الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل لبعض الحكماء: من أسوأ الناس حالاً قال: من بعدت همته واتسعت أمنيته وقصرت مقدرته وقد لمح هذا المعنى أبو الطيب فقال:
وأتعب خلق الله من زاد همه
…
وقصر عما تشتهي النفس وجده
وقال أيضاً وإذا كانت النفوس كباراً
…
تعبت في مرادها الأجسام
قال أبو حازم: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ونحن لا نتوب حتى نموت.
حكي أن بعض الزهاد نظر إلى رجل واقف على باب سلطان وفي وجهه سجادة كبيرة فقال له: مثل هذا الدرهم بين عينيك وأنت تقف هيهنا، وكان بعض الزهاد حاضراً فقال: يا هذا إنه ضرب على غير السكة.
أسفار التوراة
التوراة خمسة أسفار السفر الأول يذكر فيه بدء الخلق والتاريخ من آدم إلى يوسف عليه السلام. السفر الثاني فيه استخدام المصريين لبني إسرائيل وظهور موسى عليه السلام، وهلاك فرعون، وإمامة هارون، ونزول الكلمات العشر، وسماع القوم كلام الله تعالى.
السفر الثالث يذكر فيه تعليم القرابين بالإجمال. والسفر الرابع يذكر فيه عدد القوم وتقسيم الأرض عليهم، وأحوال الرسل التي بعثها موسى عليه السلام إلى الشام، وأخبار المن والسلوى والغمام. والسفر الخامس يذكر فيه الأحكام وفاة هارون، وخلافة يوشع عليه السلام.
والربانيون والقرائون ينفردون عن بقية اليهود بالقول بنبوة أنبياء أخر غير موسى وهارون ويوشع، وينقلون منهم تسعة عشر كتاباً ويضيفونها إلى خمسة أسفار التوراة ومجموع كتابهم على أربعة مراتب.
المرتبة الأولى التوراة وقد ذكرناها.
المرتبة الثانية أربعة أسفار يسمونها الأول أولها ليوشع عليه السلام يذكر فيه ارتفاع المن ومحاربة يوشع وفتحه البلاد وقسمتها بالقرعة وثانيها يدعى سفر الحكام فيه أخبار قضاة بني إسرائيل وثالثها لصموئل فيه نبوته وملك طالوت وقتل داود جالوت رابعها سفر الملوك فيه أخبار هلك داود وسليمان وغيرهما، والملاحم ومجيء بخت نصر وخراب بيت المقدس.
المرتبة الثالثة أربعة أسفار تسمى الأخيرة، أولها لشعيا فيه توبيخ بني إسرائيل وإنذار بما وقع وبشارة للصابرين وثانيها لأرميا عليه السلام ويذكر فيه خراب بيت المقدس والهبوط إلى مصر. وثالثها لحزقيل يذكر فيه حكم طبيعية وفلكية مرموزة، وأخبار يأجوج ومأجوج. ورابعها اثني عشر سفراً: فيه إنذارات بزلازل وجراد وغيرها، وإشارة إلى المنتظر والمحشر، ونبوة يونس عليه السلام وابتلاع الحوت له وتوبته، ونبوة زكريا عليه السلام وبشارة بورود الخضر عليه السلام.
المرتبة الرابعة عن الكتب وهي إحدى عشر سفراً الأول تاريخ نسب الأسباط وغيرهم. وثانيها مزامير داود مائة وخمسون مزمار كلها طلبات وأدعية. وثالثها قصة أيوب وفيه مباحث كلامية. ورابعها آثار حكمية عن سليمان عليه السلام، وخامسها أحكام الأحبار، وسادسها أناشيد عبرانية لسليمان عليه السلام في مخاطبة النفس والعقل، وسابعها يدعى جامع الحكمة لسليمان عليه السلام فيه الحث على طلب اللذات العقلية الباقية، وتحقير اللذات الجسمية الفانية وتعظيم الله تعالى والتخويف ومنه وثامنها يدعى النواح لأرميا عليه السلام فيه خمس مقالات على حروف المعجم يذب على البيت.
وتاسعها فيه ملك أردشير. وعاشرها لدانيال فيه تفسير منامات وحال البعث والنشور. والحادي عشر لعزير عليه السلام فيه صفة عود القوم من أرض بابل إلى البيت وبناءه.
اعلم أن الأنس والخوف والشوق من آثار المحبة، إلا أن هذه الآثار يختلف على المحب بحسب نظره، وما يغلب عليه في وقته فإذا غلب عليه التطلع من وراء حجب الغيب إلى منتهى الجمال، واستشعر قصوره من الاطلاع على كنه الجلال، انبعث القلب إلى الطلب وانزعج له وهاج إليه فيسمى هذه الحالة شوقاً بالإضافة إلى أمر غائب وإذا غلب عليه الفرح بالقرب ومشاهدة الحضور بما هو حاصل من الكشف وكان نظره مقصوراً على مطالعة الجمال الحاضر المكشوف، غير ملتفت إلى ما لم يدركه بعد، استبشر القلب بما يلاحظ فيسمى استبشاره أنساً وإن كان نظره مقصوراً إلى صفات العز والاستغناء وعدم المبالات وخطر إمكان الزوال والبعد، وتألم قلبه بهذه الاستشعار فيسمى تألمه خوفاً، وهذه الأفعال تابعة لهذه الملاحظات.
كل مربع فالفضل بينه وبين أقرب المربعات التي تحته إليه: يساوي مجموع جذريهما، والفضل بينه وبين أقرب المربعات التي فوقه إليه يساوي مجموع جذريهما. من كتاب نهج البلاغة أنه كرم الله وجهه قال لقائل قال بحضرته: أستغفر الله: ثكلتك أمك أتدري ما الإستغفار؟ ! الإستغفار درجة العليين، وهو إسم واقع على ستة معان أولها الندم على ما مضى والثاني العزم على ترك العود إليه أبداً والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى أن تلقى الله سبحانه أملس ليس لك تبعة. والرابع أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها. الخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد. والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله. وفيه إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة.
قال الإمام الرازي في قوله تعاى: {هو الذي خلقكم من طين} إن غلإنسان مخلوق من المنى ودم الطمث، وهما يتوالدان من الدم، والدم إنما يتولد من الأغذية، والأغذية إما حيوانية أو نباتية فإن كانت حيوانية فالحال في تولد ذلك الحيوان كالحال في تولد الإنسان، فبقى أن تكون نباتية، فإنسان مخلوق من الأغذية النباتية، ولا شك أنها متولدة من الطين، فيكون هو أيضا متولدا من الطين.
من النهج من أواخر الكتاب الذي كتب إلى سهل بن حنيف: إليك عني يا دنيا، فحبلك على غاربك، ولقد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، وأحببت الذهاب من مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبتك؟ أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك. ها هم رهائن القبور، ومضامين اللحود. والله لو كنت شخصا مرئيا، وقالبا حسيا لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني، وأمم ألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف، واوردتهم موارد البلاء، اغربي عني، فوالله لا أذل لك فتذليني، ولا أسلس لك فتقوديني، وايم والله يمينا لا أستثنى فيها لأروض نفسي رياضة تهش معها إلى القرض إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها، أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك وتشبع الربيضة من عشبها فتربض، ويأكل علي من زاده فيهجع، قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة، والسائمة المرعية، طوبى لنفس أدت لربها فرضه وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في الليل غمضها حتى إذا الكرى غلبها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاهم وتقشعت لطول استغفارهم ذنوبهم. اهـ.
من التائية الصغرى للشيخ عمر بن الفارض رحمه الله تعالى:
نعنم بالصبا قلبي صبا لأحبتي
…
فيا حبذا ذاك الشذى حين هبت
سرت فأسرت للفؤاد غدية
…
أحاديث جيران العذيب فسرت
تذكرني العهد القديم لأنها
…
حديثة عهد من أهيل مودتي
أيا زاجرا حمر الأوارك تارك الموارك
…
وجبت فيافي خبت آرام وجرة
ونكبت عن كثب العريض معارضا
…
حزونا لحزوي سائقا لسويقتي
(وباينت بانات كذا عن طويلع
…
بسلع فسل عن حلة فيه حلت)
(وعرج لذياك الفريق مبلغا
…
سلمت عربيا ثم عني - تحيتي)
(فلي بين هاتيك الخيام ضنينة
…
علي بشملي سمحة بتشتتي)
(محجبة بين الأسنة والظبا
…
إليها انثنت ألبابنا إذ تثنت)
(ممنعة خلع العذار نقابها
…
مسربلة بردين قلبي ومهجتي)
(تتيح المنايا إذ تبيح لي المنى وذاك رخيص منيتي بمنيتي
…
)
(وما غدرت في الحب إذ هدرت دمي
…
بشرع الهوى لكن وفت إذ توفت)
(متى أوعدت أولت وإن عدت لوت
…
وإن أقسمت لا تبرئ السقم برت)
(وإن عرضت أطرق حياء وهيبة
…
وإن أعرضت أطرق ولا لتلفت)
(هي البدر أوصافا وذاتي سماؤه
…
سمت بي إليها همت حين همت)
(منازلها مني الذراع توسدا
…
وقلبي وطرفي أوطنت إذ تجلت)
(منعمه أحشاي كانت قبيل ما
…
دعها لتشقى بالغرام فلبت)
(فلا دعا لي ذاك النعيم ولا أرى
…
من العيش إلا أن أعيش بشقوتي)
(ألا في سبيل الله حالي وما عسى
…
بكم أن ألاقي لو دريتهم أحبتي)
(أخذتم فؤادي وهو بعضي عندكم
…
فما ضركم أن تتبعوه بجملتي)
(وجدت بكم وجدا قوى كل عاشق
…
لو احتملت من عبئه البعض كلت)
(كأني هلال الشك لولا تأوهي
…
خفيت فلم تهد العيون لرؤيتي)
(وقالوا جرت حمرا دموعك قلت من
…
أمور جرت في كثرة الشوق قلت)
(نحرت لضيف السهد في جفني الكرى
…
قرى فجرى دمعي دما فوق وجنتي)
(كأني هلال الشك لولا تأوهي
…
خفيت فلم تهد العيون لرؤيتي)
(وقالوا جرت حمرا دموعك قلت من
…
أمور جرت في كثرة الشوق قلت)
(نحرت لضيف السهد في جفني الكرى
…
قرى فجرى دمعي دما فوق وجنتي)
(ولما توافينا عشاء وضمنا
…
سواء سبيلي ذي طوى والثنية)
(ومنت وما ضنت علي بوقفة
…
تعادل عندي بالمعروف وقفتي)
(عتبت فلم تعتب كأن لم يكن لقا
…
وما كان إلا أن أشرت وأومت)
(ايا كعبة الحسن التي لجمالها
…
قلوب أولى الألباب لبت وحجت)
(بريق الثنايا منك أهدى لنا سنا
…
بريق الثنايا وهو خير هدية)
(ولوحي لقلبي إن قلبي مجاور
…
حماك فتاقت للجمال وحنت)
.