الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبواب متفرقة في تفسير آيات مختلفة
776 -
(20) باب في تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}
7338 -
(2303)(163) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَال: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ لِبَني إِسْرَائِيلَ: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ
ــ
أبواب متفرقة في تفسير آيات مختلفة
776 - (20) باب في تفسير قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}
7338 -
(2303)(163)(حدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (حدثنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني (حدثنا معمر) الأزدي البصري (عن همام بن منبه) بن كامل اليماني الصنعاني، ثقة، من (4)(قال) همام (هذا ما حدَّثنا) به (أبو هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث) كثيرة (منها) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل) على لسان موسى عليه السلام عندما طلبوا لغذائهم غير المنّ والسلوى حين سئموا منهما مما تنبت الأرض من قثائها وفومها مثلًا فأُمروا أن يدخلوا قرية بيت المقدس متواضعين لله تائبين من ذنوبهم فيجدون فيها ما يشتهون (ادخلوا الباب) أي بابا من أبواب القرية وكان لها سبعة أبواب، والمراد الباب الثاني من بيت المقدس ويعرف الآن بباب حطة أو باب القبة التي كان يتعبد فيها موسى وهارون ويصليان مع بني إسرائيل إليها (سجدًا) أي ركعًا منحنين ناكسي رؤوسكم بالتواضع على أن يكون معناه الحقيقي أو ساجدين شكرًا لله تعالى على خلاصكم وإخراجكم من التيه على أن يكون المراد به معناه الشرعي (وقولوا) بألسنتكم مسألتنا يا ربنا (حطة) أي حط ذنوبنا عنا وغفرانها لنا بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي مسألتنا من الله أن يحط عنا ذنوبنا، أو بالنصب على المصدرية لفعل محذوف أي حُطّ عنا ذنوبنا
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58] فَبَدَّلُوا. فَدَخَلُوا الْبَاب يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ. وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ"
ــ
حطة وذلك أنهم أصابوا خطيئة بإبائهم على موسى دخول القرية (يغفر لكم خطاياكم) مجزوم بالطلب السابق وهو بالياء المضمومة مبنيًّا للمجهول على قراءة نافع وذلك الفعل لأن الخطايا مؤنث مجازي أو لوقوع الفعل أي يغفر الله لكم خطاياكم جمع خطيئة (فبدّلوا) الفعل الذي أُمروا به وهو الدخول سجدًا فعلًا غير الذي أُمروا به وهو الدخول زحفًا كما قال: (فدخلوا الباب يزحفون) أي ينجرون (على أستاههم) أي على أدبارهم وألياتهم فعل المقعد الذي يمشيء على أليته وبدّلوا القول الذي أُمروا به وهو قولهم حطة غير القول الذي أُمروا به (وقالوا حبة في شعرة).
والمعنى أنهم غيروا تلك الكلمة التي أُمروا بها وقالوا قولًا غير الذي قيل لهم فقالوا حنطة بدل حطة كما في رواية غير مسلم وكذلك بدّلوا الفعل الذي أُمروا به من دخولهم سجدًا فدخلوا زاحفين على أدبارهم قائلين حنطة على شعيرة استخفافًا بأمر الله تعالى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير سورة البقرة باب {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيثُ شِئْتُمْ رَغَدًا} [4479]، والترمذي في تفسير سورة البقرة [2956]، وأحمد [2/ 318] ورُوي عن ابن عباس أن الباب الذي أُمروا بدخوله كان صغيرًا ضيقًا لا يتمكن الإنسان من الدخول فيه إلا بأن يكون راكعًا فكأنهم أعظموا أنفسهم من أن يدخلوا بهذه الهيئة المتواضعة فاختاروا هذه الهيئة التي فيها سخرية وتكبر.
***