الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
791 - (35) باب في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآية
7369 -
(2318)(158) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: 57]
ــ
791 -
(35) باب في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآية
7369 -
(2318)(158)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس) بن يزيد الأودي (عن الأعمش عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة، من (5) روى عنه في (11) بابا (عن أبي معمر) عبد الله بن سخبرة الأسدي الكوفي، ثقة، من (2) روى عنه في (5) أبواب (عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي رضي الله عنه، وهذا السند من سداسياته (في) تفسير (قوله عز وجل:({أُولَئِكَ}) مبتدأ ({الَّذِينَ}) اسم موصول في محل الرفع صفة للمبتدأ، وجملة ({يَدْعُونَ}) صلة الموصول، وجملة قوله ({يَبْتَغُونَ}) أي يطلبون ويقصدون خبر المبتدأ الذي هو اسم الإشارة، وقوله ({إِلَى رَبِّهِمُ}) متعلق بقوله ({الْوَسِيلَةَ}) وهي بمعنى القرب إلى الله تعالى، وقوله ({أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}) أي كل من المعبودين من الجن أو الملائكة أو عيسى وعزير يجتهد في التقرب إلى الله تعالى بعبادته يريد بذلك أن يكون أقرب إليه من كل أحد، والمعنى أولئك المعبودون الذين يعبدهم المشركون من الجن والملائكة وعزير وعيسى وأمه يطلبون الوسيلة والقرب إلى ربهم ويتمنون أن يكونوا جواب استفهام من سئل أي العباد أقرب إلى ربهم، والحاصل أن الجن الذين يعبدهم المشركون يطلبون التقرب إلى الله تعالى ويتنافسون فيما بينهم في كونهم أقرب إلى الله تعالى لأنهم أسلموا وهؤلاء العابدون لهم باقون على شركهم وهذا أحد الأقوال في تفسير هذه الآية، وقال بعض المفسرين: المراد بأولئك الذين يدعون الأنبياء الذين عبدوا من دون الله تعالى مثل عيسى وعزير عليهما السلام، وقال بعضهم: هم الملائكة الذين كان يعبدهم بعض العرب وعموم الآية يحتمل الجميع فكل من كان عبادًا لله وعبده غيره فقد دخل في عموم الآية فإن المقصود التنبيه على أن من زعمه هؤلاء المشركون إلهًا بريء من
قَال: كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا. وَكَانُوا يُعْبَدُونَ. فَبَقِيَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ عَلَى عِبَادَتِهِمْ. وَقَدْ أَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الجِنِّ.
7370 -
(00)(00) حدّثني أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]. قَال: كَانَ نَفَرٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ، وَاسْتَمْسَكَ
ــ
زعمهم هذا، بل هو عابد لله تعالى مستسلم له يطلب التقرب إليه تعالى والله أعلم.
(قال) عبد الله بن مسعود (كان نفر من الجن أسلموا وكانوا) أي أولئك النفر من الجن (يعبدون) بالبناء للمجهول للإنس (فبقي) المشركون (الذين كانوا يعبدون) الجن (على عبادتهم) للجن (و) الحال أنه (قد أسلم النفر) المعبودون (من الجن) وعبدوا ربهم يعني كان بعض المشركين يعبدون الجن الذين أسلموا فأسلم الجن وبقي عابدوهم من الإنس على شركهم فنزلت فيهم هذه الآية.
وشارك المؤلف في رواية الحديث البخاري في تفسير سورة الإسراء باب أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة [4715]، والنسائي في الكبرى [6/ 380].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
7370 -
(00)(00)(حدثني أبو بكر) محمد بن أحمد (بن نافع العبدي) البصري، صدوق، من (10)(حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي (حدثنا سفيان) الثوري (عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة سفيان لعبد الله بن إدريس.
أن عبد الله بن مسعود قال ({أُولَئِكَ}) الآلهة ({الَّذِينَ يَدْعُونَ}) أي يعبدهم المشركون من عيسى وعزير والملائكة ({يَبْتَغُونَ}) أي يطلبون ويقصدون ({إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}) أي يقصدون التقرب إلى ربهم وخالقهم عز وجل (قال) عبد الله بن مسعود في تفسير هذه الآية (كان نفر) أي جماعة (من الإنس يعبدون نفرًا من الجن فأسلم النفر) الذين كانوا (من الجن) ابتغاء وجه ربهم (واستمسك) أي استمر النفر الذين كانوا من
الإِنْسُ بِعِبَادَتِهِمْ. فَنَزَلَتْ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57].
7371 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، (يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ)، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيمَانَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
7372 -
(00)(00) وحدّثني حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. حَدَّثَنِي أَبِي. حَدَّثَنَا حُسَينٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عُتبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ:
ــ
(الإنس بعبادتهم) أي على عبادة النفر الجنيين (فنزلت) هذه الآية يعني قوله تعالى: ({أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في هذا الحديث فقال:
7371 -
(00)(00)(وحدثنيه بشر بن خالد) الفرضي نسبة إلى علم الفرائض أبو محمد العسكري البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (أخبرنا محمد يعني ابن جعفر) غندر (عن شعبة عن سليمان) بن مهران الأعمش، غرضه بيان متابعة شعبة لعبد الله بن إدريس وسفيان الثوري في الرواية عن الأعمش، وساق شعبة (بهذا الإسناد) يعني عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله (مثلهما).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا فقال:
7372 -
(00)(00)(وحدثني حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي البغدادي المعروف بـ (ابن الشاعر) ثقة، من (11) روى عنه في (14) بابا (حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث) بن سعيد العنبري البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (16) بابا (حدثني أبي) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا حسين) بن ذكوان المعلم المكتب العوذي البصري، ثقة، من (6) روى عنه في (10) أبواب (عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (25) بابًا (عن عبد الله بن معبد) البصري (الزماني) بكسر الزاي وتشديد الميم نسبة إلى زمان بن مالك بطن من ربيعة كما في اللباب، ثقة، من (3) روى عنه في (2) بابين الصوم والتفسير (عن عبد الله بن عتبة) بن مسعود الهذلي، ثقة، من (2) له رؤية، روى عنه في (1) باب التفسير (عن عبد الله بن مسعود) الهذلي الكوفي رضي الله عنه.
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]. قَال: نَزَلَتْ فِي نَفَرٍ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ. فَأَسْلَمَ الْجِنِّيُّونَ. وَالإِنْسُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ لَا يَشعُرُونَ. فَنَزَلَتْ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]
ــ
وهذا السند من ثمانياته، غرضه بيان متابعة عبد الله بن عتبة لأبي معمر عبد الله بن سخبرة أنه قال {أُولَئِكَ} الآلهة ({الَّذِينَ يَدْعُونَ}) أي يعبدهم المشركون كعزير وعيسى وأمه ({يَبْتَغُونَ}) أي يطلبون ({إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}) أي التقرب إليه تعالى (قال) ابن مسعود (نزلت) هذه الآية (في نفر من العرب) هم قوم من خزاعة كما في القرطبي (كانوا يعبدون نفرًا من الجن فأسلم الجنيون) أي من غير أن يعلم الإنسيون إسلامهم كما قال (والإنس الذين كانوا يعبدونهم) أي يعبدون الجن (لا يشعرون) أي لا يعلمون إسلام الجنيين (فنزلت) الآية ({أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}) أي القربى إلى ربهم ولا يرضون عبادة الإنس لهم لكونهم أسلموا.
***