الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تركت ولا أبقيت شيئا، جعلت كل أنواع المحامد لله عز وجل، فما من حمد إلا وهو داخل فيما قلت.
مر بعض الصوفية ببغداد، وإذا بسوقي ينادي: الخيار عشرة بدرهم، فلطم الصوفي وجه نفسه وقال: إذا كان الخيار عشرة بدرهم فكيف بالشرار {}
قال بعض الحكماء:
المروءة ألا تفعل سرا ما تستحي منه علانية.
(تعريف القضاء والقدر)
القضاء: هو وجود جميع الوجودات في اللوح المحفوظ إجمالا، والقدر تفصيل ذلك الإجمال بإيجاد المواد الخارجية، واحدا بعد واحد، في وقت تعلق العلم الأزلي به،.
القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني:
(ليس عندي شيء ألذ من العلم
…
فلا أبتغي سواه أنيسا)
(ما تطعمت لذة العيش حتى
…
صرت للبيت والكتاب جليسا)
(إنما الذل في مخالطة الناس
…
فدعهم وعش عزيزا رئيسا)
كان الفراء النحوي معلما لولدي المأمون، وكان إذا قام من مجلسه بادرا إلى نعليه فقدم كل واحد منهما فردة، وذلك بأمر أبيهما المأمون.
(لغويات)
نبذ من الكنى: يقال للأسد أبو الحارث، وللضبع أم عامر، وللثعلب أبو الحصين، وللنمر أبو عون، وللذئب أبو زياد. ويقال للديك أبو نبهان، وللهرة أم خداش، وللدجاجة أم حفص، وللفأرة أم فساد، وللخنفساء أم سالم. ويقال للدينار أبو الحسن، وللدرهم أبو صالح، وللخبز أبو جابر، وللملح أبو صابر، وللبغل أبو جميل، وللحم أبو الخصيب، وللأرز أبو لؤلؤة، وللجبن أبو مسافر، وللجوز أبو مقابل، وللبن أبو الأبيض، وللبيض أبو الأصفر، وللهريسة أم جابر، وللثريد أبو راجع، وللماء أبو حيان، وللأشنان أبو البقاء.
قال بعض التابعين: كانت فاكهة أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم َ -] خبز البر.
سئل بعضهم عن أعظم الصبر فقال: الصبر عن صحبة من لا توافقك أخلاقه، ولا يمكنك فراقه.
بعضهم:
(نشرت ثلاث ذوائب من شعرها
…
في ليلة فأرت ليالي أربعا)
(واستقبلت قمر السماء بوجهها
…
فأرتني القمرين في وقت معا)
قال محمد بن منصور النيسابوري:
(وقالوا يصير الشعر في الماء حية
…
إذا الشمس لافته فما خلته حقا)
(فلما التوى صدغاه في ماء وجهه
…
وقد لسعا قلبي تيقنته صدقا)
قال ابن المنجم:
(تحصن بأفعالك الصالحات
…
ولا تبخلن بحسن جليل)
(فحسن النساء جمال الوجوه
…
وحسن الرجال وجوه الجميل)
من كلامهم: الغيبة جهد العاجز.
روى أن عيسى عليه السلام مر برجل أعمى، أبرص مقعدا، مضروب الجنبين بالفالج، وقد تناثر لحمه من الجذام وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، فقال له عيسى: يا هذا، وأي شيء من البلاء أراه مصروفا عنك؟ {فقال: يا روح الله، أنا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته، فقال: صدقت، هات يدك، فناوله يده، فإذا هو من أحسن الناس وجها وأفضلهم هيئة، قد أذهب الله عنه ما كان. فصحب عيسى عليه السلام ولم يزل معه.
قال بعض الحكماء: لا تجعلوا قلوبكم التي هي منابر الملائكة قبورا للحيوانات الهالكة.
قال حكيم لرجل يستكثر من العلم ولا يعمل به: يا هذا، إذا أفنيت عمرك في جمع السلاح فمتى تقاتل؟}
بعضهم:
(إن الليالي للأنام مناهل
…
تطوى وتنشر بينها الأعمار)
(فقصارهن مع الهموم طويلة
…
وطوالهن مع السرور قصار)
دخل بعض الأعراب على ثعلب النحوي فقال: أنشدني يا إمام الأدب أرق شعر قالته العرب، فقال: لا أجد أرق من قول جرير:
(إن العيون التي في طرفها حور
…
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا)
(يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
…
وهن أضعف خلق الله إنسانا)
فقال الأعرابي: هذا شعر قد لاكته السفلة بألسنتها، هات غيره، فقال ثعلب: أفدنا مما عندك يا أخا العرب، فقال الأعرابي: قول مسلم صريع الغواني:
(نبارز أقران الوغى فنقدهم
…
ويغلبنا في السلم لحظ الكواعب)
(وليست سهام الحرب تفنى نفوسنا
…
ولكن سهام فوقت في الحواجب)
فقال ثعلب لحضار مجلسه: اكتبوها على الحناجر ولو بالخناجر.
ابن دقيق العيد:
(قالوا فلان عالم فاضل
…
فأكرموه مثل ما يقتضي)
(فقلت لما لم يكن ذا تقى
…
تعارض المانع والمقتضى)
عمر بن عبد العزيز:
(نهارك يا مسرور سهو وغفلة
…
وليلك نوم والردى لك لازم)
(وتكدح فيما سوف تنكر غبه
…
كذلك في الدنيا تعيش البهائم)
من كلام واليس الحكيم:
محبة المال وتد الشر، ومحبة الشر وتد العيوب.
ومن كلامه: أعط حق نفسك، فإن الحق يخصمك إن لم تعطها حقها.
قال بعض العارفين:
إذا استوت سريرة المرء وعلانيته فذلك النصف. وإن كانت سريرته أحسن من علانيته فذلك الفضل، وإن كانت علانيته أحسن من سريرته فذلك الهلاك. وقد قيل في ذلك:
(إذا السر والإعلان في المؤمن استوى
…
فقد عز في الدارين واستوجب الثنا)
(وإن فضل الإعلان سرا فما له
…
على سره فضل سوى الكد والعنا)
لبعضهم:
(قامت تودعني والدمع يغلبها
…
كما يميل نسيم الريح بالغصن)
(وأعرضت ثم قالت وهي باكية
…
يا ليت معرفتي إياك لم تكن)
لبعضهم:
(أيها الدائب الحريص المعنى
…
لك رزق وسوف تستوفيه)
(فاسأل الله وحده ودع الناس
…
وأسخطهم بما يرضيه)
(لن ترى معطيا لما منه الله
…
ولا مانعا لما يعطيه)
أشار بعض وجوه العرب على أبي قيس المجنون أن يأخذه إلى مكة ليطوف بالبيت، ويسأل الله أن يعافيه مما ابتلاه به، فبينما هم في منى، إذ سمع امرأة تنادي أختا لها: يا سلمى، فأغمى على المجنون حتى ظن أبوه أنه قد مات، فلما أفاق بعد ساعة أنشأ يقول:
(وداع دعا إذ نحن بالخيف من مني
…
فهيج أشواق الفؤاد وما يدري)
(دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
…
أطار بليلى طائر كان في صدري)
قال بعض الحكماء:
أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وعفا عن قدرة، وأنصف عن قوة.
بعضهم:
(حججي عليك إذا خلوت كثيرة
…
وإذا حضرت فإنني مخصوم)
(مالي لسان أن أقول ظلمتني
…
والله يعلم أنني مظلوم)
قال بعض الأدباء:
من حكى لك أنه رأى مكاريا حسن الخلق، أو قوادا سيئ الخلق، أو سائسا لا يسرق الشعير، أو خياطا لا يسرق ما يخيطه، أو أعمى لا يكون ثقيلا، أو معلم أطفال ليس قليل العقل، أو قصيرا غير متكبر، أو طويلا غير أهوج فلا تصدقه فيما ادعاه أبدا.
بعضهم:
(ليلي وليلى نفي نومي اختلافهما
…
بالطول والطول يا طوبي لو اعتدلا)
(يجود بالطول ليلي كلما بخلت
…
بالطول ليلى وإن جادت به بخلا)
قال سعيد الدين الطيبي: تنازعت أنا وأبو غالب في أمر محمد بن سليمان بن قطرش
الأديب المشهور وقدرته على حل كل ما يرد عليه من الألفاظ من غير تردد، فقلنا: هلم لغزا محالا ونسأله عنه، فقلنا:
(وما شيء له في الرأس رجل
…
وموضع وجهه منه قفاه)
(إذا غمضت عينك أبصرته
…
وإن فتحت عينك لا تراه)
فأنفذناه إليك، فكتب في الجواب: هو طيف الخيال: فقلت لأبي غالب: عالت المسألة، قم بنا حتى نسأله الآن عن هذا التأويل، فذهبنا إليه، فقلت له: هب أن البيت الثاني فيه معنى طيف الخيال فما تأويل الأول؟ فقال: المعنى كله فيه، فقلت كيف ذلك؟ فقال: إن المنامات تفسر بالعكس، فإذا رأى الإنسان أنه مات فسر بطول العمر، وإذا رأى أنه يبكي فسر بالفرح والسرور، وعلى هذا جرى اللغز في جعل رأسه رجله، ووجهه قفاه، فعجبنا من ذكائه.
ولد محمد بن سليمان بن قطرش سنة 543 وتوفي سنة 626.
ولد عثمان بن إبراهيم العمري سنة 441 هـ وكان له شعر جيد، ومن شعره:
(إنما هذه الحياة متاع
…
والسفيه الغوي من يصطفيها)
(ما مضى فات والمؤمل غيب
…
ولك الساعة التي أنت فيها)
حكى بعض الثقات قال: مررت مع رفيق لي بفلاة، وإذا نحن بأعرابية كأنها فلقة قمر، فقالت هلم إلى القرى، فلما دخلنا خباءها وجدنا قبرا، فقلنا لها ما هذا؟ فتنفست الصعداء، ثم قالت: قبر خليلي، كان يظهر ودي، ويحسن رفدي، فمات، فدفنته عندي. قال فقلت لها: فهل لك فيمن يجدد ما قد درس من وده، ويزيدك إحسانا إلى رفده، فتغير وجهها، وأسبلت دمعتها، وقامت مولية وهي تقول: بصوت حزين:
(وإني لأستحييه والترب بيننا
…
كما كنت أستحييه حين يراني)
(فإن تسألاني في هواي فإنني
…
رهينة هذا القبر يا رجلان)
قال ولم تعد حتى خرجنا.
من الحماسة:
(وكنت إذا ما جئت جئت بعلة
…
فأفنيت علاتي فكيف أقول)
(فما كل يوم لي بأرضك حاجة
…
ولا كل يوم لي إليك وصول)
قطري بن الفجاءة:
(أقول لها وقد جاشت وهاجت
…
من الأعداء ويحك لا تراعى)
(فإنك لو سألت بقاء يوم
…
على الأجل الذي لك لم تطاعي)
(فصبرا في مجال الموت صبرا
…
فما نيل الخلود بمستطاع)
(سبيل الموت غاية كل حي
…
وداعيه لأهل الأرض داع)
قال ابن الهرمة - وهو من العرب العرباء - يصف استئناس كلبه بالأضياف:
(يكاد إذا ما أبصر الضيف مقبلا
…
يكلمه من حبه وهو أعجم)
ابن الدمينة. وهو من شعر الحماسة:
(ألا يا صبا نجد متى هجت متى نجد
…
لقد زادني مسراك وجدا على وجد)
(أئن هتفت ورقاء في رونق الضحى
…
على فنن غض النبات من الرند)
(بكيت كما يبكي الحزين ولم يكن
…
جزوعا وأبديت الذي لم تكن تبدي)
(وقد زعموا أن المحب إذا نأى
…
يمل وأن النأي يشفى من الوجد)
(بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
…
على أن قرب الدار خير من البعد)
(على أن قرب الدار ليس بنافع
…
إذا كان من تهواه ليس بذي ود)
كل جسم له صورة فإنه لا يقبل صورة أخرى إلا بعد أن تفارقه الصورة الأولى مفارقة تامة، كجسم مشكل بصورة التثليث - مثلا - فإنه لا يقبل صورة التربيع أو غيرها من الأشكال إلا بعد أن يزول عنه ذلك التثليث، بالكلية، فإن بقي فيه شيء من الرسم الأول لم يقبل الرسم الثاني على التمام، بل يختلط فيه الرسمان فلا يخلص له أحدهما. وهذا حكم مستمر في جميع الأجسام كلها.
ونحن نجد أنفسنا نقبل صور الأشياء كلها على اختلافها من المحسوسات والمعقولات على التمام والكمال، من غير مفارقة الأول، ولا زوال رسمه، بل يبقى الرسم الأول: تاما كاملا، ويقبل الرسم الثاني أيضا تاما كاملا، ولا يزال يقبل صورة بعد صورة أبدا، من غير أن يضعف في وقت من الأوقات عن قبول ما يطرأ عليها من الصور، بل تزداد بسبب الصورة الأولى قوة على قبول ما يرد عليها من الصور الأخرى. ولهذا العلة كلما كان الإنسان أكثر علوما وأدبا كان أتم فهما وكياسة، وأشد استعدادا للعلم والاستفادة. وهذه الخاصية مضادة لخواص الأجسام، فليست جسما.
ابن مقلة الكاتب المشهور: قطعت يده، ثم لسانه، وكان يستقي الماء بيد واحدة. وقال أصحاب التواريخ: إنه تولى الوزارة ثلاث مرات، لثلاثة خلفاء، وكتب ثلاثة مصاحف، وسافر ثلاث مرات، ومات ودفن، ثم نبش ثلاث مرات.
يقال إن الخلاف والعناد موكل بكل شيء، حتى قذاة الكوز، إن أردت أن تشرب الماء جاءت إلى فيك، وإن صوب الكوز لتخرج رجعت، وهذا مثل في محقر مؤذ.
إلى هنا انتهى المجلد الرابع من الكشكول حسب تقسيم المؤلف
ويليه المجلد الخامس إن شاء الله. وأوله:
بسم الله الرحمن الرحيم. قال سيد المرسلين الخ.