الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب الأخذ بالتفسير الباطني
1 -
القول بالإمامة وأنّ الإيمان بوجود أوصياء واجب، وأن منكر الإمامة كافر، بل لا يُقبل عملٌ لمن لا يعتقد بالعصمة والإمامة، ولاينفعه توحيد ولاصلاة ولاصيام ولاقيام ولاحُسن خلق، فحاجّهم الناس بقولهم: إن كان للإمامة في دين الله هذه المنزلة، وإن كانت تفوق باقي أركان الدين فلِمَ لمْ تذكر في القرآن؟ فلجؤوا إلى التأويل الباطني، بل وتعدوا ذلك إلى القول بالتحريف كما مر وسيمر.
2 -
ثناء الله تعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه العزيز وما فيه من هدم لنظرية غصب الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهذه المدائح تفنِّد مزاعمهم، فلم يكن لهم مخرج من ذلك إلا القول بالتأويل الباطني.
3 -
الجهل والتعصُّب الأعمى والغلو، دفعت بعض الجُهال إلى وضع أحاديث تؤوِّل القرآن تأويلاً باطنياً، ومنهم من يعتقد أنَّه ب ذلك ينصر دين الله تعالى حتى قال القائل منهم «نحن لا نكذب على النبي وإنما نكذب له» ، وهؤلاء ممن ساروا على مقولة «أطفئ عقلك ثم اعتقد» أو على قول «اعتقد ثم ابحث عمَّا يؤيِّد معتقدك» فخالفوا جميع النصوص الصريحة الواضحة، ولم يجدوا نصوصاً تدعم هذا المعتقد فسعوا إلى الملجأ الأخير وهو الكذب على أهل البيت والكذب على الله جل جلاله.
4 -
ذكر من هم أقل شأناً من الأئمّة بزعمهم، كالأنبياء- فهم يعتقدون بأفضلية الأئمّة على الأنبياء- وكأصحاب النبيِّ فمن أصحاب النبي من ذُكر جهرا في
القرآن كزيد أو تعريضاً كالصديق رضي الله عنه، بل وذكر النحل والنمل والدواب والأنعام، فكيف لا يُذكر الأئمة؟ فلم يجدوا مخرجاً إلَّا بهذا الافتراء.
5 -
أنَّ هؤلاء لايجدون حرجاً أبداً من الكذب من أجل اعتقادهم، وللتلبيس على العامّة، بل استحلال الكذب عندهم دين.
6 -
الفوائد الدنيوية الزائلة التي تتحقق لهم بهذه الادعاءات من أموال أو تعظيم في مجالس العامة.
7 -
العداء الواضح لدين الله، فإنّ أعداء هذا الدين والحاقدين عليه من اليهود والنصارى والمجوس لم يستطيعوا أن يقهروا هذا الدِّين بالسلاح والقتال، فسعوا إلى إفساد معتقد أهل هذا الدين بإدخال هذه التأويلات، التي تُبعدهم عن دين الله، بل وتحقِّر كتاب الله في نظرهم، فما قيمة كتاب لا يعلم أحد تأويله؟ وما قيمة هذا الكتاب الذي لا يؤوَّل إلا بقول الإمام؟ بل وما قيمته إن كان من يفسره على ظاهره هو ضال مُضل؟ أهناك طعن يفوق هذا الطعن في كتاب الله؟.
8 -
هذه التأويلات تبعد الناس عن أصول الدين، وتبعدهم عن العبادات فعندما تفسَّر العبادات بالأئمة وحبّهم، عندما يفسّر الكُفر والفسق والفحشاء بالصحابة!، فإذاً لا يكون هناك خطر على محب الأئمة من النار.
وهذا الحب المزعوم لا يكون إلا بتأليه هؤلاء الأئمّة وهذا كحبِّ النصارى لعيسى عليه السلام، ومن المعلوم أن حب النصارى لعيسى لم يُغْنِ عنهم من الله
شيئا، بل لُعنوا في كتاب الله لأنَّهم غلوا بحب نبيِّهم، فكيف بمن غلا بحب من هم دون الأنبياء؟.