويعتبر الزعيم ممثلاً دنيوياً للإمام ويتولى نيابة الإمام الدينية.
ومنصب الداعي ليس وراثياً كالإمامة إنما هو مكتسب إلا أن الدعاة المتأخرين لم يلتزموا بهذه التعاليم .. وخرجوا على المعتقدات والأصول الأساسية للطائفة .. فادعوا لأنفسهم العصمة كالأئمة سواء بسواء
…
وجعلوا منصب الداعي وراثياً في أبناء العائلة الحاكمة .. وصدق الله العظيم إذ يقول: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ [القصص: 41]. ومن الملاحظ أن أسماء الدعاة متشابهة .. فنجد ستة منهم باسم شمس الدين، وستة آخرين باسم بدر الدين، وأربعة باسم نجم الدين وثلاثة باسم حسام الدين واثنين باسم زكي الدين واثنين باسم زين الدين، واثنين باسم سيف الدين، وهكذا .. كما هو الحال في البابوية والنصرانية.
وأئمتهم لهم النفوذ والسيطرة على طائفتهم البهرية.
فالداعي أو إمام البهرة حرموا على كل بهري قراءة أية صحيفة أو الدخول إلى الجامعات والترشيح وغيرها.
يقول "نورمان آل كونتر أكنز" وهو أحد أبناء البهرة الذين ثاروا في وجه الداعي والإمام للمطالبة بإصلاح شؤون طائفة البهرة: (إن أي فرد من أفراد طائفته لا يملك أن يحيا حياته الخاصة به أو أن يقرأ مجلة أو صحيفة أو كتاباً أو أن يساهم في إصدارها إلا بإذن من الداعي
…
ولا يستطيع أن يدرس في مدرسة أو جامعة أو يرسل أبناءه إليها إلا بإذن خاص من الداعي
…
ولا يستطيع أي فرد أن يمارس أي نوع من أنواع التجارة أو المحاماة أو الطب أو الأعمال الحسابية أو غير ذلك من الأعمال الأخرى إلا بإذن من الداعي كذلك.
والأدهى من ذلك أن أفراد الطائفة لا يستطيعون دفن موتاهم إلا بتصريح منه.
ولا حرية لأي فرد من أفراد الطائفة في انتخاب أي مرشح – من أحزاب أو هيئات أو اتحادات – لا يرضى عنه الداعي .. ولا يستطيع أن يشكل نقابة أو ينسب إلى عضوية نقابة أو جمعية بغير إذن منه
…
).
وكانت نهاية هذا الرجل الذي ثار في وجه طواغيت أئمة البهرة هو الإعدام، فقد أعدم بأمر الداعي.
وقد استلم زمام طائفة البهرة منذ أن دخل إمامهم الطيب بن الآمر الكهف أو الستر والغيبة حتى عام 1965 الذي جاء فيه طاهر سيف الدين فيكون ترتيبه الحادي والخمسين، وحين توفي جاء الدكتور محمد برهان الدين فأصبح الثاني والخمسين من سلسلة الإسماعيلية الطيبية.
المصدر:
سلسلة ماذا تعرف عن .. لأحمد بن عبد العزيز الحصين - 1/ 363
زعيمهم الحالي
زعيمهم الحالي – الدكتور محمد برهان الدين - الذي يقدسونه ويسجدون له ويقبلون قدميه وله الكلمة الأولى والأخيرة والآمر الناهي، والذي يعيش اليوم كعيشة ملوك وأباطرة القياصرة وطائفته تعيش في بؤس وحرمان.
ويعامل الداعي – الثاني والخمسون – الدكتور ملاجي محمد برهان الدين أفراد طائفته كما يعامل السيد عبيده .. فما أن يبلغ أي فرد من أفراد الطائفة الرابعة عشرة من عمره حتى يصبح خادماً طيعاً للداعي .. ومع أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية قد تطورت وتغيرت في كثير من البلدان خلال المئة عام المنصرمة .. إلا أن الداعي ما زال يمارس عملية ابتزاز بشعة لأفراد طائفته .. وتعتبر محكمة .. "ناثواني كوميشن" غير الحكومية أول من حاول الحد من سيطرة الداعي وكبح جماحه .. وعائلة الداعي الحاكمة والمهيمنة على شؤون الطائفة
…
تملك الكثير من المال الذي تستطيع بواسطته شراء تأييد بعض المسلمين ذوي النفوذ أو على الأقل لضمان سكوتهم عما يرتكبون من بشاعات باسم الإسلام.
تقول نشرة بلغة الأردو تسمى "غلامانة روش" وقد نشرت صورة أخرى في جريدة باكستانية تسمى – الشمس – والصادرة بتاريخ 6/ 10/1977م.
"ومما يؤيد إصراره على سجود أفراد طائفته له .. .... تلك المرثية التي رثى بها والده – طاهر سيف الدين حيث قال:
سجدت له دأباً وأسجد دائماً
…
لدى قبره مستمتعاً للرغائب
…
... لدى قبره أسجد ثم بلغ إلى أبي
…
سلام ابنه في رزئه أي نائب
…
... ويفرض على النساء أن يقبلن يديه ورجليه لدى مقابلته.
ويعتبر نفسه أنه المالك المطلق لكل ممتلكات طائفته المادية والمعنوية .. وكل خارج على إرادته .. أو مناهض لأفكاره وشعائره الإنسانية فإنه يفرض عليه مقاطعة جماعية ..
ويعتقد الداعي الحالي كذلك أنه الممثل الروحي للإله على الأرض .. أي: ظل الله في الأرض.
وقد وقعت حادثة منذ وقت قريب ترينا كيف تعامل العائلة الحاكمة أفراد الطائفة بقسوة بالغة .. وكيف أن حقوقهم المشروعة مهضومة
…
ففي تاريخ 11/ 10/1977م توفيت سيدة عمرها 65 عاما تدعى "سوجرابي" في مدينة جمناجر بولاية جوجارت .. ولم يسمح لأقاربها بدفنها .. لأن زوجها – أكبر علي سليمان جي مكاتي – والبالغ من العمر 73 عاماً والذي لا يزال على قيد الحياة .. قد شارك في مؤتمر للمصلحين قبل خمسة وعشرين عاماً
…
مع أنه قدم الكثير من الاعتذارات إلا أن شبح "البارات" لا يزال يطارد باقي أفراد عائلته.
وبعد تدخل عضوتي البرلمان المركزي في دلهي في الأمر .. "السيدة رانجنكر والسيدة لاجور" وافق الداعي الحالي على دفن الجثة بعد تعفنها على ألا يحضر الجنازة كل من زوجها وأولادها .. أو أي فرد من أقارب المتوفاة .. وعلى أن تدفن دون أن تقام عليها صلاة الجنازة .. وأن تدفن من غير كفن .. ولم يستطع أي فرد أن يحتج أو يعارض أو يجادل في هذا الشأن.
وقد قام الداعي الدكتور محمد برهان الدين بزيارة للعالم الإسلامي والأوروبي ليتفقد مراكز البهرة ومشاريعهم واجتمع مع ممثليه سراً، وقد صرح قائلا:
(سأقوم بجولة في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وبناء عدد من المساجد على الطراز الإسلامي القديم ولقاء المسؤولين فيها وأبناء طائفة البهرة، فكلنا نعمل من أجل رفعة وعزة الإسلام).
وقام بزيارة دول الخليج وقابل الأمراء والشيوخ وكبار رجال الدولة:
وأقيمت له الاحتفالات من قبل جماعة البهرة المنتشرة بدول الخليج وإلقاء المحاضرات والندوات على جماعته، ومن ثم جمع الأموال الطائلة من جماعة البهرة ووزع عليهم البركات والمغفرة وحث على زيادة النشاط والهمم.
وقد قام هذا الرجل الإسماعيلي من قبل بإهداء مقصورة من الفضة الخالصة ومحلاة بآية قرآنية موشاة بالذهب الخالص إلى الضريح المنسوب إلى السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما في مصر
المصدر:
سلسلة ماذا تعرف عن
…
لأحمد بن عبد العزيز الحصين -1/ 365