المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌778 - (22) باب بيان تفسير قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٢٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌757 - (1) باب قيام الناس في عرقهم على قدر أعمالهم ودنو الشمس إليهم وخطبته صلى الله عليه وسلم وتعليمه الناس

- ‌758 - (2) باب إذا مات المرء عرض عليه مقعده، وما جاء في عذاب القبر، وسماع الميت قرع النعال، وفي إثبات الحساب، والأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت

- ‌ كتاب الفتن وأشراط الساعة

- ‌759 - (3) باب اقتراب الفتن، وفتح ردم يأجوج ومأجوج، والخسف بالجيش الذي يوم البيت، ونزول الفتن كمواقع القطر

- ‌760 - (4) باب ذكر حكم تواجه المسلمين بسيفيهما، وهلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، وإخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون إلى يوم القيامة، وذكر الفتنة التي تموج كموج البحر

- ‌761 - (5) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، وفتح القسطنطينية وخروج الدجال، ونزول عيسى وقيام الساعة والروم أكثر الناس وإقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال

- ‌762 - (6) باب فتوحات المسلمين قبل الدجال والآيات التي تكون قبل الساعة ولا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز وفي سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة وعدم إنبات الأرض مع كثرة المطر وكون الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان

- ‌763 - (7) باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، وحتى يمر الرجل على القبر فيتمنى أن يكون صاحبه، وأنه يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، وذكر القحطاني والجهجاه، وقتال الترك، وذكر الخليفة الذي لا يعد المال عند قسمته

- ‌764 - (8) باب ذكر قتل عمار، وأغيلمة من قريش تكون فتنة لمن في زمنها، وإذا هلك كسرى…إلخ، وفتح مدينة جانبها في البحر، وقتال اليهود حتى يقول الحجر: يا مسلم، وذكر دجالين بين يدي الساعة

- ‌765 - (9) باب ذكر ابن صياد

- ‌766 - (10) باب ذكر الدجال وصفته وما معه من الفتن

- ‌767 - (11) باب حرمة المدينة على الدجال وقتله المؤمن وإحيائه هناك، وكون الدجال أهون على الله عز وجل، وقدر مكثه في الأرض، ونزول عيسى وقتله إياه

- ‌768 - (12) باب في ذكر حديث الجساسة وما فيه من ذكر الدجال

- ‌769 - (13) باب في بقية أحاديث الدجال وفضل العبادة في الهرج وقُرب الساعة وذكر ما بين النفختين

- ‌ كتاب الزهد

- ‌770 - (14) باب كون الدنيا سجن المؤمن وهوانها عند الله تعالى وما للمرء من ماله وما يحذر من بسط الدنيا ومن التنافس فيها والنهي عن النظر إلى من فوقك في الدنيا

- ‌771 - (15) باب في الابتلاء بالدنيا وكيف يعمل فيها، والخمول فيها والتقلل منها، والتزهيد في الدنيا والاجتزاء بالخشن منها، ورؤية الله في الآخرة ومخاطبة الرب عبده فيها

- ‌772 - (16) باب ضيق معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌773 - (17) باب النهي عن دخول مساكن الذين ظلموا إلا أن يبكوا، وفضل الساعي على الأرامل والأيتام، والباني للمساجد، وفضل الصدقة على المساكين، وتحريم الرياء ونحوه، ووجوب حفظ اللسان، وعقوبة من يأمر ولا يفعل، والنهي عن هتك الستر عن نفسه، وندب التشميت عند العطاس وكراهية التثاؤب

- ‌ كتاب في أحاديث متفرقة

- ‌774 - (18) باب خلق الملائكة والجان وآدم وأن الفأر مسخ ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين والمؤمن أمره كله خير والنهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وتقديم الأكبر في مناولة الشيء وغيرها والتثبت في الحديث وحكم كتابة العلم وقصة أصحاب الأخدود

- ‌775 - (19) باب في حديث أبي اليسر وحديث جابر الطويل رضي الله تعالى عنهما وحديث الهجرة ويقال له حديث الرحل بالحاء

- ‌ كتاب التفسير

- ‌776 - (20) باب في تفسير قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}

- ‌777 - (21) باب تتابع الوحي قرب وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌778 - (22) باب بيان تفسير قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

- ‌779 - (23) باب تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية

- ‌780 - (24) باب قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}

- ‌781 - (25) باب قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}

- ‌782 - (26) باب قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}

- ‌783 - (27) باب قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}

- ‌784 - (28) باب قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}

- ‌785 - (29) باب في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيتَ النَّاسَ} إلخ

- ‌786 - (30) باب قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}

- ‌787 - (31) باب في قوله تعالى: {وَلَيسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} الآية

- ‌788 - (32) باب في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}

- ‌789 - (33) باب قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [

- ‌790 - (34) باب في قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}

- ‌791 - (35) باب في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآية

- ‌792 - (36) باب في بيان سبب نزول سورة براءة والأنفال والحشر، وبيان تسميتها بهذه الأسماء

- ‌793 - (37) باب في نزول تحريم الخمر

- ‌794 - (38) باب نزول قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية

الفصل: ‌778 - (22) باب بيان تفسير قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}

‌778 - (22) باب بيان تفسير قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

7340 -

(2305)(165) حدّثني أَبُو خَيثَمَة، زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، (وَاللَّفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ؛ أَن الْيَهُودَ قَالُوا لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ آيَةً. لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لاتَّخَذْنَا ذلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. فَقَال عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ حَيثُ أُنْزِلَتْ. وَأَيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ. وَأَينَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيثُ أُنْزِلَتْ. أُنْزِلَتْ بِعَرَفَةَ. وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ

ــ

778 -

(22) باب بيان تفسير قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

7340 -

(2305)(165)(حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب ومحمد بن المثنى واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا عبد الرحمن وهو ابن مهدي حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري (عن قيس بن مسلم) الجدلي بفتح الجيم أبي أبي عمرو الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (4) أبواب (عن طارق بن شهاب) بن عبد شمس البجلي الأحمسي أبي عبد الله الكوفي، قال أبو داود: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه صحابي أو ثقة، روى عنه في (4) أبواب (أن اليهود قالوا لعمر) بن الخطاب رضي الله عنه، وقد وقع في رواية قبيصة بن ذؤيب عند مسدد والطبري والطبراني في الأوسط أن القائل هو كعب الأحبار، ولعله كان معه رجال آخرون من اليهود وقت هذا السؤال ذكره الحافظ في الفتح [1/ 105](إنكم) أيها المسلمون (تقرؤون آية) في كتابكم (لو أُنزلت) تلك الآية (فينا) أي في كتابنا التوراة (لاتخذنا) وجعلنا (ذلك اليوم) الذي أُنزلت فيه (عيدًا) أي يوم فرح وسرور (فقال عمر) رضي الله عنه (إني لأعلم حيث أنزلت وأي يوم أنزلت وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث) أي حين فحيث بمعنى حين كما في الرواية (أنزلت بعرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة) وقول عمر رضي الله عنه (إني لأعلم حيث أُنزلت) .. إلخ ويتضح مطابقة هذا الجواب للسؤال برواية قبيصة المذكورة ولفظها "نزلت يوم الجمعة ويوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد" وكذا وقع عند الترمذي من

ص: 506

قَال سُفْيَانُ: أَشُكُّ كَانَ يَوْمَ جُمُعَةٍ أَمْ لَا. يَعْنِي: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3].

7341 -

(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ،

ــ

حديث ابن عباس (أن يهوديًّا سأله عن ذلك فقال: نزلت يوم عيدين يوم جمعة ويوم عرفة) قال الحافظ: فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيدًا وهو يوم الجمعة واتخذوا يوم عرفة عيدًا لأنه ليلة العيد.

قوله (لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا) أي لعظّمناه وجعلناه عيدًا لنا في كل سنة لعظم ما حصل فيه من إكمال الدين (فقال عمر إني لأعلم) .. الخ فإن قيل كيف طابق الجواب للسؤال لأنهم قالوا لاتخذناه عيدًا، وأجاب عمر رضي الله عنه بمعرفة الوقت والمكان، ولم يقل جعلناه عيدًا، والجواب أن هذه الرواية اكتفى فيها بالإشارة وإلا فرواية إسحاق قد نصت على المراد، ولفظه: نزلت يوم الجمعة يوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد، ولفظ الطبري والطبراني وهما لنا عيدان وكذا عند الترمذي عند ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن يهوديًّا سأله عن ذلك فقال:(نزلت في يوم عيدين يوم جمعة ويوم عرفة) فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيدًا وهو يوم الجمعة، واتخذوا يوم عرفة عيدًا لأنه ليلة العيد وهذا كما جاء في الحديث (شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة) وسُمي رمضان عيدًا لأنه يعقبه العيد قاله الحافظ اهـ من التحفة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير سورة المائدة باب {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [4606]، والترمذي في تفسير سورة المائدة [3043]، والنسائي في الإيمان باب زيادة الإيمان [5012]، وأحمد [1/ 28 و 39].

قال عبد الرحمن بن مهدي (قال) لنا (سفيان) الثوري (أشك) أنا أ (كان) ذلك اليوم الذي ذكر الله سبحانه (يوم جمعة أم لا) كان يوم جمعة أي أم لم يكن يوم جمعة (يعني) سفيان بقوله (كان يوم جمعة){الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:

7341 -

(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب) محمد بن العلاء

ص: 507

(وَاللَّفْظُ لأَبِي بَكْرٍ)، قَال: حَدَّثَنَا عَبدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَال: قَالتِ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: لَوْ عَلَينَا، مَعْشَرَ يَهُودَ، نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] نَعْلَمُ اليومَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ، لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. قَال: فَقَال عُمَرُ: فَقَدْ عَلِمْتُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ. وَالسَّاعَةَ. وَأَينَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَزَلَتْ. نَزَلَتْ لَيلَةَ جَمْعٍ. وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ

ــ

(واللفظ لأبي بكر قال حدثنا عبد الله بن إدريس) بن يزيد الأودي الكوفي، ثقة ثقة، من (8) روى عنه في (17) بابًا (عن أبيه) إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبي عبد الله الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (3) أبواب، وليس في مسلم من اسمه إدريس إلا هذا ثقة (عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قالت اليهود لعمر) بن الخطاب رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة إدريس بن يزيد لسفيان الثوري (لو) نزلت (علينا معشر اليهود نزلت هذه الآية) فالكلام من باب الاشتغال يعنون قوله تعالى:({الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}) أي أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام {وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي} بإكماله، وقيل بدخول مكة آمنين (ورضيت) أي اخترت ({لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}) حال أي اخترته لكم من بين الأديان وآذنتكم بأنه هو الدين المرضي وحده، قال الطبري: أي أعلمتكم برضاي له دينًا وإلا فهو سبحانه لم يزل راضيًا بذلك إذ لو حمل على ظاهره لم يكن للتقييد باليوم فائدة، ويحتمل أن يريد رضيته لكم دينًا باقيًا لا نسخ فيه اهـ (نعلم اليوم الذي أُنزلت فيه) معطوف بعاطف مقدر على فعل الشرط للو والمضارع بمعنى الماضي، والتقدير لو أنا نزلت علينا هذه الآية وعلمنا اليوم الذي أُنزلت فيه (لاتخذنا ذلك اليوم) الذي نزلت فيه (عيدًا) لنا (قال) طارق بن شهاب (فقال عمر) رضي الله عنه لليهود (فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والساعة) التي أنزلت فيه (و) علمت (أين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت) لأنها (نزلت ليلة جمع ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفون (بعرفات).

وقوله (ليلة جمع) هكذا الرواية (ليلة جمع) في بعض النسخ، وفي نسخة ابن ماهان (ليلة جمعة) وكلاهما صحيح فمن روى ليلة جمع فهي ليلة المزدلفة وهو المراد بقوله

ص: 508

7342 -

(00)(00) وحدّثني عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. أَخبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيسٍ، عَنْ قَيسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ. قَال: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ. فَقَال: يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَها. لَوْ عَلَينَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ الْيَهُودِ، لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. قَال: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]. فَقَال عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ. وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ. نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ. فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ

ــ

ونحن بعرفات في يوم جمعة لأن ليلة جمع هي عشية يوم عرفات ويكون المراد بقوله ليلة جمعة يوم جمعة ومراد عمر رضي الله عنه أنا قد اتخذنا ذلك اليوم عيدا من وجهين فإنه يوم عرفة ويوم جمعة وكل واحد منها عيد لأهل الإسلام اهـ نووي.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في أثر عمر رضي الله عنه فقال:

7342 -

(00)(00)(وحدثني عبد بن حميد أخبرنا جعفر بن عون) بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي الكوفي، صدوق، من (9) روى عنه في (7) أبواب (أخبرنا أبو عميس) عتبة بن مسعود بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (7) أبواب (عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال) طارق (جاء رجل من اليهود) وهو كعب الأحبار (إلى عمر) بن الخطاب رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة أبي عميس لإدريس بن يزيد (فقال) ذلك الرجل (يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤنها لو) نزلت (علينا نزلت معشر اليهود لاتخدنا ذلك اليوم عيدًا قال) عمر للرجل (وأي آية) هي (قال) الرجل هي قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (فقال عمر) للرجل (إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه) وهو يوم عرفة (و) أعلم (المكان الذي نزلت فيه) وهو أرض عرفة لأنها (نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات في يوم جمعة).

***

ص: 509