الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
البرامكة
أسرة فارسية الأصل، اعتنقت الإسلام، وشاركت فى قيام الدولة
العباسية، وتولى أبناؤها المناصب الكبيرة فيها. تُنسب إلى
برمك خادم معبد النوبهار البوذى فى بلخ، وخالد بن برمك أول
برمكى اتصل بالعباسيين، وأصبح من كبار دعاتهم، وأسند إليه
أبو العباس السفاح سنة (132هـ) ديوان الخراج وديوان الجند،
وجعله بمنزلة وزيره، وولاه حكم فارس والرِّى وطبرستان. ولما
تُوفِّى خالد، أسند المهدى أعماله إلى ابنه يحيى بن خالد،
وعهد إليه بالإشراف على دواوين ابنه هارون الرشيد، ولما
تُوفِّى المهدى وتولى الهادى حاول أن يخلع أخاه هارون عن
ولاية العهد، غير أن يحيى بن خالد استطاع أن يصرف الهادى
عن فكرته، فلما آلت الخلافة إلى هارون دفع إلى يحيى بن خالد
خاتم الخلافة، فصار بيده الحل والعقُد، فقلد ابنه الفضل بن
يحيى المشرق كله؛ فأزال ما وقع على الناس من ظلم، ونجح
فىالقضاء على الخارجين على الخلافة، وهو أول من أشعل
القناديل فى المساجد فى أثناء شهر رمضان، كما قلَّد يحيى
ابنه جعفرًا المغرب كله، وأقام هو بحضرة الرشيد، إذ أذن له
الرشيد بالنظر فىالمظالم، وأن يظهر اسمه على سِكَّة الخليفة
(العملة)، كما عهد إليه بتأديب ابنه المأمون، وأسند إلى الفضل
بن يحيى تربية الأمين، وتولى موسى بن يحيى الشام سنة
(176هـ)، وتولى محمد بن خالد أخو يحيى منصب الحجابة فى
بلاط الخلافة. وظل يحيى بن خالد وأولاده يتولون أمور الدولة
سبعة عشر عامًا، كانوا خلالها المتصرفين فى جميع شئون
الدولة، حتى إذا كانت سنة (187هـ) فنكبهم الرشيد نكبتهم
المشهورة، بعد أن بلغوا من القوة والسلطان مبلغًا عظيمًا،
فسعى لنكبتهم بالتدرج؛ فعزل محمد بن خالد بن برمك عن
الحجابة، وقلدها الفضل بن الربيع، وبعد عودته من الحج سنة
(186هـ) نزل ناحية العُمر بالأنبار، وأمر خادمه مسرورًا بقتل
جعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد وابنه الفضل ومصادرة
أموالهم وممتلكاتهم، ولم يستثنِ الرشيد من ذلك سوى محمد بن
خالد وولده وأهله وخدمه. والسبب الرئيسى وراء النكبة خفى؛
وإن كان للفضل بن الربيع فى ذلك اليد الطولى. وقد اتهم عددٌ
من المؤرخين البرامكة بالزندقة، كالبغدادى وابن النديم وأنهم
من باطنية المجوس. وقد عُنِىَ البرامكة بالعلم والأدب أيما عناية،
ونهضوا بشئون الثقافة وتدبير الحكم فبلغت الإدارة فى ظل
البرامكة ذروة التنظيم؛ وكانوا طليعة نهضة فكرية.