الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - باب الوتر بركعة وأكثر من ذلك
روى مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بواحدة.
وروى ابن أبي ذئب عن عروة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم في ركعتي الوتر.
وروى مالك عن عبد الله بن أبي قطن عن أبيه عن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن زيد بن خالد الجهني: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة.
وروى شعبة وهمام عن قتادة عن أبي مجلز عن ابن عمر وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الوتر ركعة)).
وروى زهير بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن كريب
عن الفضل بن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة.
وروى ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((افصل بين الركعتين والركعة)).
وروى أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث عشرة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع.
وأما ابن فضيل فقال عن الأعمش عن عمارة عن يحيى بن الجزار عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع فلما أسن وثقل أوتر بسبع.
وروى الكوفيون عن شعبة عن قتادة عن سعد بن هشام عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر.
وروى سفيان بن حسين عن الزهري عن عطاء بن يزيد
عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوتر بخمس، فإن لم تستطع فبثلاث، فإن لم تستطع فبواحدة)).
وروى السري بن إسماعيل عن الشعبي عن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما صلاتك بالليل؟ فقال: ((ثماني ركعات، والوتر ثلاث ركعات)).
وروى أبو عاصم عن ميمون أبي عبد الله عن ثابت عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث.
وروى أبو بكر النهشلي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن الجزار عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى سبعاً أو خمساً، أوتر بهن ثم سلم.
وروى حجاج بن أرطاة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث.
وروى إسرائيل عن منصور عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبع أو خمس لا يفصل بينهن.
وروى هشام عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس لا يسلم إلا في آخرهن، ولا يجلس إلا في آخرهن.
وروى شعبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسعٍ لا يجلس إلا في آخرهن، ولا يسلم إلا في آخرهن.
فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة، والأحاديث الأولى هي أثبت وأصح مخارجاً، وإياها يختار أهل المعرفة بالعلم وصحة الأسانيد، وأما حديث الأعمش فقد اضطرب فيه، فقال
مرة: عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة، وقال مرة: عن عمارة عن يحيى بن الجزار عن عائشة، وفي الكلام أيضاً اختلاف، وقد بينا ذلك، ويحيى بن الجزار لم يلق واحداً منهما.
وأما حديث سعد بن هشام عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر، فإني سمعت أبا عبد الله رضي الله عنه يقول هو خطأ.
وأما حديث أبي أيوب فإن الثقات رووه عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب موقوفاً غير مرفوع.
وأما حديث خيثمة عن أبيه ففي إسناده رجل متروك.
واختلفوا فيه أيضاً عن أبي عاصم فرفعه بعضهم ولم يرفعه بعضهم.
وأما حديث يحيى بن الجزار عن ابن عباس فهو من أضعفها لأن ابن عباس قد اشتهرت عنه الرواية أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الوتر واحدة)) من وجوه صحاح، وكان هو يؤكد ذلك ويأمر به.
وحديث يحيى بن الجزار عن ابن عباس عندنا غير متصل.
وكذلك حديث محمد بن قيس عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عندي مدفوع بأنه قد روى شعبة عن قتادة عن أبي مجلز عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه، وهمام عن قتادة عن أبي مجلز عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك حديث عطاء أن ابن عباس قال له: ألا أعلمك الوتر؟ فصلى ركعة.
ومن ذلك أنه ذكر له أن معاوية أوتر بركعة فقال: أصاب السنة.
وأما حديث عمران بن حصين، فإن حجاجاً أخطأ فيه، وإنما الحديث عن قتادة عن زرارة عن ابن أبزى مرسلٌ، قال: وسمعت أبا عبد الله يذكر أنه خطأ.
وأما حديث منصور عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن أم سلمة فإنه حديث مضطرب، مختلفٌ فيه، قد اختلف فيه عن منصور وخولف فيه أيضاً منصور، ولا أعلم أحداً ذكر فيه ابن عباس غير إسرائيل وبعضهم يجعله عن عائشة وميمونة،
وبعضهم يوقفه ولا يرفعه، فهو حديثٌ واهٍ.
وأما حديث هشام عن أبيه عن عائشة، وحديث سعد بن هشام عن عائشة، فإن الزهري أثبت من روى عن عروة عن عائشة في هذا الباب، وهو الذي ذكرناه أول الباب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بواحدة، فهذا أصلح ما في ذلك، ولم يصح في الوتر بثلاثٍ فما زاد من غير تسليمٍ حديثٌ واحدٌ، ولا أكثر منه، وتلك الأحاديث أكثرها صحاح.