الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
786 - (30) باب قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}
7363 -
(2313)(173) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ -وَاللَّفْظُ لابْنِ أَبِي شَيبَةَ- (قَال: حَدَّثَنَا. وَقَال الآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا) سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَال: لَقِيَ نَاسٌ مِنَ المُسْلِمينَ رَجُلًا فِي غُنَيمَةٍ لَهُ. فَقَال: السَّلامُ عَلَيكُمْ. فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا تِلْكَ الْغُنَيمَةَ. فَنَزَلَتْ: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94].
وَقَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: السَّلامَ
ــ
786 -
(30) باب قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}
7363 -
(2313)(173)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة) بن موسى (الضبي) أبو عبد الله البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (10) أبواب (واللفظ لابن أبي شيبة قال) ابن أبي شيبة (حدثنا وقال الآخران أخبرنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) بن دينار الجمحي المكي (عن عطاء) بن أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة، من (3) روى عنه في (10) أبواب (عن ابن عباس) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته (قال) ابن عباس (لقي) أي رأى (ناس من المسلمين رجلًا في غنيمة له) تصغير غنم، وفي رواية سماك عن عكرمة عن ابن عباس عند الترمذي وأحمد: مر رجل من بني سليم بنفر من الصحابة وهو يسوق غنمًا له فسلّم عليهم (فقال) الرجل لهم (السلام عليكم فأخذوه) أي فأمسكوه (فقتلوه) زاد سماك في روايته (وقالوا ما سلم علينا إلا ليتعوذ منا)(وأخذوا تلك الغنيمة) بالتصغير التي يسوقها، وفي رواية وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم (فنزلت) آية ({وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] وقرأها) أي قرأ هذه الآية (ابن عباس) رضي الله عنهما بلفظ (السلام) بالألف بعد اللام، والحاصل أن فيه ثلاث قراءآت (السلم) بفتحتين بمعنى الصلح و (السلام) بالألف بين اللام والميم بمعنى التحية و (السلم) بكسر السين وسكون اللام وهو أيضًا بمعنى الصلح لأنه لغة في السلم بفتحتين، فالأول قراءة نافع وابن عامر وحمزة،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والثاني قراءة الباقين، والثالث قراءة رُويت عن عاصم بن أبي النجود اهـ فتح الباري.
وذكر الحافظ في الفتح [8/ 258] أنه روى البزار في سبب نزول هذه الآية قصة أخرى من طريق حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير فقال: أشهد أن لا إله الله، فقتله المقداد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"كيف لك بلا إله إلا الله غدًا" وأنزل الله هذه الآية، قال الحافظ: وهذه القصة يمكن الجمع بينها وبين التي قبلها يعني القصة المذكورة في المتن، ويستفاد منها تسمية القاتل، وأما المقتول فروى الشعبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وأخرجه عبد بن حميد من طريق قتادة نحوه واللفظ للكلبي أن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك، وأن اسم القاتل أسامة بن زيد، وأن اسم أمير السرية غالب بن فضالة الليثي، وأن قوم مرداس لما انهزموا بقي هو وحده وكان ألجأ غنمه بجبل فلما لحقوه قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد فلما رجعوا نزلت هذه الآية اهـ.
ثم ذكر الحافظ أنه ورد في سبب نزول هذه الآية قصة أخرى أيضًا أخرجها أحمد وابن إسحاق عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلّم بن جثامة فمر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلّم علينا فحمل عليه محكم فقتله فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل القرآن فذكر هذه الآية، وأخرجها ابن إسحاق من طريق ابن عمر أتم سياقًا من هذا وزاد أنه كان بين عامر ومحلّم عداوة في الجاهلية قال الحافظ: وهذه عندي قصة أخرى ولا مانع أن تنزل الآية في الأمرين معًا اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في تفسير سورة النساء باب {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} الآية [4591]، وأبو داود في الحروف والقراءات [3974]، والترمذي في التفسير باب ومن سورة النساء [3030]، وأحمد [1/ 229 و 272 و 324]، والنسائي في الكبرى [6/ 326].
***