الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في مجمعِ الحقِ العظيمِ بموقفٍ
…
دون المعرَّفِ موقفَ الغفرانِ
منْ قالَ منكمْ منْ أشارَ بأصْبُعٍ
…
قُطِعَتْ فعندَ اللهِ يجتمعانِ (1).
وقال رحمه الله:
وَلَقَدْ أشَارَ رَسُولُهُ فِي مَجْمَعِ الـ
…
ـحَجِّ العَظِيمِ بِمَوْقِفِ الغُفْرَانِ
نَحْوَ السَّمَاءِ بأصْبُعٍ قَدْ كُرِّمَتْ
…
مُسْتَشْهِدًا للوَاحِدِ الرَّحمنِ
يا رَبُّ فاشْهَدْ أنَّنِي بَلَّغْتُهُم
…
وَيُشِيرُ نَحْوَهُمُ لِقَصْدِ بَيَانِ
فَغَدَا البَنَانُ مُرَفَّعًا وَمُصَوَّبًا
…
صَلَّى عَلَيْكَ الله ذُو الغُفْرانِ
أدَّيْتَ ثُمَّ نَصَحْتَ إذْ بَلَّغْتَنَا
…
حقَّ البَلَاغِ الوَاجِبِ الشُّكْرَانِ (2).
الثالثُ عَشَرَ:
التَّصرِيحُ برَفْعِ الأيدي والأبصارِ إليه سبحانه وتعالى
.
1 -
عنْ سلمانَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله حَيِيٌّ كريمٌ، يَسْتَحْيِي إذا رَفَعَ الرَّجُلُ إليهِ يَدَيْهِ أن يَرُدَّهُما صُفْرًا خَائِبَتَيْنِ» (3).
2 -
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ
…
اسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ» (4).
3 -
عَنِ الْمِقْدَادِ رضي الله عنه فِي حديثهِ الطَّويلِ - قَالَ: «فَرَفَعَ [النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم] رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ
…
فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي واسْقِ مَنْ سقَانِي» (5).
(1) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (ص335).
(2)
الكافية الشافية (ص113).
(3)
رواه الترمذي (3556)، وصححه الألباني رحمه الله في «صحيح سنن الترمذي» (2819).
(4)
رواه مسلم (1763).
(5)
رواه مسلم (2055).
4 -
عنْ أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ *} [المؤمنون: 51]، وَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (1).
5 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ فَادْعُ اللهَ لَنَا! فَرَفَعَ يَدَيْهِ (2).
6 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ صاحِبَ الصُّورِ مُنْذُ وُكِّلَ بهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ العَرْشِ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُؤمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ» (3).
(1) رواه مسلم (1015).
(2)
رواه البخاري (933).
(3)
رواه الحاكم (4/ 558 - 559)، وحسّنه الحافظ فِي «الفتح» (11/ 376).
قالَ ابنُ عبدِ البرِّ رحمه الله (463هـ): «ومِنَ الحجَّةِ: في أنَّهُ عز وجل على العرشِ، فوقَ السَّماواتِ السَّبعِ، أنَّ الموحِّدينَ أجمعينَ، مِنَ العربَ والعجمِ، إذا كَربهم أمرٌ، أو نَزلتْ بهم شدَّةٌ، رَفَعُوا وجوهَهُم إلى السَّماءِ، يَستغيثونَ ربَّهم تبارك وتعالى؛ وهذا أشهرُ وأعرفُ، عندَ الخاصَّةِ والعامَّةِ، منْ أنْ يحتاجَ فيهِ إِلَى أكثرِ منْ حكايتهِ؛ لأنَّهُ اضطرارٌ لمْ يُؤَنِّبْهم عليهِ أحدٌ، ولا أنكرهُ عليهمْ مسلمٌ» (1).
وقالَ ابنُ أبي شيبةَ رحمه الله (297هـ): «وأجمعَ الخلقُ جميعًا أنَّهم إذا دعوا الله جميعًا، رفعوا أيديهمْ إلى السَّماءِ، فلوْ كانَ اللهُ عز وجل في الأرضِ السُّفلى، ما كانوا يرفعونَ أيديهمْ إلى السَّماءِ وهو معهم في الأرضِ» (2).
وقالَ أبو الحسن الأشعريُّ رحمه الله (324هـ): «ورأينا المسلمينَ جميعًا يرفعونَ أيديهم إذا دَعَوْا نحوَ السماءِ، لأنَّ اللهَ عز وجل مستوٍ على العرشِ الذي هو فوقَ السَّموات. فلولا أنَّ الله عز وجل على العرشِ، لم يرفعُوا أيديَهم نحو العرشِ، كما لا يحطُّونها إذا دَعَوْا إلى الأرضِ» (3).
(1) التمهيد (7/ 134).
(2)
كتاب العرش (ص51)[مكتبة المُعَلَّا - الكويت، الطبعة الأولى].
(3)
الإبانة عن أصولِ الديانة (ص97 - 98)، طبعة مكتبة البيان - دمشق، الطبعة الرابعة.