الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهج «الباقر» رضي الله عنه في التفسير
أما منهج الإمام «الباقر» في تفسير كتاب الله جلَّ وعلا، فهو موافق لما ذكرناه آنفاً، فقد استقى هذا التفسير عمّن لقيهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أبيه وعن غيرهم من التابعين، وكل من اطلع على كتب التفسير فسيجد أقوال «الباقر» جنباً إلى جنب مع أقوال أقرانه من السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
قبسات من تفسير الإمام الباقر
فيما يلي استعراض جانب من أقوال الإمام «الباقر» في التفسير:
سورة البقرة:
(1)
.
قال «الباقر» رضي الله عنه في تفسير {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} : قولوا للنَّاس ما تحبون أن يقال لكم
(2)
.
وقد فسَّر «الباقر» رضي الله عنه {وَابْنَ السَّبِيلِ} في قوله تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ
(1)
البقرة (83).
(2)
تفسير النيسابوري (1/ 260).
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
(1)
، بأنه الضيف الذي ينزل بالمسلمين
(2)
.
(3)
(4)
.
وروى الطبري في تفسير قوله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ
(1)
البقرة (177)
(2)
تفسير ابن كثير (1/ 214).
(3)
البقرة (197).
(4)
تفسير حقي (1/ 432).
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
(1)
، أنّ سكينة ابنة حنظلة بن عبد الله بن حنظلة قالت: دخل عليَّ أبو جعفر محمد بن علي وأنا في عدّتي، فقال: يا ابنة حنظلة، أنا من علمت قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحق جدي علي، وقدمي في الإسلام، فقلت: غفر الله لك يا أبا جعفر أتخطبني في عدتي، وأنت يُؤخذ عنك! فقال: أو قد فعلت! إنما أخبرك بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وموضعي! قد دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أم سلمة، وكانت عند ابن عمها أبي سلمة، فتوفي عنها، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يذكر لها منزلته من الله وهو متحامل على يده حتى أثَّر الحصير في يده من شدة تحامله على يده، فما كانت تلك خطبة
(2)
.
قال البغوي رحمه الله تعليقاً على الرواية: «والتعريض بالخطبة جائزٌ في عدة الوفاة، أما المعتدة عن فرقة الحياة ينظر: إن كانت ممن لا يحل لمن بانت من نكاحها كالمطلقة ثلاثا والمبانة باللعان والرضاع فإنه يجوز خطبتها تعريضاً وإن كانت ممَّن يحلّ للزوج نكاحها كالمختلعة والمفسوخ نكاحها يجوز لزوجها خطبتها تعريضاً وتصريحاً.
وهل يجوز للغير تعريضاً؟ فيه قولان: أحدهما يجوز كالمطلَّقة ثلاثا، والثاني لا يجوز لأن المعاودة ثابتة لصاحب العدة كالرجعية لا يجوز للغير تعريضها بالخطبة»
(3)
.
(1)
البقرة (235).
(2)
تفسير الطبري (2/ 704).
(3)
تفسير البغوي (1/ 216).