الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
المماليك البرجية (دولة)
كان «حاجى بن شعبان» آخر سلاطين المماليك من بيت الناصر،
وآخر سلاطين دولة المماليك البحرية فى الوقت نفسه، وكان
«حاجى» صغير السن حين اعتلى عرش السلطنة؛ إذ كانت سنُّه
عشر سنوات، فعُيِّن «برقوق» أتابكًا له، واستغل حداثة سِنِّه
وضعفه، واستدعى الخليفة، والقضاة الأربعة والأمراء، وخاطبهم
«القاضى بدر الدين بن فضل» بقوله: «يا أمير المؤمنين،
وياسادتى القضاة: إن أحوال المملكة قد فسدت، والوقت قد
ضاق، ونحن محتاجون إلى إقامة سلطان كبير تجتمع فيه
الكلمة، ويسكن الاضطراب»، فاستقر الرأى على خلع الملك
الصالح «حاجى» ، وأن يتولى «برقوق» مسئولية البلاد، فاعتلى
عرش السلطنة رسميا، وانتهت بذلك دولة المماليك البحرية بعد أن
حكمت مائة وستا وثلاثين سنة. عُرفت الدولة الجديدة باسم:
«دولة المماليك البرجية» ، لأن سلاطينها كانوا ينتمون إلى لواء
من الجند كان مقيمًا فى أبراج القلعة وأطلق على جنوده اسم
«المماليك البرجية» لتمييزهم عن «المماليك البحرية» الذين كانت
إقامتهم بجزيرة الروضة، وقد عُرف «البرجية» كذلك باسم:
«المماليك الجراكسة» أو الشراكسة، نسبة إلى موطنهم الأصلى
الذى أتوا منه وهو: «ُورُيا» و «بلاد الشركس» (القوقاز)، وفيما
يلىأهم سلاطين هذه الدولة السلطان برقوق [784 - 801هـ =
1382 -
1399م]: السلطان فرج بن برقوق [801 - 815هـ = 1399
- 1412م]: السلطان «شيخ المؤيد» [815 - 824 هـ = 1412 -
1421م]: السلطان ططر [824هـ]: السلطان برسباى [825 - 841 هـ]:
السلطان جمقمق [841 - 857هـ]: السلطان إينال [857 - 865 هـ =
1453 -
1461م]: السلطان خشقدم [865 - 872هـ]: السلطان
قايتباى [872 - 901هـ = 1467 - 1496م]: شهدت السنوات القليلة
التى تلت حكم «قايتباى» عددًا من السلاطين تميز جميعهم
بالضعف وسوء الإدارة، كما تميزت فترات حكمهم بالدسائس
والمؤامرات والفتن والاضطرابات، فقد تولى «السلطان الناصر
محمد بن قلاوون» الحكم عقب وفاة أبيه، وكان صغير السن،
فتولى القائد «قانصوه الخمسمائة» الوصاية عليه فى بداية
عهده، ولكن «الناصر محمد» ترك العرش وتنازل عن السلطنة
حين رأى الدسائس والفتن والاضطرابات من حوله، فتولى من
بعده عدد من السلاطين، كانت مدة حكم كل منهم قصيرة،
فساعد ذلك على زيادة الاضطرابات واشتعالها، وظل الوضع
على ذلك حتى تمكن «قانصوه الغورى» من الوصول إلى
العرش، وهؤلاء السلاطين هم:«قانصوه الأشرفى» ، و «جنبلاط» ،
و «طومان باى الأول» . السلطان قانصوه الغورى
[906 - 922هـ=1501 - 1516م]: السلطان طومان باى الثانى [922 -
923 هـ = 1516 - 1517م]: بعد مقتل «الغورى» بالشام استقر
الرأى على تعيين «طومان باى» ابن أخيه سلطانًا على «مصر» ،
وجلس «طومان باى» على العرش فى فترة كانت شديدة الحرج
فى تاريخ «مصر» ؛ إذ سيطر العثمانيون على الشام، وساءت
الأحوال بمصر بعد هزيمة «مرج دابق» ، ولم يكتفِ العثمانيون بما
حققوا، بل يمموا شطر «مصر» فى محاولة منهم للسيطرة عليها.
حاول «طومان باى» السيطرة على الموقف، وقام بعدة أعمال
فى سبيل تحقيق ذلك، وفض الخصومة التى كانت قائمة بين
المماليك وصالح بينهم، وساعده فى ذلك حب الشعب له لإخلاصه
ووفائه وتفانيه فى خدمة المسلمين. باءت كل محاولات «طومان
باى» بالفشل فى إعادة المماليك إلى قوتهم الأولى التى كانوا
عليها فى عصور النهضة، فقد أنهكتهم الاضطرابات، وقضت
على وحدتهم الفتن، فانتهى الأمر بهزيمتهم على أيدى
العثمانيين فى موقعة «الريدانية» الشهيرة فى ظاهر
«القاهرة» ، ودخل العثمانيون «مصر» ، وحاول المصريون
مساندة «طومان باى» فى هذه الظروف لحبهم الشديد له، إلا
أنهم لم يستطيعوا إيقاف زحف العثمانيين على «مصر» ، فخرج
«طومان باى» إلى «مديرية البحيرة» فى محاولة منه لاستجماع
قوته وجنوده، ولكن العثمانيين تمكنوا منه وقبضوا عليه، ثم
شنقوه على «باب زويلة» سنة (923هـ)، بعدما بذل كل جهوده
وأدى واجبه فى سبيل الدفاع عن دولته، إلا أن ظروف عصره لم
تمكنه من تحقيق ما أراد، فسقطت بذلك دولة المماليك ونظامهم،
ودخلت «مصر» مرحلة جديدة باتت فيها تحت حكم العثمانيين.