المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الإلهية، ألا ترى إلى تصرف إبراهيم على نبينا وعليه السلام - الكشكول - جـ ٢

[البهاء العاملي]

فهرس الكتاب

- ‌النفوس أربعة

- ‌تعريف القدر

- ‌مواعظ مؤثرة

- ‌وصف الساق

- ‌القول في إن الله واحد

- ‌عدل علي كرم الله وجهه

- ‌مسألة فلكية

- ‌من يستجاب دعاؤه

- ‌الأقوال في المعاد

- ‌تعريف الفلسفة

- ‌تعريف علم الموسيقى

- ‌الخوف والحزن

- ‌وصايا أمير المؤمنين لأولاده

- ‌من غرر الحكم

- ‌قصة يوسف

- ‌بعض ما قيل في النساء

- ‌تعريف السيمياء

- ‌تعريف الدنيا

- ‌تعريف الإخلاص

- ‌وفيات بعض العلماء

- ‌أحكام أن

- ‌الفرق بين الرجاء والأمنية

- ‌تفسير حديث الشقي من شقي في بطن أمه

- ‌نور الكواكب

- ‌بحث في ضمير النكرة

- ‌مواعظ

- ‌البرهان على مساواتة الزوايا الثلاث في المثلث لقائمتين

- ‌من خصال التقوى

- ‌أقوال الحكماء

- ‌قنوت أفلاطون

- ‌‌‌دعاءفيتاغورس

- ‌دعاء

- ‌طرق وزن الأرض

- ‌النفي يتوجه إلى القيد

- ‌القيامة قيامتان

- ‌دعاء الحجاج عند موته

- ‌ظهور النار بخارج المدينة

- ‌إثبات الجزء

- ‌أمثال عربية

- ‌الاستنكار من الألفاظ الغريبة

- ‌الجزء الذي لا يتجزأ

- ‌ذكاء عربي

- ‌البرهان الترسي

- ‌انعكاس نور الشمس على وجه الأرض

- ‌صفة الملائكة

- ‌رأي النصارى في الأقاليم

- ‌أسماء اللبن

- ‌تحريم السحر

- ‌حكم

- ‌الجفر والجامعة

- ‌أسفار التوراة

- ‌قطب الفلك الأعلى

- ‌انطباع الصور في الحواس

- ‌الحب القاتل

- ‌تشريح القدم

- ‌في علم الفلك

- ‌متى يقرأ المنطق

- ‌حكم

- ‌حكم

- ‌بيان اختلاف الخلق في لذاتهم

- ‌تقويم الشمس

- ‌طرق معرفة ارتفاع الأرض وانخفاضها

- ‌هذه كتابة كتبها العارف الواصل الصمداني الشيخ محيي الدين ابن عربي

- ‌لغويات

- ‌دعاء السمات

- ‌حكم

- ‌أشرف الأعداد

- ‌من كتاب أنيس العقلاء

- ‌من صفات الدنيا

- ‌حكم

- ‌توحيد سقراط

- ‌نصائح نبوية

- ‌من كلام أرسطوطاليس

- ‌حقائق الأشياء

- ‌من كلام سقراط

- ‌لغويات

- ‌من كتاب أدب الكتاب

- ‌الحزن والعضب

- ‌وصف المتقين

- ‌نصائح

- ‌وصف القرآن

- ‌خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وجود الله سبحانه

- ‌مسيلمة وسجاح

- ‌الحب القاتل

- ‌الوقت باصطلاح الصوفية

- ‌(رأي الصوفية في الجن)

- ‌(لغويات)

- ‌(في كشف الغمة)

- ‌(تعريف القضاء والقدر)

- ‌(لغويات)

- ‌(المجلد الخامس من الكشكول لبهاء الدين العاملي)

- ‌(في تعظيم حق الوالدين:)

- ‌(علم التصوف)

- ‌(لغويات)

- ‌(قال الشريف الرضي:)

- ‌(تعريف السعادة)

- ‌(محاورة بين الحجاج وسعيد بن جبير)

- ‌(عدد من قتلهم الحجاج)

- ‌(من كلام نجم الدين السكبري:)

- ‌(ما جاء في الثياب:)

- ‌(من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام:)

- ‌(من أمثال العرب)

- ‌(من أمثال العرب)

- ‌(الوزارة)

- ‌(تعريف الحكمة)

- ‌(تقسيم النفس، وتعريفها)

- ‌(هل الأرض شفافة

- ‌(في وصف الكتاب:)

- ‌(الشريف الرضي:)

- ‌(لبعض الأعراب:)

- ‌(لبعض الأعراب:)

- ‌(من كلام بعض الحكماء:)

- ‌(حقيقة النفس)

- ‌(حكم مأثورة)

- ‌(تعريف البلاغة)

- ‌(وفاء أعرابي)

- ‌حكم

الفصل: الإلهية، ألا ترى إلى تصرف إبراهيم على نبينا وعليه السلام

الإلهية، ألا ترى إلى تصرف إبراهيم على نبينا وعليه السلام في النار " يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم " وموسى في الماء والأرض " فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق. فقلنا اضرب بعصاك البحر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً " وسليمان في الهواء " ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر " ودواد عليه السلام في المعدن " وألنا له الحديد " ومريم في النبات " وهزي إليك بجذع النخلة " وعيسى في الحيوان " كونوا قردة خاسئين "، ونبينا في السماويات " اقتربت الساعة وانشق القمر ".

قال في الهياكل لما رأيت الحديدة المحمية يتشبه بالنار لمجاورتها، ويفعل فعلها فلا تعجب من نفس استشرقت واستنارت واستضاءت بنور الله، فأطاعتها الأكوان.

قال القيصري في شرح فصوص الحكم: الأرواح منها كلية، ومنها جزئية، فأرواح الأنبياء أرواح كلية يشتمل كل منها على أرواح من يدخل في حكمه، ويصير من امته، كما تدخل الأسماء الجزئية في الأسماء الكلية، وإليه الإشارة بقوله تعالى:" إنّ إبراهيم كان امة قانتاً لله ".

‌مسيلمة وسجاح

كتب مسيلمة الكذاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد، فإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم يعتدون؛ وبعث معها رجلين، وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: أتشهدان أنّي رسول الله؟ قالا: نعم، قال: أتشهدان أنّ مسيلمة رسول الله؟ قالا: نعم، إنه قد اشرك معك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا أنّ الرسول لا يقتل لضربت أعناقكما، ثم كتب إليه رسول الله: من محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد؛ " فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين ".

وادعت سجاح بنت الحارث النبوة في أيام مسيلمة، وقصدت حربه، فأهدى إليها مالاً واستأمنها، حتى أمنته وأمنها فجاء واستدعاها، وقال لأصحابه: اضربوا لها قبة وجمروها، لعلها تذكره لباه، وفعلوا فلما أتت قالت له: إعرض عليّ ما عندك، فقال لها: إنّي أريد أن أخلو معك حتى نتدارس، فلما خلت معه في القبة، قالت: إقرأ عليّ ما يأتيك به جبرائيل؛ فقال: إسمعي هذه الآية: إنّكن معشر النساء خلقن أفواجاً، وجعلن لنا أزواجاً، نولجه فيكنّ إيلاجاً، ثم نخرجه منكنّ إخراجاً. فقالت: صدقت إنّك نبي مرسل، فقال لها: هل لك في أن أتزوجك فيقال: نبي تزوج نبية؟ فقالت: إفعل ما بدا لك فقال لها:

ألا قومي إلى المخدع

فقد هبي لك المضجع

ص: 227

فإن شئت فملقاه

وإن شئت على الأربع

وإن شئت بثلثيه

وإن شئت به أجمع

فقالت، بل به أجمع، فإنّه للشمل أجمع، فضرب بعض ظرفاء العرب لذلك مثلاً وقال: أعلم من سجاح، فأقامت معه ثلاثاً، وخرجت إلى قومها، فقالوا: كيف وجدته؟ فقالت: لقد سألته فوجدت نبوته حقاً، وإنّي قد تزوجته، فقال قومها: ومثلك يتزوج بغير مهر، فقال مسيلمة: مهرها أنّي قد رفعت عنكم صلاة الفجر والعتمة: قال أهل التاريخ: ثم أقامت بعد ذلك مدة في بني تغلب، ثم أسلمت، وحسن إسلامها.

ومن خزعبلات مسيلمة: والزارعات زرعاً، فالحاصدات حصداً، فالذاريات ذوراً، فالطاحنات طحناً، فالعاجنات عجناً، فالآكلات أكلاً.

فقال بعض ظرفاء العرب: فالخاريات خريا.

قد تستعين النفوس في إحداث التعاليم بمزاولة أعمال مخصوصة وهي السحر، أو بقوى بعض الروحانيات، وهي العزائم، أو بالأجرام الفلكية، وهي دعوة الكوكب، أو بتمزيج القوى السماوية بالأرضية، وهي الطلسمات، أبو بالخواص العنصرية وهي النيرنجيات، أو بالنسب الرياضية وهي الحيل.

قال الشيخ محي الدين في الباب الثامن من الفتوحات: إن من جملة العوالم عالماً على صورنا إذا أبصره العارف، يشاهد نفسه فيها، وقد أشار إلى ذلك عبد الله بن عباس فيما روي عنه في حديث الكعبة، أنها بيت واحد من أربعة عشر بيتاً، وأنّ في كل أرض من الأرضين السبع؛ خلقاً مثلنا، حتّى أنّ بينهم ابن عباس مثلي، وصدقت هذه الرواية عند أهل الكشف، وكل ما فيه حي ناطق وهو باق لا يتبدل واذا دخله العارفون، فإنّما يدخلونه بأرواحهم لا بأجسامهم؛ فيتركون هياكلهم، في هذه الأرض، ويتجردون، وفيها مداين لا تحصى، وبعضها يسمى مداين النور لا يدخلها من العارفين الا كل مصطفى مختار، وكل حديث وآية وردت عندنا مما صرفها العقل عن ظاهرها في هذه الأرض، إنتهى كلام الشيخ، وهذا العالم يسميه حكماء الإشراق الإقليم الثامن من عالم المثال وعالم الأشباح.

وقال التفتازاني في شرح المقاصد: وعلى هذا بنو أمر المعاد الجسماني، فإنّ البدن المثالي الذي يتصرف فيه النفس حكمه حكم البدن الحسي، في أنّ له جميع الحواس الظاهرة والباطنة فيلتذ، ويتألم باللذات، والآلام الجسمانية.

قال جامع الكتاب: ومما يلائم ما نحن ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في

ص: 228

كتاب تهذيب الأحكام في أواخر مجلد الأول منه، عن الصادق جعفر بن محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال ليونس بن ظبيان: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ فقال يونس: يقولون يكونون في حواصل طير خضر في قناديل تحت العرش، فقال أبو عبد الله: سبحان الله! المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في موصلة طير أخضر، يا يونس المؤمن إذا قبضه الله تعالى صير روحه في قالب كقالبه في الدنيا، فيأكلون، ويشربون، فإذ قدم عليهم القادم عرفوا بتلك الصورة التي كانت في الدنيا وروى بعد هذا الحديث عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عن أرواح المؤمنين فقال: في الجنة على صور أبدانهم لو رأيته لقلت فلان.

قال الراغب في المحاضرات: كان الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عند المأمون فلما حضر وقت الصلاة رأى الخدم يأتونه بالماء والطشت، فقال الرضا عليه السلام: لو توليت هذا بنفسك. فإن الله تعالى يقول: " فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً ".

قال جعفر الخالدي: رأيت الجنيد في النوم. فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: طاحت تلك العلوم، ودرست هاتيك الرسوم، وما نفعنا الا ركيعات كنا نركعها في السحر.

عن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ذبحنا شاة، فتصدقنا بها الا الكتف، فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم، ما بقي الا الكتف، فقال صلى الله عليه وسلم: كلها بقي الا الكتف.

قال الحسن البصري: ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه، بشك لا يقين فيه من الموت.

شعر

الموت لو صحّ اليقين به

لم ينتفع بالعيش ذاكره

دخل العتبي المقابر فأنشأ يقول:

سقياً ورعياً لإخوان لنا سلفوا

أفناهم حدثان الدهر والأبد

نمدهم كل يوم من بقيتنا

ولا يؤوب إلينا منهم أحد

قال رجل لأبي الدرداء: لم نكره الموت؟ فقال: لأنّكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم، فكرهتم أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.

ص: 229

قال الحسن البصري لرجل حضر جنازة: أتراه لو رجع إلى الدنيا لعمل صالحاً؟ فقال: نعم، قال: فإن لم يكن هو، تكن أنت.

قال الشيخ في آخر الشفاء: رأس الفضايل عفة، وحكمة، وشجاعة، ومن اجتمعت لها معها الحكمة النظرية فقد سعد، ومن فاز مع ذلك بالخواص النبوية كاد يصير رباً إنسانياً ويكاد أن يحل عبادته كعبادة الله تعالى، وهو سلطان العالم الفاضل في الأرض، وخليفة الله فيهم.

شعر

وجاهلة بالحب لم تدر طعمه

وقد تركتني أعلم الناس بالحب

جميل

وإني لأستحييك حتى كأنّما

عليّ بظهر الغيب منك رقيب

آخر

أقول لهم كروا الحديث الذي مضى

وذكرك من بين الأنام اريد

اناشده الا أعاد حديثه

كأنّي بطيء الفهم حين يعيد

إبن المعتز

يا رب إن لم يكن في وصله طمع

وليس لي فرج من طول هجرته

فاشف السقام الذي في لحظ مقلته

واستر ملاحة خديه بلحيته

قال في المحاضرات: نظرت امرأة من أهل البادية في المرآة؛ وكانت حسنة الصورة، وكان زوجها رديّ الصورة؛ فقالت له والمرآة في يدها: إنّي لأرجو أن ندخل الجنة أنا وأنت، فقال: فكيف ذلك؟ فقالت: أما أنا فلأنّي ابتليت بك، فصبرت، وأما أنت فلأن الله تعالى أنعم بي عليك، فشكرت، والشاكر والصابر في الجنة.

لبعض الأعراب

ماء المدامع نار الشوق تحدرها

فهل سمعتم بماء فاض من نار

الخزارزي

يا من اذا أفبل قال الهوى

هذا أمير الجيش في موكبه

كل الهوى صعب ولكنّني

بليت بالأصعب من أصعبه

عبدك لا تسأل عن حاله

حل بأعدائك ما حل به

قد كان لي قبل الهوى خاتم

واليوم لو شئت تمنطقت به

وذبت حتى صرت لو زج بي

في مقلة الوسنان لم ينتبه ابن المعتز

وجاءني في قميص الليل مستتراً

يستعجل الخطو من خوف ومن حذر

ص: 230

فقمت أفرش خدي في الطريق له

ذلاً وأسحب أذيالي على الاثر

ولاح ضوء هلال كاد يفضحه

مثل القلامة قد قدّت من الظفر

فكان ما كان مما لست أذكره

فظنّ خيراً ولا تسأل عن الخبر

ابن بسام

ليلي كما شاءت فإن لم تزر

طال وإن زارت فليلي قصير

لا أظلم الليل ولا أدعي

أنّ نجوم الليل ليست ثغور

العباس بن الأحنف

قد تسحب الناس أذيال الظنون بنا

وفرق الناس فينا قولهم فرقا

وكاذب قد رمى بالظنّ غيركم

وصادق ليس يدري أنّه صدقا

الصاحب:

صرحت في حبي عن شكله. . ولم أصخ فيه إلى عذله

وبحت للعالم باسم الهوى

فليقعد المغتاب في نزله

قال في المحاضرات: نظرت امرأة من أهل البادية في المرآة؛ وكانت حسنة الصورة، وكان زوجها رديّ الصورة؛ فقالت له والمرآة في يدها: إنّي لأرجو أن ندخل الجنة أنا وأنت، فقال: فكيف ذلك؟ فقالت: أما أنا فلأنّي ابتليت بك، فصبرت، وأما أنت فلأن الله تعالى أنعم بي عليك، فشكرت، والشاكر والصابر في الجنة.

ابن المعمار

يا صاح قد ولى زمان الردى

والهم قد كشر عن نابه

باكر لكرم العنب المجتنى

واستجنه من عند عنّابه

واعصره واستخرج لنا ماءه

لكي تزيل الهمّ عنّا به

ولا تراعي في الهوى عاذلاً

أفرط في العذل وعنّى به

كتب العباس بن معلى الكاتب إلى القاضي ابن قريعة: فتوى، ما يقول القاضي أدام الله تعالى أيامه في يهودي زنا بنصرانية؟ فولدت له ولداً جسمه كالبشر، ووجهه كالبقر فما يرى القاضي في ذلك فليفتنا مأجوراً؟ فأجاب هذا من أعدل الشهود على الملاعين اليهود، أنّهم اشربوا حب العجل في صدورهم فخرج من ايورهم، وأرى أن اخلق على الأرض وينادي عليهما ظلمات بعضها فوق بعض.

ص: 231

لما تزوج المهلب ب أبي صفرة بديعة المطربة، أراد الدخول بها، فجاءها الحيض، فقرأت: وفار التنور فقرأ و: " ساوي إلى الجبل يعصمني من الماء " فقرأت " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ".

شعر

القلب لديك عذره متضح

والعين عليك دمعها منسفح

يا غاية منيتي وأملى أملي

قد طال عتابنا متى نصطلح

قد قضينا العمر في مطلكم

فظننا وعدكم كان مناما

أإذا متنا نرى وعدكم

أم اذا كنا تراباً وعظاما

شعر

أرى الأيام صبغتها تحول

وما لهواك من قلبي نصول

حداة العيس بالاظعان مهلاً

فلي في ذلك الوادي خليل

فوا أسفا على عيش تقضى

وعمر قد بقى منه القليل

أتت ودموعها في الخد يحكي

قلائدها وقد أخذت تقول

غداة غد تزم بنا المطايا

فهل لك في وداع يا خليل

فقلت لها وعيشك لا ابالي

أقام الحيّ أو جد الرحيل

يخاف من النوى من كان حياً

وإنّي بعدكم رجل قتيل

البهاء زهير

ويحك يا قلب أما قلت لك

إياك أن تهلك فيمن هلك

حركت من نار الجوى ساكناً

ما كان اغناك وما اجملك

ولى حبيب لم يدع مسلكا

تشمت بي الأعداء الا سلك

ملكته رقي فيا ليته

لو رقّ أو أحسن فيما ملك

بالله يا أحمر خديه من عضّك

أو أدماك أو أخجلك

وأنت يا نرجس عينيه كم

تشرب من قلبي وما أذبلك

ويا لمي مرشفة إنّني

يغيرني المسواك إن قبلك

ص: 232

ويا مهزّ الرمح من قدّه

تبارك الله الذي عدّلك

مولاي حاشاك ترى غادراً

ما أقبح الغدر وما أجملك

ما لك في حسنك من مشبه

ما تم للعالم ما تم لك

شعر

لا سلاماً لا كلاماً لا رسولاً لا رسالة

كل هذا يا حبيبي من علامات الملالة رأيت في بعض التواريخ أنّه لما قتل الفضل بن سهل في الحمام بسرخس، كما هو في الكتب مسطور، أرسل المأمون إلى امه، أن ترسل من متروكاته ما يليق بالخليفة من الجواهر الثمينة والأموال النفيسة، وأمثال ذلك، فأرسلت إلى المأمون سفطاً مقفولاً مختوماً بختم الفضل، ففتح المأمون السفط، فإذاً فيه درج بخط الفضل المكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى به الفضل بن سهل على نفسه، قضى أن يعيش ثمانية وأربعين سنة ثم يقتل بين ماءٍ ونار.

وفي عيون الأخبار: أنّه لما كان صباح اليوم الذي قتل فيه، دخل الحمام وأمر أن يحجم وتلطخ جسده بالدم ليكون ذلك تأويل ما دلت عليه النجوم؛ من أنّه يهراق دمه ذلك اليوم بين ماء ونار، ثم أنّه أرسل إلى المأمون والرضا عليه السلام أن يحضر الحمام أيضاً، فامتنع الرضا عليه السلام وأرسل إلى المأمون يمنعه من ذلك، فلما دخل إلى الحمام جرى دمه.

أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف الشاعر الأديب حسن الشعر؛ له ديوان جيد توفي سنة 435، ومن شعره:

وأهيف القد مطبوع على صلف

عشقته ودواعي البين تعشقه

وكيف أطمع منه في مواصلة

وكل يوم لنا شمل يفرقه

وقد تسامح قلبي في موافقتي

على السلوّ ولكن من يصدقه

أهابه وهو طلق الوجه مبتسم

وكيف يطعمني في السيف رونقه

شكر العلوي امير مكة له شعر حسن توفي سنة 453:

قوّض خيامك عن أرض تضام بها

وجانب الذل إنّ الذل مجتنب

وارحل اذا كان في الأوطان منقصه

فالمندل الرطب في أوطانه خشب

لما دعى إبراهيم بن المهدي الخلافة، أتى إليه المعتصم بابنه الواثق، وقال: هذا عبدك هارون ولما استخلف المعتصم قبض إبراهيم بيد ابنه ودخل عليه وقال: هذا عبدك هبة الله، قال أصحاب التواريخ: وكانت الواقعة في بيت واحد.

قال في كامل التواريخ: لما قتل الوزير نظام الملك، أكثر الشعراء من المراثي فيه، فمن ذلك قول شبل الدولة مقاتل بن عطية:

كان الوزير نظام الملك جوهرة

مكنونة صاغها الباري من النطف

جاءت فلم تعرف الأيام قيمتها

فردها غيرة منه إلى الصدف

وفيه أيضاً إنّ الأسعار غلت بمصر سنة 465 وكثر الموت، وبلغ الغلا إلى أنّ امرأة يقوم عليها رغيف بألف دينار، وسبب ذلك أنّها باعت عروضاً لها، قيمتها الف دينار بثلاثمأة، واشترت عشرين رطلاً حنطة، فنهبت عن ظهر الحمال فنهبت أيضاً مع الناس فأصابها مما خبزته رغيف انتهى

ص: 233

أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف الشاعر الأديب حسن الشعر؛ له ديوان جيد توفي سنة 435، ومن شعره:

وأهيف القد مطبوع على صلف

عشقته ودواعي البين تعشقه

وكيف أطمع منه في مواصلة

وكل يوم لنا شمل يفرقه

وقد تسامح قلبي في موافقتي

على السلوّ ولكن من يصدقه

أهابه وهو طلق الوجه مبتسم

وكيف يطعمني في السيف رونقه

شكر العلوي امير مكة له شعر حسن توفي سنة 453:

قوّض خيامك عن أرض تضام بها

وجانب الذل إنّ الذل مجتنب

وارحل اذا كان في الأوطان منقصه

فالمندل الرطب في أوطانه حطب

مهيار الشاعر الأديب صاحب المحاسن والشعر العذب الرائق كان مجوسياً فأسلم على يد السيد المرتضى وكان يتشيع، قال في كامل التواريخ: إنّ أبا القاسم ابن برهان قال له يوماً: يا مهيار قد انتقلت بإسلامك في النار من زاوية إلى زاوية، قال: وكيف ذلك؟ قال: إنّك كنت مجوسياً فصرت تسب أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم في شعرك.

أحمد بن علي بن الحسين المؤدب المعروف بالغالي، توفي سنة 448، ومن شعره:

تصدّر للتدريس كل مهوّس

بليد تسمّى بالفقيه المدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلوا

ببيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتى بدى من هزالها

كلاها وحتى رامها كل مفلس

ص: 234

القاضي القاسم أبو علي بن محسن التنوخي، ولد بالبصرة سنة 465 وتوفي في شوال سنة 494 ومن شعره:

أرى ولد الفتى كلا عليه

لقد سعد الذي أمسى عقيما

فإما أن يربيه عدوا

وإما أن يخلفه يتيما

أحمد بن عمر بن روح النهرواني، من الأدباء المشهورين، توفي سنة 447، شعره جيد، سمع رجلا يغني:

وما طلبوا سوى قتلي

فهان علي ما طلبوا

فاستوقفه وقال: أضف إليه هذين البيتين:

على قلبي الأحبة بالتمادي

في الهوى غلبوا

وبالهجران من عيني

لطيب النوم قد سلبوا

وما طلبوا سوى قتلي

فهان علي ما طلبوا

أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمد الواسطي كان أديبا شاعرا، توفي سنة 446 ومن شعره:

واحسرتا من قولها. . خان عهودي ولها

وحق من صيرني ،

وقفا عليهما ولها

ما خطرت بخاطري

إلا كستني ولها

يحيى بن سلامة الحصكفي الأديب كان يتشيع. توفي 552. ومن شعره

وخليع بت أعذله

ويرى عذلي من العبث

قلت أن الخمر مخبثة

قال حاشاها من الخبث

قلت فالآرفاث يتبعها

قال طيب العيش في الرفث

قلت منها القيء قال نعم

شرفت عن مخرج الحدث

وسأسلوها فقلت متى

قال عند الكون في الجدث

أبو جعفر البياضي:

يا من لبست لأجله ثوب الضنى

حتى خفيت به عن العواد

وأنست بالسهر الطويل فأنسيت

أجفان عيني كيف كان رقادي

ص: 235

إن كان يوسف بالجمال مقطع الأيدي

فأنت مفتت الأكباد

بو المعمار:

قد بلينا بأمير

ظلم الناس وسبح

فهو كالجزار فيهم

يذكر الله ويذبح

لبعضهم:

عذبه بالهجر مولاه

ومله ظلما واقصاه

قد كتب الدمع على خده

مت كمدا يرحمك الله

أبو الحسن محمد بن جعفر الجرهمي الشاعر، توفي سنة 433، وكان بينه وبين المطرزي مهاجاة. ومن شعره:

يا ويح قلبي من تقلبه

أبدا يحن إلى معذبه

بأبي حبيبا غير مكترث

يجني ويكثر من تعتبه

قالوا كتمت هواه قلت لهم

لو أن لي رمقا لبحث به

أبو بكر محمد بن عمر العنبري الشاعر الأديب توفي سنة وشعره جيد ومنه قوله:

ذنبي إلى الدهر أني لم أمد يدي

في الراغبين ولم أطلب ولم أسل

وإنني كلما نابت نوائبه

ألفيتني بالرزايا غير محتفل

قال الشيخ في فصل المبدأ والمعاد من إلهيات الشفاء: لو أمكن إنساناً من الناس أن يعرف الحوادث التي في الأرض والسماء جميعاً وطبائعها، لفهم كيفية ما يحدث في المستقبل، وهذا المنجم القائل بالأحكام مع أنّ أرضاعه الأولى ومقدماته ليست مستندة إلى برهان بل عسى أن يدعي فيها التجربة أو الوحي، وربما حاول قياسات شعرية أو خطابية في إثباتها فإنّه إنّما يعول على دلائل جنس واحد من أسباب الكائنات، وهي التي في السماء، على أنّه لا يضمن من عنده الإحاطة بجميع الأموال التي في السماء، ولو ضمن لنا ذلك ووفى به لم يمكنه أن يجعلنا ونفسه بحيث يقف على وجود جميعها في كل وقت وإن كان جميعها من حيث فعله وطبعه معلوماً عنده، وذلك لأنّه لا يكفيك أن تعلم أنّ النار حارة مسخنة وفاعلة كذا وكذا في أن تعلم أنّها سخنت ما لم تعلم أنّها حصلت وأي طريق في الحساب يعطينا المعرفة بكل حدث في الفلك؟

ص: 236

ولو أمكنه أن يجعلنا ونفسه بحيث نقف على وجود ذلك، لم يتم لنا به الإنتقال إلى المغيبات، فإنّ الأمور المغيبة التي في طريق الحدوث، إنّما تتم بمخالطات بين الامور السماوية والامور الأرضية المتقدمة؛ والاحقة فاعلها ومنفعلها طبيعيها وإراديّها، وليست تتم بالسماويات وحدها، فما لم يحط بجميع الأمرين وموجب كل منهما خصوصاً ما كان متعلقاً بالمغيب، لم يتمكن من الإنتقال إلى المغيب، فليس لنا إذاً اعتماد على أقوالهم، وإن سلمنا متبرعين أنّ جميع ما يعطوننا من مقدماتهم الحكمية صادقة، إنتهى كلام الشيخ في الشفاء.

عن محمد بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: يا عبد العزيز الإيمان على عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرة بعد مرة، فلا يقول صاحب الواحدة لصاحب الإثنين لست على شيء، حتى ينتهي إلى العاشرة، ولا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك درجة، فارفعه إليك برفق، ولا تحمل عليه مما لا يطيق فتكسره، فإنّه من كسر مؤمناً فعليه جبره، وكان المقداد في الثامنة، وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة.

قال في كامل التواريخ في سنة خمس وثمانين وأربعمائة ومات في هذه السنة عبد الباقي محمد بن الحسين الشاعر البغدادي، وكان يتهم بأنّه يطعن على الشرائع، فلما مات كانت يده مقبوضة، فلم يطق الغاسل فتحها، فبعد جهد فتحت فإذاً فيها مكتوب:

نزلت بجار لا يخيب ضيفه

ارجّي نجاتي من عذاب جهنم

وإنّي على خوفي من الله واثق

بإنعامه والله أكرم منعم من كامل التواريخ في حوادث سنة 603: ما صورته: في هذه السنة قتل صبي صبياً ببغداد كانا يعاشران وعمر كل منهما يقارب عشر سنة، فقال أحدهما للآخر: ألا إن أضربك بالسكين وأهوى بها نحوه، فدخل رأسها في جوفه، فمات، فهرب القاتل ثم أخذ وأمر بقتله فلما أرادوا قتله، طلب دواة وبياضاً، وكتب فيها من قوله:

وفدت على الكريم بغير زاد

من الحسنات والقلب السليم

وسوء الظن إن يعتد زاد

اذا كان القدوم على كريم

قيل لأنوشيروان: ما بال الرجل يحمل الحمل الثقيل فيحتمله؟ ولا يحتمل مجالسة الثقيل، فقال: لان الحمل يشترك فيه جميع الأعضاء، والثقيل يتفرد به الروح انتهى.

ص: 237

ابن المعتز في وصف الإبريق

كأنّ إبريقنا والراح في فمه

طير تناول ياقوتاً بمنقار

أوصى بعض الوزراء، أن يكتب على كفنه، اللهم حقق ظنّي بك.

عميد الملك وزير الب أرسلان في غلام تركي كان واقفاً على رأسه، يقطع بالسكين قبضته.

شعر

أنا مشغوف بحبه وهو مشغوف بلعبه

صانه الله فما أكثر إعجابي بعجبه

لو أراد الله خيراً وصلاحاً لمحبه

نقلت رقة خديه إلى قسوة قلبه

سمع بعض العارفين غناء مخارق وعلوية: نعم الوسيلتان لإبليس في الأرض. من كلام حكماء الهند: إذا احتاج إليك عدوك أحب بقاءك، وإذا استغنى عنك وليك هان عليه موتك.

من كلامهم: كل مودةعقدها الطمع حلها اليأس.

قال رجل لابن عباس: ادع الله أن يغنيني عن الناس، فقال: إن حوائج الناس متصل بعضها ببعض، فما يستغني المرء عن بعض جوارحه، ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار الناس.

سمع أعرابي ابن عباس يقرأ " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " فقال الأعرابي: والله ما أنقذنا منها وهو يريد أن يلقينا فيها، فقال ابن عباس: خضذوها من غير فقيه.

أوصى بعض الوزراء أن يكتب على كفنه: اللهم حقق حسن ظني بك

ضحك العبد وهو مشفق من ذنبه، خير من بكائه وهو مدل على ربه

لبعض الأعراب:

ليس في الناس وفاء

لا ولا في الناس خير

قد بلوت الناس، في الناس

كسير وعوير

من كلام بعض العارفين: الأخ الصالح خير من نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء، والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير.

قيل لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، وهو على بغلة له في بعض الحروب: لو

ص: 238

اتخذت الخيل يا أمير المؤمنين، فقال: أنا لا أفر عمن كر، ولا أكر على من فر، والبغلة تكفيني.

رأيت في بعض الكتب: أنّ الشطرنج إنّما وضعها الحكماء لملوك الروم والفرس لأنّهم لا يكون لهم علم وكانوا لا يطيلون الجلوس مع العلماء لجهلهم، واذا اجتمعوا مع أمثالهم تلاحظوا كما يتلاحظ البقر، فوضعوا لهم في ذلك ليشتغلوا بها، وأما ملوك اليونان وقدماء الفرس والروم، فكان لكل منهما كعب عال في العلم، وكانوا لا يتفرغون عنه لأمثال الامور الواهية.

قال الحجاج لشيخ من الأعراب: كيف حالك في الأكل؟ فقال: إن أكلت ثقلت، وإن تركت ضعفت، قال: فكيف نكاحك؟ قال: إذا بذلت لي عجزت، وإذا منعت شرهت، قال: فكيف نومك؟ قال: أنام في المجمع، وأسهر في المضجع، قال: فكيف قيامك وقعودك؟ قال: اذا قعدت تباعدت عنّي الأرض، وإذا قمت لزمتني، فقال: فكيف مشيك؟ قال: تعقلني الشعرة، وتعثرني البعرة.

كان يحيى بن أكثم يناظر رجلاً في إبطال القياس؛ وكان الرجل يقول في أثناء مناظرته: يا أبا زكريا، فقال: لست أبا زكريا؛ فقال الرجل: يحيى يكون كنية أبا زكريا؛ فقال: يحيى بن أكثم: ففيم بحثنا إلى الآن؟ يعني أنّك قلت بالقياس وعملت به.

دق رجل الباب على الجاحظ، فقال الجاحظ من أنت؟ فقال الرجل: أنا، فقال الجاحظ: أنت والدق سواء.

هارون بن أبي الفرج المنجم وقيل: هارون ابن علي المنجم:

سقى الله أياماً لنا ولياليا

مضين فلا يرجى لهنّ رجوع

إذ العيش صاف والأحبة جيرة

جميعاً وإذ كل الزمان ربيع

واذ أنا إما للعواذل في الصبا

فعاصي وإما للهوى فمطيع

قال الصاحب ابن عباد: هذا الشعر إن أردت كان اعرابيا في شملته، وإن أردت كان عراقيا في حلته. انتهى.

ص: 239

كشاجم

ما لذة اكمل في طيبها

من قبلة في إثرها عضه

خلستها بالكره من شادن

يعشق منه بعضه بعضه

ابن الأعرج

وده ود صحيح وهو عني ذو انقباض

فهو في الظاهر غضبان وفي الباطن راضي

قدماء الحكماء: على أنّ نفوس الحيوانات ناطقة مجردة، وهو مذهب الشيخ المقتول وقد صرح الشيخ الرئيس في جواب أسئلة بهمنيار، بأن الفرق بين الإنسان والحيوانات في هذا الحكم مشكل.

وقال القيصري في شرح فصوص الحكم: ما قال المتأخرون: من أنّ المراد بالنطق هو إدراك الكليات لا التكلم، لأن التكلم مع كونه مخالفاً لوضع أهل اللغة لا يفيدهم، لأنّه موقوف على أنّ النفس الناطقة المجردة تكون للإنسان فقط. ولا دليل لهم على ذلك، ولا شعور لهم بأنّ الحيوانات ليس لها إدراك الكليات، والجهل بالشيء لا ينافي وجوده، وإمعان النظر فيما يصدر عنها من العجايب يوجب أن يكون لها إدراك الكليات. انتهى كلامه ولا يخفى أنّ كلام القيصري يعطي أنّ مراد المتقدمين بالنطق هو المعنى اللغوي، وبذلك صرح الشيخ الرئيس في أول كتابه الموسوم بدانش نامه علائي

نقل الفاضل المبيدي في شرح الديوان.

قال السيد الشريف في حاشية شرح التجريد: إن قلت: ما تقول فيمن يرى أنّ الوجود مع كونه عين الواجب وغير قابل للتجزي والانقسام، قد انبسط على هياكل الموجودات وظهر فيها فلا يخل منه شيء من الأشياء، بل هو حقيقتها وعينها، وإنّما امتازت وتعينت بتقيدات وتعينات وتشخصات اعتبارية، ويمثل ذلك بالبحر وظهوره في صورة الأمواج المتكثرة، مع أنّه ليس هناك الا حقيقة البحر فقط، قلت: هذا طور وراء طور العقل، لا يتوصل إليه الا بالمجاهدة الكشفية دون المناظرات العقلية، وكل ميسر لما خلق له:

شعر

أنت في الأربعين مثلك في

العشرين قل لي متى يكون الفلاح.

نور الأنوار محيط بجميع الأرواح والأشباح، ولا تخلو منه ذرة من ذرات الأرضين والسموات، " ألا إنه بكل شيء محيط

ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم

فأينما

ص: 240

تولوا فثم وجه الله

وهو معكم أينما كنتم

ونحن أقرب إليه منكم

ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ".

قال أرسطو في كتابه الموسوم باثولوجيا، إنّ من وراء هذا العالم سماء وأرض وبحر، وحيوانات ونبات وناس سماويون، وكل من في ذلك العالم سماوي وليس هناك شيء أرضي، والروحانيون الذين هناك يلائمون للإنس الذين هناك، لا ينفر بعضهم عن بعض، وكل واحد لا ينافي صاحبه، ولا يضاره بل يستريح إليه. بعض الحكماء، على أنّ الفلزات المتطرقة أنواع مختلفة مندرجة تحت جنس وصيرورة نوع نوعاً آخر محال عنده، وأصحاب الكيمياء وبعض الحكماء على أنّ الأجساد المذكورة إنّما هي أصناف مندرجة تحت نوع واحد، والذهب كالإنسان الصحيح وبقية الأجساد اناس مرضى دواؤهم الإكسير.

قال بعض المحققين: وعلى تقدير تسليم كونها نوعاً لا يلزم استحالة الإنقلاب، فإنا كثيراً ما نشاهد صيرورة النواة عقرباً، والشيخ الرئيس بعد ما تصدى لإبطال الكيميا في كتاب الشفا، ألف في صحتها رسالة سماها حقايق الأشهاد.

شكى رجل من علته، فقال له بعض العارفين: أتشكو ممن يرحمك إلى من لا يرحمك؟ ! دخل الإمام الحسن بن علي عليهما السلام على عليل، فقال له: ان الله تعالى قد أنالك فاشكره، وذكرك فاذكره.

إعتل الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فقال: اللهم اجعله أدباً ولا تجعله غضباً.

قيل: العلة تحمل على الجمال، والعافية على المنال.

عن ابن عباس، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم فقالوا: إنّ فلاناً صائم الدّهر قائم الليل كثير الذكر، فقال النبي: أيّكم يكفيه طعامه وشرابه؟ فقالوا: كلنا، قال: فكلكم خير منه.

قال بعض الحكماء: لا ينبغي لعاقل أن يجهد إلا في إحدى خصال ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم.

ذكر الزهد عند الفضيل بن عياض، فقال هو حر فإنّ في كتاب الله تعالى، لا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم.

ص: 241

ابن الرومي من أبيات

رأيت الدهر يرفع كل وغد

ويخفض كل ذي زنة شريفه

كمثل البحر يغرق فيه در

ولا ينفك يطفو فيه جيفه

وكالميزان يخفض كل واو

ويرفع كل ذي زنة خفيفه

قال بعض الأماجد: ما رددت أحداً عن حاجة الا تبينت العزة في قفاها والذل في وجهي.

وقف أعرابي على قوم يسألهم، فقالوا: من أنت؟ فقال: إنّ سوء الإكتساب يمنعني من الإنتساب.

قال بعضهم: كان الناس يفعلون، ولا يقولون، ثم صاروا يقولون ولا يفعلون واليوم لا يقولون ولا يفعلون.

من كلام الحكماء: من لم يستوحش من ذل السؤال، لم يأنف من لوم الرد.

من الكشاف في تفسير سورة التطفيف، الضمير في كالوهم أو وزنوهم، ضمير منصوب راجع إلى الناس، وفيه وجهان: أن يراد كالوا لهم أو وزنوا لهم، فحذف الجار واوصل الفعل كما قال:

ولقد جنيتك اكمؤاً وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الاوبر

والحريص يصيدك لا الجواد، بمعنى جنيت لك ويصيد لك، وأن تكون على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، والمضاف هو المكيل والموزون ولا يصح أن يكون ضميراً مرفوعاً للمطففين، لأنّ الكلام يخرج به إلى نظم فاسد، وذلك أنّ المعنى اذا أخذوا من الناس، استوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا، وإن جعلت الضمير للمطففين، انقلب إلى قولك اذا أخذوا من الناس استوفوا، واذا تولوا الكيل أو الوزن هم على الخصوص أخسروا، وهو كلام متنافر، لأنّ الحديث واقع في الفعل، لا في المباشر، والتعلق في إبطاله بخط المصحف، وإنّ الألف التي تكتب بعد واو الجمع غير ثابتة فيه ركيك، لأنّ خطّ المصحف لم يراع في كثير منه حد المصطلح عليه في علم الخط على أنّي رأيت في الكتب المخطوطة بأيدي الأئمة المتقنين، هذا الألف مرفوضة لكونها غير ثابتة في اللفظ والمعنى جميعاً؛ لأنّ الواو وحدها معطية معنى الجمع وإنّما كتب هذه الألف تفرقة بين واو الجمع وغيرها في نحو قولك: هم لم يدعوا، وهو يدعو فمن لم يثبتها قال: إنّ المعنى كاف في التفرقة بينهما.

وعن عيسى بن عمرو وحمزة، أنهما كانا يرتكبان ذلك، أي يجعلان الضميرين للمطففين: ويقفان عند الواوين وقيفة يبنيان بها ما أرادا.

ص: 242