الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
بنو مدرار (دولة)
ساهمت الظروف السياسية التى مر بها إقليم «المغرب» عقب
نجاح الثورة التى قادها «ميسرة المضفرى الصفرى» ضد الدولة
الأموية فى سنة (122هـ=740م) فى استقلال «المغرب الأقصى»
وانفصاله عن الحكم الأموى، فأسهم ذلك -إلى جانب اضطراب
الأوضاع فى إقليمى «المغرب الأوسط» و «الأدنى» - فى قيام
تجمع مذهبى فى جنوب «المغرب الأقصى» ؛ هو تجمع
«الصفريين» الذين وجدوا بمنطقة «سجلماسة» المجال المناسب
لإقامتهم، ثم أسسوا مدينة تحمل اسم المنطقة، لتكون نواة لدولة
صفرية، وبايعوا «عيسى بن يزيد بن الأسود» إمامًا لهم، وسانده
«أبو القاسم سمكو» زعيم قبيلة «مكناسة» بمبايعة قبيلته له،
ولكن جماعة «الصفرية» - بعد خمس عشرة سنة- أخذوا عليه
بعض المآخذ، وأنكروا عليه بعض الأمور، وقتلوه فى سنة
(155هـ= 772م)، وقد تولى «أبو القاسم بن سمنون بن واسول
المكناسى بن مدرار» الحكم خلفًا لعيسى، وجعل الحكم متوارثا
فى أفراد «الأسرة المدرارية» حتى سقوط المدينة فى أيدى
الفاطميين، وقد توالى الأئمة بعد وفاة «مدرار» ، حتى جاءت
سنة (174هـ= 790م) فتولى «اليسع بن أبى القاسم» الملقب
بأبى منصور شئون الحكم، وظل فى مقعد الإمامة حتى سنة
(208هـ=823م)، وشهدت المدينة فى عهده ازدهارًا اقتصاديا،
ونفوذًا سياسيا كبيرًا، لذا يعد «اليسع» المؤسس الحقيقى لدولة
«بنى واسول» المعروفة بدولة «بنى مدرار» ، وامتد نجاح
«اليسع» إلى تعمير العاصمة «سجلماسة» ، فشهدت فى عهده
تطورًا واتساعًا، ومات «اليسع» فى سنة (208هـ= 823م). وتولى
«مدرار» خلفًا لوالده فى سنة (208هـ= 823م)، ولقب نفسه
بالمنتصر، وظل بالحكم حتى سنة (223هـ=838م)، ونشب النزاع-
خلال هذه الفترة - بين أبناء «مدرار» ، مما أضعف نفوذهم،
وفكَّكَ وحدة بيتهم. وخلفه «محمد بن ميمون بن مدرار» ، ووافاه
أجله فى سنة (270هـ= 883م)، فتولى من بعده عمه «اليسع بن
مدرار»، ودخل «عبيدالله المهدى» وابنه «القاسم» إلى
«سجلماسة» فى عهده، فلما اكتشف حقيقة أمرهما، قبض
عليهما، وأودعهما السجن، فظلا به حتى أقبل «أبو عبدالله
الشيعى» على رأس قواته وخلصهما، ثم استولى على المدينة
فى سنة (296هـ=909م)، وحاول بعض أفراد البيت المدرارى
استرداد مدينتهم واستعادة حكمهم من قبضة الفاطميين، وقد
حققوا نجاحًا نسبيا فى ذلك، ولكن «جوهر الصقلى» تمكن من
القضاء على مُلكهم فى سنة (347هـ=958م)، وقبض على
«الشاكر بالله» آخر أمرائهم، وأودعه سجن مدينة «رقادة» ،
فمات به فى سنة (354هـ= 965م). وطويت صفحة التاريخ
السياسى لمدينة «سجلماسة» فى القرن الثالث الهجرى.