الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الصفارية (دولة)
أسسها «يعقوب بن الليث الصفَّار» (6) فى بلاد «فارس»
و «خراسان» على أنقاض «الدولة الطاهرية» ، فى عهد «المعتز
بالله» (252 - 255هـ) بعد أن أظهر كفاءة ملحوظة فى محاربة
الخارجين على الخلافة والتخلص من الطاهريين بإذن من الخليفة
العباسى «المعتز بالله» . واستطاع «يعقوب بن الليث» أن يضم
إلى «الدولة الصفارية» كثيرًا من الأماكن التى استطاع السيطرة
عليها فى بلاد «فارس» و «خراسان» وأعلن ولاء دولته - فى
البداية - للخلافة العباسية. وعندما تولى «المعتمد على الله»
الخلافة، أصر أخوه «الموفق» على أن يكون ولاء «الدولة
الصفارية» للخلافة ولاءً تاما لا صوريا، إلا أن «يعقوب بن الليث»
رفض ذلك، وتدهورت العلاقة بين الطرفين، وهدد «يعقوب»
بدخول عاصمة الخلافة وبسط سلطانه عليها، مما أدى إلى
حدوث صدام مسلح بين «الدولة الصفارية» ، والخلافة فى منطقة
«واسط» بالعراق، وكان لظهور الخليفة العباسى «المعتمد» على
رأس جيش الخلافة أثر كبير فى هزيمة «يعقوب بن الليث» ، ورغم
هزيمته فقد استمر فى تحدى الخلافة ورفض التفاهم معها حتى
تُوفى فى «جنديسابور» سنة (265هـ= 879م) ثم تولى رئاسة
«الدولة الصفارية» بعد وفاة «يعقوب بن الليث» أخوه «عمرو بن
الليث»، الذى كان حريصًا على كسب ود الخلافة حتى يؤكد
سلطانه الروحى فى بلاده، فاعترف به الخليفة «المعتمد» واليًا
على «خراسان» و «السِّند» و «سجستان» و «كرمان» و «فارس»
و «أصبهان» ، وعندما تولى «المعتضد» الخلافة بعد وفاة عمه
«المعتمد» أقر «عَمْرًا» على ما فى يده. وقد نشط «عمرو» فى
توسيع حدود دولته وتطلع إلى غزو بلاد «ما وراء النهر» ، حيث
«الدولة السامانية» ، وعبر نهر «جيحون» ولكن السامانيين
تصدوا له بقيادة زعيمهم «إسماعيل بن أحمد السامانى»
وهزموه، وأخذوه أسيرًا إلى الخليفة «المعتضد» الذى سجنه
حتى مات فى سجنه سنة (287هـ= 900م)، وقد تولى زعامة
الصفاريين بعد هزيمة «عمرو» وأسره حفيده «طاهر بن محمد بن
عمرو»، ولكن أحوال الصفاريين تدهورت بشدة خلال هذه الفترة
نتيجة الهجمات المتلاحقة التى شنها عليهم السامانيون، وسقطت
دولتهم سنة (289هـ= 902م). وقد لاحظ المؤرخون أن قادة هذه
الدولة اتبعوا فى حياتهم مبدأ العدالة والمساواة والأخوة، والبعد
عن مظاهر الترف، فكانت حياة رئيس الدولة لا تكاد تختلف فى
مظهرها عن حياة أحد جنوده، وكان العطاء يوزع بالإنصاف
والعدل، وقد ازدهر اقتصاد الدولة نتيجة البعد عن إنفاق الأموال
فى غير وجوهها، فيروى أن «يعقوب ابن الليث» ترك فى خزانة
الدولة عند وفاته ثمانين مليون دينار وخمسين مليون درهم،
ولكن يؤخذ عليه اعتداده بقوته وطاعة جنده فتمرد على الخلافة
وحاول الاستقلال عنها؛ مما زعزع ثقتها به وكان له آثاره
السلبية فى تماسك الدولة واستمرارها.