الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
763 - (7) باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، وحتى يمر الرجل على القبر فيتمنى أن يكون صاحبه، وأنه يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، وذكر القحطاني والجهجاه، وقتال الترك، وذكر الخليفة الذي لا يعد المال عند قسمته
7125 -
(2883)(50) حدثني مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ (قَال عَبْدٌ: أَخْبَرَنَا. وَقَال ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا) عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ الساعَةُ حَتى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ، حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ".
وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيةِ، بِتَبَالةَ
ــ
763 -
(7) باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، وحتى يمر الرجل على القبر فيتمنى أن يكون صاحبه، وأنه يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، وذكر القحطاني والجهجاه، وقتال الترك، وذكر الخليفة الذي لا يعد المال عند قسمته
واستدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة وهو عبادة دوس ذا الخلصة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7125 -
(2883)(50)(حدثني محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (وعبد بن حميد) بن نصر الكسي (قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني، ثقة، من (9)(أخبرنا معمر) بن راشد الأزدي البصري، ثقة، من (7)(عن الزهري عن) سعيد (بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تضطرب) وتتحرَّك (أليات) أي أعجاز (نساء دوس) قبيلة مشهورة في اليمن (حول ذي الخلصة) للطواف بها، قال الراوي (وكانت) ذو الخلصة (صنمًا تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة) اسم موضع باليمن.
قوله (حتى تضطرب) أي حتى تتحرك عند الطواف بذلك الصنم وهو من باب افتعل الخماسي لأن أصله اضترب قلبت تاء الافتعال طاء ثلاثية ضرب وهو بمعنى ضرب الشيء بعضه بعضًا، قوله (أليات) بفتح الهمزة واللام جمع ألية بفتح الهمزة وسكون اللام
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وهي بمعنى العجيزة وذكر الطيبي في شرحه على المشكاة [10/ 145] أنها في الأصل اللحمة في أصل المقعد (نساء دوس) وهي قبيلة معروفة في اليمن، ومنهم أبو هريرة والمعروف في (ذي الخلصة) الفتح في الخاء واللام هكذا قرأته ورويته في كتاب مسلم، وفي السيرة لابن إسحاق قال القاضي: يقال بفتح الخاء واللام وضمهما وبسكون اللام وجدته بخطي عن أبي بحر في الأم، وذو الخلصة بيت فيه صنم يسمى ذا الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة وكان يسمى الكعبة اليمانية بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله فحرّفه اهـ من المفهم، وقال ابن الملك: وذو الخلصة بفتحات جمع خالص وذو الخلصة بيت فيه أصنام لدوس وخثعم وبجيلة، وقيل هو اسم صنم سمي به زعمًا منهم أن من عبده وطاف حوله فهو خالص. ومعنى الحديث أن بني دوس سيرتدون ويرجعون إلى عبادة الأصنام فترمل نساؤهم بالطواف حول ذي الخلصة فتتحرك أكتافهن وعجيزتهن اهـ ابن الملك، قوله (كان صنمًا يعبدها دوس) وكذا خثعم وبجيلة (في الجاهلية بتبالة) بفتح التاء والباء اسم موضع باليمن، وليست هي بتبالة التي يضرب بها المثل ويقال فيها أهون على الحجاج من تبالة لأن تلك بالطائف اهـ نووي، والأصل في هذا المثل أن تبالة كانت أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي الجائر المشهور فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل أين تبالة (اسم قرية) فقال: ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة فقال: لا أراني أميرا على موضع تستره عني هذه الأكمة أهون بها ولاية وكر مراجعًا ولم يدخلها فاتخذه الناس مثلا وقالوا: أهون على الحجاج من تبالة راجع معجم البلدان للحموي [2/ 9].
قال ابن التين: والمراد من اضطراب نساء دوس حول ذي الخلصة أن نساء دوس يركبن الدواب من البلدان إلى الصنم المذكور اهـ، وقال الحافظ في الفتح [13/ 76] ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن بحيث تضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور وفي معنى هذا الحديث ما أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمر قال:"لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة".
والظاهر من هذا الحديث ومن حديث عائشة الآتي أن جميع الناس يرتدون إلى الشرك ويعم الكفر جميع الأقطار بحيث لا يبقى على وجه الأرض مسلم، ولكن يرد عليه إشكالان: الأول أنه يبدو معارضًا لحديث جابر رضي الله عنه "إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب" وقد مر عن المؤلف في كتاب صفة القيامة باب تحريش
7126 -
(2884)(51) حدثنا أبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِي وَأَبُو مَعْنٍ، زيدُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ، (وَاللفظُ لأبَي مَعْنٍ)، قَالا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ،
ــ
الشيطان فإن ظاهره أن جزيرة العرب لا ترجع إلى الكفر والشرك بعدما هداها الله تعالى للإسلام. والثاني أنه يبدو معارضًا كذلك للحديث المعروف "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" أخرجه البخاري في الاعتصام عن المغيرة بن شعبة رقم [7311] ولحديث معاوية رضي الله عنهما: "ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيمًا حتى تقوم الساعة أو حتى يأتيهم أمر الله" ولحديث ثوبان رضي الله عنه: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله" وهم كذلك، وقد مر هذا الحديث عند المؤلف في كتاب الإمارة.
والجواب الصحيح عن الإشكالين أن المراد من أمر الله في حديث "لا تزال طائفة من أمتي .. " وقوع الآيات العظام التي يعقبها قيام الساعة ولا يتخلف عنها إلا شيئًا يسيرًا، ومنها أن الله يبعث ريحًا طيبة فتقبض روح كل مؤمن كما سيأتي في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فالإسلام لا يزال باقيًا إلى ذلك الوقت ولا تعود جزيرة العرب إلى عبادة الأوثان إلى أن يأتي ذلك الوقت ثم يرجع العالم كله إلى الكفر وتتابع الآيات بعد ذلك وتقوم الساعة على شرار الخلق فعلى هذا فالمراد من قوله "حتى تأتيهم الساعة" ساعتهم وهو قبض أرواحهم بهبوب الريح المذكورة والله تعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الفتن باب تغير الزمان حتى تُعبد الأوثان [7116]، وأحمد [2/ 271].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث عائشة رضي الله عنهما فقال:
7126 -
(2884)(51)(حدثنا أبو كامل الجحدري) فضيل بن حسين البصري (وأبو معن زيد بن يزيد) الثقفي (الرقاشي) البصري، ثقة، من (11) روى عنه في (6) أبواب (واللفظ لأبي معن قالا حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد بن سليم الهجيمي أبو عثمان البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (حدثنا عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري المدني، صدوق، من (6) روى عنه في (9) أبواب
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَذْهَبُ الليلُ وَالنّهَارُ حَتى تُعْبَدَ الَّلاتُ وَالْعُزَّى" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة: 33] أَنَّ ذلِكَ تَامًّا. قَال: "إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ. ثُم يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيبَةً. فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ. فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيرَ فِيهِ. فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبائِهِمْ"
ــ
(عن الأسود بن العلاء) بن جارية بجيم الثقفي المدني، ثقة، من (6) روى عنه في (2) بابين الحدود والفتن (عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (3)(عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته (قالت) عائشة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يذهب الليل والنهار) أي لا ينقطع الزمان ولا تأتي القيامة (حتى) يرتد الناس و (تعبد اللات والعزى) قالت (فقلت) له صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله إن) مخففة من الثقيلة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها، واسمها ضمير الشأن محذوفًا أي إن الشأن والحال (كنت) أنا (لأظن حين أنزل الله) عز وجل قوله:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة: 33]، أي إني كنت لأظن (أن ذلك) المذكور في الآية من ظهوره على كل الأديان يكون (تامًّا) أي دائمًا مستمرًا إلى يوم القيامة تعني أنها فهمت من هذه الآية الكريمة أن المسلمين لا يُغلبون والكفر لا يعود بعدما أظهر الله الإسلام على جميع الأديان فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه) أي إن الشأن والحال (سيكون من ذلك) المذكور في الآية من ظهوره على الأديان كلها (ما شاء الله) ظهوره، قال الأبي: وحاصل الجواب أن ما دلت عليه الآية من ظهوره على الدين كله ليست قضية دائمة مستمرة (ثم يبعث الله) تعالى: (ريحًا طيبة) أي لينة (فتوفي) مضارع توفى من باب تفعل بحذف إحدى التاءين أي فتوفي تلك الريح وتميت (كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان) أي تأخذ الأنفس وتجعلها وافية تامة (فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آباءهم) من الشرك وعبادة الأوثان. وهذا الحديث مما تفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
7127 -
(00)(00) وحدثناه مُحَمَّدُ بن الْمُثَنى. حَدَّثَنَا أَبُو بَكرٍ (وَهُوَ الحَنَفِيُّ). حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، بِهَذَا الإِسنَادِ، نَحْوَهُ.
7128 -
(2885)(52) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيهِ، عَن أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتى يَمُرَّ الرجُلُ بِقَبْرِ الرجُلِ فَيَقُولُ: يا ليتنِي مَكَانَهُ"
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه فقال:
7127 -
(00)(00)(وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو بكر) عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله البصري (وهو الحنفي) ثقة، من (9) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا عبد الحميد بن جعفر بهذا الإسناد) يعني عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة عن عائشة. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة أبي بكر الحنفي لخالد بن الحارث، وساق أبو بكر (نحوه) أي نحو حديث خالد بن الحارث.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو تمني الرجل أن يكون صاحب القبر بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7128 -
(2885)(52)(حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس) الأصبحي المدني إمام الفروع (فيما قرئ عليه) وهو بمعنى أخبرنا (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان الأموي المدني، ثقة، من (5)(عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز الهاشمي المدني، ثقة، من (3)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول) الرجل المار (يا) قوم (ليتني) كنت (مكانه) أي مكان هذا الرجل المقبور يعني في قبره، قال القاضي عياض: لما يرى من تغيير الشريعة برفض المأمورات وارتكاب المنكرات وكثرة البدع والخرافات وتتبع اليهود والنصارى والمجوسات كما ابتلينا في عصرنا هذا بهذه الأمور نسأل الله تعالى العفو والعافية منها آمين. قال القرطبي: يعني يتمنى الموت من شدة المحن وكثرة الفتن والأنكاد اللاحقة للإنسان في نفسه وماله وولده ولذلك قال في الرواية الآتية "ليس به الدين إلا البلاء" وكان هذا إشارة إلى أن كثرة الفتن والمشقات
7129 -
(00)(00) حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعيُّ، (وَاللفْظُ لابْنِ أَبَانَ)، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيهِ، وَيَقُولُ: يَا لَيتَنِي كُنْتُ مَكَانَ
ــ
والأنكاد قد أذهبت الدين من أكثر الناس أو قللت الاعتناء به من الذي يتمسك بالدين عند هجوم الفتن ولذلك عظم قدر العبادة في حالة الفتن حتى قد قال صلى الله عليه وسلم: "العبادة في الهرج كهجرة إلي" رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 236]، والبخاري في الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور [7115]، وابن ماجه في الفتن باب شدة الزمان [4586].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7129 -
(00)(00)(حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح) بن عمير الأموي مولاهم مولى عثمان أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق، من (15) روى عنه في (7) أبواب (ومحمد بن يزيد) بن محمد بن كثير بن رفاعة العجلي (الرفاعي) نسبة إلى الجد المذكور أبو هشام الكوفي، ضعيف، من صغار (15) روى عنه مقارنة في (2) بابين الزكاة والفتن، مات سنة (248) ثمان وأربعين ومائتين (واللفظ لابن أبان قالا حدثنا) محمد (بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (9)(عن أبي إسماعيل) يزيد بن كيسان اليشكري الكوفي، صدوق، من (6) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي حازم) سلمان الأشجعي مولى عزة الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي حازم لعبد الرحمن الأعرج (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و) الله (الذي نفسي بيده) المقدسة (لا تذهب الدنيا) ولا تفنى ولا تقدم الساعة (حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ) أي يتقلب (عليه) أي على القبر أي يتقلب في ترابه ظهرًا وبطنًا، يقال تمرغ الرجل إذا تقلب وتلون من وجع يجده كما في القاموس (ويقال يا ليتني كنت مكان
صَاحِبِ هَذَا القَبْرِ. وَلَيسَ بِهِ الدِّينُ إلا البَلاءُ".
7130 -
(2886)(53) وحدَّثنا ابنُ أَبِي عُمَرَ المَكِّيُّ. حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ يَزِيدَ، (وَهُوَ ابنُ كَيْسَانَ)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيأتِيَنَّ عَلَى الناسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي القَاتِلُ فِي أَي شَيءٍ قَتَلَ. وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَي شَيءٍ قُتِلَ"
ــ
صاحب هذا القبر و) الحال أنه (ليس به الدين) بكسر الدال وسكون الياء أي والحال أنه ليس به مصيبة الدين (إلا البلاء) أي إلا البلاء والمصيبة في الدنيا يعني أنه لا يتمنى الموت لحفظ دينه بكسر الدال وإنما يتمناه لبلاء أصابه في دنياه، وهذا في معرض الذم، والمراد أن الناس يتمنون الموت لضرر دنيوي أصابهم مع أنه منهي عنه في الشرع.
قال في المرقاة: أي وليس الحامل له على التمني الدين أي مصيبة الدين بل الحامل له على التمني البلاء وكثرة المحن والفتن وسائر الضراء، قال المظهر: الدين هنا العادة، وجملة ليس في موضع الحال من الضمير المستتر في يتمرغ يعني يتمرغ على رأس القبر ويتمنى الموت في حال ليس التمرغ من عادته وإنما حمل عليه البلاء، وقال الطيبي: ويجوز أن يحمل الدين على حقيقته أي ليس ذلك التمرغ والتمني لأمر أصابه من جهة الدين بل من جهة الدنيا فيقيد البلاء المطلق بالدنيا بواسطة القرينة السابقة اهـ انتهى ذهني.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة هذا بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
7130 -
(2886)(53)(وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر المكي) العدني (حدثنا مروان) بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (عن يزيد وهو ابن كيسان) اليشكري الكوفي، صدوق، من (6) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي حازم) سلمان الأشجعي (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة رضي الله عنه (قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل) بالبناء للفاعل أي بأي سبب قتل المقتول، هل يجوز قتله أم لا؟ (ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل) بالبناء للمجهول أي لا يدري المقتول نفسه أو ولده أو
7131 -
(00)(00) وحدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ وَوَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتى يَأتِيَ عَلَى الناسِ يَوْمٌ، لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ. وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ" فَقِيلَ: كَيفَ يَكُونُ ذلِكَ؟ قَال: "الْهَرْجُ
ــ
أهله بأي سبب صار مقتولًا هل هو بسبب شرعي أو بغيره؟ أي لا يدري القاتل والمقتول ذلك لكثرة القتل والقتال حتى يكون قتل الإنسان أهون من قتل نملة أو قملة كما رأينا كثرة ذلك في عصرنا هذا والعياذ بالله تعالى.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:
7131 -
(00)(00)(وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان) بن صالح الأموي الكوفي (وواصل بن عبد الأعلى) بن هلال الأسدي الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب كلاهما (قالا حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي (عن أبي إسماعيل) يزيد بن كيسان (الأسلمي) الصواب اليشكري، وهو تغيير من الرواة أو تحريف من النساخ راجع كتب الرجال، الكوفي، صدوق، من (6)(عن أبي حازم) سلمان الأشجعي (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة محمد بن فضيل لمروان بن معاوية في الرواية عن أبي إسماعيل اليشكري يزيد بن كيسان (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا) ولا تفنى (حتى يأتي على الناس يوم) أي زمان إلا يدري) ولا يعلم (القاتل) لغيره (فيم قتل) مقتوله أي بأي سبب قتل ذلك المقتول أبحق قتله أم بظلم؟ (ولا) يدري (المقتول فيم قُتل) أي على الحق أم بظلم (فقيل) له صلى الله عليه وسلم لم أر من ذكر اسم القائل (كيف يكون) ويوجد (ذلك) أي عدم علم القاتل فيم قتل والمقتول فيم قُتل (قال) صلى الله عليه وسلم في جواب السائل سبب ذلك (الهرج) والقتل أي الفتنة والاختلاط الكثير الموجبة للقتل المجهول والمعنى سببه ثوران الهرج بالكثرة وهيجانه بالشدة اهـ من المرقاة
الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النارِ".
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبَانَ قَال: هُوَ يَزِيدُ بْنُ كَيسَانَ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ. لَمْ يَذْكُرِ الأسلَمِيَّ.
7132 -
(2887)(54) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، (وَاللفْظُ لأبِي بَكْرٍ)، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ عَنْ زِيادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو
ــ
(القاتل والمقتول في النار. وفي رواية) عبد الله بن عمر بن محمد (بن أبان قال) لنا محمد بن فضيل (هو يزيد بن كيسان عن أبي إسماعيل) فيه تقديم وتأخير، وصواب العبارة (أبو إسماعيل) الذي قلت لكم في الرواية عنه عن أبي إسماعيل (هو يزيد بن كيسان)(لم يذكر) ابن أبان في روايته لفظة (الأسلمي) بل إنما ذكرها واصل بن عبد الأعلى والصواب إسقاطها لأن أبا إسماعيل هو يزيد بن كيسان اليشكري فليس هو بالأسلمي كما في التقريب والتهذيب.
قال النووي: قوله (وفي رواية ابن أبان قال عن أبي إسماعيل هو يزيد بن كيسان) ظاهر هذا اللفظ يوهم أن يزيد بن كيسان يرويه عن أبي إسماعيل وهذا غلط بل يزيد بن كيسان هو أبو إسماعيل اليشكري، ووقع في بعض النسخ (عن يزيد بن كيسان يعني أبا إسماعيل) وهذا يوضح التأويل الذي ذكرناه فتأمل.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو بيان من يخرب الكعبة في آخر الزمان بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7132 -
(2887)(54)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) المكي (واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد) بن عبد الرحمن الخراساني أبي عبد الرحمن المكي، ثقة، من (6) روى عنه في (8) أبواب (عن الزهري عن سعيد) بن المسيب (سمع) سعيد (أبا هريرة) عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته؛ أي سمعه حالة كونه (يقول) ويُحدث (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (يُخرّب) من التخريب أي يهدم (الكعبة) المشرفة رجل يقال له (ذو
السُّوَيقَتَينِ مِنَ الْحَبَشَةِ"
ــ
السويقتين) أي يُلقب بذي السويقتين تثنية سويقة مصغر ساق الإنسان، قال القاضي: صغرهما لرقتهما وهي صفة سوق السودان غالبًا، رجل (من الحبشة) زاد أبو داود في هذه الرواية ويخرج كنزها، هم جنس من السودان، قال القاضي: وقد وصفه في الحديث الآخر بقوله (كأني به أسود أفحج يقلعها حجرًا حجرًا) والفحج بُعد ما بين الساقين، وتخريبها ليس معارضًا لقوله تعالى:{حَرَمًا آمِنًا} لأن معناه آمنًا إلى قرب قيام الساعة أو أنه مخصص للآية أي آمنًا إلى ما قدر الله تعالى من أمر ذي السويقتين اهـ أبي، وعبارة القرطبي: ولا يعارض هذا الحديث قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67] لأن تخريب الكعبة على يدي هذا الحبشي إنما يكون عند خراب الدنيا ولعل ذلك في الوقت الذي لا يبقى فيه إلا شرار الخلق فيكون حرمًا آمنًا مع بقاء الدين وأهله فإذا ذهبوا ارتفع ذلك المعنى [قلت] وتحقيق الجواب عن ذلك أنه لا يلزم من قوله تعالى: {أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا} أن يكون ذلك دائمًا في كل الأوقات بل إذا حصلت له حرمة وأمن في وقت ما فقد صدق اللفظ وصح المعنى ولا يعارضه ارتفاع ذلك المعنى في وقت آخر فإن قيل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله أحل لي مكة ساعة من نهار ثم عادت حرمتها إلى يوم القيامة" رواه مسلم [1355] قلنا: أما الحكم بالحرمة والأمن فلم يرتفع ولا يرتفع إلى يوم القيامة إذ لم يُنسخ ذلك بالإجماع، وأما وقوع الخوف فيها وترك حرمتها فقد وُجد ذلك كثيرًا ويكفيك بعوث يزيد بن معاوية وجيوش عبد الملك وقتال الحجاج لعبد الله بن الزبير وغير ذلك مما جرى لها وما فُعل فيها من إحراق الكعبة ورميها بحجارة المنجنيق اهـ من المفهم.
وقال الحافظ في الفتح [3/ 461] قيل هذا الحديث يخالف قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} ولأن الله تعالى حبس عن مكة الفيل ولم يمكن أصحابه من تخريب الكعبة ولم تكن إذ ذاك قبلة فكيف يُسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين. وأُجيب بأن ذلك محمول على أنه يقع آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله كما ثبت في صحيح مسلم، لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله" ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان "ولا يعمّر بعده أبدًا" وقد وقع قبل ذلك من القتال وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلاثمائة فقتلوا من المسلمين في المطاف من لا يُحصى كثرة
7133 -
(00)(00) وحدثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحيَى. أَخبَرَنَا ابْنُ وَهبٍ. أَخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيقَتَينِ مِنَ الْحَبَشَةِ".
7134 -
(00)(00) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ) عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيثِ، عَنْ أَبِي
ــ
وقلعوا الحجر الأسود وحولوه إلى بلادهم ثم أعادوه بعد مدة طويلة ثم غزي مرارًا بعد ذلك وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم: "ولن يستحل هذا البيت إلا أهله" فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو من علامات نبوته وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الحج باب قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [1591] وباب هدم الكعبة [1596]، وأخرجه النسائي في الحج باب بناء الكعبة [2904].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7133 -
(00)(00)(وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس) بن يزيد (عن ابن شهاب عن) سعيد (بن المسيب عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة يونس لزياد بن سعد (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخرّب الكعبة) أي يهدّمها ويقلعها حجرًا حجرًا (ذو السويقتين من) ملوك (الحبشة) ولا تعاد أبدًا لأن هدمها إنما يكون بعد رفع القرآن ورفع كلمة الجلالة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7134 -
(00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز) بن محمد بن عبيد المدني (يعني الدراوردي عن ثور بن زيد) الديلي بكسر الدال مولاهم المدني، ثقة، من (6) روى عنه في (5) أبواب (عن) سالم (أبي الغيث) المدني القرشي العدوي مولاهم مولى عبد الله بن مطيع بن الأسود، ثقة، من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي
هُرَيرَةَ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "ذُو السُّوَيقَتَينِ مِنَ الحَبَشَةِ يُخَرِّبُ بَيتَ اللهِ عز وجل".
7135 -
(2888)(55) وحدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ)، عَنْ ثَورِ بْنِ زيدٍ، عَنْ أَبِي الغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَقُومُ الساعَةُ حَتى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ بَسُوقُ الناسَ بِعَصَاهُ"
ــ
هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي الغيث لسعيد بن المسيب (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذو السويقتين من الحبشة يُخرب بيت الله عز وجل يعني الكعبة المشرفة. كرر المتن لما بين الروايتين من المخالفة في السياق.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الرابع من الترجمة وهو ذكر القحطاني والجهجاه بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7135 -
(2888)(55)(وحدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا عبد العزيز يعني ابن محمد) الدراوردي (عن ثور بن زيد) الديلي المدني (عن أبي الغيث) سالم القرشي مولاهم المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. هذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه).
قوله (رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) أي يتصرف فيهم كما يتصرف الراعي في الماشية، قال الطبري: ولعله الرجل المسمى بجهجاه المذكور بعده اهـ سنوسي.
قوله (من قحطان) بفتح القاف وسكون الحاء وهو أبو اليمن كما في المرقاة [1/ 143] وقيل قبيلة منهم، وذكر القرطبي أنه الرجل الذي ذُكر في الحديث الآتي أن اسمه جهجهاه والمراد من سوقه الناس بعصاه أنه يتصرف فيهم تصرف الراعي في غنمه، وقال الحافظ في [6/ 546] وهذا الحديث يدخل في علامات النبوة من جملة ما أخبر به صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه ولم يقع بعد، وقد روى نعيم بن حماد في الفتن من طريق أرطاة بن المنذر أحد التابعين من أهل الشام أن القحطاني يخرج بعد المهدي ويسير على سيرة المهدي وأخرج أيضًا من طريق عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده مرفوعًا: "يكون بعد المهدي القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه وهذا الثاني
7136 -
(2889)(56) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ العَبْدِيُّ. حَدَّثَنَا عَبدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَال: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَذْهَبُ الأَيامُ وَالليَالِي، حَتى يَمْلِكَ رَجلٌ يُقَالُ لَهُ الجَهْجَاهُ"
ــ
مع كونه مرفوعًا ضعيف الإسناد والأول مع كونه موقوفًا أصلح إسنادًا منه فإن ثبت ذلك فهو في زمن عيسى ابن مريم لما تقدم أن عيسى عليه السلام إذا نزل يجد المهدي إمام المسلمين، وفي رواية أرطاة بن المنذر: أن القحطاني يعيش في الملك عشرين سنة واستشكل ذلك كيف يكون في زمن عيسى يسوق الناس بعصاه والأمر إنما هو لعيسى ويُجاب بجواز أن يقيمه عيسى نائبًا عنه في أمور مهمة عامة اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في المناقب باب ذكر قحطان [3517] وفي الفتن باب تغير الزمان حتى تُعبد الأوثان [7117]، وأحمد في مسنده [2/ 417].
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة هذا بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
7136 -
(2889)(56)(حدثنا محمد بن بشار العبدي) البصري (حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد) بن عبيد الله البصري (أبو بكر الحنفي) ثقة، من (9) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا عبد المجيد بن جعفر) بن عبد الله بن الحكم الأنصاري المدني، صدوق، من (6) روى عنه في (9) أبواب (قال) عبد الحميد (سمعت عمر بن الحكم) بن رافع الأنصاري المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (3) أبواب (يُحدّث عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تذهب الأيام والليالي) ولا تنعدم بقيام الساعة (حتى يملك) العرب (رجل يقال له الجهجاه) بفتح الجيم وسكون الهاء، وفي بعض النسخ الجهجها بهائين، وفي بعضها الجهجا بحذف الهاء التي بعد الألف، والأول هو المشهور قاله الطيبي في شرح المشكاة، وأصل الجهجهة الصياح بالسبع ليكف، يقال جهجهت بالسبع أي زجرته بالصياح ويقال تجهجه عني أي انته ولعله هو القحطاني السابق اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في الفتن باب بدون ترجمة وأحمد [2/ 329].
قَال مُسْلِمٌ: هُمْ أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ: شَرِيكٌ، وَعُبَيدُ اللهِ، وَعُمَيرٌ، وَعَبْدُ الْكَبِيرِ. بَنُو عَبْدِ المَجِيدِ.
7137 -
(2890)(57) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِي عُمِرَ، (وَاللفْظُ لابْنِ أَبِي عُمَرَ)، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزهْرِي، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبِي هُرَيرَةَ؛ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَقُومُ الساعَةُ حَتى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ. وَلَا تَقُومُ الساعَةُ حَتى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ"
ــ
(قال مسلم) بن الحجاج مؤلف الجامع رحمه الله تعالى (هم أربعة إخوة) جملة خبرية قدمت على المبتدأ، وقوله (شريك) بدل من أربعة بدل بعض من كل أو تفصيل من مجمل (وعبيد الله وعمير وعبد الكبير) معطوفات على شريك، وقوله (بنو عبد المجيد) مبتدأ أول مؤخر عن خبره لغرض الحصر، والتقدير بنو عبد المجيد هم أربعة إخوة لا غير شريك وعبيد الله وعمير وعبد الكبير، وهذا من كلام أبي إسحاق تلميذ المؤلف أو من كلام المؤلف على سبيل التجريد البياني وإنما ذكره المصنف استطرادًا لأن أحد رواة هذا الحديث عبد الكبير بن عبد المجيد فذكر أن له ثلاثة آخرين.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الخامس من الترجمة وهو قتال الترك بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7137 -
(2890)(57)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني (واللفظ لابن أبي عمر قالا حدثنا سفيان) بن عيينة (عن الزهري عن سعيد) بن المسيب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا كأن وجوههم المجان المطرقة) والمجان جمع المجن وهو الترس والمطرقة هي التي أُلبست طراقًا أي جلدًا يغشاها، شبه وجوههم بالترس لبسطتها وتدورها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها اهـ من المبارق (ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر) قيل يحتمل أن يراد به أن نعالهم تكون جلودًا مشعرة غير مدبوغة، قال النووي: وُجد قتال هؤلاء الترك الموصوفين بالصفات المذكورة مرات وهذه كلها معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى اهـ مبارق.
7138 -
(00)(00) وحدثني حَرمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. أَخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ؛ أَن أَبَا هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلَكُمْ أُمَّةٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ. وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ"
ــ
قال القرطبي: المجان بفتح الميم جمع مجن بكسر الميم وهو الترس، وقوله نعالهم الشعر يحتمل أن يراد بذلك أن شعورهم كثيفة طويلة فهي إذا سدلوها كاللباس وذوائبها لوصولها إلى أرجلهم كالنعال، وقال القاضي: أنهم يصنعون منها نعالًا وثيابًا يلبسونها اهـ وذهب أكثر العلماء إلى أن المراد من هذا القوم هم الترك وسيأتي ذلك مصرحًا في الحديث وكانت بلادهم إذ ذاك ما بين مشارق خراسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور، وقد وقع قتال المسلمين معهم مرارًا حتى أسلم معظمهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في الجهاد باب قتال الترك [2928] وباب قتال الذين ينتعلون الشعر [2929]، وأبو داود في الملاحم باب في قتال الترك [4303]، والترمذي في الفتن باب ما جاء في قتال الترك [2215]، والنسائي في الجهاد باب غزوة الترك والحبشة [3177]، وابن ماجه في الفتن باب الترك [4148 و 4149].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7138 -
(00)(00)(وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة) رضي الله عنه (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر وجوههم مثل المجان المطرقة) بضم الميم وإسكان الطاء المهملة وتخفيف الراء المفتوحة من أطرق الرباعي على وزن أكرم هذا هو الفصيح المشهور في الرواية وفي كتب اللغة والغريب، وحُكي فتح الطاء وتشديد الراء من طرّق المضعف والمعروف الأول، قال العلماء: هي التي ألبست العقب وأطرقت به طاقة فوق طاقة، ومنه طارقت النعل إذا أطبقت طاقة فوق أخرى، قالوا ومعناه تشبيه وجوه الترك في عرضها وتلون وجناتها بالترسة المطرقة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7139 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ. عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النبِي صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَقُومُ الساعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ. وَلَا تَقُومُ الساعَةُ حَتى تُقَاتِلُوا قَومًا صغَارَ الأَعْيُنِ، ذُلْفَ الآنُفِ"
ــ
7139 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه حالة كون أبي هريرة (يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أي يصل بهذا الحديث ويسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يوقفه على نفسه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة الأعرج لسعيد بن المسيب (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا صغار الأعين ذلف الأنف) جمع أذلف كأحمر وحمر ومعناه فطس الأنوف قصارها مع انبطاح وقيل هو غلظ في أرنبة الأنف وقيل تطامن فيها وكله متقارب اهـ نووي. وقال القرطبي: الأنف جمع أنف جمع قلة نظير فلس وأفلس ويروى ذلف الأنوف جمع أنف جمع كثرة نظير فلس وفلوس، ويجمع أيضًا على آناف، وأنف كل شيء أوله، والذلف بفتحتين وبالذال المعجمة في الإنسان صغر الأنف واستواء الأرنبة وقصرها، وقيل تطامن الأرنبة والأول أعرف وأشهر.
وعبارة الدهني قوله ذلف الأنف الذلف بالذال المعجمة والمهملة لغتان المشهور المعجمة قال في النهاية الذلف بالتحريك قصر الأنف وانبطاحه وقيل ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته والذلف بسكون اللام جمع أذلف كأحمر وحمر والآنف جمع قلة للأنف وضع موضع جمع الكثرة ويحتمل أنه قللها لصغرها اهـ وفي المصباح الأنف المعطس والجمع آناف على أفعال وأنوف وآنف مثل فلوس وأفلس اهـ.
ولا شك في أن هذه الأوصاف هي أوصاف الترك غالبًا وقد سماهم النبي صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى فقال: "يقاتل المسلمون الترك" وهذا الخبر قد وقع على نحو ما أخبر فقد قاتلهم المسلمون في عراق العجم مع سلطان خوارزم رحمه الله تعالى وكان الله تعالى قد نصره عليهم ثم رجعت لهم الكرة فغلبوا على عراق العجم وغيرهم وخرج منهم في هذا الوقت أمم لا يحصيهم إلا الله ولا يردهم عن المسلمين إلا الله حتى كأنهم يأجوج ومأجوج أو مقدمتهم فنسأل الله تعالى أن يهلكهم ويبدد جمعهم ولما علم
7140 -
(00)(00) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)، عَنْ سُهَيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ، قَوْمًا
ــ
النبي صلى الله عليه وسلم عددهم وكثرتهم وحدة شوكتهم قال صلى الله عليه وسلم: "اتركوا الترك ما تركوكم" رواه أبو داود والنسائي اهـ من المفهم.
ثم الظاهر من هذا الحديث أن القوم الذين وجوههم كالمجان المطرقة غير الذين نعالهم الشعر لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر الطائفتين بكلام مستقل وتؤيده رواية صالح عن الأعرج عند البخاري رقم [292] ولفظها "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين ذلف الأنوف كأنَّ وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر" ولذلك ذكر بعض العلماء أن المراد من الأولين الترك ومن الآخرين أصحاب بابك الخرمي وكان من طائفة من الزنادقة استباحوا المحرمات وقامت لهم شوكة كبيرة في أيام المأمون وغلبوا على كثير من بلاد العجم كطبرستان والري إلى أن قتل الله بابك المذكور في أيام المعتصم، وكان خروجه سنة (201) وقتله سنة (222) وذكر الإسماعيلي من طريق محمد بن عبَّاد قال: بلغني أن أصحاب بابك كانت نعالهم الشعر اهـ فتح الباري [6/ 204] ولكن يظهر من الروايات الآتية عند مسلم أن الذين ينتعلون الشعر هم الذين وجوههم كالمجان المطرقة لا سيما رواية سهيل الآتية ولفظها (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قومًا وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) ويمكن التوفيق بين الروايات أن لبس الشعر مشترك بين الترك وبين غيرهم فربما ذكر ذلك علامة للترك وربما ذكر علامة لقوم آخرين والله تعالى أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7140 -
(00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن) بن محمد بن عبد الله القاري المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (عن سهيل) بن أبي صالح (عن أبيه) ذكوان السمان (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي صالح لمن روى عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قومًا) بدل من الترك أو عطف
وُجُوهُهُم كَالمَجَانِّ الْمُطرَقَةِ، يَلبَسُونَ الشعرَ، وَيَمْشُونَ فِي الشعَرِ".
7141 -
(00)(00) حدثنا أَبُو كُرَيبٍ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تُقَاتِلُونَ بَينَ يَدَيِ الساعَةِ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشعَرُ. كأنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ. حُمْرُ الْوُجُوهِ، صِغارُ الأَعيُنِ".
7142 -
(2891)(58) حدثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، (وَاللفْظُ
ــ
بيان له (وجوههم كالمجان المطرقة) جملة اسمية وقعت صفة لقومًا (يلبسون الشعر) أي ثيابه (ويمشون في) نعال (الشعر) أي ينتعلون الشعر كما صرح به في الرواية الأخرى (نعالهم الشعر).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7141 -
(00)(00)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني (حدثنا وكيع وأبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي مولاهم الكوفي كلاهما (عن إسماعيل بن أبي خالد) سعيد البجلي الأحمسي الكوفي، ثقة، من (4) روى عنه في (8) أبواب (عن قيس بن أبي حازم) عوف بن عبد الحارث بن عوف البجلي الأحمسي، ثقة مخضرم، من (2) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة قيس بن أبي حازم لمن روى عن أبي هريرة (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاتلون) أيها المسلمون (بين يدي الساعة) أي قدامها (قومًا نعالهم الشعر كان وجوههم المجان المطرقة) قال القاضي عياض: معناه أنهم يصنعون من الشعر حبالًا ويصنعون منها نعالًا وثيابًا يلبسونها، ويحتمل أن تكون شعورهم كثيفة طويلة فإذا سدلت فهي كالثياب ولوصولها إلى الأرض والأرجل كالنعال (حُمر الوجوه) أي بيض الوجوه مشربة بحمرة (صغار الأعين).
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء السادس من الترجمة وهو ذكر الخليفة الذي لا يعد المال عند القسمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقال:
7142 -
(2891)(58)(حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر) السعدي المروزي،
لِزُهَيرٍ)، قَالا: حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ؛ قَال: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللهِ فَقَال: يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ. قُلْنَا: مِنْ أَينَ ذَاكَ؟ قَال: مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ. يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ قَال: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأمِ أَن لَا يُجْبَى إِلَيهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ. قُلْنَا: مِن أَينَ ذَاكَ؟ قَال: مِنْ قِبَلِ الرُّومِ
ــ
ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابًا (واللفظ لزهير قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم) بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن علية، ثقة، من (8) روى عنه في (15) بابا (عن) سعيد بن إياس (الجريري) مصغرًا البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (قال) أبو نضرة (كنا عند جابر بن عبد الله) الأنصاري الخزرجي رضي الله عنهما يومًا. وهذا السند من خماسياته (فقال) جابر (يوشك) أي يقرب (أهل العراق) ويسرع (أن لا يجبى) ولا يجلب (إليهم قفيز ولا درهم) من خراج وزكاة، قال أبو نضرة (قلنا) معاشر الحاضرين لجابر بن عبد الله (من أين ذاك) أي من أي سبب ولأي شيء يكون ذاك أي عدم جباية قفيز ولا درهم إليهم (قال) جابر يكون ذاك أي عدم الجباية إليهم (من قبل العجم) أي من جهة حيلولة العجم والفرس ومنعهم عن وصول حقوق المسلمين إليهم لأنهم أي لأن العجم والفرس (يمنعون ذلك) أي يمنعون الشعوب والرعية عن دفع ذلك إلى أمراء المسلمين (ثم قال) جابر (يوشك أهل الشام) من أمراء المسلمين (أن لا يجبى) ولا يُدفع (إليهم دينار ولا مدى) من الخراج والزكاة، قال أبو نضرة (قلنا) لجابر (من أين) أي لأي سبب يكون (ذاك) أي عدم جباية الحقوق إليهم (قال) جابر يكون ذلك أي عدم جباية الحقوق إليهم (من قبل) أي من جهة حيلولة كفار (الروم) ومنعهم للرعية من دفع حقوق المسلمين إلى أمرائهم، وحاصل معنى ذلك أن معظم بلدان المسلمين سوف يسيطر عليها الكفار فيمنعون أشياء من حقوق المسلمين من وصولها إليهم في العراق والشام، وقد تقدم شرح هذا الحديث في حديث أبي هريرة في باب (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب).
قوله (أن لا يجبى إليهم) بالبناء للمجهول في المصباح جبيت المال والخراج أجبيه جباية جمعته وجبوته أجبوه جباوة مثله في المعنى، والقفيز مكيال معروف لأهل العراق،
ثُم أَسْكَتَ هُنيَّةً، ثُم قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتي خَلِيفَةٌ يَحثي الْمَال حَثْيًا. لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا".
قَال: قُلْتُ لأَبِي نَضرَةَ وَأَبِي الْعَلاءِ:
ــ
قال الأزهري: هو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف (والمدى) على وزن قفل مكيال معروف لأهل الشام يسع خمس عشر مكوكًا اهـ نووي.
(ثم أسكت) جابر أسكت وسكت لغتان بمعنى صمت، وقيل أسكت بمعنى أطرق، وقيل بمعنى أعرض (هنية) أي قليلًا من الزمان وهو بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء المفتوحة تصغير هنة ويقال فيها هنيهة أيضًا أي سكت جابر زمنًا قليلًا (ثم) بعد سكوته (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف (يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال) أي يصبه صبًّا من باب رمى أي يحفن بكفيه النقود عند قسمتها بين الناس (حثيًا) أي حفنًا لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات عنده مع سخاء نفسه وكرمه حالة كونه (لا يعده) أي لا يحسبه (عددًا) بالآحاد والعشرات والمئات والألوف عند قسمتها بين الناس، قال النووي: وفي رواية يحثو المال حثيًا يقال حثيت المال أحثي حثيًا من باب رمى فيكون ناقصًا يائيًّا وحثوت أحثو حثوًا من باب غزا فيكون ناقصًا واويًّا وجاء اللغتان في هذا الحديث وجاء مصدر الثانية على فعل الأول كما في الرواية الآتية وهو جائز، والحثو هو الحفن بالكفين وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الغنائم والأموال والفتوحات عنده مع كونه سخيًّا لا يقتر.
قوله (لا يعده عددًا) هكذا في كثير من النسخ، قال في المصباح: عددته عدًّا من باب قتل والعدد بمعنى المعدود، وفي بعضها عدًّا فحينئذ يكون مصدرًا مؤكدًا اهـ نووي، وفي الأبي ذكر الترمذي وأبو داود هذا الخليفة وسمياه بالمهدي، وفي الترمذي "لا تقوم الساعة حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" وقال: حديث صحيح، وزاد أبو داود "يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا" اهـ. والمراد من حثي المال أنه يكثر عنده المال فيعطي الناس بكثرة لا يحصرها عد.
(قال) الجريري بالسند السابق (قلت لأبي نضرة) المنذر بن مالك (وأبي العلاء) يزيد بن عبد الله بن الشخير بكسر الشين وتشديد الخاء المعجمة العامري البصري، ثقة،
أَتَرَيَانِ أَنهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالا: لَا
ــ
من (2) روى عنه في (5) أبواب (أتريان) أي تظنان (أنه) أي أن ذلك الخليفة هو (عمر بن عبد العزيز) الأموي المدني أمير المؤمنين (فقالا) لي (لا) نظن أنه هو بل غيره لا هو سيأتي في آخر الزمان عند قرب الساعة.
قال القرطبي: إن بعض العلماء جعل عمر بن عبد العزيز مصداق هذا الخبر ولكنه غير صحيح، وقد صرح أبو نضرة وأبو العلاء في آخر هذا الحديث بأنه ليس عمر بن عبد العزيز، وذهب جمع من العلماء إلى أن المراد منه خليفة الله المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان والله تعالى أعلم.
وفي المفهم وإنما نفى أبو نضرة وأبو العلاء أن يكون هذا الخليفة هو عمر بن عبد العزيز لقوله صلى الله عليه وسلم: "في آخر أمتي" وذلك لا يصدق على زمن عمر بن عبد العزيز إلا بالتوسع البعيد ولأنه لم يصب المال كما جاء في هذا الحديث وقد روى الترمذي وأبو داود أحاديث صحيحة في هذا الخليفة وسمياه بالمهدي فروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه أبو داود وزاد فيه "يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا، رواه أبو داود [4282]، والترمذي [2230]، ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" رواه الترمذي [2231] وقال: حديث حسن صحيح، ومن حديث أبي سعيد قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألناه فقال: "إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسًا أو سبعًا أو تسعًا" زيد الشاك قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: "يا مهدي أعطني يا مهدي أعطني قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله" رواه الترمذي [2232] وقال: هذا حديث حسن، وروى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي في أمتي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا يملك سبع سنين" رواه أبو داود [4285]، وروى أيضًا أبو داود عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا
7143 -
(00)(00) وحدثنا ابْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهابِ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، (يَعْنِي الْجُرَيرِي)، بِهذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
7144 -
(2892)(59) حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي. حَدَّثَنَا بِشْرٌ، (يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ)،
ــ
إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيُخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثًا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون رواه أبو داود [4286] وفي رواية تسع سنين فهذه أخبار صحيحة ومشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على خروج هذا الخليفة الصالح في آخر الزمان وهو ينتظر إذ لم يسمع بمن كملت له جميع تلك الأوصاف التي تضمنتها تلك الأخبار والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات لكنه شاركه أحمد [3/ 317].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
7143 -
(00)(00)(وحدثنا ابن المثنى حدثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد الثقفي البصري (حدثنا سعيد) بن إياس (يعني) عبد الوهاب بسعيد الذي أبهمه سعيد (الجريري) البصري. غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة عبد الوهاب لإسماعيل بن إبراهيم، وساق عبد الوهاب (بهذا الإسناد) يعني عن أبي النضرة عن جابر (نحوه) أي نحو ما حدّث إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري.
ثم استشهد المؤلف رضي الله عنه لحديث جابر بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما فقال:
7144 -
(2892)(59)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر الأزدي البصري (الجهضمي) ثقة، من (10)(حدثنا بشر يعني ابن المفضل) بن لاحق الرقاشي البصري،
ح وَحَدثَنَا عَلِيُّ بن حُجرٍ السعدِيُّ. حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ، (يَعْنِي ابنَ عُلَيَّةَ)، كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحثُو الْمَال حَثيًا. لَا يَعُدهُ عَدَدًا".
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ: "يَحْثي المَال".
7145 -
(00)(00) وحدثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
ــ
ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابًا (ح وحدثنا علي بن حجر السعدي) المروزي، ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابًا (حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم (يعني ابن علية كلاهما) أي كل من بشر وابن علية رويا (عن سعيد بن يزيد) بن مسلمة الأزدي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي نضرة عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه. وهذان السندان من خماسياته (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفائكم) أيتها الأمة (خليفة يحثو) ويحفن بكفيه (المال حثيًا) عند قسمته بين الناس (لا يعده) أي لا يحسبه (عددًا) أي بقدر معدود أي معلوم حسابه لكثرة الأموال والفتوحات عنده ولسخائه وجوده، وقوله (يحثو) بالواو هكذا هو في رواية نصر بن علي من باب دعا وغزا (وفي رواية) علي (بن حجر يحثي المال) من باب رمى فهما لغتان فيه معناهما واحد.
وهذا الحديث انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في كل من حديث جابر وحديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنهما فقال:
7145 -
(00)(00)(وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث) بن سعيد العنبري البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (16) بابا (حدثنا أبي) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا داود) بن أبي هند دينار القشيري البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي نضرة) المنذر بن مالك (عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك (وجابر بن عبد الله) بن عمرو رضي الله عنهم. وهذان السندان من سداسياته، غرضه بيان متابعة داود بن أبي هند للجريري في حديث جابر وسعيد بن يزيد في حديث أبي سعيد كلاهما
قَالا: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي آخِرِ الزمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَال وَلَا يَعُدُّهُ".
7146 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أبُو مُعَاوَيةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أبِي هِندٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثلِهِ
ــ
(قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال) بين الناس حثوًا بلا حساب (ولا يعده) عدا أي لا يقسمه بالعد والتعداد.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي سعيد فقط رضي الله عنه فقال:
7146 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم التميمي الكوفي البصري (عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي معاوية لعبد الوارث بن سعيد العنبري في الرواية عن داود بن أبي هند، وساق أبو معاوية (بمثله) أي بمثل حديث عبد الوارث عن داود.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث عشرة: الأول حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني حديث عائشة ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والثالث حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث أبي هريرة الثالث ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس حديث أبي هريرة الرابع ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والسادس حديث أبي هريرة الخامس ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة، والسابع حديث أبي هريرة السادس ذكره للاستشهاد، والثامن حديث أبي هريرة السابع ذكره للاستدلال على الجزء الخامس من الترجمة وذكر فيه أربع متابعات والتاسع حديث جابر ذكره للاستدلال به على الجزء السادس من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والعاشر حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستشهاد وذكر فيهم متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.
***