الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أُمِّى افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا قَالَ «نَعَمْ» .
باب مَا جَاءَ فِى قَبْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما
(فَأَقْبَرَهُ) أَقْبَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا جَعَلْتَ لَهُ قَبْراً، وَقَبَرْتُهُ دَفَنْتُهُ. (كِفَاتاً) يَكُونُونَ فِيهَا أَحْيَاءً، وَيُدْفَنُونَ فِيهَا أَمْوَاتاً.
1309 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ عَنْ هِشَامٍ وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِى زَكَرِيَّاءَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَتَعَذَّرُ فِي
ــ
الفاء من فاجأه الأمر مفاجأة وفجاء ولفظ البغتة تفسير الفجأة وفي بعضها أي بغتة. قوله (افتلتت) يقال افتلت فلان على ما لم يسم فاعله أي مات فجأة وافتلتت نفسه أيضاً وفي بعضها نفساً بالنصب على التمييز أو مفعول ثان وافتلتت بمعنى سلبت ويقال كان ذلك الأمر فلتة أي فجأة وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أكره موتاً كموت الحمار) قيل وما موت الحمار قال (موت الفجأة) وإنما كرهه لئلا يلقى المؤمن ربه على غفلة من غير أن تقدم نفسه عذراً أو يجدد توبة ويرد مظلمة. (باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم. قوله (فأقبره) أي في قوله تعالى (ثم أماته فأقبره) الجوهري: أي جعله ممن يقبر ولم يجعله ملقي للكلاب تكريماً له (وكفاتاً) أي في قوله تعالى (ألم تجعل الأرض كفاتا) أي موضعاً يكفت فيه الشيء أي يضم ويجمع. قوله (محمد بن حرب) ضد الصلح أبو عبد الله النشائي بفتح النون وبالمعجمة الواسطي مات سنة خمس وخمسين ومائتين و (أبو مروان يحيى بن أبي زكريا) الغساني مات سنة ثمان وثمانين ومائة. قوله (ليتعذر) أي يطلب العذر فيما يحاوله من الانتقال إلى بيت عائشة ويمكن أن يكون بمعنى يتعسر أي يتعسر عليه ما كان عليه من الصبر ويريد بقوله (أين أنا اليوم) لمن التوبة اليوم ولمن التوبة غداً أي في حجرة أي امرأة من النساء أكون غداً استبطاء ليوم عائشة يستطيل اليوم اشتياقاً إليها وإلى نوبتها وفي بعضها
مَرَضِهِ «أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ أَيْنَ أَنَا غَداً» اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِى قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِى وَنَحْرِى، وَدُفِنَ فِى بَيْتِى.
1310 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى مَرَضِهِ الَّذِى لَمْ يَقُمْ مِنْهُ «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» . لَوْلَا ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِىَ أَوْ خُشِىَ أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِداً. وَعَنْ هِلَالٍ قَالَ كَنَّانِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُولَدْ لِى.
1311 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مُسَنَّماً.
1312 -
حَدَّثَنَا فَرْوَةُ حَدَّثَنَا عَلِىٌّ عَنْ هِشَامِ
ــ
يتقدر بالقاف وبإهمال الدال و (السحر) بفتح السين المهملة نحو فلس ساكن الحاء ومفتوحها وبضمها نحو يرد مع سكون الحاء الرثة و (النحر) موضع القلادة من الصدر فإن قلت: كلهن إذن ل أن يمرض في بيت عائشة قلت أي كان يومي أيضاً لولا إذنهن يعني لو روعي الحساب لكان الوفاة واقعة في نوبتي المعهودة قبل الإذن وفيه فضيلة عائشة رضي الله تعالى عنها. قوله (هلال) الوزان بفتح الواو وتشديد الزاي وبالنون مر في باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور مع الحديث و (لولا ذلك) مقول عائشة أي قالت لولا ولفظ (خشي) بلفظ المعروف أي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلفظ المجهول فالخاشي الصحابة أو هي أو هو صلى الله عليه وسلم. قوله (كناني) أي جعلني ذا كنية ونسبني إليها وهي أبو الجهم بفتح الجيم وقيل أبو أمية ولعل غرض البخاري بإيراده إثبات لقاء هلال عروة. قوله (أبو بكر بن عياش) بتشديد التحتانية وبالمعجمة الكوفي المقري المحدث مات سنة ثلاث وتسعين ومائة و (سفيان) أن دينار الكوفي (التمار) بالفوقانية. قوله (مسنما) أي مرتفعاً من الأرض مثل سنام الناقة قال
ابْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ لَمَّا سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْحَائِطُ فِى زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَذُوا فِى بِنَائِهِ، فَبَدَتْ لَهُمْ قَدَمٌ فَفَزِعُوا، وَظَنُّوا أَنَّهَا قَدَمُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَمَا وَجَدُوا أَحَداً يَعْلَمُ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَهُمْ عُرْوَةُ لَا وَاللَّهِ مَا هِىَ قَدَمُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَا هِىَ إِلَاّ قَدَمُ عُمَرَ رضى الله عنه وَعَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّهَا أَوْصَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ - رضى الله عنهما - لَا تَدْفِنِّى مَعَهُمْ وَادْفِنِّى مَعَ صَوَاحِبِى بِالْبَقِيعِ، لَا أُزَكَّى بِهِ أَبَداً.
1313 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِىِّ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - فَقُلْ يَقْرَأُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْكِ السَّلَامَ
ــ
الشافعية التسطيح أولى من التسنيم لأنه صلى الله عليه وسلم سطح قبر إبراهيم وفعله حجة لا فعل غيره، قوله (فروة) بفتح الفاء وبسكون الراء ابن المغربي بفتح الميم وسكون المنقطة وبالراء وبالمد وبالقصر أبو القاسم الكوفي مات سنة خمس وعشرين ومائتين و (علي) هو ابن مسهر بلفظ الفاعل مر في باب مباشرة الحائض. قوله (الحائط) أي حائط حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم و (الوليد) بفتح الواو (ابن عبد الملك) ابن مروان الأموي ولي الأمر بعد موت والده سنة ست وثمانين مدة عشر سنين و (بدت) أي ظهرت لهم قدم في القبر لا في خارجه. قوله (أوصت عبد الله) وهو ابن أختها لأن أمه أسماء أخت عائشة و (صواحبي) أي أمهات المؤمنين قال ابن بطال فيه معنى التواضع كرهت عائشة أن يقال إنها مدفونة مع النبي صلى الله عليه وسلم فيكون في ذلك تعظيم لها. قوله (جرير) أي ابن عبد الحميد مر في باب من جعل لأهل العلم أياماً و (حصين) بضم المهملة الأولى وفتح الأخرى وسكون التحتانية وبالنون في كتاب الصلاة و (عمرو
ثُمَّ سَلْهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَىَّ. قَالَتْ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِى، فَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِى. فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ لَهُ مَا لَدَيْكَ قَالَ أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ مَا كَانَ شَىْءٌ أَهَمَّ إِلَىَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِى ثُمَّ سَلِّمُوا ثُمَّ قُلْ يَسْتَاذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَإِنْ أَذِنَتْ لِى فَادْفِنُونِى، وَإِلَاّ فَرُدُّونِى إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، إِنِّى لَا أَعْلَمُ أَحَداً أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوا بَعْدِى فَهُوَ الْخَلِيفَةُ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا. فَسَمَّى عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدَ بْنَ أَبِى وَقَّاصٍ، وَوَلَجَ عَلَيْهِ شَابٌّ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ، كَانَ لَكَ مِنَ الْقَدَمِ فِى الإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ
ــ
ابن ميمون الأودي) بفتح الهمزة وسكون الواو وبالمهملة في باب إذا ألقى على ظهر المصلى قذر. قوله (صاحبي) بتشديد الياء وإنما استأذن عنها لأن الحجرة كانت لها. قوله (بهذا الأمر) أي الخلافة و (النفر) عدة رجال من الثلاثة إلى العشرة و (القدم) بفتح القاف السابقة في الأمر يقال لفلان قدم صدق أي أثرة حسنة ولو صح الرواية بالكسر فالمعنى صحيح أيضاً. قوله (استخلفت) بكسر اللام فإن قلت الشهيد من قتل في قتال الكفار وهو قد قتله فيروز أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة وكان يدعي الإسلام وسببه أنه قال له ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي قال كم خراجك قال دينار قال ما أرى أن أفعل أنك عامل محسن وما هذا بكثير فغضب منه فلما خرج عمر إلى الناس لصلاة الصبح جاء عدو الله فطعنه بسكين مسمومة ذات طرفين فقتله رضي الله عنه. قلت: مر في باب فضل التهجير إلى الظهر أن الشهداء ثلاثة أقسام شهيد الدارين وشهيد الآخرة وشهيد الدنيا وحاصله أنه