الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تخاف المرأة العاقلة البصيرة من زوجها نشوزاً أو إعراضاً فلتعالج نفسها وبيتها بالمصالحة مع زوجها قبل الطلاق، ودفعاً للطلاق.
وقد عالجت السيدة سودة بنت زمعه رضي الله عنها أمرها عندما كبر سنها واستغنت عن الرجال فتنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة.
وحسبها أن تبقى من أمهات المؤمنين {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} (سورة النساء آية: 128) .
فعظوهن - الوعظ خطاب للعاطفة
والمرأة أكثر عاطفة من الرجل من هنا كان خطاب العاطفة للمرأة أقرب للمشاعر، وأهدى للنفس.
(وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ)
جاء في كتاب "التاج المذهب" في فقه الزيدي:
والهجر في المضجع لا في الكلام. لأن الهجر في الكلام منهي عنه إذا زاد عن ثلاثة أيام، أمَّا الهجر في المضجع فقد يستمر شهراً.
والهجر في المضجع يجعل الذين يعيشون معهما لا يشعرون بشيء.
وخصوصاً الأولاد حفاظاً عليهم من العُقد النفسيّة. وحتى لا تتدخل الأسرة كحماته وأمه في الموضوع.
(وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) . فيخطئ من يفهم من الآية الكريمة هجر المضجع. والمبيت في مكان آخر. فالمطلوب هي في المضجع.
وهجرها في المضجع عقوبة للزوجين من الناحية الجسدية ولكنه من الناحية النفسية للمرأة أشد.
لأنها على يقين من ضعفها، لذلك تستخدم فتنتها بدلاً من القوة، وهي مطمئنة أن سلاح الفتنة أقوى، فإذا قاربت الرجل مضاجعة له، وهي في أشد حالاتها إغراء، ثم لم يستجب لها فسوف ترى الرجل في أقدر حالاته، ويكون جديراً بهيبتها وإذعائها. فهذا تأديب نفسي وليس تأديباًَ جسدياً لها.
[المرأة في القرآن - عباس محمود العقاد ص 115] ثم آخر الدواء الكي.
واضربوهن. وليس كلُّ النساء يصلحهن الضرب.
فبعضهن مصاب بمرض نفسيّ "القوة الجنسية" وبعض الأئمة تعتبر ترتيب العقوبة حسب الآية الكريمة.
فلابد من الوعظ أولاً: فإذا لم ينفع فالهجر في المضاجع.
فإذا لم ينفع فالضرب.
راجع تفسير ابن عاشور جـ 5 ص 41.
وناقش الإمام أحمد: هل يُسأل الزوج عن سبب ضرب زوجته "قضاء".
قال الإمام أحمد: ربما سكون الضرب من أجل الفراش فيستحي أن يجيب وإن أخبر بغير الحقيقة (من الحياء) فقد كذب ففضل الإمام أحمد ألا يُسأل.
والضرب - كما سبق أن قلت - ضرب غير مبرح.
لقوله صلى الله عليه وسلم "فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ". (مسلم. 2137) .
قد اشترط العلماء أن يكون الضرب مشروطاً بالسلامة وله أن يستعمله أو يتركه.
[المغني جـ 10 ص 349 والتشريع الجنائي جـ 1 ص 517]
وقد تكرر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرب.
حتى قال بعض الشافعية إن الضرب قد نُسخ بالسنة. ولكن النسخ لا يثبت إلا بدليل.
والغرض من العقوبة هو استمرار الحياة الزوجية وعلاج المشكلات، والإسلام دين لكل العالم، والنساء طبائع متباينة.
فمنهن من تُغنيها الابتسامة، ومنهن من تقول:[ضرب الحبيب كأكل الزبيب] عبارة باللهجة المصرية - ومن الحماقة أن نقول: إن العلاج بمشرط الطبيب يسبب الألم، ولكن الموت لا يشعر معه الميت بألم.
فهو أرحم بالمريض. ومن يقل هذا نقول له "قل موتوا"