الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الأفطس (بنو)
أسرة أندلسية، قيل: إن أصولها عربية ترجع إلى قبيلة تَجِيب
العربية الأصل، ولكن غالبية المؤرِّخين ينسبونها إلى قبيلة
مكناسة البربرية، التى استقرت بمنطقة فحص البلوط جنوبى
قرطبة. وترجع بداية ظهور هذه الأسرة إلى عبد الله بن محمد بن
مسلمة بن الأفطس، الذى استعان به سابور العامرىّ بعدما سيطر
على مدن بطليوس وإشبونة وقلمرية، فتفتحت ملكاته وخبراته
فى الإدارة؛ فآل إليه الأمر بعد وفاة سابور العامرىّ. واستقل
ابن الأفطس بهذه المملكة الصغيرة اعتبارًا من سنة (413 هـ)
وتلقب بالمنصور ولم يصعب عليه التخلص من ابنى سابور. وكان
موقع مملكة بطليوس يجعلها مطمعًا للممالك المجاورة لها،
بالإضافة إلى تطلع نصارى الشمال الدائم إلى السيطرة عليها
هى وغيرها، فتصارعت مملكتا بطليوس وإشبيلية بسبب
تنافسهما فى الاستيلاء على مدينة باجة. وظل الصراع بين
المملكتين إلى أن وحدهما الخطر الصليبى. وفى سنة (427 هـ)
تولى أمر بطليوس محمد بن عبد الله بن الأفطس، الذى لُقِّب
بالمظفر بعد وفاة أبيه، وقد كان عالِمًا فارسًا شجاعًا، استطاع
مقاومة الضربات الشديدة التى وجهها إلى دويلته المعتضد بن
عباد، حاكم إشبيلية، والمأمون صاحب طليطلة. وهذه الحروب
أدت إلى ضعف الممالك الأندلسية الإسلامية، وطمع فرناندو ملك
قشتالة فيها جميعًا. وبالفعل، فقد اجتاح فرناندو شمالى
بطليوس دون ممانع له، ثم شنترين وأَُجبر ابن الأفطس على
الصلح ودفع الجزية، وعلى الرغم من هذا غزا القشتاليون
قلمرية، وهى من كبرى مدن غربى الأندلس، وأوقعوا بأهلها
مذبحةً رهيبةً، وأجبروهم على إخلاء جميع الأراضى المتاخمة
لمملكتهم. ولم يستطع ابن الأفطس صدَّ عدوان النصارى، فلما
توفِّى سنة (461هـ) خلفه ولدُه يحيى الملقب بالمنصور؛ فنازعه
أخوه عمر واستمر تصارعهما إلى أن توفِّى يحيى بن المنصور
سنة (464 هـ) فانفرد عمر بالأمر، ولقب بالمتوكل على الله،
فحسنت إدارته وأصبح من أشهر أمراء الطوائف عامةً وأبقاهم
ذِكرًا. وكان من مواقفه أنه كان عونًا لأهل طليطلة ونجدة لهم،
حين شدد ألفونسو السادس على طليطلة، وعندما استولى
ألفونسو السادس على طليطلة شارك عمر فى الكتابة إلى
يوسف بن تاشفين، أمير المرابطين يستنجد به، فانتهى الأمر
بمواجهة حاسمة بين القشتاليين من جهة وقوات المرابطين
وقوات دويلات الطوائف الإسلامية بالأندلس من جهة أخرى فى
موقعة عظيمة، عرفت باسم الزلاقة شمالى بطليوس فانتصر
المسلمون، وامتد بقاؤهم على أرض الأندلس عدة قرون أخرى،
فلما ظهر الخلاف مرة ثانية بين ملوك الطوائف، لم يتردد ابن
تاشفين فى خلعهم عن عروشهم وتوحيد دولة الإسلام فى
المغرب والأندلس. وتم فتح بطليوس للمرابطين سنة (488 هـ).
وهكذا سقطت دويلة بنى الأفطس، وانتهت أسرتهم التى حكمت
فى غربى الأندلس ما يقرب من ثمانين عامًا، كان لهم خلالها أثر
سياسى وأدبى مهم فى تاريخ هذه المنطقة.