المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌قَاعِدَة جليلة إِذا أردْت الِانْتِفَاع بِالْقُرْآنِ فاجمع قَلْبك عِنْد تِلَاوَته وسماعه

- ‌فصل وَقد جمعت هَذِه السُّورَة من أصُول الْإِيمَان مَا يَكْفِي ويشفي ويغني عَن

- ‌فَائِدَة جليلة قَوْله تَعَالَى

- ‌فَائِدَة للْإنْسَان قوتان قُوَّة علمية نظرية وَقُوَّة عملية إرادية وسعادته

- ‌فَائِدَة الرب تَعَالَى يَدْعُو عباده فِي الْقُرْآن إِلَى مَعْرفَته من طَرِيقين أَحدهمَا

- ‌فَائِدَة فِي الْمسند وصحيح أبي الحاتم من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود قَالَ

- ‌فَائِدَة أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وَأَشْرَفهَا وأعلاها ذاتا وَقدرا

- ‌فَائِدَة قبُول الْمحل لما يوضع فِيهِ مَشْرُوط بتفريغه من ضدّه وَهَذَا كَمَا أَنه

- ‌فَائِدَة قَوْله تَعَالَى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ إِلَى آخرهَا أخلصت هَذِه السُّورَة للوعد

- ‌فصل طُوبَى لمن أنصف ربّه فَأقر لَهُ بِالْجَهْلِ فِي علمه والآفات فِي عمله

- ‌فَائِدَة الْغيرَة غيرتان غيرَة على الشَّيْء وغيرة من الشَّيْء فالغيرة على

- ‌فصل اياك والمعاصي فانها أزالت عِزَّ اسْجُدُوا

- ‌فَائِدَة من فقد أنسه بِاللَّه بَين النَّاس ووجده فِي الْوحدَة فَهُوَ صَادِق ضَعِيف

- ‌فصل الدُّنْيَا كامرأة بغي لَا تثبت مَعَ زوج إِنَّمَا تخْطب الْأزْوَاج ليستحسنوا

- ‌فصل من أعجب الْأَشْيَاء أَن تعرفه ثمَّ لَا تحبه وَأَن تسمع داعيه ثمَّ

- ‌فَائِدَة مَا أَخذ العَبْد مَا حرم عَلَيْهِ إِلَّا من جِهَتَيْنِ إِحْدَاهمَا سوء ظَنّه

- ‌فصل لما رأى المتيقظون سطوة لدُنْيَا بِأَهْلِهَا وخداع الأمل لأربابه وتملك

- ‌فَائِدَة جليلة جمع النبى بَين تقوى الله وَحسن الْخلق لِأَن تقوى الله

- ‌فَائِدَة جليلة بَين العَبْد وَبَين الله وَالْجنَّة قنطرة تقطع بخطوتين خطْوَة عَن

- ‌قَاعِدَة لشهادة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله عِنْد الْمَوْت تَأْثِير عَظِيم فِي تَكْفِير

- ‌فصل جمع النَّبِي فِي قَوْله فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطّلب بَين مصَالح

- ‌فَائِدَة جمع النَّبِي بَين المأثم والمغرم فَإِن المأثم يُوجب خسارة الْآخِرَة

- ‌فَائِدَة قَالَ تَعَالَى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا علق سُبْحَانَهُ الْهِدَايَة

- ‌فصل ألْقى الله سُبْحَانَهُ الْعَدَاوَة بَين الشَّيْطَان وَبَين الْملك والعداوة بَين

- ‌فصل لما خرج رَسُول الله من حصر الْعَدو دخل فِي حصر النَّصْر

- ‌فصل يَا مغرورا بالأماني لعن إِبْلِيس وأهبط من منزل الْعِزّ بترك سَجْدَة وَاحِدَة

- ‌فصل كَانَ أول الْمَخْلُوقَات الْقَلَم ليكتب الْمَقَادِير قبل كَونهَا وَجعل آدم وَآخر

- ‌فصل لما سلم لآدَم أصل الْعُبُودِيَّة لم يقْدَح فِيهِ الذَّنب ابْن آدم لَو

- ‌فصل الْقُرْآن كَلَام الله وَقد تجلى الله فِيهِ لِعِبَادِهِ وَصِفَاته فَتَارَة يتجلى فِي

- ‌فصل لما بَايع الرَّسُول أهل الْعقبَة أَمر أَصْحَابه بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَة

- ‌فصل علمت كلبك فَهُوَ يتْرك شَهْوَته فِي تنَاول مَا صَاده احتراما لنعمتك وخوفا

- ‌فَائِدَة هجر الْقُرْآن أَنْوَاع أَحدهَا هجر سَمَاعه وَالْإِيمَان بِهِ والإصغاء إِلَيْهِ

- ‌فَائِدَة كَمَال النَّفس الْمَطْلُوب مَا تضمن أَمريْن أَحدهمَا أَن يصير هَيْئَة راسخة وَصفَة

- ‌فَائِدَة جليلة إِذا أصبح العَبْد وَأمسى وَلَيْسَ همه إِلَّا الله وَحده تحمل الله

- ‌فَائِدَة الْعلم نقل صُورَة الْمَعْلُوم من الْخَارِج وإثباتها فِي النَّفس ولعمل نقل

- ‌قَاعِدَة الْإِيمَان لَهُ ظَاهر وباطن وَظَاهره قَول اللِّسَان وَعمل الْجَوَارِح وباطنه

- ‌قَاعِدَة التَّوَكُّل على الله نَوْعَانِ أَحدهمَا توكل عَلَيْهِ فِي جلب حوائج العَبْد

- ‌فَائِدَة الْجَاهِل يشكو الله إِلَى النَّاس وَهَذَا غَايَة الْجَهْل بالمشكو والمشكو

- ‌قَاعِدَة جليلة قَالَ الله تَعَالَى

- ‌فَائِدَة جليلة قَوْله تَعَالَى

- ‌فَائِدَة لَا تتمّ الرَّغْبَة فِي الْآخِرَة إِلَّا بالزهد فِي الدُّنْيَا وَلَا يَسْتَقِيم الزّهْد

- ‌قَاعِدَة أساس كل خير أَن تعلم أَن مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم

- ‌فَائِدَة جليلة كل من آثر الدُّنْيَا من أهل الْعلم واستحبها فَلَا بُد أَن

- ‌فصل فَهَذَا حَال الْعَالم الْمُؤثر الدُّنْيَا على الْآخِرَة وَأما العابد الْجَاهِل

- ‌فَائِدَة عَظِيمَة أفضل مَا اكتسبته النُّفُوس وحصلته الْقُلُوب العَبْد ونال بِهِ

- ‌فَائِدَة جليلة إِنَّمَا يجد الْمَشَقَّة فِي ترك المألوفات والعوائد من تَركهَا لغير

- ‌قَاعِدَة جليلة قَالَ الله تَعَالَى

- ‌فصل عشرَة أَشْيَاء ضائعة لَا ينْتَفع بهَا علم لَا يعْمل بِهِ وَعمل لَا

- ‌فصل لله سُبْحَانَهُ على عَبده أَمر أمره بِهِ وَقَضَاء يَقْضِيه عَلَيْهِ ونعمة ينعم

- ‌فصل من ترك الِاخْتِيَار وَالتَّدْبِير فِي رَجَاء زِيَادَة أَو خوف نُقْصَان أَو طلب

- ‌فصل عَلامَة صِحَة الْإِرَادَة أَن يكون هم المريد رضَا ربه واستعداده للقائه

- ‌فصل إِذا اسْتغنى النَّاس بالدنيا فاستغن أَنْت بِاللَّه وَإِذا فرحوا بالدنيا

- ‌فصل الزّهْد أَقسَام زهد فِي الْحَرَام وَهُوَ فرض عين وزهد فِي الشُّبُهَات وَهُوَ

- ‌فَائِدَة جليلة قَالَ سهل بن عبد الله ترك الْأَمر عِنْد الله أعظم من

- ‌فصل مبْنى الدّين على قاعدتين الذّكر وَالشُّكْر قَالَ تَعَالَى

- ‌فصل تكَرر فِي الْقُرْآن جعل الْأَعْمَال الْقَائِمَة بِالْقَلْبِ والجوارح سَبَب الْهِدَايَة

- ‌فصل وَأما الأَصْل الثَّانِي وَهُوَ اقْتِضَاء الْفُجُور وَالْكبر وَالْكذب للضلال فكثير

- ‌فصل وكما يقره سُبْحَانَهُ بَين الْهدى والتقى والضلال والغي فَكَذَلِك يقرن بَين

- ‌فصل وَالْهدى وَالرَّحْمَة وتوابعها من الْفضل والإنعام كُله من صفة الْعَطاء

- ‌فصل إِذا رَأَيْت النُّفُوس المبطلة الفارغة من الْإِرَادَة والطلب لهَذَا الشَّأْن قد

- ‌فصل إياك وَالْكذب فَإِنَّهُ يفْسد عَلَيْك تصور المعلومات على مَا هِيَ عَلَيْهِ وَيفْسد

- ‌فصل فِي قَوْله تَعَالَى

- ‌فصل لَا ينْتَفع بِنِعْمَة الله بِالْإِيمَان وَالْعلم إِلَّا من عرف نَفسه ووقف بهَا

- ‌فصل الصَّبْر عَن الشَّهْوَة أسهل من الصَّبْر على مَا توجبه الشَّهْوَة فَإِنَّهَا إِمَّا

- ‌فصل للأخلاق حد مَتى جاوزته صَارَت عُدْوانًا وَمَتى قصّرت عَنهُ كَانَ نقصا ومهانة

- ‌فصل قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء رضي الله عنه يَا حبذا نوم الأكياس وفطرهم كَيفَ

- ‌فصل أصل الْأَخْلَاق المذمومة كلهَا الْكبر والمهانة والدناءة وأصل الْأَخْلَاق

- ‌فصل الْمطلب الْأَعْلَى مَوْقُوف حُصُوله على همة عالية وَنِيَّة صَحِيحَة فَمن فقدهما

- ‌فصل من كَلَام عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ رجل عِنْده

- ‌فصل لَا يجْتَمع الْإِخْلَاص فِي الْقلب ومحبة الْمَدْح وَالثنَاء والطمع فِيمَا عِنْد

- ‌فصل لَذَّة كل أحد على حسب قدره وهمّته وَشرف نَفسه فَأَشْرَف النَّاس نفسا

- ‌فصل ذكر ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَنه كَانَ

- ‌فصل الْوُصُول إِلَى الْمَطْلُوب مَوْقُوف على هجر العوائد وَقطع الْعَوَائِق فالعوائد

- ‌فصل وَأما الْعَوَائِق فَهِيَ أَنْوَاع المخالفات ظَاهرهَا وباطنها فَإِنَّهَا تعوق

- ‌فصل وَأما العلائق فَهِيَ كل مَا تعلق بِهِ الْقلب دون الله وَرَسُوله من

- ‌فصل لما كمل الرَّسُول مقَام الافتقار إِلَى الله سُبْحَانَهُ أحْوج الْخَلَائق

- ‌فصل من عَلَامَات السَّعَادَة والفلاح أَن العَبْد كلما زيد فِي علمه زيد فِي

- ‌فصل من أَرَادَ علو بُنْيَانه فَعَلَيهِ بتوثيق أساسه وإحكامه وَشدَّة الاعتناء بِهِ

- ‌فصل أَرْكَان الْكفْر أَرْبَعَة الْكبر والحسد وَالْغَضَب والشهوة فالكبر يمنعهُ

- ‌فصل عَظِيم النَّفْع

- ‌فصل السّنة شَجَرَة والشهور فروعها وَالْأَيَّام أَغْصَانهَا والساعات أوراقها

- ‌فصل إِذا بلغ العَبْد أعْطى عَهده الَّذِي عَهده إِلَيْهِ خالقه ومالكه فَإِذا أَخذ

- ‌فصل خلق بدن ابْن آدم من الأَرْض وروحه من ملكوت السَّمَاء وَقرن بَينهمَا

- ‌فصل بَين رِعَايَة الْحُقُوق مَعَ الضّر ورعايتها مَعَ الْعَافِيَة بون بعيد إِن عَبدِي

- ‌فصل معرفَة الله سُبْحَانَهُ نَوْعَانِ معرفَة إِقْرَار وَهِي الَّتِي اشْترك فِيهَا النَّاس

- ‌فصل الدَّرَاهِم أَرْبَعَة دَرَاهِم اكْتسب بِطَاعَة الله وَأخرج فِي حق الله فَذَاك خير

- ‌فصل الْمُوَاسَاة لِلْمُؤمنِ أَنْوَاع مواساة بِالْمَالِ ومواساة الجاه ومواساة

- ‌فصل الْجَهْل بِالطَّرِيقِ وآفاتها وَالْمَقْصُود يُوجب التَّعَب الْكثير مَعَ الْفَائِدَة

- ‌فصل إِذا عزم العَبْد على السّفر إِلَى الله تَعَالَى وإرادته عرضت لَهُ الخوادع

- ‌فصل النعم ثَلَاثَة نعْمَة حَاصِلَة يعلم بهَا العَبْد ونعمة منتظرة يرجوها ونعمة

- ‌قَاعِدَة جليلة مبدأ كل علم نَظَرِي وَعمل اخْتِيَاري هُوَ الخواطر والأفكار فَإِنَّهَا

- ‌فصل فَإِذا دفعت الخاطر الْوَارِد عَلَيْك انْدفع عَنْك مَا بعده وَإِن قبلته صَار

- ‌فَائِدَة من النَّاس من يعرف الله بالجود والإفضال وَالْإِحْسَان وَمِنْهُم من يعرفهُ

- ‌فَائِدَة من الْآفَات الْخفية الْعَامَّة أَن يكون العَبْد فِي نعْمَة أنعم الله بهَا

- ‌فصل وَمن أعز أَنْوَاع الْمعرفَة معرفَة الرب سُبْحَانَهُ بالجمال وَهِي معرفَة خَواص

- ‌فصل وَقَوله فِي الحَدِيث إِن الله جميل يحب الْجمال يتَنَاوَل جمال الثِّيَاب

- ‌فصل وقابلهم فِي الْفَرِيق الثَّانِي فَقَالُوا قد ذمّ الله سُبْحَانَهُ جمال الصُّور

- ‌فصل لَيْسَ للْعَبد شَيْء أَنْفَع من صدقه ربه فِي جَمِيع أُمُوره مَعَ صدق

- ‌فَائِدَة جليلة فِي الْقدر

- ‌فصل من أعظم الظُّلم وَالْجهل أَن تطلب التَّعْظِيم والتوقير من النَّاس وقلبك

- ‌فَائِدَة عِنْد العارفين أَن الِاشْتِغَال بِالْمُشَاهَدَةِ عَن الْبر فِي السّير فِي السِّرّ

- ‌فَائِدَة كل ذِي لب يعلم أَنه لَا طَرِيق للشَّيْطَان عَلَيْهِ إِلَّا من ثَلَاث

- ‌فَائِدَة طَالب النّفُوذ إِلَى الله وَالدَّار الْآخِرَة بل وَإِلَى كل علم وصناعة

- ‌فَائِدَة من الذَّاكِرِينَ من يبتديء بِذكر اللِّسَان وَإِن كَانَ على غَفلَة ثمَّ لَا

- ‌فصل أَنْفَع النَّاس لَك رجل مكّنك من نَفسه حَتَّى تزرع فِيهِ خيرا أَو

- ‌فصل اللَّذَّة المحرّمة ممزوجة بالقبح حَال تنَاولهَا مثمرة للألم بعد

- ‌فصل لله على العَبْد فِي كل عُضْو من أَعْضَائِهِ أَمر وَله عَلَيْهِ فِيهِ

- ‌فصل أَقَامَ الله سُبْحَانَهُ هَذَا الْخلق بَين الْأَمر وَالنَّهْي وَالعطَاء وَالْمَنْع

- ‌فصل التَّوْحِيد أصلف شَيْء وأنزهه وأنظفه وأصفاه فأدنى شَيْء يخدشه ويدنّسه

- ‌فَائِدَة ترك الشَّهَوَات لله وَإِن أنجى من عَذَاب الله وَأوجب الْفَوْز برحمته

- ‌فَائِدَة الْإِنَابَة هِيَ عكوف الْقلب على الله عز وجل كاعتكاف الْبدن فِي الْمَسْجِد

- ‌فَائِدَة الشهقة الَّتِي تعرض عِنْد سَماع الْقُرْآن أَو غَيره لَهَا أَسبَاب أَحدهَا يلوح

- ‌قَاعِدَة جليلة أصل الْخَيْر وَالشَّر من قبل التفكّر فَإِن الْفِكر مبدأ الْإِرَادَة

- ‌قَاعِدَة الطّلب لقاح الْإِيمَان فَإِذا اجْتمع الْإِيمَان والطلب أثمر الْعَمَل

- ‌قَاعِدَة للْعَبد بَين يَدي الله موقفان موقف بَين يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة وموقف بَين

- ‌قَاعِدَة اللَّذَّة من حَيْثُ هِيَ مَطْلُوبَة للْإنْسَان بل وَلكُل حَيّ فَلَا تذم من

- ‌فَائِدَة قَوْله تَعَالَى وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

- ‌فَائِدَة قَوْله تَعَالَى عَن يُوسُف نبيه أَنه قَالَ

- ‌فَائِدَة قَول الله تَعَالَى

- ‌فَائِدَة جليلة لَا يزَال مُنْقَطِعًا عَن الله حَتَّى تتصل إِرَادَته ومحبته بِوَجْه

- ‌قَاعِدَة جليلة قد فكّرت فِي هَذَا الْأَمر فَإِذا أَصله أَن تعلم أَن النعم

- ‌فصل وَسبب الخذلان عدم صَلَاحِية الْمحل وأهليته وقبوله للنعمة بِحَيْثُ لَو

- ‌فصل قَالَ الله تَعَالَى

الفصل: ‌فصل عظيم النفع

فالغضب مثل السَّبع إِذا أفلته صَاحبه بَدَأَ بِأَكْلِهِ والشهوة مثل النَّار إِذا أضرمها صَاحبهَا بدأت بإحراقه وَالْكبر بِمَنْزِلَة مُنَازعَة الْملك ملكه فَإِن لم يهلكك طردك عَنهُ والحسد بِمَنْزِلَة معاداة من هُوَ أقدر مِنْك وَالَّذِي يغلب شَهْوَته وغضبه يفرق الشَّيْطَان من ظله وَمن تغلبه شَهْوَته وغضبه يفرق من خياله

‌فصل عَظِيم النَّفْع

الْجُهَّال بِاللَّه وأسمائه وَصِفَاته المعطلون لحقائقها يبغضون الله إِلَى خلقه ويقطعون عَلَيْهِم طَرِيق محبته والتودد إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ من حَيْثُ لَا يعلمُونَ وَنحن نذْكر من ذَلِك أَمْثِلَة تحتذي عَلَيْهَا فَمِنْهَا أَنهم يقررون فِي نفوس الضُّعَفَاء أَن الله سُبْحَانَهُ لَا تَنْفَع مَعَه طَاعَة وَإِن طَال زمانها وَبَالغ العَبْد وأتى بهَا ظَاهره وباطنه وَأَن العَبْد لَيْسَ على ثِقَة وَلَا أَمن من مكره بل شَأْنه سُبْحَانَهُ أَن يَأْخُذ الْمُطِيع المتقي من الْمِحْرَاب إِلَى الماخور وَمن التَّوْحِيد والمسبحة إِلَى الشّرك والمزمار ويقلب قلبه من الْإِيمَان الْخَالِص إِلَى الْكفْر ويروون فِي ذَلِك آثَار صَحِيحَة لم يفهموها وباطلة لم يقلها الْمَعْصُوم ويزعمون أَن هَذَا حَقِيقَة التَّوْحِيد ويتلون على ذَلِك قَوْله تَعَالَى لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَقَوله أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ وَقَوله وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلبه ويقيمون إِبْلِيس حجَّة لَهُم على هَذِه الْمعرفَة وَأَنه كَانَ طَاوُوس الْمَلَائِكَة وَأَنه لم يتْرك فِي السَّمَاء رقْعَة وَلَا فِي الأَرْض بقْعَة إِلَّا وَله فِيهَا سَجْدَة أَو رَكْعَة لَكِن جنى عَلَيْهِ جاني الْقدر وسطا عَلَيْهِ الحكم فَقلب عينه الطّيبَة وَجعلهَا أَخبث شَيْء حَتَّى قَالَ بعض عارفيهم أَنَّك يَنْبَغِي أَن تخَاف الله كَمَا تخَاف الْأسد الَّذِي يثب عَلَيْك بِغَيْر جرم مِنْك وَلَا ذَنْب أَتَيْته إِلَيْهِ ويحتجون بقول النَّبِي إِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فيدخلها ويروون عَن بعض السّلف أكبر الْكَبَائِر لَا الله من مكر الله والقنوط من رَحْمَة

ص: 159

وَذكر الإِمَام أَحْمد عَن عون بن عبد الله أَو غَيره أَنه سمع رجلا يَدْعُو الْهم لَا تؤمني مكرك فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ قل اللَّهُمَّ لَا تجعلني مِمَّن يَأْمَن مكرك وبنوا ذَلِك على أصلهم الْبَاطِل وَهُوَ إِنْكَار الْحِكْمَة وَالتَّعْلِيل والأسباب وَأَن الله لَا يفعل لحكمة وَلَا سَبَب وَإِنَّمَا يفعل بِمَشِيئَة مُجَرّدَة من الحكم وَالتَّعْلِيل وَالسَّبَب فَلَا يفعل لشَيْء وَلَا بِشَيْء وَأَنه لَا يجوز عَلَيْهِ أَن يعذب أهل طَاعَته أَشد الْعَذَاب وينعّم أعداءه وَأهل مَعْصِيَته بجزيل الثَّوَاب وَأَن الْأَمريْنِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ سَوَاء وَلَا يعلم امْتنَاع ذَلِك إِلَّا بِخَبَر من الصَّادِق أَنه لَا يَفْعَله فَحِينَئِذٍ يعلم امْتِنَاعه لوُقُوع الْخَبَر بِأَنَّهُ لَا يكون لَا لِأَنَّهُ فِي نَفسه بَاطِل وظلم فَإِن الظُّلم فِي نَفسه مُسْتَحِيل فَإِنَّهُ غير مُمكن بل هُوَ بِمَنْزِلَة جعل الْجِسْم الْوَاحِد فِي مكانين فِي آن وَاحِد وَالْجمع بَين اللَّيْل وَالنَّهَار فِي سَاعَة وَاحِدَة وَجعل الشَّيْء مَوْجُودا ومعدوما مَعًا فِي آن وَاحِد فَهَذَا حَقِيقَة الظُّلم عِنْدهم فَإِذا رَجَعَ الْعَامِل إِلَى نَفسه قَالَ من لَا يسْتَقرّ لَهُ أَمر وَلَا يُؤمن لَهُ مكر كَيفَ يوثق بالتقرّب إِلَيْهِ وَكَيف يعول على طاعنه واتّباع أوامره وَلَيْسَ لنا سوى هَذِه الْمدَّة الْيَسِيرَة فَإِذا هجرنا فِيهَا اللَّذَّات وَتَركنَا الشَّهَوَات وتكلفتا أثقال الْعِبَادَات وَكُنَّا مَعَ ذَلِك على غير ثِقَة مِنْهُ أَن يقلب علينا الْإِيمَان كفرا والتوحيد شركا وَالطَّاعَة مَعْصِيّة وَالْبر فجورا ويديم علينا الْعُقُوبَات كُنَّا خاسرين فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِذا استحكم هَذَا الِاعْتِقَاد فِي قُلُوبهم وتخمّر فِي نُفُوسهم صَارُوا إِذا أمروا بالطاعات وهجر اللَّذَّات بِمَنْزِلَة إِنْسَان جعل يَقُول لوَلَده معلمك إِن كتبت وأحسنت وتأدبت وَلم تعصه رُبمَا أَقَامَ لَك حجَّة وعاقبك وَإِن كسلت وَبَطلَت وتعطلت وَتركت مَا أَمرك بِهِ رُبمَا قربك وأكرمك فيودع بِهَذَا القَوْل قلب الصَّبِي مَا لَا يَثِق بعده إِلَى وَعِيد الْمعلم على الْإِسَاءَة وَلَا وعده على الْإِحْسَان وَإِن كبر الصَّبِي وَصلح للمعاملات والمناصب قَالَ لَهُ هَذَا سُلْطَان بلدنا يَأْخُذ اللص من الْحَبْس فَيَجْعَلهُ وزيرا أَمِيرا وَيَأْخُذ الكيّس المحسن لشغله فيخلّده الْحَبْس ويقتله ويصلبه فَإِذا قَالَ لَهُ ذَلِك أَو حشه سُلْطَانه وَجعله على غير ثِقَة من وعده ووعيده وأزال محبته من قلبه وَجعله يخافه مَخَافَة الظَّالِم الَّذِي يَأْخُذ المحسن بالعقوبة

ص: 160

والبريء بِالْعَذَابِ فأفلس هَذَا الْمِسْكِين من اعْتِقَاد كَون الْأَعْمَال نافعة أَو ضارة فَلَا بِفعل الْخَيْر يسْتَأْنس وَلَا بِفعل الشَّرّ يستوحش وَهل فِي التنفير عَن الله وتبغيضه إِلَى عباده أَكثر من هَذَا وَلَو اجْتهد الْمَلَاحِدَة على تبغيض الدّين والتنفير عَن الله لما أَتَوا بِأَكْثَرَ من هَذَا وَصَاحب هَذِه الطَّرِيقَة يظنّ أَنه يُقرر التَّوْحِيد وَالْقدر وَيرد على أهل الْبدع وينصر الدّين ولعمر الله الْعَدو الْعَاقِل أقل ضَرَرا من الصّديق الْجَاهِل وَكتب الله الْمنزلَة كلهَا وَرُسُله كلهم شَهَادَة بضد ذَلِك وَلَا سِيمَا الْقُرْآن فَلَو سلك الدعاة المسلك الَّذِي دَعَا الله وَرَسُوله بِهِ النَّاس إِلَيْهِ لصلح الْعَالم صلاحا لَا فَسَاد مَعَه فَالله سُبْحَانَهُ أخبر وَهُوَ الصَّادِق الوفي أَنه إِنَّمَا يُعَامل النَّاس بكسبهم ويجازيهم بأعمالهم وَلَا يخَاف المحسن ليده ظلما وَلَا هضما وَلَا يخَاف بخسا وَلَا رهقا وَلَا يضيع عمل محسن أبدا وَلَا يضيع على العَبْد مِثْقَال ذرة لَا يظلمها وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما وَإِن كَانَ مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل جازاه بهَا وَلَا يضيعها عَلَيْهِ وَأَنه يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مثلهَا ويحبطها بِالتَّوْبَةِ والندم وَالِاسْتِغْفَار والحسنات والمصائب وَيجْزِي بِالْحَسَنَة عشر أَمْثَالهَا ويضاعفها إِلَى سَبْعمِائة ضعف إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة وَهُوَ الَّذِي أصلح الفاسدين وَأَقْبل بقلوب المعرضين وَتَابَ على المذنبين وَهدى الضَّالّين وأنقذ الهالكين وَعلم الْجَاهِلين وبصر المتحيزين وَذكر الغافلين وآوى الشاردين وَإِذا أوقع عقَابا أوقعه بعد شدَّة التمرد والعتو عَلَيْهِ ودعوة العَبْد إِلَى الرُّجُوع إِلَى إِلَيْهِ وَالْإِقْرَار بربوبيته وَحقه مرّة بعد مرّة حَتَّى إِذا يأس من استجابته وَالْإِقْرَار بربوبيته ووحدانيته أَخذه بِبَعْض كفره وعتوّه وتمرّده بِحَيْثُ يعْذر العَبْد من نَفسه ويعترف بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لم يَظْلمه وَأَنه هُوَ الظَّالِم لنَفسِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَن أهل النَّار فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ وَقَالَ عَمَّن أهلكهم فِي الدُّنْيَا أَنهم لما رَأَوْا آيَاته وأحسوا حصيدا بعذابه قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ وَقَالَ أَصْحَاب الْجنَّة الَّتِي أفسدها عَلَيْهِم لما رأوها

ص: 161

{قَالُوا} سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ قَالَ الْحسن لقد دخلُوا النَّار وإنّ حَمده لفي قُلُوبهم مَا وجدوا عَلَيْهِ حجَّة وَلَا سَبِيلا وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى نقطع دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَهَذِهِ الْجُمْلَة فِي مَوضِع الْحَال أَي قطع دابرهم حَال كَونه سُبْحَانَهُ مَحْمُودًا على ذَلِك فَقطع دابرهم قطعا مصاحبا لحمده فَهُوَ قطع وإهلاك يحمد عَلَيْهِ الرب تَعَالَى لَكمَا حكمته وعدله وَوَضعه الْعقُوبَة فِي موضعهَا الَّذِي لَا يَلِيق بِهِ غَيرهَا فوضعها فِي الْموضع الَّذِي يَقُول من علم الْحَال لَا تلِيق الْعقُوبَة إِلَّا بِهَذَا الْمحل وَلَا يَلِيق بِهِ إِلَّا الْعقُوبَة وَلِهَذَا قَالَ عقيب إخْبَاره عَن الحكم بَين عباده ومصير أهل السَّعَادَة إِلَى الْجنَّة وَأهل الشَّقَاء إِلَى النَّار وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمد لله رب الْعَالَمِينَ فَحذف فَاعل القَوْل إشعارا بِالْعُمُومِ وَأَن الْكَوْن كُله قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لما شاهدوا من حِكْمَة الْحق وعدله وفضله وَلِهَذَا قَالَ فِي حق أهل النَّار قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّم كَأَن الْكَوْن كُله يَقُول ذَلِك حَتَّى تَقوله أعضاؤهم وأرواحهم وأرضهم وسماؤهم وَهُوَ سُبْحَانَهُ بِخَبَر أَنه إِذا هلك أعداءه أنجى أولياءه وَلَا يعمهم بِالْهَلَاكِ بمحض الْمَشِيئَة وَلما سَأَلَهُ نوح نجاة ابْنه أخبر أَنه يغرقه بِسوء عمله وكفره وَلم يقل إِنِّي أغرقه بمحض مشيئتي وإرادتي بِلَا سَبَب وَلَا ذَنْب وَقد ضمن سُبْحَانَهُ زِيَادَة الْهِدَايَة للمجاهدين فِي سبله وَلم يخبر أَنه يضلهم وَيبْطل سَعْيهمْ وَكَذَلِكَ ضمن زِيَادَة الْهِدَايَة لِلْمُتقين الَّذين يتبعُون رضوانه وَأخْبر أَنه لَا يضل إِلَّا الْفَاسِقين الَّذين ينقضون عَهده من بعد ميثاقه وَأَنه إِنَّمَا يضل من آثر الضلال وَاخْتَارَهُ على الْهدى فيطبع حِينَئِذٍ على سَمعه وَقَلبه وَأَنه يقلب قلب من لم يرض بهداه إِذا جَاءَهُ وَلم يُؤمن بِهِ وَدفعه وردّه فيقلب فُؤَاده وبصره عُقُوبَة لَهُ على رده وَدفعه لما تحَققه وعرفه وَأَنه سُبْحَانَهُ لَو علم فِي تِلْكَ الْمحَال الَّتِي حكم عَلَيْهَا بالضلال والشقاء خيرا لأفهمها وهداها وَلكنهَا لَا تصلح لنعمته وَلَا تلِيق بهَا كرامته وَقد أزاح سُبْحَانَهُ الْعِلَل وَأقَام الْحجَج ومكّن من أَسبَاب الْهِدَايَة وَأَنه لَا يضل إِلَّا الْفَاسِقين والظالمين وَلَا يطبع

ص: 162

إِلَّا على قُلُوب الْمُعْتَدِينَ وَلَا يركس فِي الْفِتْنَة إِلَّا الْمُنَافِقين بكسبهم وَأَن الرين الَّذِي غطى بِهِ قُلُوب الْكفَّار وَهُوَ عين كسبهم وأعمالهم كَمَا قَالَ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَقَالَ عَن أعدائه من الْيَهُود وَقَالُوا قُلُوبنَا غلف بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ وَأخْبر أَنه لَا يضل من هداه حَتَّى يبن لَهُ مَا يَتَّقِي فيختار لشقوته وَسُوء طَبِيعَته الضلال على الْهدى والغي على الرشاد وَيكون مَعَ نَفسه وشيطانه وعدو ربه عَلَيْهِ

وَأما الْمَكْر الَّذِي وصف بِهِ نَفسه فَهُوَ مجازاته للماكرين بأوليائه وَرُسُله فيقابل مَكْرهمْ السيء بمكره الْحسن فَيكون الْمَكْر مِنْهُم أقبح شَيْء وَمِنْه أحسن شيءلأنه عدل ومجازاة وَكَذَلِكَ المخادعة مِنْهُ جَزَاء على مخادعة رسله أوليائه فَلَا أحسن من تِلْكَ المخادعة وَالْمَكْر وَأما كَون الرجل يعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَإِن هَذَا عمل أهل الْجنَّة فِيمَا يظْهر للنَّاس وَلَو كَانَ عملا صَالحا مَقْبُولًا للجنة قد أحبه الله ورضيه لم يُبطلهُ عَلَيْهِ وَقَوله لم يبْق بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع يشكل على هَذَا التَّأْوِيل فَيُقَال لما كَانَ الْعَمَل بِآخِرهِ وخاتمته لم يصبر هَذَا الْعَامِل على عمله حَتَّى يتم لَهُ بل كَانَ فِيهِ آفَة كامنة ونكتة خذل بهَا فِي آخر عمره فخانته تِلْكَ الآفة والداهية والباطنة فِي وَقت الْحَاجة فَرجع إِلَى مُوجبهَا وعملت عَملهَا وَلَو لم يكن هُنَاكَ غش وَآفَة لم يقلب الله إيمَانه لقد أوردهُ مَعَ صدقه فِيهِ وإخلاصه بِغَيْر سَبَب مِنْهُ يَقْتَضِي إفساده عَلَيْهِ وَالله يعلم من سَائِر الْعباد مَا لَا يُعلمهُ بَعضهم من بعض

وَأما شَأْن إِبْلِيس فَإِن الله سُبْحَانَهُ قَالَ للْمَلَائكَة إِنِّي أَعْلَمُ مَالا تعلمُونَ فالرب تَعَالَى كَانَ يعلم مَا فِي قلب إِبْلِيس من الْكفْر وَالْكبر والحسد مَالا يُعلمهُ الْمَلَائِكَة فَلَمَّا أمروا بِالسُّجُود ظهر مَا فِي قُلُوبهم من الطَّاعَة والمحبة والخشية والانقياد فبادروا إِلَى الِامْتِثَال وَظهر مَا فِي قلب عدوه من الْكبر والغش والحسد فَأبى واستكبر وَكَانَ من الْكَافرين

ص: 163