الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
57 - باب صوم يوم الجمعة
روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده)).
وفي النهي عن صوم يوم الجمعة، مفرداً أحاديث منها:
حديث جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة، فقال لها:((أصمت أمس؟)) قالت: لا، قال:((أفتريدين أن تصومي غداً؟)).
قالت: لا، قال:((فأفطري)).
ومن ذلك حديث بشير بن الخصاصية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر)).
وروى ليث عن عمير بن أبي عمير عن ابن عمر قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مفطراً يوم جمعة قط.
وروى الحسن بن أبي جعفر عن أيوب عن محمد عن ابن عمر قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة قط صائماً.
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها.
ومع ذلك أيضاً ما ذكر من فضل يوم وإفطار يوم، فقد يصوم يوم الجمعة في ذلك مفرداً، إذا كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، لأنه ربما وقع فطره يوم الخميس وصومه يوم الجمعة.
فوجه أحاديث النهي عن تفرد صوم يوم الجمعة إنما هو على التعمد لذلك، يريد أن تتعمد صوم الجمعة تلتمس فضيلته، فهذا هو المنهي عنه.
فأما الذي يلتمس الفضيلة في صوم يوم وإفطار يوم، فيوافق ذلك صوم يوم الجمعة خاصة، فليس بالمنهي عنه.
وأما الحديثان اللذان ذكرنا عن ابن عمر في هذا الباب فكلاهما واهٍ، وقد روي عن عدة من التابعين أنه لا بأس إذا كان يصوم يوماً ويفطر يوماً أن يصوم الجمعة وحده.