الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
767 - (11) باب حرمة المدينة على الدجال وقتله المؤمن وإحيائه هناك، وكون الدجال أهون على الله عز وجل، وقدر مكثه في الأرض، ونزول عيسى وقتله إياه
7199 -
(2917)(84) حدّثني عَمْروٌ النَّاقِدُ وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ. وَالسِّيَاقُ لِعَبْدٍ. (قَال: حَدَّثَنِي. وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) يَعْقُوبُ - وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ - حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. أَخْبَرَنِي عُبَيدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ؛ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَدِيثًا طَويلًا عَنِ الدَّجَّالِ. فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا قَال: "يَأْتِي، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ،
ــ
767 -
(11) باب حرمة المدينة على الدجال وقتله المؤمن وإحيائه هناك، وكون الدجال أهون على الله عز وجل، وقدر مكثه في الأرض، ونزول عيسى وقتله إياه
ثم استدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة وهو حرمة دخول المدينة عليه. . إلخ بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:
7199 -
(2917)(84)(حدثني عمرو) بن محمد (الناقد) البغدادي (والحسن) بن علي (الحلواني) الهذلي المكي، ثقة من (11)(وعبد بن حميد) الكسي، ثقة، من (11)(وألفاظهم متقاربة والسياق) أي واللفظ المسوق في بيان الحديث (لعبد) بن حميد (قال) عبد (حدثني وقال الآخران حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (9)(حدثنا أبي) إبراهيم بن سعد، ثقة، من (8)(عن صالح) بن كيسان الغفاري المدني، ثقة، من (4)(عن) محمد بن مسلم (بن شهاب) الزهري المدني، ثقة، من (4)(أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة) بن مسعود الهذلي المدني، الفقيه الأعمى أحد السبعة، ثقة، من (3)(أن أبا سعيد الخدري) رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته (قال) أبو سعيد (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام المباركة (حديثًا طويلًا عن) شأن (الدجال فكان فيما حدثنا) فيه أنه (قال يأتي) الدجال المدينة (وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة) بكسر النون أي طرقها جمع نقب وهو الطريق بين جبلين أي ممنوع من دخول المدينة بالملائكة التي تحرسها على ما ذكر في
فَيَنْتَهِي إِلَى بَعْضِ السِّبَاخِ الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ. فَيَخْرُجُ إِلَيهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيرِ النَّاسِ. فَيَقُولُ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيتُهُ، أَتَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ:
ــ
حديث أنس (قوله حديثًا طويلًا عن الدجال) وقد ورد عن أبي سعيد عدة أحاديث في صفة الدجال يمكن أن تكون مأخوذة من هذا الحديث الطويل الذي لم يذكره هنا بطوله فمنها ما مر في قصة ابن صياد أن الدجال يهودي وأنه لا يُولد له، ومنها ما ورد عنه عند أبي يعلى والبزار ومعه مثل الجنة والنار وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى كلما خرجا من قرية دخل أوائلها وهو عند أحمد بن منيع مطوّل وسنده ضعيف، وفي رواية أبي الودّاك عن أبي سعيد رفعه في صفة عين الدجال أيضًا وفيه (معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تدخن) اهـ فتح الباري [3/ 102].
(فينتهي) أي يصل (إلى بعض السباخ التي تلي المدينة) وتتصل بها والسباخ جمع سبخة بفتحات وهي الأرض الرملة التي لا تنبت لملوحتها وهذه صفة أرض خارج المدينة من غير جهة الحرة يعني أنه لا يُمكّن من دخول المدينة فينزل في هذه الأرض (فيخرج إليه) أي إلى الدجال (يومئذ) أي يوم إذ قارب المدينة (رجل هو خير الناس) أي أفضل المؤمنين علمًا وعملًا (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم (من خير الناس) والشك من الراوي أو ممن دونه (فيقول) ذلك الرجل للدجال (أشهد أنك الدجال الذي حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه) وخبره، وفي رواية عطية عند أبي يعلى والبزار "والمؤمنون متفرقون في الأرض فيجمعهم الله فيقول رجل منهم والله لأنطلقن فلأنظرن هذا الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمنعه أصحابه خشية أن يفتتن به فيأتي حتى إذا أتى أدنى مسلحة من مسالحه أي في معسكر الدجال أخذوه فسألوه ما شأنه فيقول أريد الدجال الكذاب فيكتبون إليه بذلك فيقول: أرسلوا به إليّ فلما رآه عرفه" وعطية ضعيف وقد وُثّق (فيقول الدجال) وزاد عطية في روايته المذكورة قبل ذلك "فيقول له الدجال لتطيعني فيما آمرك به أو لأشقنك شقتين فينادي: يا أيها الناس هذا المسيح الكذاب فيقول الدجال" للناس (أرأيتم) أي أخبروني (إن قتلت هذا) الرجل المنكر لي (ثم أحييته أتشكون) أي هل تشكون (في الأمر) أي في ألوهيتي وربوبيتي (فيقولون) أي
لَا. قَال: فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ. فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ: وَاللهِ، مَا كُنْتُ فِيكَ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الآنَ. قَال: فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيهِ".
قَال أَبُو إِسْحَاقَ: يُقَالُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ الْخَضِرُ عليه السلام
ــ
فيقول الناس جوابًا للدجال (لا) أي لا نشك في ألوهيتك وربوبيتك ولعلهم قالوا ذلك خوفًا منه لا تصديقًا له، ويحتمل أنهم قصدوا لا نشك في كذبك ودجلك وكفرك فإن من شك في كذبه وكفره كفر وخادعوه بهذه التورية، ويحتمل أن الذين قالوا لا نشك هو مصدّقوه من اليهود وغيرهم ممن قدّر الله تعالى شقاوته اهـ من النووي.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم (فيقتله) أي فيقتل ذلك الرجل الدجال (ثم) بعدما قتله (يحييه) بإذن الله تعالى استدراجًا له (فيقول) الرجل (حين يحييه والله ما كنت فيك) أي في شأنك ودجلك (قط) أي في زمن من الأزمنة الماضية (أشد بصيرة) وعلمًا ويقينًا (مني) أي من معرفتي دجلك (الآن) أي في هذا الزمن الحاضر الذي أحييتني فيه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيريد الدجال أن يقتله) ثانيًا (فلا يسلط) الدجال (عليه) أي على قتله ثانيًا ولا يقدر وبعجزه عن قتله ثانيًا يفتضح وسيأتي تفصيل ذلك في رواية أبي الودّاك الآتية وهذا أول دليل على أن ما فعله من قبل من إحياء الميت على سبيل الاستدراج فمن كان قد اغتر بفعلته الأولى ينكشف له دجله في آخر الأمر والله أعلم.
(قال أبو إسحاق) إبراهيم بن سفيان راوي هذا الجامع الصحيح عن مؤلفه الإمام مسلم رحمه الله تعالى كما صرح به النووي، وذكر القرطبي أن المراد به أبو إسحاق السبيعي ولكن رده الحافظ في الفتح [13/ 104] لأنه لم يوجد له ذكر في إسناد هذا الحديث فالظاهر أنه وهم منه رحمه الله تعالى.
(إن هذا الرجل) الذي أنكر الدجال وقتله (هو) نبي الله (الخضر عليه السلام) ولعل مستنده ما قاله معمر في جامعه بعد ذكر هذا الحديث "بلغني أن الرجل الذي يقتله الدجال الخضر" وكذا أخرجه ابن حبان من طريق عبد الرزاق عن معمر قال: كانوا يرون أنه الخضر، وقال ابن العربي: سمعت من يقول إن الذي يقتل الدجال هو الخضر وهذه دعوى لا برهان لها، لكن قال الحافظ في الفتح (قلت) وقد تمسك من قاله بما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي عبيدة بن الجراح رفعه في ذكر الدجال "لعله أن يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي" الحديث ووجه الاستدلال بهذا الحديث أنه لم يبق
7200 -
(. .)(. .) وحدّثني عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي هَذَا الإِسْنَادِ، بِمِثْلِهِ.
7201 -
(. .)(. .) حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ،
ــ
أحد اليوم ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سمع كلامه إلا الخضر عليه السلام على قول من يقول بحياته وقد بسطنا الكلام على ذلك في باب فضائل الخضر عليه السلام وأن الأسلم في ذلك السكوت، وأما حديث أبي عبيدة الذي أشار إليه الحافظ فيمكن الإجابة عنه بعد ثبوته بأنه ليس فيه جزم ولا يقين بخلاف الأحاديث التي ورد فيها أن عيسى عليه السلام هو الذي يقتله والله أعلم اهـ من التكملة.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد رضي الله عنه فقال:
7200 -
(. .)(. .)(وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل بن بهرام (الدارمي) أبو محمد السمرقندي، ثقة متقن، من (11) روى عنه في (14) بابا (أخبرنا أبو اليمان) الحكم بن نافع القضاعي الحمصي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (أخبرنا شعيب) بن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي، ثقة، من (7) روى عنه في (6) أبواب (عن الزهري) غرضه بيان متابعة شعيب لصالح بن كيسان، وساق شعيب (في هذا الإسناد) أي بهذا الإسناد يعني عن عبيد الله عن أبي سعيد (بمثله) أي بمثل حديث صالح بن كيسان.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي سعيد رضي الله عنه فقال:
7201 -
(. .)(. .)(حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ) المروزي (من أهل مرو) أي المنسوب إلى أهل مرو، ثقة، من (11) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا عبد الله بن عثمان) بن جبلة بن أبي رواد الأزدي المروزي الملقب بعبدان، ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي حمزة) محمد بن ميمون المروزي السكري، سُمي بذلك لحلاوة كلامه قاله عباس بن محمد، روى عن قيس بن وهب في الفتن، وزياد بن علاقة وعاصم بن بهدلة وطائفة، ويروي عنه (ع) وعبد الله بن عثمان في الفتن يعني في قصة
عَنْ قَيسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ، مَسَالِحُ الدَّجَّالِ. فَيَقُولُونَ لَهُ: أَينَ تَعْمِدُ؟ فَيَقُولُ: أَعْمِدُ إلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ. قَال: فَيَقُولُونَ لَهُ: أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا؟ فَيَقُولُ: مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ
ــ
الدجال وابن المبارك والفضل بن موسى ونعيم بن حماد وغيرهم، وثقة أحمد وابن معين والنسائي، وقال في التقريب: ثقة فاضل، من السابعة، مات سنة (168) ثمان وستين ومائة (عن قيس بن وهب) الهمداني الكوفي، روى عن أبي الوداك في الفتن وأنس، ويروي عنه (م د ق) وأبو حمزة السكري والثوري وإسرائيل، وثقه ابن معين وأحمد والعجلي، له في (م) حديث واحد، وقال في التقريب: ثقة، من (5)(عن أبي الوداك) جبر بن نوف الهمداني البكالي الكوفي، صدوق، من (4) روى عنه في (2) بابين النكاح والفتن (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة أبي الوداك لعبيد الله بن عبد الله الهذلي (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال) من سجنه في البحر (فيتوجه) أي يستقبل (قبله) أي جهة الدجال (رجل من المؤمنين فتلقاه) أي فتلقى ذلك الرجل (المسالح) بفتح الميم وكسر اللام، ولا وجه لما قاله السنوسي من كونه بفتح اللام وهم القوم ذوو السلاح يحفظون الثغور والمراكز العسكرية كالخفراء سُموا بذلك لحملهم السلاح. وقوله (مسالح الدجال) بدل من المسالح بدل كل من كل أي تلقته المسلحة للدجال، وقال رحمه الله تعالى: ولعل المراد بهم ها هنا مقدمة جيشه وأصلها موضع السلاح ثم استعمل للثغر لأنه يُعد فيه الأسلحة ثم للجند المترصدين ثم لمقدمة الجيش فإنهم من الجيش كأصحاب الثغور اهـ من المرقاة [10/ 203](فيقولون) أي فتقول المسالح (له) أي للرجل المؤمن (أين تعمد) أي إلى أين تقصد (فيقول) الرجل (أعمد) أي أقصد (إلى) استقبال (هذا) الكذاب (الذي خرج) وظهر لفتنة المسلمين (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقولون) أي فتقول المسالح (له) أي للرجل المؤمن (أ) تنكر (وما تؤمن) أي تصدّق (بـ) ألوهية (ربنا) يعنون به الدجال فإنهم يزعمونه إلهًا (فيقول) الرجل لهم (ما بربنا) أي ليس في ألوهية ربنا وخالقنا (خفاء) أي التباس وشك فإن صفاته ظاهرة لا تخفى على أحد حتى نحتاج إلى غيره والمعنى ليس يخفى علينا صفات ربنا عن غيره فنعدل عنه إلى غيره
فَيَقُولُونَ: اقْتُلُوهُ. فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَيسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ. قَال: فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ. فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ. فَيَقُولُ: خُذُوهُ وَشُجُّوهُ. فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا. قَال: فَيَقُولُ: أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِي؟ قَال: فَيَقُولُ: أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ. قَال: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ
ــ
أو نترك الاعتماد عليه (فيقولون) أي تقول مسلحة الدجال بعضهم لبعض (اقتلوه) أي اقتلوا هذا الرجل المنكر لربنا (فيقول بعضهم) أي يقول البعض الآخر (لبعض) منهم الذين أرادوا قتله (أليس قد نهاكم ربكم) يعنون به الدجال (أن تقتلوا أحدًا) من الناس (دونه) أي قبل وصوله إليه يريدون بربهم الدجال ومرادهم أن الدجال قد نهاكم عن قتل أحد بغير أمره وإذنه فكيف تقتلوه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فينطلقون) فتذهب قوته المسلحة (به) أي بذلك الرجل المؤمن (إلى الدجال فإذا رآه) أي فإذا رأى ذلك (المؤمن) الدجال (قال) ذلك المؤمن لمن حضره (يا أيها الناس هذا) الذي تعبدونه هو (الدجال الذي ذكر) وبيّن لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم) بصفاته (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيأمر الدجال به) بشبحه ومده وبسطه ليجلده (فيشبح) بضم الياء وسكون الشين وفتح الباء الموحدة على صيغة المجهول أي يمد ذلك الرجل على بطنه يقال شبح يشبح من باب فتح والشبح مدك الشيء بين أوتاد أو الرجل بين شيئين ويقال شبح المضروب إذا مد للجلد وشبحه إذا مده كالمصلوب كذا في لسان العرب [7/ 15] ومثله في تاج العروس [2/ 169] ويمكن أن يكون من التشبيح من باب التفعيل كما في أغلب النسخ، ورواه بعضهم فيشبج بالجيم في آخره، وفي المرقاة بتشديد الموحدة المفتوحة أي يمد ليضرب (فيقول) الدجال للمسلحة (خذوه) أي خذوا هذا الرجل (وشجوه) من الشج وهو الجرح في الرأس والوجه ويُروى (واشبحوه)(فيوسع ظهره وبطنه ضربًا) أي لأجل الضرب أو من جهة الضرب (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقول) له الدجال (أ) تنكرني (وما تؤمن بي) أي بألوهيتي بهمزة الاستفهام التقريعي (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقول) الرجل للدجال آمنت بخالقي وعرفتك (أنت المسيح الكذاب، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيؤمر به) أي فيأمر الدجال به أي بشق ذلك الرجل بالمنشار (فيؤشر) أي يشق الرجل (بالمنشار من مفرقه) أي من
بَينَ رِجْلَيهِ. قَال: ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَينَ الْقِطعَتَينِ. ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: قُمْ. فَيَسْتَوي قَائِمًا. قَال: ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِي؟ فَيَقُولُ: مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً. قَال: ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. قَال: فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذبَحَهُ. فَيجْعَلَ مَا بَينَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيهِ سَبِيلًا
ــ
وسط رأسه إلى رجليه (حتى يُفرّق) ويفصل (بين رجليه) قوله (فيؤشر بالمنشار) هكذا الرواية بالهمزة فيهما وهو الأفصح ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فتُجعل في الأول واوًا وفي الثاني ياء ويجوز المنشار بالنون فيقال نشرت الخشبة وعلى الأول يقال أشرتها والمنشار آلة تشق بها الخشبة (من مفرقه) والمفرق موضع فرق الشعر من الرأس إلى القرنين وإلى القفا والناصية وهو وسطه، قوله (حتى يفرّق بين رجليه) بالبناء للمجهول مخففًا ومشددًا اهـ ملا علي (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد شقه (يمشي الدجال بين القطعتين) أي بين الشقتين (ثم يقول) الدجال (له) أي للرجل (قم) حيًّا (فيستوي) أي فينتصب الرجل (قائمًا) أي مستويًا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم يقول) الدجال (له) أي للرجل (أتؤمن بي) أي هل تصدق بربوبيتي (فيقول) الرجل للدجال (ما ازددت فيك) أي في شأنك أيها الدجال بما فعلت بي من الإماتة والإحياء (إلا بصيرة) أي معرفة ويقينًا بأنك دجال كذاب (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم يقول) الرجل للناس وينادي فيهم بقوله (يا أيها الناس إنه) أي إن الدجال (لا يفعل بعدي) أي بعدما فعل بي ما فعل (بأحد من الناس) شيئًا من الإحياء والإماتة (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيأخذه) أي فيأخذ (الدجال) ذلك الرجل (ليذبحه فيُجعل) بالبناء للمفعول أي فيجعل الله تعالى (ما بين رقبته) أي ما بين رقبة ذلك الرجل وما يليها (إلى ترقوته) أي ترقوة ذلك الرجل (نحاسًا) وحديدًا (فلا يستطيع) الدجال أي لا يجد (إليه) أي إلى قطعه (سبيلًا) أي طريقًا، والترقوة بفتح التاء وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو وهو العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ولكل إنسان ترقوتان، قال علي القاري في المرقاة: قوله يُجعل (نحاسًا) المعنى أن الله تعالى يجعل ما بين رقبته إلى ترقوته صلبًا كالنحاس لا يعمل فيه السيف ولا السكين بناء على أنه مبني للمجهول وما بين رقبته نائب فاعل له ونحاسًا مفعول ثان، ورُوي بفتح الياء على البناء للفاعل وفاعله
قَال: فَيَأْخُذُ بِيَدَيهِ وَرِجْلَيهِ فَيَقْذِفُ بِهِ. فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ. وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ".
فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالمِينَ".
7202 -
(2918)(85) حدَّثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيدٍ الرُّؤَاسِيُّ،
ــ
محذوف للعلم به وهو الله تعالى والمفعولان على حالهما (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيأخذ) الدجال (يديه) أي يدي ذلك الرجل (ورجليه فيقذف) الدجال (به) أي بذلك الرجل (فيحسب) أي فيظن (الناس) الذين آمنوا به (إنما قذفه) ورماه (إلى النار وإنما أُلقي في الجنة) بالبناء للمجهول أي إنما أُوقع في الجنة واللام في الجنة للعهد أي في بستان من بساتين الدنيا ويمكن أن يرميه في النار التي معه ويجعلها الله تعالى له جنة وتصير تلك النار له روضة وجنة، وعلى كل تقدير فلم يحصل له موت على يده سوى ما قبل ذلك، قال أبو سعيد (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا) أي هذا الرجل الذي قتله الدجال (أعظم الناس شهادة عند رب العالمين) أي أكثر الناس أجرًا على شهادته عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، قال علي القاري: فالمراد بها قتله الأول فتأمل اهـ مرقاة.
ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة وهو كون الدجال أهون على الله تعالى بحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فقال:
7202 -
(2918)(85)(حدثنا شهاب بن عباد العبدي) أبو عمر الكوفي، روى عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي في الفتن، ويروي عنه (خ م ت ق) وأحمد وابن المديني وأبو حاتم ووثقه، وقال العجلي: كوفي ثقة، وقال عبد الرحمن الجزري: ثقة، وقال ابن سعيد وابن عدي: كان من خيار الناس، وقال في التقريب: ثقة، من (10) مات سنة (224) أربع وعشرين ومائتين، وليس في مسلم من اسمه شهاب إلا هذا (حدثنا إبراهيم بن حميد) بن عبد الرحمن (الرؤاسي) نسبة إلى رؤاس بطن من قيس غيلان، يدعى رؤاس أبو إسحاق الكوفي، روى عن إسماعيل بن أبي خالد في الفتن، والأعمش وهشام بن عروة، ويروي عنه (خ م ت س) وشهاب بن عباد وإسحاق بن منصور ويحيى بن آدم، وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو داود والعجلي وابن معين وقال: لم
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَال: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُ. قَال: "وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ؟ إِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ" قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالأَنْهَارَ. قَال: "هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ"
ــ
أدركه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب ثقة، من الثامنة، مات سنة (178) ثمان وسبعين ومائة (عن إسماعيل بن أبي خالد) سعيد البجلي الأحمسي الكوفي، ثقة، من (4) روى عنه في (8) أبواب (عن قيس بن أبي حازم) عوف بن عبد الحارث بن عوف البجلي الأحمسي أبي عبد الله الكوفي، ثقة مخضرم، من (2) روى عنه في (10) أبواب (عن مغيرة بن شعبة) بن أبي عامر الثقفي الكوفي، الصحابي الشهير رضي الله عنه روى عنه في (9) أبواب. وهذا السند من خماسياته (قال) المغيرة (ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال) سؤالًا (أكثر مما سألت) أي أكثر من سؤالي إياه عنه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما ينصبك) أي وما يتعبك (منه) أي من أمر الدجال وشأنه وهو بضم الياء من أنصب الرباعي قال ابن دريد: يقال أنصبه المرض وغيره ونصبه، والأول أفصح وهو تغير الحال من مرض أو تعب (إنه) أي إن الدجال (لا يضرك) أي لا يصل ضرره إليك لعلك ما تدرك زمنه (قال) المغيرة (قلت يا رسول الله إنهم) أي إن الناس (يقولون إن معه) أي إن مع الدجال (الطعام والأنهار) فينعم بذلك من آمن به ومعه أيضًا النار فيُعذب من كفر به بتلك النار (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (هو) أي الدجال (أهون) وأحقر (على الله) تعالى أي عند الله تعالى (من ذلك) أي من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلًا للمؤمنين ومشككًا لقلوبهم بل إنما جعل الله تعالى ذلك على يده ليزداد الذين آمنوا إيمانًا بالله تعالى ولتثبت الحجة على الكافرين بالله تعالى والمنافقين وليس معناه أنه ليس معه شيء من الجنة والنار اللتين جعلهما الله على يديه ابتلاء لعباده وامتحانًا لهم اهـ عيني، وفي القسطلاني (هو أهون على الله من ذلك) معناه هو أهون وأحقر وأضعف من أن يجعل شيئًا من ذلك آية على صدقه لا سيما وقد جعل الله فيه آية ظاهرة على كذبه وكفره يقرؤها من قرأ ومن لم يقرأ زيادة على شواهد كذبه من حدوثه ونقصه بالعور وليس المراد ظاهره وأنه لا يجعل على يديه شيئًا من ذلك بل هو على التأويل المذكور اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الفتن باب ذكر الدجال
7203 -
(. .)(. .) حدَّثنا سُرَيجُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا هُشَيمٌ عن إسماعيل، عَنْ قَيسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَال: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ. قَال: "وَمَا سُؤَالُكَ؟ " قَال: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، وَنَهَرٌ مِنْ مَاءٍ. قَال:"هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ"
ــ
[7122]
، وابن ماجه في الفتن باب طلوع الشمس من مغربها [4124]، وأحمد [4/ 248]، والبغوي في شرح السنة [15/ 53].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث المغيرة رضي الله عنه فقال:
7203 -
(. .)(. .)(حدثنا سريج بن يونس) بن إبراهيم البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (11) بابا (حدثنا هشيم) بن بشير السلمي الواسطي، ثقة، من (7) روى عنه في (18) بابا (عن إسماعيل) بن أبي خالد (عن قيس) بن أبي حازم (عن المغيرة بن شعبة) غرضه بيان متابعة هشيم لإبراهيم بن حميد (قال) المغيرة (ما سأل أحد) من الصحابة (النبي صلى الله عليه وسلم عن) شأن (الدجال) سؤالًا (أكثر مما سألته) أي من سؤالي إياه صلى الله عليه وسلم عن الدجال (قال) قيس بن أبي حازم قلت للمغيرة (وما سؤالك) للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن الدجال (قال) المغيرة (قلت) له صلى الله عليه وسلم (إنهم) أي إن الناس (يقولون) فيما بينهم (معه) أي مع الدجال (جبال من خبز ولحم) يطعمه من آمن به (و) معه (نهر من ماء) يسقيه من آمن به فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (هو) أي الدجال (أهون) وأضعف (على الله) أي عند الله تعالى (من ذلك) أي من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلًا للمؤمنين ومشككًا لقلوبهم بل أجرى ذلك على يده ليزدادوا به إيمانًا.
قال القرطبي: قوله (هو أهون على الله من ذلك) أي الدجال على الله أهون من أن يجعل الله ما يخلقه على يديه من الخوارق مضلًا للمؤمنين ومشككًا لهم بل ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم وليرتاب الذين في قلوبهم مرض والكافرون كما قال له الذي قتله ثم أحياه: ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن، وقد تضمنت تلك الأحاديث المتقدمة أن عيسى عليه السلام ينزل ويقتل الدجال وهو مذهب أهل السنة والذي دل عليه قوله تعالى:{بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ} [النساء: 158]، والأحاديث الكثيرة الصحيحة المنتشرة وليس في العقل ما يحيل ذلك ولا يرده فيجب الإيمان به والتصديق بكل ذلك ولا يُبالي بمن خالف في ذلك
7204 -
(. .)(. .) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَابْنُ نُمَيرٍ. قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ،
ــ
من المبتدعة ولا حجة لهم في اعتمادهم في نفي ذلك على التمسك بقوله: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، وبما ورد في السنة من أنه لا نبي بعده ولا رسول ولا بإجماع المسلمين على ذلك ولا على أن شرعنا لا يُنسخ وهو ثابت إلى يوم القيامة لأنا نقول بموجب ذلك كله إن عيسى عليه السلام إنما ينزل لقتل الدجال ولإحياء شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وليعمل بأحكامها وليقيم العدل على مقتضاها وليقهر الكفار وليظهر للنصارى ضلالتهم ويتبرأ من إفكهم فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ويأتم بإمام هذه الأمة كما تقدم في كتاب الإيمان.
والحاصل أنه لم يأت برسالة مستأنفة ولا شريعة مبتدأة وإنما يأتي عاضدًا لهذه الشريعة وملتزمًا أحكامها غير مغير لشيء منها والمنفي بالأدلة السابقة إنما هو رسول يزعم أنه قد جاء بشرع مبتدأ أو برسالة مستأنفة فمن ادعى ذلك كان كاذبًا كافرًا قطعًا اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث المغيرة رضي الله عنه فقال:
7204 -
(. .)(. .)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و) محمد بن عبد الله (بن نمير قالا حدثنا وكيع) بن الجراح (ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير) عبد الحميد الضبي الكوفي (ح وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني الكوفي (حدثنا سفيان) بن عيينة (ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي، ثقة، من (9) روى عنه في (20) بابا (ح وحدثني محمد بن رافع) القشيري (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي (كلهم) أي كل هؤلاء الخمسة المذكورين من وكيع وجرير وسفيان ويزيد وأبي أسامة رووا (عن إسماعيل) بن أبي خالد، غرضه بسوق هذه الأسانيد بيان متابعة هؤلاء الخمسة لإبراهيم بن حميد، وساقوا
بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيدٍ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ: فَقَال لِي: "أَي بُنَيَّ".
7205 -
(2919)(86) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَال: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْروٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَال: مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ؟ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا. فَقَال: سُبْحَانَ اللهِ، أَوْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهُمَا
ــ
(بهذا الإسناد) يعني عن قيس بن أبي حازم عن مغيرة (نحو حديث إبراهيم بن حميد، و) لكن (زاد) أبو بكر (في حديث يزيد) بن هارون لفظة قال المغيرة (فقال لي) قيس بن أبي حازم (أي بني) أي يا بني عن أبي شيء سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الدجال وهو تصغير ابن، تصغير شفقة.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو بيان قدر مكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال:
7205 -
(2919)(86)(حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري) البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري (حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم) الثقفي الطائفي، ثقة، من (4) روى عنه في (2) الصلاة والفتن (قال) النعمان (سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي) الطائفي، مقبول، من (3) روى عنه في (2) الشعر والفتن، حالة كون يعقوب (يقول سمعت عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي الشامي رضي الله عنهما. وهذا السند من سداسياته (و) الحال أنه قد (جاءه) أي جاء عبد الله بن عمرو (رجل) من المسلمين لم أر من ذكر اسمه (فقال) ذلك الرجل لعبد الله بن عمرو (ما هذا الحديث الذي تحدث به) حالة كونك (تقول) في حديثك (إن الساعة) أي القيامة (تقوم إلى) أي عند (كذا وكذا) كناية عن الشيء المبهم (فقال) عبد الله للرجل (سبحان الله أو) قال عبد الله (لا إله إلا الله أو) قال عبد الله (كلمة نحوهما) أي شبههما في استعمالها في التعجب مع كونها من ذكر الله تعالى كقولهم الله أكبر أي قال عبد الله هذه الكلمات تعجبًا من اتهام الرجل له بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال
لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَ أَحَدًا شَيئًا أَبَدًا. إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا: يُحَرَّقُ الْبَيتُ، وَيَكُونُ، وَيَكُونُ. ثُمَّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ - (لَا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا) - فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ
ــ
عبد الله والله (لقد هممت) وقصدت وعزمت اليوم على (أن لا أحدّث أحدًا) من الناس (شيئًا) من الحديث (أبدًا) أي ما عشت، ولفظ أبدًا ظرف مستغرق لما يستقبل من الزمان وإنما قال ذلك عبد الله بن عمرو لأنهم نسبوا إليه ما لم يقله فشق ذلك عليه ثم إنه لما علم أنه لا يجوز له ذلك ذكر ما عنده من علم ذلك اهـ مفهم (إنما قلت) لكم (إنكم سترون بعد قليل) من الزمن (أمرًا عظيمًا) أي فظيعًا يدل على قرب الساعة فمنه أنه (يحرق البيت) أي بيت الله تعالى يعني الكعبة وقد وقع تحريقه ورميه بالمنجنيق على يد جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان خليفة الوقت في الشام أو على يد جيش حجاج بن يوسف الثقفي الجائر نائب يزيد، قوله (يحرق) وعبارة القرطبي هنا قد كان تحريق البيت في عهد ابن الزبير وذلك أن يزيد بن معاوية وجه من الشام مسلم بن عقبة المدني في جيش عظيم لقتال ابن الزبير فنزل بالمدينة وقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيام وهي وقعة الحرة وقد قدمنا ذكرها ثم سار يريد مكة فمات بقديد وولي الجيش الحصين بن نمير وسار إلى مكة فحاصر ابن الزبير وأحرقت الكعبة حتى انهدم جدارها وسقط سقفها وجاء الخبر بموت يزيد فرجعوا اهـ من المفهم، وكان عبد الله بن عمرو إذ ذاك حيًّا، ورُوي أنه توفي أيام تلك الفتنة، (ويكون) كذا من الفتن (ويكون) كذا من الفتن الواقعة بين المسلمين يعني كنت ذكرت أشياء أخرى من الفتن التي ستقع قبل قيام الساعة (ثم قال) عبد الله رضي الله عنه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في أمتي فيمكث) الدجال في الأرض (أربعين) من كذا، قال عبد الله بن عمرو ولكن (لا أدري) ولا أعلم هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربعين يومًا أو) قال (أربعين شهرًا أو) قال (أربعين عامًا) والشك من عبد الله بن عمرو وقد ارتفع بالأخبار السابقة أنه أربعون يومًا على التفصيل المتقدم اهـ من المفهم. قال القاضي: ويرفع هذا الشك ما تقدم من أنها أربعون يومًا اهـ (فيبعث الله) سبحانه، معطوف على قوله يخرج الدجال أي فيُنزل الله (عيسى ابن مريم) من السماء لقتل الدجال حالة كون عيسى (كأنه عروة بن
مَسْعُودٍ. فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ. ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ. لَيسَ بَينَ اثْنَينِ عَدَاوَةٌ. ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ. فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ. حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيهِ، حَتَّى تَقْبِضَهُ". قَال: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: "فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيرِ وَأَحْلامِ السِّبَاعِ
ــ
مسعود) أي مشابهًا بعروة بن مسعود في صورته واضعًا يديه على أجنحة ملكين وعروة هذا هو عروة بن مسعود بن معتّب بالمهملة والمثناة المشددة بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي وهو عم والد المغيرة بن شعبة وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة كان أحد الأكابر من قومه، قيل إنه المراد بقوله تعالى:{عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31] وهو صحابي مشهور رضي الله عنه وفيه قصة طويلة راجع الإصابة [2/ 477](فيطلبه) أي فيطلب عيسى الدجال (فيهلكه) زاد أحمد ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات (ثم) بعد قتله الدجال (يمكث) أي يجلس (الناس سبع سنين ليس بين اثنين) منهم (عداوة) ومحاقدة (ثم يرسل الله) أي ثم بعد سبع سنين يُرسل الله سبحانه (ريحًا باردة من قبل الشام) أي من جهته (فلا يبقى على وجه الأرض) أي على ظاهرها (أحد في قلبه مثقال ذرة) أي وزن نملة صغيرة (من خير أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي من (إيمان) بالشك من الراوي أو ممن دونه (إلا قبضته) أي إلا قبضت تلك الريح روح ذلك المؤمن أي إلا تكون تلك الريح سببًا في قبض روحه (حتى لو أن أحدكم) أيها المؤمنون (دخل في كبد جبل) أي في وسطه وداخله وكبد كل شيء وسطه اهـ نووي، وفي المصباح كبد القوس مقبضها وكبد الأرض باطنها اهـ (لدخلته) أي لدخلت تلك الريح الجبل (عليه) أي على ذلك الأحد (حتى تقبضه) أي حتى تكون تلك الريح سببًا في قبض روحه (قال) عبد الله بن عمرو رضي الله عنه (سمعتها) أي سمعت هذه القصة أو تلك الريح الباردة (من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيبقى) على الأرض بعد موت كل مؤمن بتلك الريح (شرار الناس) وخبائثهم ورذائلهم حالة كونهم (في خفة الطير وأحلام السباع) جمع حلم بضم الحاء وهو العقل، قال النووي: قال العلماء: معناه يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء
لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا. فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيطَانُ فَيَقُولُ: أَلا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ. وَهُمْ فِي ذلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيشُهُمْ. ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ. فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا. قَال: وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ
ــ
الشهوات والفساد أي حالة كون سرعتهم إلى المفاسد كسرعة طيران الطير وحالة كونهم في المعاداة وظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع العادية بعضها على بعض أي يبقى هؤلاء الشرار على الأرض حالة كونهم (لا يعرفون معروفًا) أي لا يمتثلون مأمورًا من مأمورات الشرع (ولا ينكرون منكرًا) أي لا يجتنبون منهيًا من مناهي الشرع (فيتمثل) أي يتصور (لهم الشيطان) بصورة إنسان (فيقول) لهم (ألا تستجيبون) إلى ما دعوتكم إليه (فيقولون) أي أولئك الشرار للشيطان (فما) ذا (تأمرون) به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيأمرهم) الشيطان (بعبادة الأوثان) والأصنام (وهم) أي والحال أن أولئك الشرار (في ذلك) الوقت أي في وقت عبادتهم الأوثان (دار) أي نازل عليهم (رزقهم) بكثرة كدرور الضرع اللبن الغير المنقطع والسماء المطر الغزير. وقوله (رزقهم) بضم القاف فاعل لدار لأنه اسم فاعل من دريدر، وفي المصباح در اللبن وغيره درًا من بابي ضرب وقتل أي أكثر أي كثير رزقهم يعني لا ينقطع عنهم بسبب كثرة مفاسدهم (حسن) أي واسع (عيشهم) أي معاشهم من مطعم ومشرب وملبس وعافية (ثم ينفخ) عليهم أي على أولئك الشرار النفخة الأولى (في الصور) وهي المسماة نفخة الصعق أي الإماتة، والصور قرن ينفخ فيه كما جاء في الحديث (فلا يسمعه) أي فلا يسمع نفخ الصور (أحد) من الناس (إلا أصغى) وأمال (ليتًا) أي جانبًا واحدًا من جانبي عنقه للسقوط على الأرض للموت (ورفع ليتًا) أي جانبًا واحدًا من جانبي عنقه لاستماع نفخ الصور، والليت بكسر اللام وسكون الياء آخره مثناة فوقانية صفحة العنق أي جانبه، والإصغاء الإمالة يعني أن كل من يسمع نفخة الصور فإنه يصغي جانبًا من عنقه للسقوط على الأرض ويرفع الجانب الآخر لاستماع النفخة وهو كناية عن سقوط رأسه على أحد الشقين بسبب الصعقة التي تأخذه عند ذلك فلا تمهله (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأول من يسمعه) أي يسمع نفخ الصور (رجل يلوط) من باب قال أي يطيّن ويصلح (حوض إبله) وينظفه من الغثاء ليسقيها فيه الماء، يقال لاط الحوض يلوط لوطًا ولاطه يليطه ليطًا من باب باع إذا
قَال: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ. ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ -أَوْ قَال: يُنْزِلُ اللهُ- مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَو الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ. ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ. وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ. قَال:
ــ
أصلحه ونظفه، وأصل اللوط اللصوق وألاط الشيء بالشيء ألصقه وألاط الولد بأبيه نسبه إليه والملتاط اللاحق بالقوم في النسب (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيصعق) ذلك الرجل الذي يلوط الحوض عند سماعه أي يموت (ويصعق) أي يموت (الناس) كلهم، قال القاضي: أي يموت أهل الدنيا وكل حيوان لشدة الفزع وهول الصوت إلا من شاء الله وهو جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام ثم يأمر الله تعالى ملك الموت أن يقبض روح جبريل وميكائيل وإسرافيل ثم يأمر الله سبحانه ملك الموت أن يموت فيموت اهـ من المعلم (ثم) بعدما صعق الناس كلهم (يرسل الله) سبحانه أي يمطر (أو قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ينزل الله مطرًا) والشك من عبد الله بن عمرو أي يمطر مطرًا ثخينًا (كأنه الطل) بفتح الطاء المهملة أي مني الرجال (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم كأنه (الظل) بكسر الظاء المثالة (نعمان الشاك) في أي الكلمتين قال يعقوب بن عاصم، قال القرطبي: والأصح أنه الطل بالطاء المهملة لقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (ثم ينزل من السماء ماء) وفي حديث آخر كمني الرجال، قال النووي: قال القاضي: الأشبه بالطاء المهملة وهو ما ينزل في آخر الليل من الرطوبة لا بالظاء المثالة لأن الظل لا معنى له هنا (فتنبت منه) أي من ذلك المطر (أجساد الناس) وأجسامهم (ثم) بعد ذلك المطر، وثم حرف وُضعت للترتيب مع التراخي أي ثم بعد مدة من النفخة الأولى قيل هي أربعون سنة كما في الحديث الآخر (ينفخ فيه) أي في الصور نفخة (أخرى) أي نفخة ثانية وهي للبعث والنشور (فإذا) أي فإذا نفخ في الصور نفخة أخرى (هم) أي الناس (قيام) أي قائمون من قبورهم (ينظرون) أي ينظر بعضهم إلى بعض يقولون من بعثنا من مرقدنا (ثم) بعد قيامهم من قبورهم (يقال) للناس ويُنادي المنادي لهم وهو إسرافيل بقوله (يا أيها الناس هلم) أي أقبلوا (إلى) محشر (ربكم) واحضروه (و) للملائكة (قفوهم) أي قفوا الناس في موقف القيامة لـ (أنهم مسؤولون) عن أعمالهم خيرًا أو شرًّا ليجازوا عليها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم -
ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ. فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ، تِسْعَمِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. قَال: فَذَاكَ يَوْمَ يَجْعَلُ الْولْدَانَ شِيبًا. وَذلِكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ"
ــ
(ثم يقال) للناس أو للملائكة (أخرجوا) أي ميزوا وافصلوا من أهل الموقف (بعث النار) أي حظها ونصيبها، وقد مر في آخر كتاب الإيمان في حديث أبي سعيد الخدري أن هذا القول يخاطب به آدم عليه السلام ولفظه (يقول الله عز وجل: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) الحديث، قال القرطبي: والجمع بينهما بأن المأمور أولًا آدم وهو يأمر الملائكة بالإخراج ومعنى الإخراج ها هنا بتمييز بعضهم عن بعض وإلحاق كل طائفة بما أُعد لها من الجنة أو النار (فيقال من كم) أي يقول المخاطبون بالإخراج من كم نخرج بعث النار أي بأية نسبة نُخرج أهل النار من بين سائرهم (فيقال) من جهة الرب جل جلاله أخرجوا (من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين) بنصب تسعمائة وما عطف عليه على المفعولية بفعل محذوف كما قدرناه في الحل (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذاك) اليوم الذي يقال فيه ذلك هو (يوم يجعل الولدان) أي يصير الصبيان (شيبًا) جمع أشيب أي أصحاب شيب والشيب الشعر الأبيض والولدان جمع وليد وهو الصغير يقال عليه من حين الولادة إلى أن يرجع جفرًا، و (شيبًا) جمع أشيب أي يجعلهم شيبًا لشدة أهوال ذلك اليوم وقيل هذا على سبيل التهويل والتمثيل كما قال أبو تمام:"خطوب تُشيّب رأس الوليد"(وذلك) اليوم هو (يوم يكشف) فيه (عن ساق) أي يوم يكشف الله فيه عن ساقه ويتجلى لعباده ويكشف الحجاب بينه وبينهم، وساق الله صفة ثابتة له تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقد بسطنا الكلام على هذه الصفة في تفسيرنا حدائق الروح والريحان بما لا مزيد عليه فراجعه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود في الملاحم باب أمارات الساعة [4310]، وابن ماجه في الفتن باب طلوع الشمس من مغربها [4120]، وأحمد [2/ 166]، والحاكم في المستدرك [4/ 543]، والبغوي في شرح السنة [15/ 93].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فقال:
7206 -
(. .)(. .) وحدّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ قَال: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: سَمِعْتُ رَجُلًا قَال لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ: إِنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا. فَقَال: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَكُمْ بِشَيءٍ. إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا. فَكَانَ حَرِيقَ الْبَيتِ - (قَال شُعْبَةُ: هَذَا، أَوْ نَحْوَهُ) قَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْروٍ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي"، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ مُعَاذٍ، وَقَال فِي حَدِيثِهِ:"فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ".
قَال مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَرَّاتٍ، وَعَرَضْتُهُ عَلَيهِ
ــ
7206 -
(. .)(. .)(وحدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شبعة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال) يعقوب (سمعت رجلًا) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (قال) ذلك الرجل (لعبد الله بن عمرو إنك) يا عبد الله (تقول إن الساعة تقوم إلى كذا) أي في وقت كذا (وكذا) وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة محمد بن جعفر لمعاذ بن معاذ، فغضب عبد الله من قول الرجل (فقال) والله (لقد هممت) وعزمت على (أن لا أحدثكم بشيء) سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف نسبت إليّ ما لم أقله (إنما قلت) لكم (إنكم) سـ (ترون بعد) زمن (قليل أمرًا عظيمًا) أي فظيعًا (فكان) أي فوقع (حريق البيت) أي تحريق الكعبة، قال محمد بن جعفر (قال شعبة هذا) اللفظ المذكور (أو) قال شعبة (نحوه) أي لفظًا قريبًا من المذكور ثم (قال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج) أي يظهر (الدجال) الذي أنذر منه كل نبي أمته حتى نوح عليه السلام (في أمتي، وساق) أي ذكر محمد بن جعفر (الحديث) السابق (بمثل حديث معاذ) بن معاذ (و) لكن (قال) ابن جعفر (في حديثه) أي في روايته لفظة (فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته) تلك الريح بلا ذكر شك كما ذكره معاذ بقوله (مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته) ثم (قال محمد بن جعفر حدثني شعبة بهذا الحديث مرات وعرضته) أي وعرضت هذا الحديث (عليه) أي على شعبة مرات فكنت متثبتًا في هذا الحديث.
7207 -
(2920)(87) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ، قَال: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحىً. وَأَيُّهُمَا مَا
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن عمرو المذكور بحديث آخر له رضي الله عنهما فقال:
7207 -
(2920)(87)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابا (عن أبي حيان) يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي المدني، من تيم الرّباب، ثقة، من (6) روى عنه في (6) أبواب (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، ثقة، من (3) روى عنه في (10) أبواب (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته (قال) عبد الله بن عمرو (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد) أي الآن ثم بيَّن ذلك الحديث بقوله (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات) والأمارات التي تدل على قرب الساعة أي إن أولها (خروجًا) أي ظهورًا (طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى) فإن قيل كل منهما ليس بأول الآيات لأن بعض الآيات وقعت قبله قلت الآيات إما أمارات دالة على قربها فأولها بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -أو أمارات متتالية دالة على وقوعها وحصولها، والآيات المذكورة في هذا الحديث من هذا القسم قاله في المبارق، وأجاب عنه المناوي بقوله يعني الآيات الغير المألوفة وإن كان الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج قبلها لأنها مألوفة اهـ وقال الطيبي في شرح المشكاة [10/ 106] فإن قيل طلوع الشمس من مغربها ليس بأول الآيات لأن الدخان والدجال قبله أجيب بأن الآيات إما أمارات دالة على قرب قيام الساعة، وإما أمارات دالة على قيام الساعة وحصولها بالفعل، ومن الأول الدخان وخروج الدجال ونحوهما ومن الثاني ما نحن فيه من طلوع الشمس من مغربها والرجفة وبس الجبال وخروج النار وطردها إلى المحشر إنما سُمي ما هنا أولًا لأنه مبدأ القسم الثاني اهـ (وأيهما) أي أي هاتين العلامتين (ما)
كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا".
7208 -
(. .)(. .) وحدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ. قَال: جَلَسَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بِالْمَدِينَةِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنِ الآيَاتِ: أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجًا الدَّجَّالُ. فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْروٍ: لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيئًا. قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ
ــ
زائدة (كانت) أي وقعت (قبل صاحبتها فالأخرى) أي المتأخرة منهما واقعة (على إثرها) أي على عقبها (قريبًا) غير متأخرة عنها، وقوله (وأيهما ما كانت) لفظة ما زائدة وتذكير أي باعتبار معنى كل منهما وتأنيث كانت باعتبار كونه علامة وهذا القول مشعر بأن طلوع الشمس ليس بأول على التعيين ولعل الواو في قوله (وخروج الدابة) بمعنى أو يؤيده ما جاء في رواية أخرى بلفظ (أو خروج الدابة). وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه بقوله:
7208 -
(. .)(. .)(وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا أبي) عبد الله بن نمير (حدثنا أبو حيان) يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن عبد الله البجلي الكوفي (قال) أبو زرعة (جلس إلى مروان بن الحكم) بن أبي العاص بن أمية أبي عبد الملك الأموي المدني أميرها، ثقة، من (2) أي جلس جنبه (بالمدينة ثلاثة نفر من المسلمين) لم أر من ذكر أسماءهم (فسمعوه) أي فسمعوا أولئك النفر مروان بن الحكم (وهو) أي والحال أن مروان بن الحكم (يحدّث) ويخبر (عن الآيات) أي عن الأمارات التي تدل على قرب الساعة فيحدّث (أن أولها خروجًا) أي ظهورًا (الدجال، فقال عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنه حين سمع حديث مروان (لم يقل مروان) في حديثه (شيئًا) صحيحًا موافقًا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أن مروان قد أخطأ في قوله إن خروج الدجال أول الآيات وإنما أول الآيات طلوع الشمس من مغربها ولعل سياق الكلام كان في القسم الثاني من الآيات التي جزء من حوادث الساعة وليست أمارات دالة على قربها فقط والله أعلم. فإني (قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد) أي الآن ثم بيّن
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ.
7209 -
(. .)(. .) وحدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ قَال: تَذَاكَرُوا السَّاعَةَ عِنْدَ مَرْوَانَ. فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْروٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: بِمِثْلِ حَدِيثِهِمَا. وَلَمْ يَذْكُرْ ضُحىً
ــ
بقوله (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) الحديث. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عبد الله بن نمير لمحمد بن بشر (فذكر) عبد الله بن نمير (بمثله) أي بمثل حديث محمد بن بشر.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيا في حديث عبد الله بن عمرو هذا رضي الله عنه فقال:
7209 -
(. .)(. .)(وحدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان الأزدي أبو عمر البصري (الجهضمي) ثقة، من (10) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا أبو أحمد) محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدي الزبيري مولاهم الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقة إمام، من (7)(عن أبي حيان عن أبي زرعة قال) أبو زرعة (تذاكروا) أي تذاكر بعض الحاضرين (الساعة) أي في أحاديث أشراطها (عند مروان) بن الحكم (فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) إن أول الآيات خروجًا الحديث. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة سفيان الثوري لمحمد بن بشر وعبد الله بن نمير، وساق سفيان (بمثل حديثهما و)(لم يذكر) سفيان في حديثه لفظة (ضحى).
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث أربعة: الأول حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والثاني حديث المغيرة بن شعبة ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والثالث حديث عبد الله بن عمرو ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث عبد الله بن عمرو الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.
***