الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي أنطق به، وأمَّا الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما»
(1)
.
ومن المعلوم أنَّ الإمام «الباقر» رضي الله عنه لم يكن متفرداً عن إخوته بالتقوى والصلاح والعلم والرفعة بل إنَّ بيت الإمام علي بن الحسين بما فيه من مراقبة الله تعالى والاقتداء بهدي خير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أخرج لأمَّة الإسلام أعلاماً يُقتدى بهم ويهتدي المسلم بالسير على نهجهم ومنهم:
1 - زيد بن علي بن الحسين:
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين الهاشميّ العلويّ المدنيّ أخو أبي جعفر محمد وعبد الله وعمر وعلي والحسين وهو ابن أمَة.
روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر «الباقر» وعروة، وعنه ابن أخيه جعفر بن محمد وشعبة وفضيل بن مرزوق والمطلب بن زياد وسعيد بن خثيم الهلالي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون سواهم.
قال عنه الذهبي: «وكان أحد العلماء الصلحاء بدت منه هفوة فاستشهد فكانت سبباً لرفع درجته في آخرته»
(2)
.
(1)
الناصريات للشريف المرتضى (ص 64).
(2)
تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 105).
وكان الإمام زيد رضي الله تعالى عنه عالماً بكتاب الله تعالى وله تفسير ألقاه على بعض النقلة عنه وهو في حبس هشام بن عبد الملك وفيه من العلم والاستشهاد بكلام العرب حظٌّ وافر.
و يقال: إنَّه كان إذا تناظر هو وأخوه محمد «الباقر» اجتمع الناس بالمحابر يكتبون ما يصدر عنهما من العلم رحمهما الله تعالى ورضي عنهما
(1)
.
(2)
.
وقد مدحه كثيرٌ من أهل زمانه، ووردت طعونات فيه ولكنّها كانت من أهل الأهواء والمذاهب الفاسدة الكاسدة.
(1)
تفسير الألوسي (24/ 122).
(2)
تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 106).
وروي أن عمرو بن القاسم دخل على جعفر «الصادق» وعنده قوم، فقال له:«إنّ هؤلاء يبرؤون من عمّك زيد، فقال «الصادق» : برئ الله ممن برئ منه كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم ما ترك فينا مثله»
(1)
.
وهذا المدح من «الصادق» لعمِّه زيد يدل على حب «الصادق» لزيد وإجلاله له وعلو شأنه في بني هاشم في زمنه رضي الله عنه وعن أبيه وجده.
(2)
.
وهذا الموقف مثالٌ بسيطٌ على قوة الإمام زيد بن علي وشجاعته وظهور حجته.
(1)
تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 106).
(2)
تاريخ دمشق (19/ 468).
وقد كان رضي الله عنه محبّاً للصحابة وعلى رأسهم الشيخين أبي بكر وعمر غير آبهٍ بخذلان أهل الأهواء له فروي عنه قوله: «كان أبو بكر إمام الشاكرين ثم تلا: {سَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}»
(1)
.
وقال كثير النوا: «سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: «تولَّهما وابرأ ممن تبرأ منهما»
(2)
.
وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال: «البراءة من أبي بكر براءة من علي»
(3)
.
وعن فضيل بن مرزوق قال: «قال زيد بن علي بن الحسين بن علي: أمّا أنا فلو كنت مكان أبي بكر حكمتُ بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك»
(4)
.
وعن محمد بن سالم قال: «كان عندنا زيد بن علي مختفياً، فذكر أبو بكر وعمر فجاء بعض الاعتراض، فقال زيد: مه يا محمد بن سالم! لو كنت حاضراً ما كنت تصنع؟ قال: أصنع كما كان يصنع علي، قال: فارض بما صنع علي»
(5)
.
(1)
تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 107).
(2)
تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 107).
(3)
تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 107).
(4)
البداية والنهاية (5/ 310).
(5)
تاريخ دمشق (19/ 463).