الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمدلله حتى يرضى والحمد لله إذا رضي، والحمد لله بعد الرضى، وصلى الله وسلم وبارك على خير ولد آدم سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين أما بعد:
فإني سأحاول في هذا البحث أن أطرح طرحا موضوعيا يبين للقارئ الكريم هدي أحد أئمة المسلمين وأئمة آل البيت وهو الإمام محمد بن علي بن الحسين المعروف بـ «الباقر» ، أما اختياري لهذا البحث وهذه الشخصية تحديداً فكان لعدة أسباب منها:
أولا: ندرة الكتب التي استقصت كل ما ورد عن الإمام الباقر من روايات صحيحة على المستوى العقائدي والفقهي والأخلاقي، وندرة الكتب التي تحدثت عن شخصية هذا الإمام بموضوعية ودون مبالغة أو تقصير.
ثانياً: الدفاع عن هذا الإمام والذبّ عنه وعن آل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم خاصة، وعن الإسلام عامة، فقد نُسبت للإمام «الباقر» أباطيل اتخذها أصحاب الأهواء رداءً يلتحفون به، وجعلوها ملجأً يلتجئون إليه لتبرير شذوذهم وضلالهم، ثم لبّسوا على عامة المسلمين وجعلوا هذا الشذوذ والضلال ديناً يتقربون به إلى الله وجعلوا من اسم «الباقر» وغيره من أئمة آل البيت ومن
العاطفة التي تربط المسلمين بآل بيت نبيهم، جوازاً لتمرير هذه البدع والضلالات على قلوب وعقول أهل القبلة.
ثالثاً: الحب الذي يكنّه كل مسلم لمن ينحدر من نسل نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه والذي يحثنا على التعرّف على ترجمة أعلام بيت النبوة واستطلاع سيرتهم الطيبة العطرة، والاقتداء بهديهم والسير على نهجهم المستقى من نهج سيدهم وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فمن كان صادقاً في حب النبي وآل بيته الكرام صلوات الله وسلامه عليهم فينبغي عليه أن يقتدي بهم ويتبعهم وأن لا يسمح للهوى وللتعصب أن يُبعدانه عن هدي من يحب، ورحم الله القاضي عياض إذ يقول: «اعلم أنّ من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تظهر علامات ذلك عليه وأولها: الاقتداء به واتباع سنته واتباع أقواله وأفعاله والتأدب بآدابه في عسره ويسره، قال تعالى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(1)
».
وقد تعرضت خلال بحثي في سيرة «الباقر» رضي الله عنه إلى صدمات عدّة وذلك بسبب الكمّ الهائل من الأحاديث المفتراة التي أُلصقت بهذا الإمام فجعلتُ منهجي في معرفة الحقّ ومعرفة منهج وسلوك وتراث هذا الإمام، هو قول
(1)
الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/ 24.
«الباقر» : «كلّ شيءٍ خالف كتاب الله ردَّ إلى كتاب الله والسنة» ، فجعلت كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة الميزان، فما كان راجحاً في كفتهما لم أجد ضيرا في قبول نسبته إلى «الباقر» ، وأما ما خالفهما فقد نزَّهت الإمام الباقر عنه وعلمتُ يقينا بأنه من الأباطيل المفتراة عليه وقد ضربت أمثلة لبعض هذه الإفتراءات مع الرد عليها نقلاً وعقلاً، ولا أزعم أني قد استوفيت جميع الجوانب في حياة هذا الطود الشامخ وإنما اجتهدت قدر الطاقة فما كان حقا وصوابا فمن الله وحده الرحمن ذي المنن وأما ما كان خطأً فمن نفسي ومن الشيطان وأسال الله العفو والمغفرة.
ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساندني وعاونني في إتمام هذا البحث وأخصّ بالذكر أخويّ الفاضلين الشيخ الكريم محمد سالم الخضر والشيخ الكريم علي بن حمد التميمي، اللذين كانا مرجعاً لي بعد الله تعالى فلولا جهودهما الكريمة لما تمكنت من إتمام هذا البحث وأسأل الله جل وعلا أن يجعل ما كتبنا في ميزان حسناتنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأسأله عز وجل أن يلهمنا التوفيق والسداد لما يحبه ويرضاه، وأن يجمعنا مع آل النبي وصحابته في دار الرضوان مع النبيين والشهداء والصالحين.
الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ورضوانه
بدر محمد باقر