الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الأجر على زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ ثم أين هذا الفعل من الحديث الذي يرويه عليٌّ رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تتخذوا قبري عيداً، ولا تتخذوا قبوركم مساجد، ولا بيوتكم قبورا»
(1)
.
لمز وطعن في الأنبياء
!:
- روى الكليني بسنده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إلى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} ، قال:«عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده، فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سمي أولوا العزم أولي العزم لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والإقرار به»
(2)
.
قلت: طعن الراوي بجميع الأنبياء، واستثنى أولي العزم، فجعل تسميتهم بأولي العزم عائد على إيمانهم بسيدنا محمد وبأوصياء من بعده غير موجودين إلا في مخيلة هذا الراوي، وأما من لم يكن من أولي العزم فهو لم يؤمن بمحمد والأوصياء، وحق لنا أن نتسائل هل هذا المفتري أكمل إيماناً من الأنبياء؟ فهو مؤمن بمحمد وأوصيائه
(1)
مستند الشيعة للنراقي (3/ 283) والحديث في مستدرك الوسائل للطبرسي (2/ 379) وفي بحار الأنوار للمجلسي (34/ 332) وفي جامع أحاديث الشيعة للبروجردي (4/ 383) وفي مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (8/ 374) و في كنز الفوائد للكراجكي ص (265)، و في غيرها من الكتب.
(2)
الكافي للكليني (1/ 416) باب (نكت ونتف من التنزيل في الولاية) حديث رقم (22).
بينما سيدنا آدم لم يقدر على ذلك؟!، إن مثل هذا الإفك لا يمكن أن يصدر هذا القول من رجلٍ يُكنِّ في قلبه للأنبياء مثقالَ ذرة من التوقير والحب.
- روى الكليني بسنده عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ، قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم»
(1)
.
أقول: النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستقيم على ولاية علي؟!، أيزعم هؤلاء أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطالب بالاستقامة على ولاية علي؟! أهذا قدر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند هذا الراوي وأمثاله؟ أيرتضى مسلم يفقه شيئا في دين الله أن يُمس مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الصورة الفجة الوقحة؟!
ونقل المجلسي من بصائر الدرجات أنّ الباقر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا إنّ جبرئيل عليه السلام أتاني فقال: يا محمد ربك يأمرك بحب علي بن أبي طالب عليه السلام ويأمرك بولايته
(2)
.
أقول: لماذا هذا التنقيص من قدر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل النبي صلى الله عليه وآله مأمور بولاية علي؟ من التابع ومن المتبوع؟ وهل علي أفضل أم
(1)
الكافي للكليني (1/ 417) باب (نكت ونتف من التنزيل في الولاية) حديث رقم (24).
(2)
بحار الأنوار (39/ 273).
النبي؟ لماذا هذا الغلو الفاحش في علي والتنقيص من منزلة نبينا محمد والأنبياء عموما؟ والله ما يُرضي هذا عليا، ووالله إنّ عليا بريء من هذا القول وممن يقولون به.
وفي البحار عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي وأخذ عهد النبيين بولاية علي»
(1)
.
قلت: وهكذا يستمر مسلسل التقليل من شأن الأنبياء والغلو في أهل البيت وإلا فإن ميثاق النبيين كان في نصرة من يبعثه الله بالنبوة من بعدهم كما قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}
(2)
، إلا إذا كان هؤلاء الرواة يعتقدون بأنّ النبوة مستمرة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتلك حكاية أخرى تستلزم وقفة أخرى.
ونقلاً عن بصائر الدرجات: عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط إلا بها»
(3)
.
(1)
بحار الأنوار (26/ 280) باب (تفضيلهم على الأنبياء وجميع الخلق..)!!.
(2)
آل عمران (81).
(3)
بصائر الدرجات ص (95)، بحار الأنوار (26/ 281) باب (تفضيلهم على الأنبياء وجميع الخلق..)!!.
قلت: إنّ التالي لكتاب الله ولسورة هود على وجه الخصوص يدرك أن دعوة الأنبياء كانت قائمة على قضية جوهرية هي {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
(1)
لا (تولوا إماما واحدا ما لكم من إمام غيره)!! ولئن كانت الولاية بهذه الأهمية بحيث لم يبعث نبي إلا بها فأين ذكرها في القرآن؟! ولماذا تم تجاهلها بهذه الصورة؟!
وفي البحار نقلا عن تفسير فرات بن إبراهيم: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إن الله تعالى عرض ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام على أهل السماوات وأهل الأرض فقبلوها ما خلا يونس بن متى فعاقبه الله وحبسه في بطن الحوت لإنكاره ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حتى قبلها. قال أبو يعقوب: فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لإنكاري ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، قال أبو عبد الله: فأنكرت الحديث فعرضته على عبد الله بن سليمان المدني فقال لي: لا تجزع منه فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خطب بنا بالكوفة فحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال في خطبته: فلولا أنه كان من المقرين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون. فقام إليه
(1)
سورة هود الآيات (55) و (61) و (84) وتأمل قوله تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل (36).
فلان بن فلان وقال: يا أمير المؤمنين إنا سمعنا الله فلولا أنه كان من المسبحين، فقال: اقعد يا بكار فلولا أنه كان من المقرين للبث إلى آخر الآية»
(1)
.
أقول: لقد جمعت هذه الرواية بين طياتها مصائب كبرى وطوام عظمى مثل الطعن بسيدنا يونس عليه السلام وأنه عاصٍ لأمر الله تعالى، وفيها الطعن بكتاب الله والقول بتحريفه والعبث بآياته، ثم نسبة هذه الكفريات إلى أئمة أهل البيت رضي الله تعالى عنهم بل وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحاشاهم أن تصدر عنهم هذه الأقوال، ثم أقول: لماذا يأبى يونس عليه السلام أن يؤمن بولاية علي رضي الله عنه هل بينهما ضغينة ما؟ نعوذ بالله من الخذلان.
وروى المجلسي عن «الباقر» و «الصادق» عليهما السلام أنهما قالا: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة، يضع وجهه بين ثديي فاطمة ويدعو لها، وفي رواية حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها»
(2)
.
أقول: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}
(3)
، أين الغيرة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ وأين الغيرة على بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل يقبل أحد أن يُنسبَ مثل هذا الزور والفحش إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ أهكذا يُعامِل الرجل ابنته البالغة؟ على الكذَّاب من الله ما يستحق.
(1)
بحار الأنوار (26/ 333).
(2)
بحار الأنوار (43/ 42).
(3)
الكهف (5).