المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قصة يوسف في القرآن والكتاب المقدس - الظاهرة القرآنية

[مالك بن نبي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الفرنسيةللمرحوم الدكتور الشيخ محمد عبد الله دراز

- ‌شكر وتنبيه

- ‌تقديمفصل في إعجاز القرآنللأستاذ محمود محمد شاكر

- ‌مدخل إلى دراسة الظاهرة القرآنية

- ‌مَدْخَلٌ إِلَى دِرَاسَةِ الظَّاهِرَةِ الْقُرْآنِيَّةِ

- ‌الظَّاهِرَةُ الدِّينِيَّةُ

- ‌الْمَذْهَبُ الْمَادِّيُّ

- ‌الْمَذْهَبُ الْغَيْبِيُّ

- ‌الحركة النبوية

- ‌الحركة النبويّة

- ‌مبدأ النبوة

- ‌ادعاء النبوة

- ‌النبي

- ‌أرمياء

- ‌الظاهرة النفسية عند أرمياء

- ‌خصائص النبوة

- ‌أصول الإسلامبحث المصادر

- ‌أصول الإسلامبحث المصادر

- ‌الرسول

- ‌عصر ما قبل البعثة

- ‌طفولة النبي- مراهقته

- ‌الزواج والعزلة

- ‌العصر القرآني

- ‌المرحلة المكية

- ‌المرحلة المدنية

- ‌كيفية الوحي

- ‌اقتناعه الشخصي

- ‌مقياسه الظاهريمقياسه العقلي

- ‌مقياسه الظاهري

- ‌مقياسه العقلي

- ‌مقام الذات المحمدية في ظاهرة الوحي

- ‌الفكرة المحمدية

- ‌الرسالة

- ‌الخصائص الظاهرية للوحي

- ‌التنجيم

- ‌الوحدة الكمية

- ‌مثال على الوحدة التشريعية

- ‌مثال على الوحدة التاريخية

- ‌الصورة الأدبية للقرآن

- ‌مضمون الرسالة

- ‌العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس

- ‌العلاقة بين القرآن والكتاب المقدَّس

- ‌ما وراء الطبيعة

- ‌أخرويَّات

- ‌كونيات

- ‌أخلاق

- ‌اجتماع

- ‌تاريخ الوحدانية

- ‌قصة يوسف في القرآن والكتاب المقدس

- ‌جدول التفاصيل القرآنية في قصة يوسف

- ‌النتائج الموازنة للروايتين

- ‌البحث النقدي للمسألة

- ‌الفرض الأول

- ‌الفرض الثاني

- ‌موضوعات ومواقف قرآنية

- ‌موضوعات ومواقف قرآنية

- ‌إرهاص القرآن

- ‌ما لا مجال للعقل فيهفواتح السور

- ‌المناقضات

- ‌الموافقات

- ‌المجاز القرآني

- ‌القيمة الاجتماعية لأفاكار القرآن

- ‌المسارد

الفصل: ‌قصة يوسف في القرآن والكتاب المقدس

‌قصة يوسف في القرآن والكتاب المقدس

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

_________

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ............................................................................... (الفصل السابع والثلاثون)

(1)

{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} .................................................................... (1) وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ غُرْبَةِ أَبِيهِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ

(2)

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} .............................................................. (2) وَهَذِهِ مَوَالِيدُ يَعْقُوبَ لَمَّا كَانَ يُوسُفَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَكَانَ يَرْعَى الْغَنَمَ مَعَ إِخْوَتِهِ وَهُوَ غُلَامٌ مَعَ بَنِي بِلْهَةَ وَبَنِي زِلْفَةَ امْرَأَتَيْ أَبِيهِ، أَخْبَرَ يُوسُفُ أَبَاهُمْ عَنْهُمْ بِرِيبَةٍ شَنِيعَةٍ.

(3)

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} ...... (3) وَكَانَ إِسْرَائِيلُ يُحِبُّ يُوسُفَ عَلَى جَمِيعِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُوَشًّى.

(4)

{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} .......... (4) وَرَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُ يُحِبُّهُ عَلَى جَمِيعِ إِخْوَتِهِ فَأَبْغَضُوهُ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ.

_________

(1)

الكتاب المقدس، ترجمة الآباء اليسوعيين (العهد القديم) المجلد الأول سفر التكوين، الطبعة الثانية، مطبعة اليسوعيين بيروت عام 1882.

ص: 211

_________

القصة القرآنية ............................................................................................ القصة الكتابية

(5){قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} ........... (5) وَرَأَى يُوسُفُ حُلْمًا فَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ بِهِ فَازْدَادُوا كَرَاهِيَّةً لَهُ.

.......................................................................................................... (6) قَالَ لَهُمُ اسْمَعُوا هَذَا الْحُلْمَ الَّذِي رَأَيْتُهُ.

.......................................................................................................... (7) رَأَيْتُ كَأَنَّمَا تُحْزَمُ حُزَمًا فِي الصَّحْرَاء- فَإِذَا حُزْمَتِي وَقَفَتْ ثُمَّ انْتَصَبَتْ فَأَحَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي.

.......................................................................................................... (8) فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا أَوْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا، وَازْدَادُوا أَيْضاً حُنْقاً عَلَيْهِ لِأَجْلِ أَحْلَامِهِ وَكَلَامِهِ.

.......................................................................................................... (9) وَرَأَى أَيْضاً حُلْمًا آخَرَ فَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ وَقَالَ: رَأَيْتُ حُلْمًا أَيْضاً كَأَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا سَاجِدَةً لِي.

(6)

{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .... (10) وَإِذْ قَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ زَجَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ مَا هَذَا الْحُلْمُ الَّذِي رَأَيْتَهُ أَتَرَانَا نَجِيءُ أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ فَنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الْأَرْضِ .. ؟.

.......................................................................................................... (11) فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ وَكَانَ أَبُوهُ يَحْفَظُ هَذَا الْكَلَامَ.

(7)

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} ............................................................ (12) وَمَضَى إِخْوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ.

.......................................................................................................... (13) فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ هُوَ ذَا إِخْوَتُكَ.

ص: 212

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

...................................................................................................... يرعون عند شكيم هلم أبعثك إليهم. قال: هأنذا.

(8)

{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ................. (14) فقال له: امض فافتقد سلامة إخوتك وسلامة الغنم وائتني بالخبر، وأرسله من وادي جبرون فأتي شكيم.

..................................................................................................... (15) فصادفه رجل وهو تائه في الصحراء فسأله الرجل قائلا: ما تطلب؟

(9)

{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} ................. (16) قال أطلب إخوتي أين يرعوْن.؟

...................................................................................................... (17) فقال الرجل قد رحلوا من ههنا وقد سمعتهم يقولون نمضي إلى دوتائين فمضى يوسف في إثر إخوته فوجدهم في دوتائين.

(10)

{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} ..... (18) فلما رأوه عن بعد قبل أن يقرب منهم ائتمروا عليه ليقتلوه.

...................................................................................................... (19) فقال بعضهم لبعض: هاهوذا صاحب الأحلام مقبل.

(11)

{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} ....................................... (20) والآن تعالوا نقتله ونطرحه في بعض الآبار ونقول إن وحشاً ضارياً افترسه، ونرى ما يكون من أحلامه.

(12)

{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ................................................... (21) فسمع رأوبين فخلصه من أيدهم وقال لا نقتله.

ص: 213

_________

القصة القرآنية .................................................................................................. القصة الكتابية

(13){قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} ................................. (22) وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دماً، اطرحوه في هذه البئر التي في البرية لا تلقوا أيديكم عليه، لكي يخلصه من أيديهم ويرده إلى أبيه.

(14)

{قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ} ..................................................... (23) فلما جاء يوسف إخوته نزعوا عنه قميصه، القميص الموشّى الذي عليه.

(15)

{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} ......... (24) وأخذوه وطرحوه في البئر وكانت البئر فارغة لا ماء فيها.

................................................................................................................ (25) ثم جلسوا يأكلون ورفعوا عيونهم ونظروا وإذا بقافلة من الإسماعيليين مقبلة من جلْعاد، وجمالهم محملة نكعة وبلساناً ولاذناً وهم سائرون إلى مصر.

(16)

{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} ............................................................................... (26) فقال يهوذا لإخوته ما الفائدة من أن نقتل أخانا ونخفي دمه.

................................................................................................................ (27) فقالوا نبيعه للإسماعيليين ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولمحنا، فسمع له إخوته.

(17)

{قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} .... (28) فمر قوم مدينيون تجار فجذبوا يوسف وأصعدوه من البئر وباعوه للإسماعيليين بعشرين من الفضة فأتوا بيوسف إلى مصر.

ص: 214

_________

القصة القرآنية ..................................................................................................... القصة الكتابية

.................................................................................................................. (29) ورجع رأوبين إلى البئر فإذا يوسف ليس في البئر فمزق ثيابه.

.................................................................................................................. (30) ورجع إلى إخوته وقال: الولد ليس موجوداً، وأنا إلى أين أمضي

.................................................................................................................. (31) فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيساً من المعز وغمسوا القميص في الدم.

(18)

{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ..... (32) وبعثوا بالقميص الموشى فأنفذوه إلى أبيهم وقالوا: هذا أثبته، أقميص ابنك هو أم لا.

................................................................................................................... (33) فأثبته وقال قميص ابني. وحش ضار أكله، افترس يوسف افتراساً.

................................................................................................................... (34) ومزق يعقوب ثيابه وشد مسحاً على حقويه وناح على ابنه أياماً كثيرة.

................................................................................................................... (35) وقام جميع بنيه وبناته يعزونه فأبى أن يتعزى وقال: إني أنزل إلى ابني نائحاً إلى الجحيم، وبكى عليه أبوه.

................................................................................................................... (36) وباعه المدينيون في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط.

ص: 215

_________

القصة القرآنية .................................................................................................... القصة الكتابية

................................................................................................................. (الفصل الثامن والثلاثون)

(19)

{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} ........ (1) وكان في ذلك الوقت أن يهوذا انفرد عن إخوته فنزل برجل عد لاميِّ يقال له حيرة.

................................................................................................................. (2) ورأى يهوذا هناك بنت رجل كنعاني اسمه "شوع" فتزوجها ودخل بها.

(20)

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} ................................................... (3) فحملت وولدت ابناً فسماه عيرا.

................................................................................................................ (4) ثم حملت أيضاً وولدت ابناً فسمته أدنان.

................................................................................................................ (5) وعاودت أيضاً فولدت ابناً وسمته شيلة وكان في "كاذيب" حين ولدته

وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز فسمي زارح.

................................................................................................................ (الفصل التاسع والثلاثون)

................................................................................................................ (1) وأما يوسف فأنزل إلى مصر فاشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرطة، رجل مصري، من أيدي الإسماعيليين الذين نزلوا به إلى هناك.

................................................................................................................ (2) وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً وأقام ببيت مولاه المصري.

ص: 216

_________

القصة القرآنية ............................................................................................................................ القصة الكتابية

......................................................................................................................................... (3) ورأى مولاه أن الرب معه وأن جميع ما يعمله ينجحه الرب في يده.

(21)

{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

(4) فنال يوسف حظوة في عينيه وخدمه فأقامه على بيته، وجميع ما كان له جعله في يده.

......................................................................................................................................... (5) وكان منذ أقامه على بيته وجميع ماهو له أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف وكانت بركة الرب على جميع ماهو له في البيت وفي الحقل.

(22)

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} .......................................................................... (6) فترك جميع ما كان له في يد يوسف، ولم يكن يعرف معه شيئاً إلا الخبز الذي كان يأكله، وكان يوسف حسن الهيئة وجميل المنظر.

(23)

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} ....... (7) وكان بعد هذه الأمور أن امرأة مولاه طمحت عينها إلى يوسف وقالت ضاجعني.

(24)

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} .......................... (8) فأبى وقال لامرأة مولاه: هو ذا مولاي لايعرف معي شيئأمما في البيت وجميع ماهو له جعله في يدي.

........................................................................................................................................ (9) وليس في هذا البيت شيء فوق يدي. ولم يمسك عني شيئاً غيرك لأنك زوجته فكيف أصنع هذه السيئة

ص: 217

_________

القصة القرآنية .................................................................................................................. القصة الكتابية

.................................................................................................................................. العظيمة وأخطئ إلى الله.

(25)

{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

(10) وكلمته يوماً بعد آخر فلم يقبل منها أن ينام بجانبها ليكون معها.

.................................................................................................................................. (11) فاتفق في بعض الأيام أنه دخل البيت ليتعاطى أمره ولم يكن في البيت أحد من أهله.

(26)

{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} ...................... (12) فأمسكت بثوبه قائلة ضاجعني. فترك رداءه بيدها وفر هاربا إلى الخارج.

.................................................................................................................................. (13) فما رأت أنه قدترك رداءه وهرب خارجاً.

(27)

{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} ...................................................................... (14) صاحت بأهل بيتها وقالت لهم انظروا كيف جاءنا برجل عبراني ليتلاعب بنا، أتاني ليضاجعني فصرخت بصوت عال.

.................................................................................................................................. (15) فلما سمعني قد رفعت صوتي وصرخت ترك رداءه بجانبي وفر هاربا إلى الخارج.

(28)

{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} ............................................................ (16) ووضعت رداءه بجانبها حتى قدم مولاه إلى بيته.

(29)

{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} ............................................................ (17) فكلمته بمثل هذه الكلام وقالت أتاني العبد العبراني الذي جئتنا به

ص: 218

_________

القصة القرآنية .................................................................................................................. القصة الكتابية

................................................................................................................................ ليتلاعب بي.

(30)

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ: امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ......................... (18) وكان عندما رفعت صوتي وصرخت أنه قد ترك رداءه بجاني وهرب خارجا.

................................................................................................................................ (19) فلما سمع مولاه كلام امرأته الذي أخبرته به قالت كذا صنع بي عبدك استشاط عليه غضبا.

(31)

{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}

(20) فأخذ يوسف مولاه وأودعه الحصن حيث كان سجناء الملك مقيدين، فكان هناك في الحصن.

(32)

{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} .......... (21) وكان الرب مع يوسف وأمال إليه رحمته ورزقه حظوة في عيني رئيس الحصن.

(33)

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} ..................... (22) فجعل رئيس الحصن في يد يوسف جميع السجناء الذين في الحصن وجميع ما كانوا يصنعون هناك كان هو مدبره.

(34)

{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

ص: 219

_________

القصة القرآنية ....................................................................................................................................................... القصة الكتابية

(35){ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} ........................................................................................................... (23) ولم يكن رئيس الحصن ينظر إلى شيء مما تحت يده لأن الرب كان معه ومهما صنع كان ينجحه.

...................................................................................................................................................................... (الفصل الأربعون)

(36)

{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ....... (1) وكان بعد هذه الأمور أن ساقي ملك مصر والخباز أجرما إى سيدهما ملك مصر.

...................................................................................................................................................................... (2) فسخط فرعون على كلا خصييه رئيس السقاة ورئيس الخبازين.

(37)

{قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ...................... (3) وجعلهما في حبس بيت رئيس الشرطة في الحصن حيث كان يسف مسجونا.

....................................................................................................................................................................... (4) فوكل رئيس الشرطة بهما يوسف فاهتم بهما وأقاما مدة في السجن.

(38)

{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} .................. (5) فرأيا حلما كلاها في ليلة واحدة، كل واحد حلمه، لحلم كل تعبير بحسبه، ساقي ملك مصر وخبازه المسجونان في الحصن.

....................................................................................................................................................................... (6) فدخل عليهما يوسف بالغداة فإذا هما قلقان.

....................................................................................................................................................................... (7) فسأل خصيي فرعون اللذين معه في

ص: 220

_________

القصة القرآنية ................................................................................................................... القصة الكتابية

.................................................................................................................................. وجوهكما مكتئبة اليوم.

(39)

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ............................................................... (8) فقالا له رأينا حلما وليس لنا من يعبره فقال لهما يوسف: أليس أن لله التعبير؟ قصاعلي.

(40)

{مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

(9) فقص رئيس السقاة حلما على يوسف وقال له: رأيت كأن جفنة كرم بين يدي.

................................................................................................................................. (10) وفي الجفنة ثلاثة قضبان وكأني بها أفرغت وصارت عنبا.

(41)

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}

(11) وكانت كأس فرعون في يدي فأخذت العنب وعصرته فيكأس فرعون وناولت الكأس لفرعون.

................................................................................................................................. (12) فقال له يوسف هذا تعبيره ثلاثة القضبان هي ثلاثة أيام.

................................................................................................................................. (13) بعد ثلاثة أيام يرفع فرعون رأسك ويردك إلى منزلتك ويتناول فرعون كأسه كالعادة الأولى حين كنت ساقيه.

(42)

{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} ...................... (14) إنما إذا جاء أمرك فاذكرني في نفسك واصنع إلي رحمة، وأجر ذكري لدى فرعون، وأخرجني من هذا البيت.

ص: 221

_________

القصة القرآنية ........................................................................... القصة الكتابية

........................................................................................ (15) لأني قد خطفت من أرض العبرانيين وههنا أيضاً طرحوني في هذا الجب من غير أن أفعل شيئا.

........................................................................................ (16) ولما رأى رئيس الخبازين أنه قد عبر له بخير قال ليوسف رأيت أنا أيضاً في حلم كأن ثلاث سلال حوّارى على رأسي.

........................................................................................ (17) وفي السلة العليا من جميع طعام فرعون مما يصنعه الخباز والطير تأكله من السلة من فوق رأسي.

........................................................................................ (18) فأجاب يوسف وقال له هذا تعبيره، الثلاث السلال هي ثلاثة أيام.

........................................................................................ (19) بعد ثلاثة أيام ينزع فرعون رأسك عن بدنك ويعلقك على خشبة فتأكل الطير لحمك.

........................................................................................ (20) فكان في اليوم الثالث يوم مولد فرعون أنه صنع مأدبة لكل عبيده فرفع رأس رئيس السقاة ورأس رئيس الخبازين بين عبيده.

........................................................................................ (21) فرد رئيس السقاة إلى سقايته فناول فرعون الكأس.

........................................................................................ (22) وأما رئيس الخبازين فعلقه على حسب تعبير يوسف لهما.

ص: 222

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

..................................................................................................... (23) ونسي رئيس السقاة يوسف ولم يذكره.

..................................................................................................... (الفصل الحادي والأربعون)

(43)

{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} .......... (1) وكان بعد مضي سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلما كأنه واقف على شاطن النهر.

..................................................................................................... (2) فإذا بسبع بقرات صاعدة منه وهي حسان النظر، وسمان الأبدان فارتعت في المرج.

..................................................................................................... (3) وكأن سبع بقرات أخر صاعدة وراءها من النهر وهي قباح المنظر وعجاف الأبدان فوقفت بجانب تلك على شاطئ النهر.

..................................................................................................... (4) فأكلت البقرات القباح المنظر العجاف الأبدان سبع البقرات الحسان المنظر السمان واستيقظ فرعون.

..................................................................................................... (5) ثم نام ثانية فرأى كأن سبع سنابل قد نبتت في ساق واحدة وهي سمان جياد.

..................................................................................................... (6) وكأن سبع سنابل دقاقا لفحتها الريح الشرقية نبتت ورائها.

ص: 223

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

........................................................................................ (7) فابتلعت السنابل الدقاق سبع السنابل السمينة الممتلئة واستيقظ فرعون فإذا هو حلم.

(44)

{قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ} ............................ (8) فلما كانت الغداة انزعجت نفسه فبعث ودعا جميع سحرة مصر وجميع حكمائها، فقص عليهم فرعون حلمه فلم يكن من يعبره لفرعون.

(45)

{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} .................... (9) فكلم رئيس السقاة فرعون وقال إني لأذكر اليوم خطئي.

........................................................................................ (10) إن فرعون كان قد سخط على عبديه فجعلني في حبس بيت رئيس الشرطة أنا ورئيس الخبازين.

........................................................................................ (11) فرأينا كلانا حلما في ليلة واحدة لحلم كل تعبير بحسبه.

........................................................................................ (12) وكان معنا هناك غلام عبراني عبد لرئيس الشرطة فقصصنا عليه فعبر لنا حلمينا، عبر لكل واحد منا بحسب حلمه.

........................................................................................ (13) وكما عبر لنا كان، فردني الملك إلى رتبتي وذاك علقه.

........................................................................................ (14) فبعث فرعون ودعا يوسف فأسرعوا به من السجن فاحتلق وأبدل ثيابه ودخل على فرعون.

ص: 224

_________

القصة القرآنية .................................................................................................................................... القصة الكتابية

(46) {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ

(15) فقال فرعون ليوسف قد رأيت حلما ولم يكن من يعبره، وقد سمعت عنك

أنك إذا سمعت حلما تعبره.

.................................................................................................................................... (16) فأجاب يوسف فرعون

(وقال لا بعلمي بل الله يجيب فرعون بالسلام).

................................................................................................................................... (17) فقال فرعون ليوسف رأيت كأني واقف على شاطئ النهر.

................................................................................................................................... (18) وكأن قد صعد منه سبع بقرات سمان الأبدان حسان الصور فارتعت في المرج.

................................................................................................................................... (19) وإذا سبع بقرات أخر قد صعدت وراءها عجافا قباح الهيئات جدا رقاق الأبدان لم أر مثلها في جميع أرض مصر في القبح.

................................................................................................................................... (20) فأكلت البقرات العجاف القباح سبع البقرات الأول السمان.

................................................................................................................................... (21) فدخلت في بطونها ولم يتبين أنها قد دخلت فيها وبقي منظرها قبيحا كما كان أولاً واستيقظت.

(47)

{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ} ................................................. (22) ثم رأيت في حلمي كأن سبع سنابل قد نبتت في ساق واحدة، ممتلئة حساناً.

ص: 225

_________

القصة القرآنية ........................................................................................................................... القصة الكتابية

(48){ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ} .......................................................... (23) وكأن سبع سنابل جافة دقاقاً قد لفحتها الريح الشرقية نبتت وراءها.

(49)

{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} .......................................................................... (24) فابتلعت السنابل الدقائق السبع (السنابل الحسان)(1) فأخبرت بذلك السحرة فلم يكن من ينبئني.

......................................................................................................................................... (25) فقال يوسف لفرعون: حلم فرعون واحد، الذي سيصنعه الله أخبر به فرعون.

......................................................................................................................................... (26) سبع البقرات الجياد هي سبع سنين وسبع السنابل الحسان هي سبع سنين، هو حلم واحد.

......................................................................................................................................... (27) وسبع البقرات الدقاق القباح الصاعدة وراءها هي سبع سنين وسبع السنابل الفارغة التي لفحتها الريح الشرقية تكون سبع سنين جوع.

......................................................................................................................................... (28) هو الأمر الذي ذكرته لفرعون إن الله مكاشف فرعون بما هو صانعه.

(50)

{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} .......... (29) ستأتيكم سبع سنين فيها شبع عظيم في جميع أرض مصر.

_________

(1)

الجمل الموجودة بين القوسين () غير مختارة في النص الفرنسي، ولكنا زدناها هنا لأنها واردة على نسق الرواية القرآنية، إذ تروى الرؤيا هنالك مرتين على لسان الملك، فناسب أن نحقق ذلك في الرواية العبرية. (المترجم)

ص: 226

_________

القصة القرآنية .................................................................................................. القصة الكتابية

................................................................................................................ (30) وتأتيكم بعدها سبع سني جوع فينسى جميع الشبع الذي كان في أرض مصر، ويتلف الجوع الأرض.

(51)

{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ

(31) ولا يتبين أثر ذلك الشبع في الأرض من قبل الجوع الآتي عقبه لأنه شديد جدا.

................................................................................................................ (32) وأما تكرار الحلم على فرعون مرتين فلأن الأمر مقرر من لدن الله وسيصنعه عاجلا.

................................................................................................................ (33) والآن فلينظر فرعون رجلا فهما حكيما يقيمه على أرض مصر.

(52)

{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} ............................................. (34) وليشرع فرعون ويوكل وكلاء على الأرض. ويأخذ خمس غلة مصر في سبع سني الشبع.

(53)

{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} ............................... (35) وليجمعوا كل طعام سني الخير الآتية ويخزنوا برها تحت يد فرعون طعاما في المدن ويحفظوه.

(54)

{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} ......................... (36) فيكون الطعام ذخيرة لها لسبع سني الجوع التي ستكون في أرض مصر فلا ينقرض أهل الأرض بالمجاعة.

................................................................................................................ (37) فحسن الكلام عند فرعون وعند عبيده أجمع.

ص: 227

_________

القصة القرآنية ......................................................................................................... القصة الكتابية

(55){قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} ................................................................. (38) فقال فرعون لعبيده: هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله.

....................................................................................................................... (39) وقال فرعون ليوسف: بعد ما عرفك الله هذا كله فليس فهم حكيم مثلك.

....................................................................................................................... (40) أنت تكون على بيتي وإلى كلمتك ينقاد كل شعبي ولا أكون أعظم منك إلا بالعرش.

....................................................................................................................... (41) وقال فرعون ليوسف انظر قد أقمتك على أرض مصر.

(56)

{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} .......... (42) ونزع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف وألبسه ثياب بز وجعل طوقا من المذهب في عنقه.

....................................................................................................................... (43) وأركبه مركبته الثانية ونادوا: أمامه اركعوا. وأقامه على جميع أرض مصر.

....................................................................................................................... (44) وقال فرعون ليوسف: أنا فرعون بدونك لا يرفع أحد يده ولا رجله في جميع أرض مصر.

(57)

{وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ...................................................................... (45) فخزن يوسف من البر ما يعادل رمل البحر كثرة حتى ترك إحصاءه لأنه لم يكن يحصى.

....................................................................................................................... (46) وكملت سبع سني الشبع الذي كان في أرض مصر.

ص: 228

_________

القصة القرآنية ...................................................................... القصة الكتابية

..................................................................................... (47) وبدأت سبع سني الجوع تأتي كما قال يوسف، فكان جوع في جميع البلدان وأما جميع أرض مصر فكان فيها طعام.

..................................................................................... (48) فلما جاع جميع أهل مصر صرخ الشعب إلى فرعون لأجل الخبز، فقال فرعون لكل المصريين انطلقوا إلى يوسف فما يقله لكم فاصنعوه.

..................................................................................... (49) وشمل الجوع جميع وجه الأرض ففتح يوسف جميع ما فيه طعام فباع للمصريين. واشتد الجوع في أرض مصر.

..................................................................................... (50) وقدم أهل الأرض بأسرها إلى مصر على يوسف ليمتاروا لأن الجوع كان شديدا في الأرض كلها.

..................................................................................... (الفصل الثاني والأربعون)

..................................................................................... (1) فلما علم يعقوب أن القوت موجود في مصر قال لبنيه: ما بالكم تنظرون بعضكم إلى بعض.

..................................................................................... (2) وقال إني سمعت أن القوت موجود في مصر فاهبطوا إلى هناك، وامتاروا لنا فنحيا ولا نموت.

ص: 229

_________

القصة القرآنية ......................................................................... القصة الكتابية

........................................................................................ (3) فهبط عشرة من إخوة يوسف ليبتاعوا برا من مصر.

........................................................................................ (4) وأما بنيامين أخو يوسف فلم يبعثه يعقوب مع إخوته لأنه قال له لعله يلحقه سوء.

........................................................................................ (5) وأتى بنو إسرائيل فيمن أتى ليمتاروا إذ كان الجوع في أرض كنعان.

........................................................................................ (6) وكان يوسف هو المسلَّط على الأرض والممير لجميع شعب الأرض فجاء إخوته وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض.

(58)

{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} ............................. (7) ولما رأى يوسف إخوته عرفهم فتنكر لهم وكلمهم بجفاء وقال لهم من أين قدمتم قالوا من أرض كنعان لنبتاع طعاما.

........................................................................................ (8) وعرف يوسف إخوته وأما هم فلم يعرفوه.

........................................................................................ (9) فتذكر يوسف الأحلام التي حلمها بهم فقال لهم أنتم جواسيس إنما جئتم لتجسوا ثغور الأرض.

........................................................................................ (10) فقالوا له لا يا سيدي إنما جاء عبيدك ليبتاعوا طعاما.

ص: 230

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

....................................................................................................... (11) نحن كلنا بنو رجل واحد إنما سليمو القلب ليس عبيدك بجواسيس.

....................................................................................................... (12) فقال لهم كلا بل إنما جئتم لتجسوا ثغور الأرض.

....................................................................................................... (13) قالوا: عبيدك اثنا عشر أخا نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان، هو ذا الصغير اليوم عند أبينا والواحد مفقود.

....................................................................................................... (14) فقال لهم يوسف بل الأمر كما قلت لكم أنتم جواسيس.

(59)

{وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} .... (15) وبهذا تمتحنون وحياة فرعون لاخرجتم من ههنا أو يجيء أخوكم الأصغر إلى ههنا.

....................................................................................................... (16) ابعثوا واحدا منكم يأتي بأخيكم وأنتم تقيدون حتى نمتحن كلامكم هل أنتم صادقون وإلا فوحياة فرعون إنكم لجواسيس.

(60)

{فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ} ................................................. (17) فجعلهم في الحبس ثلاثة أيام.

....................................................................................................... (18) وفي اليوم الثالث قال لهم يوسف اصنعوا هذا تحيوا، إني أتقي الله.

(61)

{قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} ............................................................... (19) إن كنتم سليمي القلوب فواحد منكم يقيد في بيت حبسكم، وأنتم فانطلقوا

ص: 231

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

...................................................................................................... وخذوا ميرة لمجاعة بيوتم.

...................................................................................................... (20) وأتوا بأخيكم الصغير إليّ ليتحقق كلامكم ولا تهلكوا فصنعوا كذلك.

...................................................................................................... (21) وقال بعضهم لبعض: إنا لآثمون في أخينا إذ رأينا نفسه في شدة وقد استرحمنا فلم نسمع له. لذلك نالتنا هذه الشدة.

...................................................................................................... (22) فأجابهم رأوبين قائلا: ألم أقل لكم لا تأثموا في دم الولد وأنتم لم تسمعوا، لذلك نحن مطالبون بدمه.

...................................................................................................... (23) ولم يكونوا يعلمون أن يوسف يفهم ذلك لأنه جعل ترجمانا بينه وبينهم.

...................................................................................................... (24) فتحول عنهم وبكى، ثم عاد إليهم وخاطبهم وأخذ من بينهم شمعون فقيّده بمشهدهم.

...................................................................................................... (25) وأمر يوسف أن تملأ أوعيتهم برا وترد فضة كل واحد في جوالقه وأن يعطوا زادا للطريق، فصنع لهم كذلك.

(62)

{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ....... (26) وحملوا ميرتهم على حميرهم وساروا من هناك.

...................................................................................................... (27) وفتح أحدهم جوالقه ليطرح علفا في المبيت لحماره فرأى فإذا فضته في فم جوالقه.

ص: 232

_________

القصة القرآنية ....................................................................................................................... القصة الكتابية

..................................................................................................................................... (28) فقال لإخوته قد ردت فضتي وها هي ذي في جوالقي فاستطارت قلوبهم وبهتوا بعضهم إلى بعض قائلين: ما فعل الله بنا.

(63)

{فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ......................................... (29) وجاؤوا يعقوب أباهم في أرض كنعان فقصوا عليه جميع ما نالهم وقالوا:

..................................................................................................................................... (30) قد خاطبنا الرجل سيد الأرض بجفاء واتهمنا بتجسس الأرض.

..................................................................................................................................... (31) فقلنا له نحن سليمو القلوب لسنا بجواسيس.

(64)

{قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ...................................... (32) نحن اثنا عشر أخا بنو أبينا أحدنا مفقود والصغير اليوم عند أبينا في أرض كنعان.

(65)

{وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} .......... (33) فقال الرجل سيد الأرض بهذا أعلم أنم سليمو القلوب، دعوا عندي أخا منكم وامتاروا لجماعة بيوتكم وانصرفوا.

..................................................................................................................................... (34) وأتوني بأخيكم الصغير فأعلم أنكم لستم بجواسيس وأنكم سليمو القلوب فأعطيكم أخاكم وتتجرون في الأرض.

(66)

{قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} .......... (35) وبينما هم يفرغون أوعيتهم إذا بصرة فضة كل واحد في جوالقه فلما رأوا صرر فضتهم هم وأبوهم خافوا.

ص: 233

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

........................................................................................ (36) فقال لهم يعقوب أبوهم: قد أثكلتموني، يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تأخذونه، عليّ نزلت هذه كلها.

........................................................................................ (37) فكلم رأوبين أباه قائلا: إن لم أعد به إليك فاقتل ولدي، سلمه إلى يدي وأنا أرده عليك.

........................................................................................ (38) قال لا ينحدر ابني معكم لأن أخاه قد مات وهو وحده بقي، فإن صادفه سوء في الطريق الذي تذهبون فيه أنزلتم شيبتي بحسرة إلى الجحيم.

........................................................................................ (الفصل الثالث والأربعون)

........................................................................................ (1) وكان الجوع شديدا في الأرض.

........................................................................................ (2) فلما فرغوا من أكل الميرة التى أتوا بها من مصر، قال لهم أبوهم: ارجعوا فابتاعوا لنا قليلا من الطعام.

........................................................................................ (3) فكلمه يهوذا قائلا: إن الرجل أشهد علينا، وقال: لا ترون وجهي إلا وأخوكم معكم.

........................................................................................ (4) فإن بعثت أخانا انحدرنا وابتعنا لك طعاما.

ص: 234

_________

القصة القرآنية ............................................................... القصة الكتابية

.............................................................................. (5) وإن لم تبعثه لا ننحدر لأن الرجل قال لنا: لا ترون وجهي إلا وأخوكم معكم.

.............................................................................. (6) فقال إسرائيل ولم أسأتم إلا وأخبرتم الرجل أن لكم أخا أيضاً؟

.............................................................................. (7) قالوا: إن الرجل سأل عنا وعن عشيرتنا، وقال أبوكم باق بعد، وهل لكم أخ؟ فأخبرناه بحسب هذا الكلام. هل كنا نعلم أنه سيقول: أحضروا أخاكم؟ ..

.............................................................................. (8) وقال يهوذا لإسرائيل أبيه: ابعث الغلام معي حتى نقوم ونمضي ونحيا ولا نموت نحن وأنت وأطفالنا جميعا.

.............................................................................. (9) أنا أضمنه، من يدي تطلبه إن لم أعد به إليك، وأقمه بين يديك فأنا مذنب إليك طول الزمان.

.............................................................................. (10) إنه لولا أنا تلبّثنا لكنا الآن قد رجعنا مرتين.

.............................................................................. (11) فقال لهم إسرائيل أبوهم: إن كان ذلك كذلك فاصنعوا هذا، خذوا من أطيب فاكهة الأرض في أوعيتكم، واستصحبوا هدية إلى الرجل شيئا من

ص: 235

_________

القصة القرآنية ........................................................................................ القصة الكتابية

...................................................................................................... البلسان وشيئا من الدبس ونكعة ولاذنا وفستقا ولوزا.

...................................................................................................... (12) وخذوا معكم فضة أخرى في أيديكم، والفضة المردودة في أفواه أوعيتكم ردوها معكم، لعل ذلك كان سهوا.

(67)

{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} .......... (13) وخذوا أخاكم وقوموا فارجعوا إلى الرجل.

...................................................................................................... (14) والله القدير يهبكم رحمة أمام الرجل، فيطلق لكم أخاكم الآخر وبنيامين وإن ثكلتهم أكن ثكلتهم.

...................................................................................................... (15) فأخذ القوم هذه الهدية وأخذوا فضة أخرى في أيديهم وبنيامين وقاموا وانحدروا إلى مصر ووقفوا بين يدي يوسف.

(68)

{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ..... (16) فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال لقيم بيته أدخل القوم البيت واذبح ذبيحة وهيئها فإن القوم يأكلون معي عند الظهر.

...................................................................................................... (17) فصنع الرجل كما أمره يوسف وأدخل القوم بيت يوسف.

...................................................................................................... (18) فخافوا إذ دخلوا بيت يوسف وقالوا إنما نحن مدخلون بسبب الفضة التي

ص: 236

_________

القصة القرآنية ......................................................................... القصة الكتابية

........................................................................................ ردت في جواليقنا أولاً ليتسبب علينا ويقع بنا ويأخذنا عبيدا ويأخذ حميرنا.

........................................................................................ (19) فتقدموا إلى قيم البيت وكلموه عند باب البيت.

........................................................................................ (20) وقالوا استمع يا سيدي إنا انحدرنا أولاً لنبتاع طعاما.

........................................................................................ (21) وكان لما صرنا إلى البيت وفتحنا جواليقنا أنا وجدنا فضة كل واحد في جوالقه فضتنا بوزنها فرددناها معنا.

........................................................................................ (22) وأتينا بفضة أخرى معنا لنبتاع طعاما لا نعلم من جعل فضتنا في جواليقنا.

........................................................................................ (23) فقال سلام لكم لا تخافوا إن إلهكم وإله أبيكم رزقكم كنزا في جواليقكم وأما فضتكم فقد صارت عندي. ثم أخرج إليهم شمعون.

........................................................................................ (24) وأدخل الرجل القوم بيت يوسف وأعطاهم ماء فغسلوا أرجلهم وطرح علفا لحميرهم.

........................................................................................ (25) وهيؤوا الهدية حتى يجيئ يوسف عند الظهر لأنهم سمعوا بأنهم هناك سيأكلون طعاما.

ص: 237

_________

القصة القرآنية .............................................................................................. القصة الكتابية

............................................................................................................. (26) ولما قدم يوسف إلى البيت أدخلوا له الهدية التي في أيدهم إلى البيت وسجدوا له إلى الأرض.

............................................................................................................. (27) فسأل عن سلامتهم ثم قال هل أبوكم الشيخ الذي ذكرتموه في سلام

أحي هو بعد؟

............................................................................................................. (28) قالوا عبدك أبونا في سلام ولا يزال حيا وخروا له وسجدوا.

(69)

{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .................... (29) ورفع طرفه ونظر بنيامين أخاه ابن أمه فقال: أهذا أخوكم الصغير الذي ذكرتموه لي، وقال: يرأف الله بك يا بني.

............................................................................................................. (30) ثم أسع يوسف وقد تحرك فؤاده نحو أخيه وأراد أن يبكي فدخل المخدع وبكى هناك.

............................................................................................................. (31) ثم غسل وجهه وخرج وتجلد وقال قدموا الطعام.

............................................................................................................. (32) فقدموا له وحده ولهم وحدهم، وللمصريين الآكلين عنده وحدهم، لأن المصريين لا يجوز لهم أن يأكلوا مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين.

ص: 238

_________

القصة القرآنية .................................................................................. القصة الكتابية

................................................................................................. (33) وأجلسوا بين يديه البكر في مرتبته والصغير في مرتبته فبهت القوم بعضهم إلى بعض.

................................................................................................. (34) ثم رفع حصصا من بين يديه إليهم فكانت حصة بنيامين أكثر من حصة الواحد منهم خمسة أضعاف وشربوا معه حتى سكروا.

................................................................................................. (الفصل الرابع والأربعون)

(70)

{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} ..... (1) ثم أمر قيم بيته وقال له املأ جواليق القوم طعاما قدر ما يطيقون حمله واجعل فضة كل واحد في فم جوالقه.

................................................................................................. (2) واجعل جامي جام الفضة في جوالق الصغير مع فضة ميرته. فصنع بحسب كلام يوسف الذي أمره به.

(71)

{قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ} ............................................................ (3) فلما أضاء الصبح انصرف القوم بحميرهم.

(72)

{قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} ............................... (4) فبعد أن خرجوا من المدينة ولم يبعدوا قال يوسف لقيم بيته: قم فاسع في أثر القوم فإذا أدركتهم فقل لهم: لم كافأتم الخير بالشر؟

(73)

{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} ............................. (5) أليس هذا هو الذي يشرب به مولاي ويتفاءل به؟ قد أسأتم فيما صنعتم.

ص: 239

_________

القصة القرآنية ............................................................................................. القصة الكتابية

........................................................................................................... (6) فلحقهم وقال لهم ذلك الكلام.

(74)

{قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ} ...................................................................... (7) فقالوا له: لماذا يتكلم سيدي بمثل هذا الكلام حاش لعبيدك أن يصنعوا مثل هذا الأمر.

(75)

{قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} ........................................ (8) فإن الفضة التي وجدناها في أفواه جواليقنا رددناها عليك من أرض كنعان فكيف نسرق من بيت مولاك فضة أو ذهبا؟

........................................................................................................... (9) من وجد معه من عبيدك فليقتل ونحن أيضا نكون لسيدي عبيدا.

........................................................................................................... (10) قال نعم وبحسب قولكم فليكن من وجد معه يكون لي عبدا وأنتم تكونون أبرياء.

........................................................................................................... (11) فبادر وحط كل واحد جوالقه على الأرض وفتح كل واحد جوالقه.

(76)

{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ .......... (12) ففتشهم مبتدئا بالأكبر حتى جوالق بنيامين.

........................................................................................................... (13) فمزقوا ثيابهم وحمّل كل واحد حماره ورجعوا إلى المدينة.

........................................................................................................... (14) ودخل يهوذا وإخوته بيت يوسف وهو لم يزل هناك ووقعوا بين يديه على الأرض.

ص: 240

_________

القصة القرآنية ...................................................................... القصة الكتابية

..................................................................................... (15) فقال لهم يوسف ما هذا الصنيع الذي صنعتم أما علمتم أن رجلا مثلي يتفاءل؟

..................................................................................... (16) فقال يهوذا: ما نقول لسيدي. بم نتكلم وبماذا نتبرأ؟ قد كشف الله ذنب عبيدك. ها نحن أولاء عبيد لسيدي نحن ومن وجد الجام في يده.

..................................................................................... (17) قال حاش لي أن أصنع هذا. بل الرجل الذي وجد الجام في يده هو يكون عبدا وأنتم تصعدون بسلام إلى أبيكم.

..................................................................................... (18) فتقدم إليه يهوذا وقال يا سيدي أتوسل أن يتكلم عبدك كلمة على مسمع سيدي ولا يشتد غضبك على عبدك فإنك مثل فرعون.

..................................................................................... (19) كان سيدي سأل عبيده هل لكم أب أو أخ.

..................................................................................... (20) فقلنا لسيدي لنا أب شيخ، وابن شيخوخته صغير وأخ قد مات وبقي هو وحده لأمه، وأبوه يحبه.

..................................................................................... (21) فقلت لعبيدك انزلوا به إليّ واجعل نظري عليه.

ص: 241

_________

القصة القرآنية ...................................................................... القصة الكتابية

..................................................................................... (22) فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام أن يترك أباه وإن تركه يمت أبوه.

..................................................................................... (23) فقلت لعبيدك إن لم ينحدر أخوكم الصغير معكم فلا تعاودوا تنظرون وجهي.

..................................................................................... (24) فكان لما صعدنا إلى عبدك أبي أنا أخبرناه بكلام سيدي.

..................................................................................... (25) وقال أبونا ارجعوا فاشتروا لنا قليلا من الطعام.

..................................................................................... (26) فقلنا لا نقدر أن ننحدر وإنما إن كان أخونا الصغير معنا ننحدر لأنا لا نقدر أن ننظر وجه الرجل مالم يكن أخونا الصغير معنا.

..................................................................................... (27) فقال لنا عبدك أبي: أنتم تعلمون أن امرأتي ولدت لي ابنين.

..................................................................................... (28) فخرج أحدهما من عندي وقلت إنه قد افترس وإلى الآن لم أره.

..................................................................................... (29) فإن أخذتم هذا أيضاً من أمامي فأصابه سوء أنزلتم شيبتي بالشقاء إلى الجحيم.

..................................................................................... (30) والآن إذا بلغت إلى عبدك أبي والغلام ليس معنا ونفسه متعلقة بنفسه.

ص: 242

_________

القصة القرآنية ................................................................................................................. القصة الكتابية

(77){قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} ..... (31) فيكون أنه عندما يرى أن الغلام مفقود يموت ويحدر عبيدك شيبة عبدك أبينا بحسرة إلى الجحيم.

............................................................................................................................... (32) لأن عبدك قد ضمن الغلام لأبي قائلا: إن لم أعد به إليك أكن مذنبا إلى أبي طول الزمان.

(78)

{قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} .......................................... (33) فليبق عبدك الآن مكان الغلام لسيدي ويصعد الغلام مع إخوته.

............................................................................................................................... (34) فإني كيف أصعد إلى أبي والغلام ليس معي فأشهد البلاء الذي يحل به.

(79)

{قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} ........................................................

(80)

{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} ..........

(81)

{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} ............................

(82)

{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ ......................................................................................

ص: 243

_________

القصة القرآنية ............................................................................................................................... القصة الكتابية

الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} ..................................................................................................................

(83)

{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} .........................................

(84)

{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} .............................................................

(85)

{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} .....................................................................

(86)

{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ..........................................................................

(87)

(يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} ...............................

................................................................................................................................................. (الفصل الخامس والأربعون)

(88)

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} .......... (1) فلم يستطيع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين فنادى أخرجوا كل أحد من بين يدي. فلم يقف عنده أحد حين تعرف إلى إخوته.

................................................................................................................................................. (2) فأطلق صوته بالبكاء فسمعه المصريون وسمعه آل فرعون.

................................................................................................................................................. (3) وقال يوسف لإخوته: أنا يوسف

ص: 244

_________

القصة القرآنية ..................................................................................................................... القصة الكتابية

.................................................................................................................................... أحي أبي بعد. فلم يستطع إخوته أن يجيبوه لأنهم ارتاعوا قدامه.

(89)

{قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ} ........................................................................ (4) فقال يوسف لإخوته تقدموا إليّ فتقدموا فقال: أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر.

(90)

{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ........ (5) والآن لا تأسفوا ولا يشق عليكم أنكم بعتموني إلى ههنا فإن الله قد بعثني أمامكم لأحييكم.

.................................................................................................................................... (6) وقد مضت سنتا جوع في الأرض وبقي خمس سنين ليس فيها حرث ولا حصاد.

.................................................................................................................................... (7) فبعثني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الأرض وليستبقيكم لنجاة عظيمة.

(91)

{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} ............................................................................... (8) فالآن لا أنتم بعتموني إلى ههنا بل الله، وهو صيرني أبا لفرعون وسيدا لجميع أهله ومتسلطا على أرض مصر.

92) {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} .................................................................... (9) فبادروا واشخصوا إلى أبي وقولوا له كذا قال ابنك يوسف قد جعلني الله سيدا لجميع المصريين، هلم إلي ولا تقف.

(93)

{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} ................................................... (10) فتقيم في أرض جاسان وتكون قريبا مني أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وجميع ما هو لك.

ص: 245

_________

القصة القرآنية ........................................................................ القصة الكتابية

....................................................................................... (11) وأعولك ههنا إذ قد بقي خمس سنين جوعا لئلا تفنى أنت وأهلك وجميع مالك.

....................................................................................... (12) وهذه عيونكم ناظرة وعينا أخي بنيامين إن فمي الذي يخاطبكم.

....................................................................................... (13) فأخبوا أبي بجميع مجدي بمصر وجميع ما رأيتموه وبادروا فاهبطوا بأبي إلى ههنا.

....................................................................................... (14) ثم ألقى بنفسه على عنق بنيامين أخيه فبكى وبكى بنيامين على عنقه.

....................................................................................... (15) وقبل سائر إخوته وبكى معهم وبعد ذلك كلموه.

....................................................................................... (16) ونما الخبر إلى بيت فرعون وقيل قد جاءإخوة يوسف فحسن ذلك في عيني فرعون وعيون عبيده.

....................................................................................... (17) فقال فرعون ليوسف قل لإخوتك اصنعوا هذا حملوا دوابكم وانطلقوا وادخلوا أرض كنعان.

....................................................................................... (18) وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلي فأعطيكم خير أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض.

....................................................................................... (19) وأنت مأمور أن تقول لهم اصنعوا هذا

ص: 246

_________

القصة القرآنية ..................................................................................................... القصة الكتابية

.................................................................................................................... خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأطفالكم ونسائكم واحملوا أباكم وتعالوا.

.................................................................................................................... (20) ولا تحزن عيونكم على أثاثكم إن خير جميع أرض مصر هو لكم.

.................................................................................................................... (21) فصنع كذلك بنو إسرائيل أعطاهم يوسف عجلات بأمر فرعون وأعطاهم زادا للطريق.

.................................................................................................................... (22) وأعطى كل واحد منهم حلل ثياب، وأعطى بنيامين ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب.

.................................................................................................................... (23) وبعث إلى أبيه بمثل ذلك. وبعث إليه أيضاً بعشرة حمير محملة من خير مصر وعشر أتن محملة برا وخبزا وزادا لأبيه للطريق.

(94)

{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} ............................................. (24) ثم صرف إخوته فمضوا وقال لهم لا تتخاصموا في الطريق.

(95)

{قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} ............................................................................ (25) فشخصوا من مصر وصاروا إلى أرض كنعان إلى يعقوب أبيهم.

(96)

{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ............... (26) وأخبروه وقالوا إن يوسف لا يزال باقيا وهو أيضا مسلّط على جميع أرض مصر فجمد قلبه لأنه لم يصدقهم.

.................................................................................................................... (27) ثم كلموه بجميع كلام يوسف الذي كلمهم به ورأى العجلات التي بعث بها

ص: 247

_________

القصة القرآنية ....................................................................................... القصة الكتابية

.................................................................................................... يوسف لتحمله فعاشت روح يعقوب أبيهم.

.................................................................................................... (28) وقال إسرئيل حسبي أن يوسف ابني لا يزال باقيا أمضي وأراه قبل أن أموت.

.................................................................................................... (الفصل السادس والأربعين)

(97)

{قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} ............................................... (1) فارتحل إسرائيل بجميع ماله حتى جاء بئر سبع فذبح ذبائح لإله أبيه إسحق.

(98)

{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ........................................... (2) فكلم الله إسرائيل ليلا في الحلم وقال: يعقوب يعقوب قال هأنذا.

................................................................................................... (3) قال أنا الله إله أبيك لا تخف أن تهبط مصر فإني سأجعلك ثَمّ أمة عظيمة.

................................................................................................... (4) أنا أهبط معك إلى مصر وأنا أصعدك، ويوسف هو يغمض عينيك.

................................................................................................... (5) فقام يعقوب من بئر سبع وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم وأطفالهم.

................................................................................................... (يلي ذلك أسماء بني إسرائيل الذين جاؤوا إلى مصر)

(99)

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} .................. (28) فبعث يهوذا قدامه إلى يوسف ليدله على أرض جاسان، ثم جاؤوا أرض جاسان.

(100)

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ} ........................................................ (29) فشد يوسف على مركبته وصعد ليلاقي

ص: 248

_________

القصة القرآنية .............................................................................................. القصة الكتابية

سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ..................................................................................................... إسرائيل أباه في جاسان فلما ظهر له ألقى بنفسه على عنقه وبكى على عنقه طويلا.

............................................................................................................ (30) فقال إسرائيل ليوسف: دعني أموت الآن بعد ما رأيت وجهك لأنك بعد باق.

............................................................................................................ (31) ثم قال يوسف لإخوته ولآل أبيه: أنا صاعد إلى فرعون لأخبره وأقول له إن إخوتي وآل أبي الذين كانوا في أرض كنعان قد قدموا علي.

............................................................................................................ (32) والقوم رعاة غنم لأنهم كانوا أصحاب ماشية وقد أتوا بغنمهم وبقرهم وحميرهم وجميع ما هو لهم.

(101)

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} ...... (33) فإذا استدعاكم فرعون وقال لكم ما حرفتكم.

............................................................................................................ (34) فقولوا كنا ذوي ماشية منذ صغرنا إلى الآن ونحن وآباؤنا جميعا لكي تقيموا بأرض جاسان لأن كل راعي غنم هو

عند المصريين رجس.

............................................................................................................ (الفصل السا بع والأربعون)

............................................................................................................ (1) فدخل يوسف على فرعون وأخبره وقال

الخ

ص: 249