الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَعْطِ مُنْفِقَ مَالٍ خَلَفاً».
1360 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِى أَخِى عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى مُزَرِّدٍ عَنْ أَبِى الْحُبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَاّ مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً» .
باب المتصدق والبخيل
1361 -
حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ» . وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ
ــ
عل قول الله وحذف العطف جائز كما مر في باب التشهد أو هو مذكور على سبيل التعداد أو هو بيان للحسنى فكأنه أشار إلى قول الله تعالى مبيناً بالحديث يعني بتيسير الحسنى له إعطاء الخلف له (إسماعيل) هو ابن أبي أويس و (أخوه) عبد الحميد و (سليمان) هو ابن بلال و (معاوية بن أبي مزود) بضم الميم وفتح الزاي وكسر الراء وبالمهملة عبد الرحمن و (أبو الحباب) بضم المهملة وخفة الموحدة الأولى سعيد بن يسار ضد اليمين عم معاوية المذكور آنفاً تقدم قريباً في باب إنفاق المال في حقه قوله (إلا ملكان) فإن قلت ما المستثنى؟ قلت خبر ما محذوف وهو معقول أحد أي ليس يوم موصوف بكذا ينزل أحد إلا ملكان فحذف المستثني منه بقرينة دلالة وصف الملكين عليه قوله (خلفا) أي عوضاً يقال أخلف الله عليك أي أبدلك بما ذهب منك وأما اعط الثاني فهو مشاكل للأول إذ التلف لا يعطي (باب مثل المتصدق والبخيل). قوله (ثديهما) بضم المثلثة
أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ إِلَاّ سَبَغَتْ - أَوْ وَفَرَتْ - عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِىَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئاً إِلَاّ لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا
ــ
جمع الثدي نحو الفلوس والفلس و (التراقي) جمع الترقوة و (سبغت) أي كملت وتمت و (فرت) بفتح الفاء الخفيفة. قوله (تخفى) بالخاء المعجمة وفي بعضها تجن بالجيم والنون أي تستر وجن وأجن بمعنى واحد و (البنان) بفتح الموحدة الأنامل و (تعفو) أي تمحو وجاء لازماً ومتعدياً وههنا متعد و (أثره) بفتح الهمزة والمثلثة وكسر الهمزة وسكون المثلثة أي يمحو أثر مشيه بسبوغها وكمالها الخطابي هذا مثل ضربه صلى الله عليه وسلم للجواد والبخيل وشبههما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعاً يستجن بها والدرع أول ما يلبس إنما يقع على موضع الصدر والثديين إلى أن يسلك لابسها يديه في كميه ويرسل ذيلها على أسفل بدنه فيستمر سفلاً فجعل صلى الله عليه وسلم مثل المنفق مثل من لبس درعاً سابغة فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه وحصنته وجعل البخيل كرجل يداه مغلولتان ناتئان دون صدره فإذا أراد لبس الدرع حالت يداه بينها وبين ان تمر سفلا على البدن واجتمعت في عنقه فلزمت ترقوته فكانت ثقلاً ووبالاً عليه من غير وقاية له وتحصين لبدنه وحاصله أن الجواد إذا هم بالنفقة اتسع لذلك صدره وطاوعت يداه فامتدتا بالعطاء وأن البخيل يضيق صدره وتنقبض يده عن الإنفاق قال النووي: هو تمثيل لنماء المال بالصدق والإنفاق والبخل بضد ذلك وقيل ضرب المثل بهما لأن المنفق يستره الله بنفقته ويستر عوراته في الدنيا والآخرة كستر هذه الجبهة لابسها والبخيل كمن لبس جبة إلى ثدييه فيبقى مكشوفاً ظاهر العورة مفتضحا في الدارين وقال ابن بطال يريد أن المنفق إذا أنفق كفرت الصدقة ذنوبه ومحته كما ان الجبة إذا سبغت عليه سترته ووقته والبخيل لا تطاوعه نفسه على البذل فيبقى غير مكفر عنه الآثام كما أن الجبة تبقى من بدنه ما لا يستره فيكون بعرض الآفات. الطيبي: شبه السخي إذا قصد التصدق يسهل عليه بمن علي الجبة ويده تحتها فإذا أراد أن يخرجها منها يسهل عليه والبخيل على عكسه والأسلوب من التشبيه الفرق قال وقيد المشبه به بالحديد إعلاماً بأن القبض والشدة من جبلة الإنسان