الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم ومواعظ سبقه إليها غيره
بعد إيرادنا صنوفا من الحكم التي جرت على لسان الإمام «الباقر» رضي الله عنه، والتي رواها عنه العلماء الثقات الأثبات، سنأتي الآن على بعض الحكم التي نسبت إليه وليست من كلامه، كبعض الأحاديث النبوية الشريفة، وحِكم الصحابة أو التابعين رضوان الله تعالى عليهم، فمنها:
الحكمة الأولى: روي عن «الباقر» قوله: «كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث عيون، عين سهرت في سبيل الله، وعين فاضت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله»
(1)
.
وأصله ما رواه أبو ريحانة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حرمت النار على عين دمعت من خشية الله حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله، قال: ونسيت الثالثة، قال أبو شريح: و سمعت بعد أنه قال: حرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو عين فقئت في سبيل الله»
(2)
.
الحكمة الثانية: روى المجلسي عن «الباقر» أنه قال: «إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلّبها كيف يشاء ساعةً كذا، وساعةً كذا»
(3)
.
(1)
معدن الجواهر ص (34).
(2)
سنن الدارمي كتاب (الجهاد) باب (في الذي يسهر في سبيل الله غازيا) حديث رقم (2293).
(3)
بحار الأنوار (76/ 53) باب (القلب من الجسد بمنزلة الإمام من الناس).
وأصله ما رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك فقلت: يا رسول الله آمنّا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء»
(1)
.
الحكمة الثالثة: أورد اليعقوبي قول «الباقر» رضي الله عنه: «إنّ الله عز وجل يبغض اللعان السباب، الطعان الفحاش المتفحش، السائل الملحف، ويحب الحيي الحليم، العفيف المتعفف»
(2)
.
وأصله ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ الله يحب الحيي العفيف الحليم ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف»
(3)
.
الحكمة الرابعة: وروى ابن بابويه القمي عن الإمام «الباقر» ما نصه: «ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب، والطعن في الأحساب، والاستسقاء بالأنواء»
(4)
.
(1)
سنن الترمذي كتاب «القدر» باب «ما جاء أن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن» حديث رقم (2066) وقد صححه الألباني.
(2)
تاريخ اليعقوبي (2/ 320).
(3)
مصنف ابن أبي شيبة (6/ 92) باب (ما ذكر في الحياء وما جاء فيه) حديث رقم (6).
(4)
معاني الأخبار لابن بابويه القمي ص (326).
وأصله قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام: النياحة والاستسقاء بالأنواء والتعاير»
(1)
.
الحكمة الخامسة: وروى النوري الطبرسي عن «الباقر» أنه قال: «الكذب كله إثم إلا ما نفعت به مؤمنا، أو دفعت به عن دين المسلم»
(2)
.
وأصله ما رواه جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «
…
والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مؤمناً ودفعت به عن دين وإنّ في الجنة لسوقاً ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها»
(3)
.
الحكمة السادسة: روى زين الدين العاملي عن «الباقر» قوله: «إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه - أو قال- على حسب دينه»
(4)
.
وأصله ما رواه الإمام أحمد بسنده عن سعد رضي الله عنه قال: «يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل حتى يبتلى العبد على قدر دينه ذاك فإن كان صلب الدين ابتلى على قدر ذاك وقال مرة أشد بلاء وإن كان في دينه رقه ابتلى
(1)
صحيح ابن حبان (7/ 410) فصل (في النياحة ونحوها)، صححه شعيب الأرنؤوط
(2)
مستدرك الوسائل (9/ 94) باب (جواز الكذب في الإصلاح دون الصدق في الفساد) حديث رقم (10318).
(3)
المعجم الأوسط (6/ 18).
(4)
مسكن الفؤاد لزين الدين العاملي ص (51).
على قدر ذاك وقال مرة على حسب دينه قال فما تبرح البلايا عن العبد حتى يمشى في الأرض يعنى وما إن عليه من خطيئة»
(1)
.
الحكمة السابعة: روى زين الدين العاملي عن «الباقر» قوله: «الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذاتها وشهواتها دخل النار»
(2)
.
وأصله حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «حُفّت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات»
(3)
.
الحكمة الثامنة: روى عباس القمي عن الإمام «الباقر» قوله: «الحياء والإيمان مقرونان في قرن، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه»
(4)
.
وأصله ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الحياء والإيمان قُرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر»
(5)
.
(1)
مسند أحمد بن حنبل مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند أبي اسحاق سعد بن أبي وقاص حديث رقم (1473).
(2)
مسكن الفؤاد ص (51).
(3)
صحيح مسلم كتاب (الجنة وصفة نعيمها واهلها) حديث رقم (5049).
(4)
الأنوار البهية ص (144).
(5)
الأدب المفرد (1/ 278) باب الحياء حديث رقم (1350)، صححه الألباني.
الحكمة التاسعة: روى المجلسي عن «الباقر» قوله: «ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله: من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له»
(1)
.
وأصله حديث روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثلاث من أخلاق الإيمان من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له»
(2)
.
الحكمة العاشرة: روى المجلسي عن الإمام «الباقر» قوله: «إذا رأيت مبتلى فقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى كثير ممن خلق تفضيلاً»
(3)
.
وأصله حديث عمر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضّلني على كثير ممن خلق تفضيلاً إلا عوفي من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش»
(4)
.
(1)
بحار الأنوار (68/ 359) الباب (الثامن والثمانون) حديث رقم (5).
(2)
المعجم الصغير للطبراني (1/ 61)، ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد.
(3)
بحار الأنوار (90/ 218) باب (ما يقال عند رؤية اليهودي والنصراني والمجوسي وأهل البلاء).
(4)
سنن الترمذي (كتاب الدعوات) باب (ما يقول إذا رأى مبتلى) حديث رقم (3353)، قال أبو عيسى هذا حديث غريب.
الحكمة الحادية عشر: روى المجلسي في بحاره عن الإمام «الباقر» قوله: «يُهلك الله ستا بست الأمراء بالجور والعرب بالعصبية والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة وأهل الرستاق
(1)
بالجهل، والفقهاء بالحسد»
(2)
.
وأصل هذا القول حديث ابن عمر وأنس أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ستة يدخلون النار قبل الحساب بسنة، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: الأمراء بالجور والعرب بالعصبية والدهاقين بالتكبر والتجار بالخيانة وأهل الرُستاق بالجهالة والعلماء بالحسد»
(3)
(4)
.
الحكمة الثانية عشر: روى المجلسي في البحار عن «الباقر» رضي الله عنه قوله: «من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه، نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه الله في الدنيا والآخرة»
(5)
.
(1)
إسم مدينة في فارس.
(2)
بحار الأنوار (75/ 207).
(3)
إحياء علوم الدين (3/ 188).
(4)
قال عنه العراقي في (تخريج إحياء علوم الدين 7/ 233)«أخرجه أبو منصور الديلمي من حديث ابن عمر وأنس بسندين ضعيفين» .
(5)
بحار الأنوار (72/ 226) باب (في أن الغيبة تتنوع بعشرة أنواع).
وأصله ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من اغتيب عنده أخوه فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة فإن لم ينصره أذله الله في الدنيا والآخرة»
(1)
.
الحكمة الثالثة عشرة: أورد الحر العاملي في «الأصول المهمة» قول الإمام «الباقر» : «تذاكر العلم ساعة خير من قيام ليلة»
(2)
.
وأصله قول الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه: «مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة»
(3)
.
الحكمة الرابعة عشرة: روى اليعقوبي عن «الباقر» رضي الله عنه قوله: «لو صمت النهار لا أفطر، وصليت الليل لا أفتر، وأنفقت مالي في سبيل الله علقاً علقاً، ثم لم تكن في قلبي محبة لأوليائه، ولا بغضة لأعدائه، ما نفعني ذلك شيئاً»
(4)
.
وأصله قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «والله لو صمت النهار لا أفطره وقمت الليل لا أنامه وأنفقت مالي غلقاً غلقاً في سبيل الله أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعة الله وبغض لأهل معصية الله ما نفعني ذلك شيئا»
(5)
.
(1)
السلسلة الضعيفة (11/ 271).
(2)
الفصول المهمة في أصول الأئمة (1/ 479).
(3)
تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 41).
(4)
تاريخ اليعقوبي (2/ 320).
(5)
إحياء علوم الدين (2/ 160).
الحكمة الخامسة عشرة: روى عباس القمي عن «الباقر» رضي الله عنه قوله: «الكمال كل الكمال التفقه في الدين، والصبر على النائبة، وتقدير المعيشة»
(1)
.
وهي من أقوال عم أبيه الإمام محمد بن علي بن أبي طالب «ابن الحنفية»
(2)
.
الحكمة السادسة عشرة: روي عن «الباقر» قوله: «إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول ولا تقطع على أحد حديثه»
(3)
، وهذه الحكمة هي من أقوال الحسن البصري رحمه الله تعالى
(4)
.
الحكمة السابعة عشرة: أورد النيسابوري عن «الباقر» رضي الله عنه قوله: «الدنيا دول فما كان لك فيها أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك أتاك ولم تمتنع منه بقوة ثم أتبع هذا الكلام بأن قال: من يئس مما فات أراح بدنه ومن قنع بما أوتي قرت عينه»
(5)
.
(1)
الأنوار البهية ص (143).
(2)
تاريخ دمشق (54/ 337).
(3)
بحار الأنوار (1/ 222).
(4)
انظر البيان والتبيين (1/ 356).
(5)
روضة الواعظين ص (441).
وأصلها قول أكثم بن صيفي: «الدنيا دُوَل فما كان منها لك أتاك على ضَعْفك وما كان منها عليك لم تَدْفَعْه بقوتك وسُوءُ حمل الغنى يْورِثُ مرحاً وسوء حمل الفاقة يضع الشرفَ والحاجة مع المحبة خيرٌ من البغضة مع الغنى والعادة أمْلَكُ بالأدب»
(1)
.
الحكمة الثامنة عشرة: روى الفتال النيسابوري عن «الباقر» قوله: «ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح السيئات بعد الحسنات»
(2)
.
وأصله قول عون بن عبد الله بن عتبة: «ما أقبح السيئات بعد السيئات وما أحسن الحسنات بعد السيئات وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات»
(3)
.
(1)
مجمع الأمثال (1/ 337).
(2)
روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص (414).
(3)
حلية الأولياء (4/ 249).