الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
764 - (8) باب ذكر قتل عمار، وأغيلمة من قريش تكون فتنة لمن في زمنها، وإذا هلك كسرى
…
إلخ، وفتح مدينة جانبها في البحر، وقتال اليهود حتى يقول الحجر: يا مسلم، وذكر دجالين بين يدي الساعة
7147 -
(2893)(60) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، (وَاللفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَال: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيرٌ مِني؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال لِعَمَّارٍ، حِينَ جَعَلَ يَحْفِرُ الْخَنْدَقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ ويقُولُ:"بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ. تَقْتُلُكَ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ"
ــ
764 -
(8) باب ذكر قتل عمار، وأغيلمة من قريش تكون فتنة لمن في زمنها، وإذا هلك كسرى
…
إلخ، وفتح مدينة جانبها في البحر، وقتال اليهود حتى يقول الحجر: يا مسلم، وذكر دجالين بين يدي الساعة
واستدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة وهو ذكر من يقتل عمار بن ياسر بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:
7147 -
(2893)(60)(حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي غندر (حدثنا شعبة عن أبي مسلمة) القصير البصري سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي، ثقة، من (4) روى عنه في (4) أبواب (قال) أبو مسلمة (سمعت أبا نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة (يحدّث عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه (قال) أبو سعيد (أخبرني من هو خير) وأفضل (مني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار) بن ياسر رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، وفيه رواية صحابي عن صحابي، والجهالة في الصحابي لا يضر في السند لأنهم كلهم عدول وسيأتي في الرواية الآتية بيان هذا المجهول بأنه أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه أي أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمار: قد تقدمت ترجمته في كتاب فضائل الصحابة (حين جعل) وشرع عمار (يحفر الخندق وجعل) أي وحين جعل وشرع النبي صلى الله عليه وسلم (يمسح رأسه) أي رأس عمار بيده عن الغبار (ويقول) أي وحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم له (بؤس ابن سمية) أي يا ويح ابن سمية اسم أمه أي قال له في الوقت المذكور (تقتلك) يا عمار (فئة) أي جماعة (باغية) أي خارجة عن أمر الإمام الحق مخالفة له واجتمع في
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
هذا التركيب قولان لهما مقول مختلف: الأول يقول فمقوله بؤس ابن سمية، والثاني لفظة قال المذكور أولًا فمقوله "تقتلك فئة باغية" ففيه من المحسنات البديعية اللفظية اللف والنشر المشوش وهو مما يزيد الحسن والبلاغة في الكلام أي قال له تقتلك فئة باغية حين حفره الخندق وحين مسحه رأسه وحين قوله له بؤس ابن سمية فمسح رأسه إيناس له وقوله بؤس ابن سمية توطئة لما بعده، قال النووي: البؤس والبأساء المكروه والشدة والضرر وناداه تنزيلًا له منزلة العاقل والمعنى يا بؤس ابن سمية ما أشدك وأعظمك أو تعال إلي لأتعجب منك فهو منصوب على أنه منادى مضاف حُذف منه حرف النداء تخفيفًا تقديره يا بؤس ابن سمية وسمية اسم لأم عمار بن ياسر رضي الله عنه.
وفي الرواية الآتية: يا بؤس ابن سمية، وفي البخاري: يا ويح ابن سمية، وكلاهما بمعنى التفجع والترحم، والمعنى يا قوم أتفجع وأتحزن وأترحم على ابن سمية والويل بمعنى الهلكة هذا هو الصحيح اهـ / (ط).
وهذا الحديث فيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أخبر أن عمارًا رضي الله عنه سيموت مقتولًا، ووقع كذلك وأنه تقتله فئة بغت على الإمام الحق ومن المعلوم تاريخيًّا أنه قُتل بصفين وهو من حزب علي رضي الله عنه وهو من أوضح الدلائل على أن عليًّا رضي الله عنه كان هو المحق المصيب في حروبه مع معاوية رضي الله عنه وإن كان معاوية وأصحابه معذورين في اجتهادهم وقد يستشكل موقف معاوية وأصحابه رضي الله عنهم بعدما قُتل عمار بأيديهم فإنه ظهر بهذا النص الصريح أن قتلته بغاة فكيف ثبتوا بعد ذلك على موقفهم وهل يُقبل اجتهاد بمعارضة نص صريح، والجواب أنه يمكن أنه قد بلغهم أن عمارًا رضي الله عنه إنما قُتل على يد بعض الناس الذين بغوا على عثمان رضي الله عنه وكان بعضهم في عسكر علي رضي الله عنه ولذلك قال معاوية رضي الله عنه إنما قتل عمارًا من جاء به ذكره الطبري في تاريخه [4/ 29] وابن كثير في البداية والنهاية [7/ 27] وهكذا اشتبه عليه الأمر ولم يخالف هذا النص الصريح بل زعم أنه مؤيد له لا لمخالفيه وكان هذا القتال أمرًا مقدرًا عليهم فظهرت أسباب ثبت كل من الفريقين لأجلها على موقفه ولا يليق بنا أن نتشاغل في تفصيل هذا القتال بأكثر من هذا امتثالًا لقوله تعالى:{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)} [البقرة: 134].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قال القرطبي: قوله صلى الله عليه وسلم لعمار "تقتلك فئة باغية، شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم على فئة معاوية بالبغي فإنهم هم الذين قتلوه فإنه كان في عسكر علي بصفين وأبلى في القتال بلاءً عظيمًا وحرض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال معاوية وأصحابه، قال أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا مع علي صفين فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد يتبعونه كأنه علم لهم، قال: وسمعته يقول يومئذ لهاشم بن عتبة: يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة (السيوف) اليوم ألقى الأحبة محمدًا وحزبه والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا شغفات هجر لعلمنا أننا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله
…
فاليوم نضربكم على تأويله
ضربًا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
قال: فلم أر أصحاب محمد قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذ، وقال عبد الرحمن بن أبزى: شهدنا صفين مع علي رضي الله عنه في ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر، وروى الشعبي عن الأحنف بن قيس في خبر صفين قال: ثم حمل عمار بن ياسر فحمل عليه ابن جزء السكسكي وأبو الغادية الفزاري فأما أبو الغادية فطعنه وأما ابن جزء فاحتز رأسه وكان سنه حين قتل نيفًا على تسعين سنة، وكانت صفين في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين ودفنه علي رضي الله عنهما في ثيابه ولم يغسله كما فعل بشهداء أحد، ولما ثبت أن أصحاب معاوية قتلوا عمارًا صدق عليهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم البغاة وأن عليًّا رضي الله عنه كان على الحق ووجه ذاك واضح وهو أن عليًّا أحق بالإمامة من كل من كان على وجه الأرض في ذلك الوقت من غير نزاع من معاوية ولا من غيره وقد انعقدت بيعته بأهل الحل والعقد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل دار الهجرة فوجب على أهل الشام والحجاز والعراق وغيرهم مبايعته وحرمت عليهم مخالفته فامتنعوا عن بيعته وعملوا على مخالفته وكانوا له ظالمين وعن سبيل الحق ناكبين فاستحقوا اسم البغي الذي شهد به عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينجيهم عن هذا تأويلاتهم الفاسدة فإنها تحريفات
7148 -
(00)(00) وحدثني مُحَمدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَنْبَرِي وَهُرَيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى. قَالا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ وَمُحَمدُ بْنُ قُدَامَةَ. قَالُوا: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيلٍ. كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، بِهذَا
ــ
عن سنن الحق حائدة، نقل الإخباريون أن معاوية تأول الخبر بتأويلين أحدهما أنه قال بموجب الخبر فقال: نحن الباغية لطلب دم عثمان رضي الله عنه أي الطالبة له، وثانيهما أنه قال إنما قتله من أخرجه للقتل وعرّضه له وهذان التأويلان فاسدان .. الخ ما ذكره القرطبي اهـ من المفهم. وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم وأخرجه أحمد [3/ 22].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد هذا رضي الله عنه فقال:
7148 -
(00)(00)(وحدثني محمد بن معاذ بن عباد) بن معافـ (العنبري) البصري، روى عن خالد بن الحارث في الفتن والمعتمر وأبي عوانة وابن عيينة وغيرهم، ويروي عنه (م د) وموسى بن إسحاق الأنصاري وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وقال في التقريب: صدوق يهم من العاشرة، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين (وهريم بن عبد الأعلى) بن الفرات الأسدي أبو حمزة البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (قالا حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد بن سليم الهجيمي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي (وإسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج التميمي النيسابوري، ثقة، من (11) روى عنه في (17) بابا (ومحمود بن غيلان) العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي البغدادي، ثقة من (10) روى عنه في (5) أبواب (ومحمد بن قدامة) بن إسماعيل السلمي البخاري المروزي، مقبول، من (11) روى عنه في (4) أبواب (قالوا) أي قال كل من هؤلاء الأربعة (أخبرنا النضر بن شميل) المازني أبو الحسن البصري ثم الكوفي النحوي، نزيل مرو وشيخها، ثقة، من (9) روى عنه في (9) أبواب (كلاهما) أي كل من خالد بن الحارث والنضر بن شميل رويا (عن شعبة عن أبي مسلمة) سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي البصري، غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعة خالد بن الحارث والنضر بن شميل لمحمد بن جعفر، وساقا (بهذا
الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ، غَيرَ أَن فِي حَدِيثِ النَّضْرِ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيرٌ مِنِّي، أَبُو قَتَادَةَ، وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ قَال: أُرَاهُ يَعْنِي أَبَا قَتَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: ويقُولُ: "وَيْسَ"، أَوْ يَقُولُ:"يَا وَيس ابْنِ سُمَيَّةَ".
7149 -
(2894)(61) وحدثني مُحَمدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح وَحَدثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، (قَال عُقْبَةُ: حَدَّثَنَا. وَقَال أَبُو بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا) غُنْدَر. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَال: سَمِعْتُ خَالِدًا
ــ
الإسناد) السابق يعني عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن من هو خير مني (نحوه) أي نحو ما حدّث محمد بن جعفر عن شعبة (غير أن) أي لكن أن (في حديث النضر) بن شميل وروايته لفظة (أخبرني من هو خير مني أبو قتادة) الأنصاري المدني الحارث بن ربعي السلمي بفتح السين واللام رضي الله عنه (وفي حديث خالد بن الحارث) وروايته لفظة (قال) أبو نضرة (أراه) أي أرى أبا سعيد الخدري وأظنه (يعني) ويقصد بمن هو خير منه (أبا قتادة) الأنصاري (وفي حديث خالد) بن الحارث وروايته لفظة (ويقول) النبي صلى الله عليه وسلم لعمار (ويس) ابن سمية أي أتفجع وأتحزن لابن سمية (أو يقول) له لفظة (يا ويس ابن سمية) أي يا تفجعي وتحزني على ابن سمية تعال إلي لأتعجب منك، وقد مر بيان معناه في أول الحديث، والشك من الراوي فيما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي سعيد الخدري بحديث أم سلمة رضي الله عنهما فقال:
7149 -
(2894)(61)(وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة) بن أبي روّاد العتكي البصري، صدوق، من (11) روى عنه في (11) بابا (حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي غندر (ح وحدثنا عقبة بن مكرم) بصيغة اسم المفعول (العمي) بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى بني العم اسم قبيلة أبو عبد الملك البصري، ثقة، من (11) روى عنه في (9) أبواب (وأبو بكر) محمد بن أحمد (بن نافع) العبدي البصري، صدوق، من (10) روى عنه في (9) أبواب (قال عقبة حدثنا وقال أبو بكر أخبرنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت خالدًا) بن مهران المجاشعي أبا المنازل البصري الحذاء، ثقة، من (5) روى عنه
يُحَدِّثُ، عَنْ سعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال لِعَمَّارٍ:"تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ".
7150 -
(00)(00) وحدثني إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ وَالْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِمَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ.
7151 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
ــ
في (15) بابًا (يحدّث عن سعيد بن أبي الحسن) يسار أخي الحسن البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (2) اللباس والفتن، سعيد روى (عن أمه) خيرة أم الحسن البصري مولاة أم سلمة أم المؤمنين (عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سباعياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار) بن ياسر (تقتلك الفئة) أي الجماعة (الباغية) أي الخارجة عن أمر الإمام العدل وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات الست لكنه شاركه أحمد [6/ 300 و 311].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها فقال:
7150 -
(00)(00)(وحدثني إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج، ثقة، من (11)(أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث) بن سعيد العنبري البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (16) بابا (حدثنا شعبة حدثنا خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن والحسن) بن أبي الحسن يسار البصريين (عن أمهما) خيرة مولاة أم سلمة (عن أم سلمة) رضي الله تعالى عنها (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة عبد الصمد لمحمد بن جعفر، وساق عبد الصمد (بمثله) أي بمثل حديث محمد بن جعفر.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها فقال:
7151 -
(00)(00) (وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن
إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَن أُمِّ سَلَمَة، قَالتْ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغيَةُ].
7152 -
(2895)(62) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:"يُهْلِكُ أُمَّتي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيشٍ"
ــ
إبراهيم) بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن علية، ثقة، من (8)(عن) عبد الله (بن عون) بن أرطبان المزني مولاهم أبي عون البصري، ثقة ثبت، من (6) روى عنه في (11) بابًا (عن الحسن) بن أبي الحسن البصري (عن أمه) خيرة (عن أم سلمة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة ابن عون لخالد الحذاء (قالت) أم سلمة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارًا الفئة الباغية) أي الخارجة عن أمر الإمام وهم أصحاب معاوية بن أبي سفيان.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو ذكر أغيلمة من قريش تكون سببًا لهلاك الأمة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7152 -
(2895)(62)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة (حدثنا شعبة عن أبي التياح) يزيد بن حميد الضبعي البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (7) أبواب (قال) أبو التياح (سمعت أبا زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته (قال يهلك) أي يفتن (أمتي) أي من كان في ذلك الزمن (هذا الحي) أي أغيلمة هذا الحي والقبيل، حالة كون ذلك الحي (من قريش) قال القاضي: وفي البخاري "هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش" وهذا الهلاك بينه في حديث "أعوذ بالله من إمارة الصبيان إن أطعتموهم هلكتم وإن عصيتموهم أهلكوكم" قال الطبري: المراد بعض الحي وهم الأغيلمة وكان الهلاك على أيديهم لصغرهم وعدم تجربتهم للأمور ولم يرد جميعها بل من وجد في زمن الأغيلمة اهـ من الأبي، قال القرطبي: الحي القبيل بمعنى القبيلة وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيل قريش وهو يريد بعضهم وهم الأغيلمة المذكورون في حديث البخاري كما أنه لم يرد بالأمة جميع أمته من أولها إلى آخرها بل من كان موجودًا من أمته في ولاية أولئك
قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَال: "لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُم"
ــ
الأغيلمة وكان الهلاك الحاصل من هؤلاء لأمته في ذلك العصر إنما سببه أن هؤلاء الأغيلمة لصغر أسنانهم لم يجربوا الأمور ولم يتحافظوا على أمور الدين وإنما تصرفهم على مقتضى غلبة الأهواء وحدَّة الشباب فظهر أن المراد بعض رجال من قريش وهو الأحداث منهم لا كلهم، قال الحافظ في الفتح [13/ 15] والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن وقد وقع الأمر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (قالوا) أي قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم (فما) ذا (تأمرنا) به إن أدركنا ذلك الزمن (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أن الناس) الموجودين في ذلك الزمن (اعتزلوهم) أي لو أن الناس اعتزلوا أولئك الأمراء ولم يخالطوهم لكان خيرًا لهم، إن قلنا إن لو شرطية، فجوابهم محذوف كما قدرناه، والمراد باعتزالهم أن لا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم ويفروا بدينهم من الفتن، ويحتمل أن تكون لو للتمني فلا تحتاج إلى جواب والمعنى حينئذ ليت الناس اعتزلوهم، وفيه دليل على إقرار أمراء الجور وترك الخروج عليهم والإعراض عن هنات ومفاسد تصدر عنهم، وهذا ما أقاموا الصلاة ولم يصدر منهم كفر بواح عندنا من الله فيه برهان كما مر في كتاب الإمامة، وهؤلاء الأغيلمة كان أبو هريرة رضي الله عنه يعرفهم بأسمائهم وأعيانهم ولذلك كان يقول: لو شئت قلت لكم هم بنو فلان وبنو فلان. لكنه سكت عن تعيينهم مخافة ما يطرأ على ذلك من المفاسد والفتن، وذلك لما أخرجه البخاري عنه في العلم رقم (12) أنه قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم. وأخرج ابن أبي شيبة أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان، وفي هذا إشارة إلى أن الأغيلمة المذكورين في الحديث يزيد بن معاوية فإنه استخلف فيها، وفي القرطبي: وكأنهم والله تعالى أعلم يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد ومن تنزل منزلتهم من أحداث ملوك بني أمية فقد صدر عنهم قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرهما، وغير خاف ما صدر عن الحجاج وسليمان بن عبد الملك وولده من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك خيار الناس بالحجاز والعراق وغير ذلك.
7153 -
(00)(00) وحدثنا أَحمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ فِي هَذَا الإِسْنَادِ. فِي مَعْنَاهُ.
7154 -
(2896)(63) حدَّثنا عَمْرٌو الناقِدُ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، (وَاللفْظُ لابْنِ أَبِي عُمَرَ)، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
ــ
وأغيلمة تصغير غلمة جمع غلام على غير مكبره فكانهم قالوا أغلمة ولم يقولوه كما قالوا أصيبية في تصغير صبية، وبعضهم يقول غليمة على القياس، وقد تقدم الكلام في الغلام وأن أصله فيمن لم يحتلم ثم قد يتوسع فيه، ويقال على الحديث السن وإن كان قد احتلم وعلى هذا جاء في هذا الحديث اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3012]، والبخاري في المناقب باب علامات النبوة في الإسلام [3654 و 3605] وفي الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء [7058].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه فقال:
7153 -
(00)(00)(حدثنا أحمد بن إبراهيم) بن كثير بن زيد البغدادي (الدورقي) نسبة إلى دورق اسم بلدة من بلاد فارس، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (وأحمد بن عثمان) بن أبي عثمان عبد النور بن عبد الله بن سنان (النوفلي) نسبة إلى نوفل أحد أجداده، ثقة، من (11) روى عنه في (7) أبواب، كلاهما (قالا حدثنا أبو داود) الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود البصري، ثقة، من (9)(حدثنا شعبة) غرضه بيان متابعة أبي داود لأبي أسامة، وساق أبو داود (في هذا الإسناد) أي بهذا الإسناد يعني عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة، ففي بمعنى الباء، وساق أبو داود (في معناه) أي بمعنى حديث أبي أسامة لا بلفظه، وفي أيضًا بمعنى الباء.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو قوله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده .. الخ بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7154 -
(2896)(63)(حدثنا عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (واللفظ لابن أبي عمر قالا حدثنا سفيان)
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ مَاتَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ. وَإِذَا هَلَكَ قَيصَرُ فَلَا قَيصَرَ بَعْدَهُ. وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ"
ــ
ابن عيينة (عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات كسرى) وهو لقب لكل من ملك فارس والعراق (فلا كسرى بعده) أي بعد الذي مات (وإذا هلك قيصر) وهو لقب لكل من ملك الروم والشام (فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما) وأموالهما المجموعة (في سبيل الله) تعالى.
قوله (قد مات كسرى فلا كسرى بعده) .. الخ، قال النووي: قال الشافعي وسائر العلماء: معناه لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام كما كان في زمنه صلى الله عليه وسلم فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بانقطاع ملكهما في هذين الإقليمين فكان كما قال صلى الله عليه وسلم فأما كسرى فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض وتمزق ملكه كل ممزق واضمحل بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما قيصر فانهزم من الشام ودخل أقاصي بلاده من القسطنطينية ورومة فافتتح المسلمون بلادهما واستقرت للمسلمين فلله الحمد، وحكى الحافظ في الفتح [6/ 626] عن الشافعي أنه قال: وسبب هذا الحديث أن قريشًا كانوا يأتون الشام والعراق تجارًا فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما لدخولهم في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لهم تطييبا لقلوبهم وتبشيرًا بأن ملكهما سيزول عن الإقليمين المذكورين، وقال الطيبي في الكاشف [10/ 76] هلاك كسرى وقيصر كانا متوقعين فأخبر عن هلاك كسرى بالماضي دلالة على أنه كالواقع بناء على إخبار الصادق فكأنه أشار إلى أن ملك كسرى أسبق انقضاء من ملك قيصر ووقع كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله (قد مات كسرى) .. الخ كذا جاء هذا الحديث في الأم: قد مات كسرى بلفظ الماضي المحقق بقد، وقد وقع هذا اللفظ في كتاب الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعنه سعيد بن المسيب وعنه الزهري وعنه سفيان وبهذا السند رواه مسلم غير أن الترمذي قال: إذا هلك كسرى ولم يقل قد مات وبين اللفظين بون عظيم فلفظ مسلم يقتضي أن كسرى قد كان وقع موته فأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يدل حديث أبي بكرة الذي خرجه البخاري قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة" رواه البخاري [7099] يعني أنه لما مات كسرى ولّوا عليهم ابنته وعلى هذا فلا يصح أن يقال مكان قد مات إذا مات ولا إذا هلك لأن إذا للمستقبل ومات للماضي وهما متناقضان فلا يصح الجمع بينهما لاتحاد الراوي واختلاف المعنى إلا على تأويل بعيد وهو أن يقدّر أن أبا هريرة سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين فسمع أولًا إذا هلك كسرى وبعده قد هلك كسرى فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قال الحديث الأول قبل موت كسرى لأنه علم أنه يموت ويهلك ويكون النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا قال الحديث الثاني بعد موته، ويحتمل أن يفرق بين الموت والهلاك فيقال إن موت كسرى كان قد وقع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر عنه بذلك وأما هلاك ملكه فلم يقع ذلك إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وموت أبي بكر وإنما هلك ملكه في خلافة عمر رضي الله عنه على يدي سعد بن أبي وقاص وغيره من الأمراء الذين ولاهم عمر حرب فارس فهزموا جموعه وفتحوا بلاده ونقلوا كنوزه إلى المدينة وذخائره وحليته حتى تاجه كما هو المعروف في كتب التواريخ وكان موت كسرى وتمزيق ملكه بسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخاري [64] من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن المسيب قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق فعجل الله تعالى موته ومزق بعد ذلك ملكه، وقد تقدم أن كل ملك للفرس يقال له كسرى وكل ملك للروم يقال له قيصر وكل ملك للحبشة يقال له النجاشي، ويقال كسرى بفتح الكاف وهو قول الأصمعي والكسر لغيره.
قوله (فلا كسرى بعده ولا قيصر بعده) قال القاضي: معناه عند أهل العلم لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام فاعلم بانقضاء ملكهما وزواله من هذين القطرين فكان كما قال، وانقطع أمر كسرى بالكلية وتمزق ملكه واضمحل وتخلى قيصر عن الشام ورجع القهقرى إلى داخل بلاده واحتوى المسلمون على ملكهما وكنوزهما وأُنفقا في سبيل الله كما أخبر عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اهـ من المفهم.
7155 -
(00)(00) وحدثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ. ح وَحَدَّثَنِي ابْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بن حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِ سُفْيَانَ وَمَعْنَى حَدِيثِهِ.
7156 -
(00)(00) حدثنا مُحَمدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَال: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ، عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ كِسْرَى ثُم لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ
ــ
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 313]، والبخاري في مواضع منها في الجهاد باب الحرب خدعة [3027]، والترمذي في الفتن باب ما جاء إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده [6/ 22].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7155 -
(00)(00)(وحدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن يزيد (ح وحدثني) محمد (بن رافع) القشيري (وعبد بن حميد) الكسي كلاهما (عن عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني (أخبرنا معمر) بن راشد الأزدي البصري (كلاهما) أي كل من يونس ومعمر رويا (عن الزهري) غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعة معمر ويونس لسفيان بن عيينة، وساقا الحديث (بإسناد سفيان) يعني عن سعيد عن أبي هريرة (و) بـ (معنى حديثه) أي وبمعنى حديث سفيان لا بلفظه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7156 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه) بن كامل اليماني الصنعاني (قال) همام (هذا) الحديث الذي أمليه عليكم (ما حدثنا) به (أبو هريرة) رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث) كثيرة (منها) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة همام لسعيد بن المسيب (هلك كسرى ثم لا يكون كسرى) آخر (بعده) أي بعد الكسرى الذي
وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ ثُمَّ لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ".
7157 -
(2897)(64) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ"، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ سَوَاءً.
7158 -
(00)(00) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ،
ــ
هلك (وقيصر) مبتدأ خبره قوله (ليهلكن) واللام حرف ابتداء (ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن) بالبناء للمجهول أي ولتوزعن وتفرَّقن (كنوزهما) أي ذخائرهما المجموعة عندهم (في سبيل الله) تعالى كما الفيء، قال الأبي: وكانا في زمنه صلى الله عليه وسلم فأخبر بذهاب ملكهما وأنه إذا ذهب لا يرجع وهي معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم لأن الأمر قد وقع كذلك اهـ سنوسي.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث جابر بن سمرة رضي الله عنهم فقال:
7157 -
(2897)(64)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي (عن عبد الملك بن عمير) الفرسي اللخمي الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (15) بابًا (عن جابر بن سمرة) السوائي الكوفي رضي الله عنهما. وهذا السند من رباعياته (قال) جابر (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده فذكر) جابر (بمثل حديث أبي هريرة) رضي الله عنهم حالة كون الحديثين (سواء) أي مستويين لفظًا ومعنى وهذا متابعة في الشاهد والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 100]، والبخاري في فرض الخمس [3121] وفي المناقب [3619] وفي الأيمان والنذور [6629].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما فقال:
7158 -
(00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري) فضيل بن حسين البصري (قالا حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، ثقة، من (7)
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،
ــ
روى عنه في (19) بابًا (عن سماك بن حرب) بن أوس الذهلي الكوفي، صدوق، من (4) روى عنه في (14) بابا (عن جابر بن سمرة) رضي الله عنهما. وهذا السند من رباعياته أيضًا، غرضه بيان متابعة سماك بن حرب لعبد الملك بن عمير (قال) جابر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) والله (لتفتحن) بالبناء للفاعل أي والله لتأخذن (عصابة) أي جماعة قليلة (من المسلمين أو) قال صلى الله عليه وسلم عصابة (من المؤمنين) بالشك من الراوي أو ممن دونه.
قوله (عصابة من المسلمين) قال القرطبي: العصابة الجماعة من الناس والطير والوحش سموا بذلك لأنهم يشد بعضهم بعضًا، والعصب هو الشد والعصبة ما بين العشرين إلى الأربعين وإنما أطلق النبي صلى الله عليه وسلم على المفتتحين كنز كسرى عصابة وإن كانوا عساكر بالنسبة إلى عدد عدوهم وجيوشه فإنه كانوا بالنسبة إليهم قليلًا، ويحتمل أن يريد بالعصابة الجماعة السابقة لفتح القصر الأبيض دون الجيش كله فإن الله لما هزم الفرس وجيوشهم العظيمة على يدي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وعسكره وكان عدد من معه يوم فتح القادسية ستة آلاف أو سبعة آلاف على ما ذكر محمد بن جرير الطبري فر المنهزمة من الفرس إلى المدائن منزل كسرى فتبعهم المسلمون إلى أن وصلوا إلى دجلة وهي تقذف بالزبد فاقتحمها المسلمون فرسانًا ورجالة خائفين يتحدث بعضهم مع بعض فلما رأى ذلك الفرس هالهم ذلك فتخففوا بما أمكنهم من المال والذخائر النفيسة وفروا ولم يبق فيها إلا من ثقل عن الفرار ودخل المسلمون المدائن وفيها القصر الأبيض الذي فيه أيوان كسرى وأمواله وذخائره النفيسة التي لم يُسمع بمثلها، قال أهل التاريخ: كان في البيت الأبيض ثلاثة آلاف ألف ألف ألف ثلاث مرات غير أن رستمًا لما فر منهزمًا حمل معه نصف ما كان في بيوت الأموال وترك النصف الآخر فملكه الله المسلمين فأصاب الفارس منهم من فيء المدائن اثنا عشر ألفًا ولما دخل القصر الأبيض وجدوا فيه ملابس كسرى وحليته وبساطه الذي ما سمع في العالمين بمثله فجاؤوا بكل ذلك إلى عمر رضي الله عنه فكان ذلك كله مظهرًا لصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم للعيان بحيث يضطر إليه كل إنسان والله أعلم اهـ من المفهم.
كَنْزَ آلِ كِسْرَى الَّذِي فِي الأَبْيَضِ".
قَال قُتَيبَةُ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَلَم يَشُكّ.
7159 -
(00)(00) حدثنا مُحَمدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَال: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ.
7160 -
(2898)(65) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ)، عَنْ ثَوْرٍ، (وَهُوَ ابْنُ زيدٍ الدِّيلِيُّ)، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال:
ــ
(كنز آل كسرى الذي في) قصره (الأبيض) أو في قصورهم ودورهم البيض إن قلنا إن لفظ آل غير مقحم. قوله (كنز آل كسرى) الخ قال في المرقاة: بكسر الكاف من كسرى وبفتح والآل مقحم، والمراد به أهله أو أتباعه (الأبيض) قصر حصين كان في المدائن والآن بني مكانه مسجد المدائن وقد أخرج كنزه في أيام عمر رضي الله عنه وقيل هو الحصن الذي بهمدان بناه دار بن دار يقال له شهرستان اهـ دهني (قال قتيبة) بن سعيد في روايته عصابة (من المسلمين ولم يشك) قتيبة في أي اللفظين قال.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
7159 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة شعبة لأبي عوانة (قال) جابر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق شعبة (بمعنى حديث أبي عوانة) لا بلفظه.
ثم استدل المؤلف على الجزء الرابع من الترجمة وهو قتال مدينة بعضها في البحر وبعضها في البر بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7160 -
(2898)(65)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد) بن عبيد الدراوردي المدني (عن ثور وهو ابن زيد الديلي) المدني، ثقة، من (6)(عن أبي الغيث) سالم المدني مولى عبد الله بن مطيع، ثقة، من (3)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال) لمن عنده من
"سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحرِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَال:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوهَا سَبعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، فَإِذَا جَاؤُوهَا نَزَلُوَا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ. قَالُوا: لَا إِلَهَ إلا اللهُ وَاللهُ أكبَرُ. فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيهَا"
ــ
الصحابة هل (سمعتم بمدينة) أي ببلدة (جانب) أي نصف (منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا) أي قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم (نعم) سمعناها (يا رسول الله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يغزوها) أي حتى يجاهد تلك المدينة (سبعون ألفًا من بني إسحاق) قال القاضي: كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم (من بني إسحاق) بن إبراهيم عليهما السلام، قال بعضهم: المعروف المحفوظ من بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب وهذه المدينة هي القسطنطينية المذكورة فيما سبق (فإذا جاؤوها نزلوا) قريبًا منها (فلم يقاتلو) ها (بسلاح) من السيوف والرماح (ولم يرمو) ها (بسهم) ولا نبل ولا مقلاع بل (قالوا) أي ذكروا الله بقولهم (لا إله إلا الله والله أكبر فـ) ـإذا قالوها مرة (يسقط أحد جانبيها) أي يتهدم أو يسقط في البحر.
قوله (سمعتم بمدينة جانب منها) .. إلخ أي هل سمعتم بتقدير همزة الاستفهام، قال الشارح: هذه المدينة في الروم، وقيل الظاهر أنها قسطنطينية، وفي القاموس هي دار ملك الروم وفتحها من أشراط الساعة وارتفاع سورها أحد وعشرون ذراعًا وكنسيتها مستطيلة وبجانبها عامود عالٍ في دور أربعة أنواع تقريبًا وفي رأسه فرس من نحاس وعليه فارس وفي إحدى يديه كرة من ذهب وقد فتح أصابع يده الأخرى مشيرًا بها وهو صورة قسطنطين بانيها اهـ، ويحتمل أنها مدينة غيرها بل هو الظاهر لأن قسطنطينية تفتح بالقتال الكثير وهذه المدينة تفتح بمجرد التهليل والتكبير اهـ مرقاة.
قال الحاكم بعد إخراج هذا الحديث في المستدرك [4/ 476] يقال إن هذه المدينة هي القسطنطينية وليس المراد من هذا الفتح ما وقع بيد السلطان محمد فاتح في سنة (857) هـ وإنما يقع هذا الفتح المذكور في حديث الباب قبل خروج الدجال بقليل بجيش فيهم المهدي المنتظر والله أعلم.
قوله (يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق) بن إبراهيم، قال المظهر من أكراد الشام
قَال ثَوْرٌ: لَا أعْلَمُهُ إِلَّا قَال: "الَّذِي فِي الْبَحْرِ. ثُم يَقُولُوا الثانِيَةَ: لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أكبَرُ. فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ
ــ
هم من بني إسحاق النبي عليه السلام وهم مسلمون اهـ وهو يحتمل أن يكون معهم غيرهم من بني إسماعيل وهم العرب أو غيرهم من المسلمين واقتصر على ذكرهم تغليبًا لهم على من سواهم، ويحتمل أن يكون الأمر مختصًّا بهم قاله ملا علي اهـ من ذهني، ولكن ذكر القرطبي احتمالًا أن ما وقع في الرواية صحيح وإنما نُسب العرب في هذه الرواية إلى إسحاق عليه السلام لأنه عمهم وقد يُنسب الشخص إلى عمه كذا في الأبي.
قوله (فلم يقاتلوهم بسلاح) .. إلخ ظاهره أن مدينة قسطنطينية لا تُفتح حينئذ بالأسلحة والقتال وإنما تُفتح بالتهليل والتكبير فقط، وقد يتعارض هذا مع ما مر في باب فتح القسطنطينية من حديث أبي هريرة حيث ذكر فيه فيُقاتلون فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويُقتل ثلثهم أفضل الشهداء ويفتح ثلث لا يفتنون أبدًا فيفتحون قسطنطينية، وحاول الأبي أن يجمع بين الحديثين وحاصل ما ذكره أن القتال المذكور في هذا الحديث الأخير إنما يقع قبل فتح القسطنطينية، وقد ذكر فيه أن الثلث من هؤلاء المقاتلين الذين يقدر لهم النصر في القتال يفتتحون القسطنطينية بعد هذا النصر ولم يذكر هناك طريقة افتتاحهم للقسطنطينية والمذكور هنا أنهم سيفتحونها بالتهليل والتكبير فلا تعارض بين الحديثين هذا ما ذكره الأبي رحمه الله تعالى فتأمل. وقال أبو الحسن السندي في حاشيته (ص 87) كأنهم يقاتلون الكفرة أولًا حتى إذا غلبوهم يقصدون البلدة فيدخلون فيها بلا قتال ثان عند دخولهم البلدة والله أعلم. قال القرطبي: وعلى هذا فالفتح الذي يكون مقارنًا لخروج الدجال هو الفتح المراد من هذه الأحاديث لأنها اليوم بأيدي الروم دمرهم الله تعالى. قوله (قالوا لا إله إلا الله والله أكبر) جملة مستأنفة أو حال بتقدير قد اهـ ذهني.
(قال ثور) بن زيد بالسند السابق (لا أعلمه) أي لا أظن أبا هريرة (إلا قال) فيسقط أحد جانبيها (الذي في البحر ثم يقولوا) المرة (الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر) الذي في البر. قوله (ثم يقولوا الثانية ثم يقولوا الثالثة وقوله فيدخلوها فيغنموا بإسقاط نون الرفع في هذه الأفعال الأربعة في النسخ التي بأيدينا متونًا وشروحًا ولهذا أبقيناها على حالها ولكن لم يظهر لي وجه السقوط ثم وجدتها في المشكاة من غير إسقاط نونها اهـ دهني. (قلت) إسقاطها للتخفف على لغة من يسقطها للتخفيف اللفظي
ثُم يَقُولُوا الثالِثَةَ: لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أكبَرُ. فَيفَرَّجُ لَهُمْ. فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا. فَبَينَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ، إذ جَاءَهُمُ الصرِيخُ فَقَال: إنَّ الدَّجَّال قَدْ خَرَجَ. فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيءٍ، ويرْجِعُونَ".
7161 -
(00)(00) حدثني مُحَمدُ بْنُ مَرْزُوق. حَدَّثَنَا بِشرُ بْنُ عُمَرَ الزهْرَانِي. حَدثَنِي سُلَيمَانُ بْنُ بِلال. حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ زَيدٍ الدِّيلِي، فِي هَذَا الإِسنَادِ، بِمِثْلِهِ.
7162 -
(2899)(66) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ
ــ
وقد بينا ذلك في كتاب الإيمان في حديث "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا" راجعه هناك، قوله (فيفرج لهم) بتشديد الراء المفتوحة أي فيفتح لهم، والجار والمجرور نائب فاعل كذا في المرقاة (ثم يقولوا) المرة (الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج) أي يفتح (لهم فيدخلوها فيغنموا) أي يأخذوا كنوزها (فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ) أي المستغيث المنادي (فقال أن الدجال قد خرج) وخلفكم في ذراريكم (فيتركون كل شيء) من الغنائم (ويرجعون) إلى بلدانهم بالشام.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7161 -
(00)(00)(حدثني محمد) بن محمد (بن مرزوق) بن بكير بن بهلول الباهلي أبو عبد الله البصري، صدوق، من (11) روى عنه في (4)(حدثنا بشر بن عمر) بن الحكم (الزهراني) الأزدي أبو محمد البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (6) أبواب (حدثني سليمان بن بلال) التيمي المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (حدثنا ثور بن زيد الديلي) المدني، ثقة، من (6) غرضه بيان متابعة سليمان بن بلال لعبد العزيز بن محمد، وساق سليمان بن بلال (في هذا الإسناد) أي بهذا الإسناد السابق يعني عن أبي الغيث عن أبي هريرة (بمثله) أي بمثل حديث عبد العزيز بن محمد.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الخامس من الترجمة بحديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
7162 -
(2899)(66) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن
بِشْرٍ. حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ. فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ، فَتَعَال فَاقْتُلْهُ".
7163 -
(. .)(. .) وحدّثناه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعُبَيدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ
ــ
بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابا (حدثنا عبيد الله) بن عمر بن حفص العمري المدني (عن نافع عن ابن عمر) رضي الله عنهما (عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته (قال) النبي صلى الله عليه وسلم والله (لتقاتلن) أيها المسلمون (اليهود) قال القاضي: هذا والله أعلم يكون بعد قتل الدجال لأنَّ اليهود أكثر أتباعه اهـ (فلتقتلنهم) قتلًا ذريعًا (حتى يقول الحجر يا مسلم هذا) الشخص الذي اختفى ورائي هو (يهودي فتعال) أي فأقبل إليه (فاقتله) قال الأبي: لا مانع من حمل قول الحجر على الحقيقة بإدراك يخلقه الله تعالى للحجر، ويحتمل المجاز وأنه كناية عن كمال استئصال قتلهم اهـ.
يعني حينما يريد اليهودي أن يختفي وراء حجر فإنَّه ينطق ويخبر المسلمين بمكانه وذلك يقع بعدما يقتل عيسى عليه السلام الدجال، وقد وقع ذلك مفصلًا في حديث طويل لأبي أمامة أخرجه ابن ماجه رقم [4128] وفيه: قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب، فيُفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وشاج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربًا، ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال فاقتله.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في الجهاد باب قتال اليهود [2925] وفي المناقب [3593]، والترمذي في الفتن باب ما جاء في علامات الدجال [2236].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7163 -
(. .)(. .)(وحدثناه محمَّد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد) بن يحيى
قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيدِ اللهِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَال فِي حَدِيثِهِ:"هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي".
7164 -
(. .)(. .) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ. قَال: سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "تَقْتَتِلُونَ أَنْتُمْ وَيَهُودُ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، تَعَال فَاقْتُلْهُ".
7165 -
(. .)(. .) حدَّثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ
ــ
اليشكري النيسابوري، ثقة، من (10) روى عنه في (8) أبواب (قالا حدثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن عبيد الله) بن عمر العمري المدني، غرضه بيان متابعة يحيى لمحمد بن بشر، وساق يحيى (بهذا الإسناد) يعني عن نافع عن ابن عمر (و) لكن (قال) يحيى (في حديثه) أي في روايته لفظة (هذا يهودي ورائي) تعال فاقتله.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
7164 -
(. .)(. .)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة (أخبرني عمر بن حمزة) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني، ضعيف، من (6) ذكره (م) تبعًا روى عنه في (4) أبواب (قال) عمر بن حمزة (سمعت) عمي (سالمًا) بن عبد الله (يقول أخبرنا عبد الله بن عمر) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سالم لنافع (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقتتلون أنتم ويهود) أي تتقاتلون معهم (حتى يقول الحجر يا مسلم هذا) الشخص (يهودي) اختفى واستتر (ورائي) أي خلفي (تعال) أي أقبل إليه (فاقتله).
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا فقال:
7165 -
(. .)(. .)(حدثنا حرملة بن يحيى) التجيبي (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن يزيد (عن ابن شهاب حدثنا سالم بن عبد الله) بن عمر (أن
عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيهِمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ".
7166 -
(2900)(67) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)، عَنْ سُهَيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ. فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَر والشَّجَرِ. فَيقُولُ الْحَجَرُ أَو الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي. فَتَعَال فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ. فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ"
ــ
عبد الله بن عمر أخبره) أي أخبر سالمًا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة ابن شهاب لعمر بن حمزة (تقاتلكم اليهود فتُسلطون) بالبناء للمجهول أي تسلطون أيها المسلمون (عليهم) أي على اليهود (حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله).
ثمَّ استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمر بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم فقال:
7166 -
(2900)(67)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن) بن محمَّد بن عبد الله القاري المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (عن سهيل) بن أبي صالح السمان (عن أبيه) ذكوان السمان (عن أبي هريرة) رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) وهذا السند من خماسياته (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون) قتل استئصال (حتى يختبئ) ويستتر (اليهودي من وراء الحجر والشجر) من الاختباء وهو الاستتار بشيء أي حتى يستتر ويختفي اليهودي وراء الحجر، قال القاضي: هذا والله أعلم إنما يكون بعد قتل الدجال لأنَّ اليهود أكثر أتباعه اهـ (فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا) الشخص الذي ورائي (يهودي) اختفى (خلفي) أي ورائي (فتعال) أي فأقبل إليه (فاقتله) لأنه عدو الله (إلا الغرقد فإنَّه من شجر اليهود) قال القرطبي: الغرقد شجر معروف له شوك معروف
7167 -
(2901)(68) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. (قَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وَقَال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا) أَبُو الأَحْوَصِ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. كِلاهُمَا عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ".
وَزَادَ فِي حَدِيثِ
ــ
ببلاد بيت القدس وهناك يكون قتل الدجال واليهود، وحكى النووي عن أبي حنيفة الدينوري أن العوسجة إذا عظمت فهي غرقدة، وقال الطيبي في الكاشف [10/ 75] هو ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك والغرقدة واحدة ومنهن قيل لمقبرة أهل المدينة بقيع الغرقد لأنه كان فيه غرقد وقطع، وأما نسبة هذه الشجرة إلى اليهود فلم أعرف وجهها في شيء من الروايات، وذكر الشيخ علي القاري في المرقاة [10/ 143] أنها إضافة لأدنى ملابسة والله تعالى أعلم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الجهاد باب قتال اليهود [2926]، وأحمد [2/ 217].
ثمَّ استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء السادس من الترجمة بحديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما فقال:
7167 -
(2901)(68)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي (وأبو بكر بن أبي شيبة قال يحيى أخبرنا وقال أبو بكر حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (12) بابا (ح وحدثنا أبو كامل الجحدري) فضيل بن حسين البصري (حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، ثقة، من (7)(كلاهما) أي كل من أبي الأحوص وأبي عوانة رويا (عن سماك) بن حرب بن أوس الذهلي الكوفي، صدوق، من (4)(عن جابر بن سمرة) رضي الله تعالى عنهما. وهذان السندان من رباعياته (قال) جابر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين) أي دجالين، قال الطيبي في الكاشف [10/ 91] المراد منه كثرة الجهل وقلة العلم والإتيان بالموضوعات من الأحاديث وما يفترونه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمكن أن يراد به أدعياء النبوة لما كان في زمانه وبعد زمانه وأن يراد بهم جماعة يدعون إلى أهواء فاسدة وعقائد زائفة ويسندون اعتقادهم الباطل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأهل البدع كلهم اهـ (وزاد) الراوي يعني يحيى وأبا بكر (في حديث
أَبِي الأَحْوَصِ: قَال: فَقُلْتُ لَهُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: نَعَمْ.
7168 -
(. .)(. .) وحدّثني ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
قَال سِمَاكٌ: وَسَمِعْتُ أَخِي يَقُولُ: قَال جَابِرٌ: فَاحْذَرُوهُمْ.
7169 -
(2902)(69) حدّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
ــ
أبي الأحوص) وروايته لفظة (قال) سماك بن حرب (فقلت له) أي لجابر (آنت) أي هل أنت (سمعت هذا) الحديث (من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) جابر (نعم) سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات ولكنه شاركه أحمد [5/ 86 و 88 و 94 و 101].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما فقال:
7168 -
(. .)(. .)(وحدثني) محمَّد (بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك) غرضه بيان متابعة شعبة لأبي الأحوص وأبي عوانة، وساق شعبة (بهذا الإسناد) يعني عن جابر بن سمرة (مثله) أي مثل ما روى أبو الأحوص وأبو عوانة، ومقتضى اصطلاحاته أن يقال (وزادا) وأن يقال (مثلهما) كما بيناه في حلنا، قال شعبة (قال) لنا (سماك وسمعت) أنا (أخي) لم أر من بين اسم هذا الأخ (يقول قال) لنا (جابر) بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (فاحذروهم) أي فاحذروا أيها المحدثون أخي وكل من يحدّث عن جابر فلا تأخذوا حديثهم ولا تنقلوه عنهم لأنهم غير مأمونين في ذلك.
ثمَّ استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث جابر بن سمرة بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم فقال:
7169 -
(2902)(69)(حدثني زهير بن حرب وإسحاق بن منصور) بن بهرام
(قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَال زُهَيرٌ: حَدَّثَنَا) عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ - عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ. قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ. كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ"
ــ
الكوسج التميمي النيسابوري (قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا عبد الرحمن وهو ابن مهدي) بن حسان الأزدي البصري (عن مالك) بن أنس الأصبحي المدني (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يبعث) أي حتى يخرج ويظهر (دجالون كذابون قريب) عددهم (من ثلاثين) رجلًا (كلهم يزعم) ويدّعي (أنَّه رسول الله) ونبيه، وقد وجد من هؤلاء خلق كثير في الأعصار الأول فأهلكهم الله تعالى وقلع آثارهم وكذلك يفعل بمن بقي منهم، قال القرطبي: وقد تقدم القول في كتاب الإيمان في اشتقاق اسم الدجال أنَّه من الدجل وهو الكذب البحت والتمويه وأن معناه هو المموه بالكذب، قال القاضي أبو الفضل: هذا الحديث قد ظهر فلو عد من تنبأ من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ممن اشتهر بذلك وعُرف واتبعه جماعة على ضلالة لوُجد هذا العدد فيهم ومن طالع في كتب الأخبار والتواريخ عرف صحة هذا ولولا التطويل لسردنا منهم هذا العدد اهـ مفهم.
وقوله (دجالون) أيضًا من الدجل وهو التغطية والتمويه لأنه غطى الحق بالباطل وموّه الباطل بزينة الحق، والدجال صيغة مبالغة منه وهو من يكثر الدجل ويطلق على الكذب أيضًا فالدجالون بهذا المعنى كثير غير أن الدجال الذي يقتله عيسى عليه السلام أكبرهم والمراد من الدجالين هنا الذين يدعون لأنفسهم النبوة كذبًا وزورًا وقد خرج منهم خلق كثير لا يحصون ولكن غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء فلم يعتد بهم في حديث الباب، وإنما المراد من الحديث من قامت له شوكة وبدت له شبهة وكانوا قريبًا من هذا العدد المذكور في الحديث.
وقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة باليمامة والأسود العنسي باليمن ثمَّ خرج في خلافة أبي بكر رضي الله عنه طليحة بن خويلد في بني أسد بن خزيمة وسجاح التميمية، وقُتل الأسود قبل وفاة النبي - صلى الله
7170 -
(. .)(. .) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ. غَيرَ أَنَّهُ قَال: يَنْبَعِثَ
ــ
عليه وسلم-، ومسيلمة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وتاب طليحة ومات على الإِسلام في خلافة عمر رضي الله عنه، ونُقل أن سجاح أيضًا ثابت، ثمَّ خرج المختار بن أبي عبيد الثقفي وقُتل سنة بضع وستين، وخرج الحارث الكذاب في خلافة عبد الملك بن مروان فقُتل وخرج في خلافة بني العباس جماعة، ثمَّ ظهر في هذه العصور الأخيرة مرزا غلام أحمد القادياني في الهند ولا يزال أتباعه مبثوثين في العالم اليوم وكل هؤلاء من الدجاجلة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بخروجهم فصدق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم والحديث حجة، واضحة على كل من ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم وعلى أنَّه دجال كذاب أعاذنا الله تعالى من شرهم اهـ تكملة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في المناقب باب علامات النبوة في الإِسلام [3609]، وأبو داود في الملاحم باب ما جاء في خبر ابن صائد [4333 و 4334]، والترمذي في الفتن باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون [2218]، وأحمد [2/ 237].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7170 -
(. .)(. .)(حدثنا محمَّد بن رافع) القشيري (حدثنا عبد الرزاق) بن همام (أخبرنا معمر) بن راشد (عن همام بن منبه) بن كامل اليماني (عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة همام للأعرج، وساق همام (بمثله) أي بمثل حديث الأعرج (غير أنَّه) أي لكن أن همامًا (قال) في روايته (ينبعث) بصيغة انفعل الخماسي فهو بمعنى الثلاثي.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب عشرة أحاديث: الأول حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث أم سلمة ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والثالث حديث أبي هريرة ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة، والرابع حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والخامس حديث أبي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
هريرة الثالث ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والسادس حديث أبي هريرة الرابع ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والسابع حديث ابن عمر ذكره للاستدلال به على الجزء الخامس من الترجمة وذكر فيه ثلاث متابعات، والثامن حديث أبي هريرة الخامس ذكره للاستشهاد، والتاسع حديث جابر بن سمرة ذكره للاستدلال به على الجزء السادس من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والعاشر حديث أبي هريرة السادس ذكره للاستشهاد.
***