الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 - باب الصلاة الوسطى
روى الأعمش عن أبي الضحى عن شتير بن شكل عن علي رضي الله عنه: أن المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر، قال:((شغلونا عن الصلاة الوسطى)).
وكذلك روى عاصم عن زر عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وشعبة عن قتادة عن أبي حسان عن عبيدة عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة الوسطى صلاة العصر)).
وروي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة.
وروى مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن
أبي يونس عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرته أن يكتب لها مصحفاً، فأمرته أن يكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) وقالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث في ظاهره كأنه مخالف لسائر الأحاديث، وليس كذلك، ولكن الوجه فيه: أن الله عز وجل إنما ذكر الصلاة الوسطى وأمر بالمحافظة عليه أمراً بعد أمر، فقال:{حافظوا على الصلوات} ، فلا يشك أنه قد دخل في ذلك صلاة العصر لأنها من الصلوات، ثم قال:{والصلاة الوسطى} .
فأمر بالمحافظة عليها أمراً ثانياً، ثم قال:(وصلاة العصر) توكيد بعد توكيد.
والدليل على ذلك ظاهر الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي العصر.
ومما يبين ذلك أن عائشة نفسها قد قالت: إن الصلاة الوسطى هي العصر: كذلك روى محمد بن عمرو عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: صلاة الوسطى هي صلاة
العصر.
وروى سليمان التيمي عن قتادة عن أبي أيوب عن عائشة قالت: صلاة الوسطى هي العصر.
فهذا يبين لك أن تأويل الآية التي ذكرت عائشة أنها سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وصفنا.