الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاءني يريد أن يرد زوجته إلى عصمته - أن يراجعها.
سألته: كم يتكلف الطلاق في هذه الأيام؟
كان يتوقع أي سؤال غير هذا السؤال قال: لو ذهبنا إلى المأذون القاضي سيأخذ رسوماً للطلاق ورسومها للمراجعة "هذا في بعض البلاد العربية"
قلت له: ما عن كل هذا اسأل.
إنني اسأل عن ثمن الطلقة الواحدة الآن.
إن أقل زواج الآن يتكلف ثلاث الآف دولار مثلاً، والإسلام يعطيك ثلاث تطليقات. وهذا من باب رحمة الله. فالطلقة الواحدة تتكلف ثلث تكاليف الزواج تتكلف ألف دولار على الأقل.
إن تكلف الزواج ثلاثة الآف دولار فهل لمن الطعام الذي تلف قريب.
من هذا المبلغ؟
قال: عجباً أسمع هذا الكلام لأول مرة
قلت: لو أن الدعاة يسألون الناس هذا السؤال على المنابر وفي المحاضرات لتراجع كثير من النساء بسبب الغلاء الشديد في ثمن الطلاق.
إنني أعمل ألف حساب لإشارة المرور. لأن العزم كبير هذا بخلاف ما يجره الطلاق على الأسرة من ضياع الأولاد والوالدين وهو أكبر من كل أموال الدنيا. الطلاق {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} "15 النور"
أنصفتني يا شيخ عارف
كانت هذه كلمتها الأخيرة التي ودعتني بها: أنصفتني يا شيخ عارف
وابتسم زوجها الطبيب الشاب وقال: عندما يتصدى للفتوى من لم يدرس الشريعة دراسة عميقة تتعقد حياة الناس.
قلت لهما: إن الله خلق العنب. غذاء وشفاء ولكن يد البشر تتدخل في العنب فتجعله خمراً.
خرجت هي وزوجها الطبيب وبقيت في بيتي أراجع ما حدث فما قصة الضيف؟
جاء يسألني عن الطلاق الذي أوقعه عليها. ويطلب إرجاعها لعصمته.
إنها ما زالت في العدة.
وكنت أشعر أن هذه المشكلات تحتاج إلى معالجة أكثر من حاجتها إلى فتوى. فإن عدم علاجها جيداً هو السبب في تكرارها.
إن الطبيب الذي يعالج أمراض الجلد من الظاهر يختلف عن الطبيب المتخصص الذي يحلل الدم ويعالج ما تحت الجلد فيغيب المرض إلى الأبد. أو يغيب طويلاً.
درست سبب المشكلات وحاولت تقريب وجهات النظر.
إن أمة لها ما أعطاها الإسلام من حقوق وتكريم. ولكن هذه الحقوق يجب ألا تتعدى ولدها ولو كان وحيداً إلا من باب التطوع. والمتطوع أمير نفسه. والكريم يتطوع {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} "34 النساء"
وليس "واهجروا مضاجعهن" حتى لا يعلم من في البيت شيئاً عن الخلافات. فيموت الخلاف في حجم ولادته.
عتبت عليها لأنها تلميذتي. ولكرمها وفي مثل هذه الحالة نعتب على الكريم. عتبت عليها فصرخت وقالت: دائماً المرأة هي المخطئة؟ لقد حمل إناء الطعام وضربني به وطلقني كان الإناء ساخناً.
والله كان الإناء ساخناًَ. نظرت إليه وسألته:
هل صحيح ما قالته يا دكتور؟
قال في حياء: زحام العمل يشد أعصابنا حتى أصبح الإنسان لا يدري ما يفعل؟
والطبيب يحتاج إلى طبيب أجل لا أدري كيف فعلت هذا ولكنه حدث؟
ضحكت حتى ظن أنني أضحك من تصرفه