الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى الْمَيِّتِ
1286 -
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضى الله عنه يَقُولُ مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْراً، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «وَجَبَتْ» . ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ «وَجَبَتْ» . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - مَا وَجَبَتْ قَالَ «هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِى الأَرْضِ» .
1287 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِى الْفُرَاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ قَالَ قَدِمْتُ
ــ
أي الاستغفار ومر في باب الكفن في القميص الذي يكف مشروحاً (باب الثناء على الميت) قوله (مر بجنازة) في بعضها مروا بلفظ الجمع مضموم الميم ومفتوحها. قوله (فأئتوا) قال أهل اللغة الثناء بتقديم المثلثة على النون وبالمد يستعمل في الخير لا في الشر وفيه لغة شاذة أنه يستعمل في اشر أيضاً وأما الثناء بتقديم النون وبالقصر ففي الشر خاصة وإنما استعمل الثناء الممدود هنا في الشر لتجانس الكلام مشاكلة لقوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فإن قلت: كيف مكنوا من ذكر الشر مع الحديث الصحيح في النهي عن سب الموتى وذكرهم إلا بالخير؟ قلت ذلك في غير الكافر والمتظاهر بالفسق والبدعة وأما هؤلاء فلا يحرم ذكرهم بالشر للتحذير من طريقهم ومن الاقتداء بآثارهم. (عفان) بتشديد الفاء (ابن مسلم) بكسر اللام الخفيفة الصفار البصري مات سنة عشرين ومائتين و (داود بن أبي الفرات) بضم الفاء وخفة الراء والألف والفوقانية و (عبد الله بن بريدة) بضم الموحدة وفتح الراء وسكون التحتانية وبالمهملة مر في أواخر كتاب الحيض و (أبو الأسود) بفتح الهمزة ظالم بإعجام الظاء ابن عمرو ابن سفيان من سادات التابعين ولى البصرة وهو أول من تكلم في النحو بعد علي رضي الله عنه مات سنة سبع وستين وهو المشهور بالدؤلي وفيه اختلافات قيل بضم الدال وسكون الواو وبالضم والهمزة
الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه فَمَرَّتْ بِهِمْ جَنَازَةٌ فَأُثْنِىَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْراً فَقَالَ عُمَرُ رضى الله عنه وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِىَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْراً، فَقَالَ عُمَرُ رضى الله عنه وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ، فَأُثْنِىَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا فَقَالَ وَجَبَتْ. فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ فَقُلْتُ وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «أَيُّمَا مُسْلِمٍ
ــ
المفتوحة وبالكسر والمفتوحة قال الأخفش هو بالضم وكسر الهمزة إلا أنهم فتحوا الهمزة في النسب استنقالاً للكسرتين وياء النسبة وربما قالوا بضم الدال وفتح الواو المقلوبة عن الهمزة وقال ابن الكلبي بكسر الدال وقلب الهمزة ياء ورجال الإسناد كلهم بصريون. قوله (خير) في بعضها خيراً قال ابن بطال: أقام الجار والمجرور مقام المفعول الأول وخيراً قام المفعول الثاني والاختيار عكسه ولعله لغة قوم قوال المالكي خيراً صفة لمصدر محذوف وأقيمت مقامة فنصب لأن (أثنى) مسند إلى الجار والمجرور والتفاوت بين الإسناد إلى المصدر والإسناد إلى الجار والمجرور قليل. قال النووي: هو منصوب بإسقاط الجار أي فأثنى عليها بخير قال وفيه قولان للعلماء: أحدهما أن هذا الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهل الفضل وكان ثناؤهم مطابقاً لأفعاله فيكون من أهل الجنة وإلا فلا والثاني وهو المختار: أنه على عمومه وإن كان مسلم مات وألهم الله الناس الثناء عليه استدللنا به على أنه قد شاء المغفرة له وبهذا تظهر فائدة الثناء وإلا فلا فائدة له وقد أثبت صلى الله عليه وسلم له فائدة. قوله (ما وجبت) ما استفهامية فإن قلت: مذهب أهل السنة أنه لا وجوب على الله ولا عن الله قلت: المراد بالوجوب الثبوت أو الوجوب بحسب وعد الشارع أو هو كالوجوب. قوله (كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن قلت: ما المقول قلت يحتمل أن يكون أيما مسلم فيكون مسنداً مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يكون ما ذكره أنس في الحديث السابق فيكون هذا موقوفاً على عمر وأن يكون كليهما والظاهر الأول فإن قلت هذا لا يدل إلا على الشق الأول وهو دخول الجنة