الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
769 - (13) باب في بقية أحاديث الدجال وفضل العبادة في الهرج وقُرب الساعة وذكر ما بين النفختين
7216 -
(2923)(90) حدَّثنا مَنْصُورُ بن أبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن حَمْزَةَ، عَنِ الأَوزَاعي، عَن إِسحَاقَ بنِ عَبْدِ الله، عَن عَمِّهِ، أنسِ بنِ مَالِكٍ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"يَتْبَعُ الدجال، مِن يَهُودِ أَصبَهَانَ، سَبعُونَ أَلْفًا. عَلَيهِمُ الطَّيَالِسَةُ"
ــ
769 -
(13) باب في بقية أحاديث الدجال وفضل العبادة في الهرج وقُرب الساعة وذكر ما بين النفختين
واستدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة وهو ذكر بقية أحاديث الدجال بحديث أنس رضي الله عنه فقال:
7216 -
(2923)(90)(حدثنا منصور بن أبي مزاحم) بشير التركي أبو نصر البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا يحيى بن حمزة) بن واقد الحضرمي الدمشقي، ثقة، من (8) روى عنه في (7) أبواب (عن) عبد الرحمن بن عمرو (الأوزاعي) ثقة، من (7) (عن إسحاق بن عبد الله) بن أبي طلحة الأنصاري (عن عمه أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلي وسلم قال يتبع الدجال) يمكن أن يكون ثلاثيًّا من باب فتح أي يسير خلفه وأن يكون بتشديد التاء من باب افتعل بمعنى أنهم يطيعونه (من يهود أصبهان) قال في المرقاة: بفتح الهمزة وبكسرها وبالباء أو الفاء المفتوحتين بلدة معروفة من بلاد العجم، وذكر في المرقاة أن أصبهان اثنان أحدهما في العراق وهو المراد هنا، وثانيهما في الغرب (سبعون ألفًا) وفي رواية (تسعون ألفًا) والصحيح المشهور هو الأول والثاني هو رواية ابن ماهان ذكره ابن الملك (عليهم الطيالسة) بفتح الطاء وكسر اللام جمع طيلسان بفتح اللام ولا تكسره العرب في المشهور، وحكاه البكري بكسر اللام وهو كساء معروف مثل الرداء أو العباءة وهو أعجمي معرب والهاء في جمعه للعجمة ويدل هذا الحديث على أن أكثر أتباع الدجال اليهود ومن يعنقد التجسيم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [3450]، وأبو داود [4315].
7217 -
(2924)(91) حدثني هَارُونُ بن عَبدِ الله. حَدَّثَنَا حَجاجُ بن مُحَمدٍ قَال: قَال ابنُ جُرَيجٍ: حدّثني أَبُو الزبَيرِ؛ أَنهُ سَمِعَ جَابِرَ بنَ عَبْدِ الله يَقُولُ: أَخبَرَتنِي أم شَرِيكٍ؛ أَنهَا سَمِعَتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَفِرَّنَّ الناسُ مِنَ الدجالِ فِي الجبَالِ". قَالت أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ الله، فَأينَ العَرَبُ يَومَئِذٍ؟ قَال:"هُمْ قَلِيلٌ".
7218 -
(00)(00) وحدّثناه مُحَمدُ بن بَشارٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. قَالا: حَدَّثَنَا
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث أم شريك رضي الله عنهما فقال:
7217 -
(2924)(91)(حدثني هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي البزاز المعروف بالحمال، ثقة، من (10) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا حجاج بن محمد) المصيصي الأعور البغدادي، ثقة، من (9) روى عنه في (6) أبواب (قال) الحجاج (قال) عبد الملك (بن جريج) الأموي المكي، ثقة، من (6)(حدثني أبو الزبير) المكي (أنه سمع جابر بن عبد الله) رضي الله تعالى عنهما (يقول أخبرتني أم شريك) غزية أو غزيلة بنت دودان بن عمرو بن عامر العامرية الصحابية المشهورة رضي الله عنها، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في (2) بابين قتل الوزغ والفتن. وهذا السند من سداسياته (أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول) والله (ليفرن الناس) أي ليهربن المؤمنون (من) فتنة (الدجال في) شغف (الجبال) ورؤوسها (قالت أم شريك يا رسول الله فأين) يكون (العرب يومئذ) أي يوم إذ خرج الدجال، قال الطيبي: والفاء في قوله (فأين العرب) رابطة لجواب شرط مقدر تقديره أي إذا كان هذا حال الناس فأين المجاهدون في سبيل الله الذابُّون عن حريم الإسلام المانعون عن أهله صولة أعداء الله فكنى عنهم بها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم) أي العرب (قليل) فلا يقدرون عليه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في المناقب باب فضل العرب، وأحمد [6/ 462].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7218 -
(00)(00)(وحدثناه محمد بن بشار وعبد بن حميد) الكسي (قالا حدثنا
أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، بِهذَا الإِسْنَادِ.
7219 -
(2925)(92) حدثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ)، حَدَّثَنَا أَيوبُ، عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ رَهْطٍ، مِنْهُم أَبُو الدَّهْمَاءِ وَأَبُو قَتَادَةَ. قَالُوا: كُنا نَمُرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، نَأْتِي
ــ
أبو عاصم) النبيل الشيباني الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (12) بابا (عن ابن جريج) غرضه بيان متابعة أبي عاصم لحجاج بن محمد، وساق أبو عاصم (بهذا الإسناد) يعني عن أبي الزبير عن جابر عن أم شريك مثله.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أنس بحديث هشام بن عامر رضي الله عنه فقال:
7219 -
(2925)(92)(حدثني زهير بن حرب حدثنا أحمد بن إسحاق) بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق (الحضرمي) بفتح الحاء والراء بينهما ضاد ساكنة نسبة إلى حضرموت بلدة بأقصى اليمن أبو إسحاق البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار) الأنصاري مولاهم أبو إسماعيل البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا أيوب) السختياني العنزي البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (17) بابا (عن حميد بن هلال) العدوي البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (عن رهط) أي عن جماعة (منهم أبو الدهماء) قرفة بكسر أوله وسكون الراء بعدها فاء بن بهيس بموحدة ومهملة مصغرًا العدوي البصري، روى عن هشام بن عامر في الفتن، وعمران بن حصين، ويروي عنه (م عم) وحميد بن هلال، وثقه ابن معين، وقال العجلي: بصري تابعي، ثقة، وقال في التقريب: ثقة، من (3)(وأبو قتادة) العدوي البصري مختلف في صحبته اسمه نذير بن قنفذ، روى عن عمران بن حصين وعمر، ويروي عنه (م دس) وحميد بن هلال وإسحاق بن سويد، وثقه ابن معين، له عندهم حديثان في الإيمان والفتن (قالوا) أي قال أولئك الرهط (كنا نمر على هشام بن عامر) بن أمية الأنصاري النجاري البصري ابن عم أنس بن مالك، له ولأبيه صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها في الفتن، ويروي عنه (م عم) وحميد بن هلال وأبو قتادة العدوي وأبو الدهماء وأبو قلابة وغيرهم، حالة كوننا (نأتي
عِمْرَانَ بنَ حُصَينٍ. فَقَال ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ لَتُجَاوزُوني إِلَى رِجَالٍ، مَا كَانُوا بِأَخضَرَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنِّي. وَلَا أعلَمَ بِحَدِيثِهِ مِني. سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَا بَين خَلقِ آدَمَ إِلى قِيَامِ الساعَةِ خَلق أكبَرُ مِنَ الدَّجَّال"
ــ
عمران بن حصين) العدوي (فقال) لنا هشام بن عامر (ذات يوم إنكم) أيها الرهط (لتجاوزوني) أي لتمرون عليّ ماشين (إلى رجال) من الصحابة لأخذ الحديث منهم (ما كانوا بأحضر) أي أكثر حضورا (لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا) بـ (أعلم بحديثه مني) فإني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال) وسند هذا الحديث من سباعياته.
قوله (فقال ذات يوم) أي قال هشام بن عامر رضي الله عنه فالحديث المرفوع الآتي مروي عنه وتوهم الخطيب التبريزي رحمه الله تعالى صاحب مشكاة المصابيح أن قائله عمران بن حصين فجعل الحديث من مرويات عمران بن حصين، والحق أن الحديث مروي عن هشام بن عامر كما يظهر من مسند أحمد ومن مستدرك الحاكم ولفظ الحاكم عن حميد بن هلال قال: كان الناس يمرون على هشام بن عامر ويأتون عمران بن حصين، فقال هشام: إن هؤلاء يجتازون إلى رجل قد كنا أكثر مشاهدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه وأحفظ عنه لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر الحديث. قوله (ما كانوا بأحضر) إشارة إلى أن عمران بن حصين رضي الله عنه لم يكن أكثر إتيانا لمجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه يعني من هشام بن عامر والذي حمله على هذا الكلام شدة حرصه على تبليغ ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لينال أجره. قوله (ما بين خلق آدم) عليه السلام ما نافية (بين خلق آدم) ظرف اعتباري متعلق بمحذوف خبر مقدم (إلى قيام الساعة) متعلق بما تعلق به الظرف (خلق أكبر) مبتدأ مؤخر وصفته وسوغ الابتداء بالنكرة تقدم الخبر الظرفي عليه أو وصفه بنكرة لإفادته التخصيص والتقدير ما خلق أكبر من الدجال موجودين بين خلق آدم إلى قيام الساعة، والمعنى ليس بينهما خلق أعظم فتنة من الدجال لعظم فتنته وبليته ولشدة تلبيسه ومحنته.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف ولكن شاركه أحمد [4/ 19]، والحاكم في المستدرك [4/ 528].
7220 -
(00)(00) وحدثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيدُ الله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أيوبَ، عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ ثَلاثةِ رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ، فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ، قَالُوا: كُنا نَمرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ. بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مخْتَارٍ. غَيرَ أَنهُ قَال:"أَمرٌ أكبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ".
7221 -
(2926)(93) حدَّثنا يَحيَى بن أَيوبَ وَقُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَابنُ حُجْرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسماعِيلُ، (يَعْنُونَ ابْنَ جَعفَرٍ)، عَنِ الْعَلاءِ،
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث هشام بن عامر رضي الله عنهما فقال:
7220 -
(00)(00)(حدثني محمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي، صدوق، من (10) روى عنه في (11) بابا (حدثنا عبد الله بن جعفر) بن غيلان الأموي مولاهم (الرقي) ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا عبيد الله بن عمرو) بن أبي الوليد الأسدي مولاهم أبي وهب الجزري الرقي، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (عن أيوب) السختياني (عن حميد بن هلال عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة) العدوي (قالوا) أي قال أولئك الرهط (كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين) وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة عبيد الله بن عمرو لعبد العزيز بن المختار، وساق عبيد الله بن عمرو (بمثل حديث عبد العزيز بن مختار) عن أيوب (غير أنه) أي لكن أن عبيد الله بن عمرو (قال) في روايته (أمر أكبر) فتنة وشوكة (من الدجال) بدل قول عبد العزيز (خلق أكبر) والمعنى واحد.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثا لحديث أنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
7221 -
(2926)(93)(حدثنا يحيى بن أيوب) المقابري البغدادي، ثقة، من (10)(وقتيبة بن سعيد و) علي (بن حجر) السعدي المروزي، ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابا (قالوا حدثنا إسماعيل يعنون ابن جعفر) بن أبي كثير الزرقي المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (12) بابا (عن العلاء) بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَو الدُّخَانَ، أَو الدَّجَّال، أَو الدابةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكم، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ"
ــ
صدوق، من (5) روى عنه في (4) أبواب (عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني ثقة، من (3) روى عنه في (5) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال ستًّا) أي سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة قبل وقوعها وحلولها فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يُقبل ولا يُعتبر، وعبارة القرطبي قوله (بادروا) أي سابقوا بالأعمال الصالحة واغتنموا التمكن منها قبل أن يحال بينكم وبينها بداهية من هذه الدواهي المذكورة فيفوت العمل للمانع أو تعدم منفعته لعدم القبول. وقوله (طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) بالنصب في جميعها بدل من قوله ستًّا بدل تفصيل من مجمل. وقد تقدم الكلام على أكثر هذه الست. وقوله (أو خاصة أحدكم) يعني به الموانع التي تخصه مما يمنعه العمل كالمرض والكبر والفقر المنسي والغنى المطغي والعيال والأولاد والهموم والأنكاد والفتن والمحن إلى غير ذلك مما لا يتمكن الإنسان مع شيء منه من عمل صالح أو لا يسلم له، وهذا المعنى هو الذي فصله في حديث آخر حيث قال "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم [4/ 306]. وقوله (أو أمر العامة) يعني الاشتغال بهم فيما لا يتوجه على الإنسان غرضه فإنهم يفسدون من يقصد إصلاحهم ويهلكون من يريد حياتهم لا سيما في مثل هذه الأزمان التي قد مرجت فيها عهودهم وخانت أماناتهم وغلبت عليهم الجهالات والأهواء وأعانتهم الظلمة والسفهاء وعلى هذا فعلى العامل أن يهتم بخصوصية نفسه والإعراض عن أبناء جنسه إلى حلول رمسه أعاننا الله تعالى على ذلك بفضله وكرمه وجوده. وقد جاءت هذه الستة في هذه الرواية معطوفة بـ (أو) فيجوز أن تكون للتنويع أي اتقوا أن يصيبكم أحد هذه الأنواع ويصح أن تكون بمعنى الواو كما جاءت في الرواية الأخرى اهـ من المفهم.
والمعنى بادروا بالأعمال الصالحة وسارعوا إلى الإتيان بها قبل أن تظهر هذه
7222 -
(00)(00) حدَّثنا أُميَّةُ بْنُ بَسْطَامَ العَيشِيُّ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن زُرَيعٍ. حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَن قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَن زَيادِ بنِ رِيَاحٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّال، وَالدُّخَانَ، وَدَابةَ الأرض، وَطُلُوعَ الشمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَأَمرَ الْعَامة، وَخُوَيصَةَ أَحَدِكُمْ"
ــ
العلامات الست إذ يعسر العمل فيما بعدها أو لا يقبل عندها. وقوله (أو خاصة أحدكم) يعني العلامة التي تخص أحدكم والمراد منها الموت فإن من مات قامت قيامته، وقيل هو ما يختص به الإنسان من الشواغل المتعلقة بنفسه أو ماله أو ما يهتم به، ووقع في الرواية الآتية (خويصة) بالتصغير لاستصغارها في جنب الحوادث التي قبلها (أو أمر العامة) ذكر النووي أن المراد به القيامة لأنها تعم الناس كلهم، وقال علي القاري في المرقاة: أي الفتنة التي تعم الناس أو الأمر الذي يستبد به العوام ويكون من قبلهم دون الخواص اهـ.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات الست لكنه شاركه أحمد في مسنده [2/ 337]، والبغوي في شرح السنة [15/ 44]، والحاكم في المستدرك [4/ 516].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7222 -
(00)(00)(حدثنا أمية بن بسطام) بن المنتشر (العيشي) البصري، صدوق، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا يزيد بن زريع) التيمي العيشي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (12) بابا (حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن) بن أبي الحسن البصري (عن زياد بن رياح) بالكسر والمثناة التحتية وبفتح الراء مع الموحدة اهـ سنوسي. القيسي البصري أو المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (2) بابين الجهاد والفتن (عن أبي هريرة) رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة زياد بن رياح لعبد الرحمن بن يعقوب (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال ستًّا) أي سارعوا بالأعمال الصالحة قبل حصول واحد من ستة أمور (الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها و) قبل حيلولة الاشتغال بـ (أمر العامة) إياك عن العمل الصالح (و) قبل حيلولة الاشتغال بـ (خويصة أحدكم) عن العمل الصالح أي الاشتغال بأمر خاص بك أي بنفسك أو بأهلك أو بولدك .. إلخ كما مر بيانها عن القرطبي.
7223 -
(00)(00) وحدثناه زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَن قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
7224 -
(2927)(94) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا حَمادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ قُرةَ، عَنْ مَعْقِل بْنِ يَسَارٍ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، رَدَّهُ إِلَى مُعَاويةَ بْنِ قُرَّةَ. رَدَّهُ إِلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ. رَدَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7223 -
(00)(00)(وحدثناه زهير بن حرب ومحمد بن المثنى قالا حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث) بن سعيد العنبري البصري، صدوق، من (9)(حدثنا همام) بن يحيى بن دينار الأزدي البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (12) بابا (عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (20) بابا، غرضه بيان متابعة همام لشعبة وساق همام (بهذا الإسناد) يعني عن الحسن عن زياد عن أبي هريرة (مثله) أي مثل ما حدث شعبة عن قتادة.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو فضل العبادة في الهرج بحديث معقل بن يسار رضي الله عنه فقال:
7224 -
(2927)(94)(حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي النيسابوري (أخبرنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (عن معلى بن زياد) القردوسي البصري، صدوق، من (7) روى عنه في (2) بابين الجهاد والفتن (عن معاوية بن قرة) بن إياس المزني البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (6) أبواب (عن معقل بن يسار) المزني البصري الصحابي الشهير رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا حماد) بن زيد (عن المعلى بن زياد رده) أي رد المعلى هذا الحديث ونسبه وأسنده (إلى معاوية بن قرة رده) أي رد معاوية بن قرة هذا الحديث (إلى معقل بن يسار رده) أي رد معقل بن يسار هذا الحديث (إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته
قَال: "العِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إليَّ".
7225 -
(00)(00) وَحَدثَنِيهِ أَبُو كَامِلٍ. حَدَّثَنَا حَمادٌ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَه.
7226 -
(2928)(95) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحْمَنِ، (يَعْنِي
ــ
أيضًا، غرضه بيان متابعة قتيبة ليحيى بن يحيى (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (العبادة في الهرج) بفتح الهاء وسكون الراء أصله الاختلاط والقتل والمراد منه هنا الفتنة، قال النووي: المراد بالهرج الفتنة واختلاط أمور الناس وحكمة كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد من الناس اهـ (كهجرة إلي) والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات.
وعبارة القرطبي هنا: قد تقدم أن الهرج الاختلاط والارتباك ويراد به هنا الفتن والقتل واختلاط الناس بعضهم في بعض، والمتمسك بالعبادة في ذلك الوقت والمنقطع إليها المعتزل عن الناس أجره كأجر المهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يناسبه من حيث إن المهاجر قد فر بدينه عمن يصده عنه إلى الاعتصام بالنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك المنقطع للعبادة فر من الناس بدينه إلى الاعتصام بعبادة ربه فهو على التحقيق قد هاجر إلى ربه وفر من جميع خلقه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه فقال:
7225 -
(00)(00)(وحدثنيه أبو كامل) الجحدري فضيل بن حسين البصري (حدثنا حماد) بن زيد، غرضه بيان متابعة أبي كامل ليحيى بن يحيى، وساق أبو كامل (بهذا الإسناد) السابق يعني عن معلى بن زياد إلى آخره، وساق أبو كامل (نحوه) أي نحو حديث يحيى بن يحيى.
وشارك المؤلف في هذا الحديث الترمذي في الفتن [2201]، وابن ماجه باب الوقوف عند الشبهات [3985].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو قرب الساعة بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
7226 -
(2928)(95) (حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن يعني
ابْنَ مَهْدِيٍّ)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الأَقمَرِ، عَن أَبِي الأَحوَصِ، عَن عَبْدِ الله، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"لَا تَقُومُ الساعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ الناسِ".
7227 -
(2929)(96) حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ وَعَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بن سَعِيدٍ، (وَاللفْظُ
ــ
ابن مهدي) بن حسان الأزدي البصري، ثقة، من (9)(حدثنا شعبة عن علي بن الأقمر) بن عمرو بن الحارث الهمداني الوادعي بكسر الدال المهملة وبالعين المهملة أبي الوازع الكوفي، ثقة، من (4) روى عنه في (2) بابين الصلاة والفتن (عن أبي الأحوص) عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي مشهور بكنيته، ثقة، من (3) روى عنه في (5) أبواب (عن عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) وخبائثهم ورذائلهم وهو لكع بن لكع لما سبق من أن أهل الإيمان تقبض أرواحهم قبل ذلك.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات ولكنه شاركه أحمد في مسنده [1/ 435]، والحاكم في المستدرك [4/ 494]، والبغوي في شرح السنة [15/ 98].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن مسعود بحديث سهل بن سعد رضي الله عنهما فقال:
7227 -
(2929)(96)(حدثنا سعيد بن منصور) بن شعبة أبو عثمان الخراساني نزيل مكة، ثقة، من (10) روى عنه في (15) بابا (حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن) بن محمد بن عبد الله القاري المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (وعبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني، الفقيه، صدوق، من (8) روى عنه في (6) أبواب (عن أبي حازم) سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (13) بابًا (عن سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبي العباس المدني رضي الله عنه، روى عنه في (5) أبواب. وهذا السند من رباعياته (قال) سهل (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا قتيبة بن سعيد واللفظ
لَهُ)، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ أَنهُ سَمِعَ سَهْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ التِي تَلِي الإِبْهَامَ وَالْوُسْطَي، وَهُوَ يَقُولُ:"بُعِثْتُ أَنا وَالساعَةُ هَكَذَا"
ــ
له حدثنا يعقوب) بن عبد الرحمن القاري (عن أبي حازم أنه سمع سهلًا) بن سعد رضي الله عنه (يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من رباعياته، حالة كونه (يشير بأصبعه) الشريفة (التي تلي الإبهام) وهي المسبحة (والوسطى) معطوف على إصبعه أي يشير بالمسبحة وبالوسطى (وهو يقول) بلسانه (بُعثت) إلى الخلق كافة (أنا والساعة) متقاربان (هكذا) أي تقاربا مثل تقارب هاتين الإصبعين يعني ليس بيني وبين الساعة فصل كبير كما أنه لا فصل بين هاتين الإصبعين، وهو كناية عن قرب القيامة، وإن فصل ألف سنة أو ألفين أو أكثر كلا فصل بالنسبة إلى مدة الدنيا كلها، قال النووي: قيل المراد بينهما شيء يسير كما أنه بين الإصبعين شيء يسير في الطول والقصر، وقيل هو إشارة إلى قرب المجاورة اهـ.
قال القرطبي: قوله (بُعثت أنا والساعة هكذا) رويته بضم الساعة عطفًا على ضمير الفاعل بعد تأكيده بالضمير المنفصل، وهكذا جار ومجرور حال من الفاعل وما عطف عليه تقديره حالة كوننا مقترنين، ورويته بنصب الساعة على أنه مفعول معه والعامل فيه بُعثت والتقدير بُعثت أنا مع الساعة متصلين هكذا فعلى النصب يقع التشبيه بالضم، وعلى الرفع يحتمل هذا ويحتمل أن يقع بالتفاوت الذي بين السبابة والوسطى فتأمله. ويدل عليه قول قتادة في بعض روايات حديث أنس "كفضل إحداهما على الأخرى" وحاصله تقريب أمر الساعة التي هي القيامة وسرعة مجيئها، وهذا كما قال تعالى:{فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18]، قال الحسن: أول أشراطها محمد صلى الله عليه وسلم اهـ من المفهم.
قال القاضي: وقد حاول بعض الناس أن يجعل نسبة ما بينهما كنسبة ما بقي من عمر الدنيا مما مضى في أخبار لا تصح لكن أبو داود ذكر تأخير هذه الأمة بنصف يوم وفسره بخمسمائة عام فيأتي من حساب أيام الدنيا نصف سبع وهو قريب مما بين الإصبعين المذكورين اهـ من الأبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في الرقاق باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "بُعثت أنا والساعة كهاتين"[6503]، وأحمد [5/ 330]، والبغوي [15/ 98].
7228 -
(2930)(97) حدَّثنا مُحَمدُ بن الْمُثَنَّى وَمُحَمدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَال: سَمِعتُ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أنسُ بْنُ مَالِكِ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بُعِثتُ أَنا وَالساعَةُ كَهَاتَينِ".
قَال شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى. فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَهُ عَن أَنَسٍ، أَوْ قَالهُ قَتَادَةُ.
7229 -
(00)(00) وحدثنا يَحْيى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث أنس رضي الله عنهما فقال:
7228 -
(2930)(97)(حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر) غندر (حدثنا شعبة قال سمعت قتادة حدثنا أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعثت أنا والساعة) متصلين أو متقاربين (كهاتين) الإصبعين السبابة والوسطى تقدم ما فيه، في الحديث قبله (قال شعبة) بالسند السابق (وسمعت قتادة يقول) أي يزيد (في قصصه) وروايته لهذا الحديث في بعض الأحيان لفظة (كفضل إحداهما على الأخرى) أي متفاضلين في الطول والقصر كتفاضل إحدى هاتين على الأخرى في الطول، قال شعبة (فلا أدري) ولا أعلم (أذكره) أي هل ذكر قتادة هذا اللفظ الزائد راويًا (عن أنس أو قاله) أي أو قال هذا الزائد (قتادة) من عند نفسه تفسيرًا للحديث، وقوله (كفضل إحداهما على الأخرى) هذا أحد التفاسير المحتملة لقوله صلى الله عليه وسلم:"بُعثت أنا والساعة هكذا" ومعناه أن الفرق بيني وبين القيامة كالفرق فيما بين السبابة والوسطى في الطول وهو قدر أنملة تقريبًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق [6504]، والترمذي في الفتن [2214]، وأحمد [3/ 124 و 130].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
7229 -
(00)(00)(وحدثنا يحيى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) البصري، ثقة،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ، (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ)، حَدَّثَنَا شُعبَةُ. قَال: سَمِعْتُ قَتَادَةَ وَأَبَا التَّيَّاحِ يُحَدِّثَانِ؛ أَنَّهُمَا سَمِعَا أنسًا يُحَدِّثُ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: "بُعِثْتُ أَنا وَالساعَةَ هَكَذَا". وَقَرَنَ شُعْبَةُ بَينَ إِصْبَعَيهِ. الْمُسَبحَةِ وَالْوُسْطَى، يَحْكِيهِ.
7230 -
(00)(00) وحدثنا عُبَيدُ الله بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ الْوَلِيدِ. حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعفَرٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِهذَا.
7231 -
(00)(00) وحدثناه مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
ــ
من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا خالد يعني ابن الحارث) بن عبيد الهجيمي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (حدثنا شعبة) غرضه بيان متابعة خالد بن الحارث لمحمد بن جعفر (قال) شعبة (سمعت قتادة وأبا التياح) يزيد بن حميد الضبعي البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (7) أبواب (يحدثان أنهما سمعا أنسًا يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بُعثت أنا والساعة) أي بُعثت أنا مع الساعة متقارنين متصلين (هكذا) أي مثل اتصال هاتين مع التفاضل (وقرن شعبة بين إصبعيه المسبحة والوسطى) وضم إحداهما إلى الأخرى حالة كون شعبة (يحكيه) أي يحكي التشبيه المذكور في الحديث ويصفه ويفسره بالقرن بين إصبعيه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
7230 -
(00)(00)(وحدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ (ح وحدثنا محمد بن الوليد) بن عبد الحميد القرشي العامري البصري الملقب بحمدان، ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا محمد بن جعفر قالا) أي قال معاذ بن معاذ ومحمد بن جعفر (حدثنا شعبة عن أبي التياح) يزيد بن حميد البصري (عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم غرضه بيان متابعة معاذ بن معاذ ومحمد بن جعفر لخالد بن الحارث، وساقا (بهذا) الحديث الذي ذكر خالد بن الحارث.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
7231 -
(00)(00)(وحدثناه محمد بن بشار حدثنا) محمد بن إبراهيم (بن أبي
عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمْزَةَ، (يَعْنِي الضَّبِّيَّ)، وَأبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أنسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِهِمْ.
7232 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو غَسانَ الْمِسْمَعِيُّ. حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْبَدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَينِ".
قَال: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالوُسْطَى
ــ
عدي) السلمي البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (8) أبواب (عن شعبة عن حمزة) بن عمر العائذي (يعني الضبي) نسبة إلى عائذ الله بن ضبة أبي عمر البصري، روى عن أنس بن مالك في الفتن وعلقمة بن وائل، ويروي عنه (م دس) وشعبة وابنه عمر، قال النسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: صدوق، من الرابعة، قال ابن حبان: وهم من ضبطه بالجيم والراء (و) عن (أبي التياح) يزيد بن حميد (عن أنس) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة ابن أبي عدي لمحمد بن جعفر وخالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ في رواية هذا الحديث عن شعبة، وساق ابن أبي عدي (عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديثهم) أي بمثل حديث هؤلاء الثلاثة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
7232 -
(00)(00)(وحدثنا أبو غسان المسمعي) مالك بن عبد الواحد البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا معتمر) بن سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من (9)(عن أبيه) سليمان بن طرخان، ثقة، من (5)(عن معبد) بن هلال العنزي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (3) أبواب (عن أنس) بن مالك. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة معبد لمن روى عن أنس (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعثت أنا والساعة كهاتين، قال) أنس (وضم) النبي صلى الله عليه وسلم (السبابة والوسطى).
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث ابن مسعود مع عائشة رضي الله عنهما فقال:
7233 -
(2931)(98) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَن أَبِيهِ، عَن عَائِشَةَ، قَالتْ: كَانَ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَألُوهُ عَنِ الساعَةِ: مَتَى الساعَةُ؟ فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَقَال: "إِنْ يَعِشْ هَذَا، لَمْ يُدْرِكهُ الْهَرَمُ، قَامَتْ عَلَيكُمْ سَاعَتُكُمْ"
ــ
7233 -
(2931)(98)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب) محمد بن العلاء (قالا حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي (عن هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (قالت) عائشة (كان الأعراب) أي سكان البوادي (إذ قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة) أي عن وقت قيامها بقولهم له (متى الساعة) أي في أي وقت قيام الساعة (فنظر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى أحدث إنسان منهم) أي إلى أصغرهم سنا، ووقع في الرواية الآتية أنه كان غلامًا من الأنصار اسمه محمد، وفي أخرى بعدها أنه كان من أزد شنوءة، وفي أخرى بعدها أنه كان غلامًا للمغيرة بن شعبة وكان من أقران أنس وكان أنس حينئذ بنحو سبع عشرة سنة اهـ فتح الباري [11/ 363](فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن يعش) من باب باع أي إن يعش (هذا) الغلام (لم يدركه الهرم) أي الشيخوخة حتى (قامت عليكم ساعتكم) أي موتكم فهو على حذف حتى كما قدرناه كذا فسره هشام بن عروة عند البخاري والدليل عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أضاف الساعة إلى المخاطبين والقيامة لا تختص ببعض دون بعض وهو نظير قوله عليه السلام "أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها الآن أحد" ووقع الأمر كذلك فإن آخر من بقي ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة كما جزم به مسلم وغيره وكانت وفاته سنة عشر ومائة من الهجرة وذلك عند تمام مائة سنة من وقت تلك المقالة اهـ فتح الباري.
وفي بعض الرواية من حديث أنس التالي "إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" وفي بعضها "إن عُمِّر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" وفي بعضها "إن يؤخر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" قال القاضي: هذه الروايات
7234 -
(2933)(99) وحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَن رَجُلًا سَألَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: مَتَى تَقُومُ الساعَةُ؟ وَعِنْدَهُ غُلامٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ مُحَمدٌ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغلامُ، فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ، حَتى تقُومَ الساعَةُ".
7235 -
(00)(00) وحدثني حَجاجُ بْنُ الشاعِرِ. حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرْبٍ
ــ
كلها محمولة على معنى الأول والمراد بساعتكم موتكم ومعناه بموت ذلك الفرد أو أولئك المخاطبين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق باب سكرات الموت [6511]. ثم استشهد المؤلف لحديث ابن مسعود بحديث آخر لأنس رضي الله عنهما فقال:
7234 -
(2933)(99)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد) بن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب، ثقة، من (9) روى عنه في (8) أبواب (عن حماد بن سلمة) الربعي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (16) بابا (عن ثابت) بن أسلم البناني، ثقة، من (4) روى عنه في (14) بابا (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تقوم الساعة) ولم أو من ذكر اسم هذا الرجل (وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يعش هذا الغلام) ولم يمت (فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة).
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات ولكنه شاركه أحمد [3/ 228].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس هذا رضي الله عنه فقال:
7235 -
(00)(00)(وحدثني حجاج) بن يوسف الثقفي البغدادي المعروف بـ (ابن الشاعر) ثقة، من (11) روى عنه في (14) بابا (حدثنا سليمان بن حرب) الأزدي الواشحي بمعجمة ثم مهملة نسبة إلى واشح بطن من الأزد أبو أيوب البصري، ثقة، من
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (يَعْنِي ابنَ زيْدٍ)، حَدَّثَنَا مَعبَدُ بن هِلالٍ العَنَزِيُّ، عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ؛ أن رَجُلًا سَأَلَ النبِي صلى الله عليه وسلم قَال: مَتَى تَقُومُ الساعَةُ؟ قَال: فَسَكَتَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم هُنَيهَةً. ثُم نَظَرَ إِلَى غُلام بَينَ يَدَيهِ مِن أَزدِ شَنُوءَةَ. فَقَال: "إِنْ عُمِّرَ هذَا، لَمْ يُدْرِكْهُ الهرَمُ حَتى تَقُومَ الساعَةُ".
قَال: قَال أَنَسٌ: ذَاكَ الْغُلامُ مِن أَتْرَابِي يَوْمئِذٍ.
7236 -
(00)(00) حدَّثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الله. حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسلِمٍ. حَدَّثَنَا هَمامٌ
ــ
(9)
روى عنه في (5) أبواب (حدثنا حماد يعني ابن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (حدثنا معبد بن هلال العنزي) البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (3) أبواب (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة معبد لثابت (أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم لم أر من ذكر اسم هذا الرجل كما مر (قال متى تقوم الساعة؟ قال) أنس (فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة) تصغير هنة أي زمنًا يسيرًا فلم يجبه لعله لانتظار الوحي (ثم نظر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة) بفتح الشين، قبيلة مشهورة باليمن، ولعل هذا الغلام هو المذكور في الرواية الأولى الذي سماه بمحمد (فقال إن عُمِّر هذا) الغلام (لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة) قال النووي: يحتمل أنه علم أن ذلك الغلام لا يبلغ الهرم ولا يُعمّر ولا يؤخر اهـ (قال) معبد (قال) لنا (أنس) بالسند السابق (ذاك الغلام من أترابي) أي من أقراني (يومئذ) أي يوم إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث، والأتراب جمع ترب بكسر التاء وهو متحد السن، مشتق من التراب لأن الأتراب يلعبون في التراب معًا وقد سبق أن أنسًا كان يومئذ ابن نحو سبع عشرة سنة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
7236 -
(00)(00)(حدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي البزاز، ثقة، من (10) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا عفان بن مسلم) بن عبد الله الصّفار الأنصاري أبو عثمان البصري، ثقة، من كبار (10) روى عنه في (15)(حدثنا همام) بن يحيى بن
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَن أَنَسٍ، قَال: مَرَّ غُلامٌ لِلمُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَكَانَ مِن أَقرَانِي. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِن يُؤَخَّر هَذا، فَلَنْ يُدرِكَهُ الهرَمُ، حَتى تَقُومَ الساعَةُ".
7237 -
(2933)(100) حدّثني زُهَيرُ بن حَرْبٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ، عَنْ أَبِي الزنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال: "تَقُومُ الساعَةُ وَالرجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ،
ــ
دينار الأزدي البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (12) بابا (حدثنا قتادة عن أنس) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة قتادة لثابت ومعبد (قال) أنس (مر غلام للمغيرة بن شعبة) بن أبي عامر الثقفي الكوفي رضي الله عنه، ولم أر من ذكر اسم الغلام (وكان) ذلك الغلام (من أقراني) أي من أترابي وتقدم لك بيان معنى الترب (فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يؤخر هذا) الغلام وعُمر (فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة) وبين هذه الرواية والرواية الأولى معارضة من حيث نسبة الولد لأنه قال في الأول غلام من الأنصار وفي هذه قال غلام للمغيرة فيُجمع بينهما بترجيح رواية ثابت على رواية قتادة لأن قتادة مدلس فروى عن أنس بالعنعنة والله أعلم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا الحديث ابن مسعود بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
7237 -
(2933)(100)(حدثني زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان الأموي مولاهم المدني (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، حالة كون أبي هريرة (يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أي يرفع ويسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (تقوم الساعة) أي القيامة (والرجل) أي والحال أن الرجل من الناس (يحلب) من باب نصر (اللقحة) قال في النهاية: اللقحة بالكسر والفتح مع سكون القاف فيهما الناقة القريبة العهد بالنتاج والجمع لقح نظير قربة وقرب يقال لقحت لقحًا ولقاحًا وناقة لقوح إذا كانت غزيرة اللبن اهـ وفي المصباح: اللقحة بالكسر الناقة ذات لبن والجمع لقح مثل سدرة وسدر أو مثل قصعة وقصع أي يحلب لبن الناقة
فَمَا يصِلُ الإِنَاءُ إِلَى فِيهِ حَتَّى تقُومَ. وَالرَّجُلانِ يَتَبايَعَانِ الثَّوْبَ، فَمَا يَتَبَايَعَانِهِ حَتَّى تَقُومَ. وَالرَّجُلُ يلِطُ فِي حَوْضِهِ، فَمَا يَصْدُرُ حَتَّى تَقُومَ".
7238 -
(2934)(101) حدَّثنا أَبُو كُرَيبٍ. مُحَمدُ بْنُ الْعَلاءِ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا بَينَ النفْخَتَينِ
ــ
في الإناء ليشربه (فما يصل الإناء) الذي حلب فيه اللبن ليشربه (إلى فيه) أي إلى فمه (حتى تقوم) الساعة (والرجلان) من الناس (يتبايعان الثوب) أي يريدان أن يتعاقدا عقد البيع على الثوب بالإيجاب والقبول (فما يتبايعان) أي فما يتمان عقد البيع على الثوب (حتى تقوم) الساعة (والرجل يلط في حوضه) أي يريد أن يصلح حوضه بالتطيين والتنظيف ليسقي فيه إبله (فما يصدر) أي فما يفرغ من إصلاحه فضلًا عن سقي إبله فيه (حتى تقوم) الساعة.
قوله (يلط في حوضه) هكذا هو في معظم النسخ بفتح الياء وكسر اللام وتخفيف الطاء، وفي بعضها يليط بزيادة ياء، وفي بعضها يلوط، ومعنى الجميع واحد وهو أنه يطيِّنه ويصلحه اهـ نووي. ورُوي (يلط) بتشديد الطاء كما ذكره القاضي عياض ومعنى الجميع واحد وهو الإصلاح والتطيين. قوله (فما يصدر) بضم الدال من باب قعد أي يرجع.
وحاصل هذا الحديث أن الساعة تقوم بغتة كما قال تعالى: {لَا تَأْتِيكُمْ إلا بَغْتَةً} [الأعراف: 187] اهـ مفهم.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن الجميع والله أعلم.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الرابع من الترجمة وهو ذكر ما بين النفختين بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7238 -
(2934)(101)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) الهمداني الكوفي (حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي (عن الأعمش عن أبي صالح) ذكوان السمان (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين) نفخة الصعق والإماتة، ونفخة
أَرْبَعُونَ". قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيرَةَ، أَرْبَعُونَ يَومًا؟ قَال: أَبيتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهرًا؟ قَال: أَبَيْتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَال: أَبَيتُ: "ثُم يُنْزِلُ الله مِنَ السمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ".
قَال: "وَلَيسَ مِنَ الإنْسَانِ شَيءٌ إِلا يَبْلَى. إِلا عَظمًا وَاحِدًا، وَهُوَ عَجْبُ الذنَبِ
ــ
البعث والإحياء أي مدة ما بينهما (أربعون، قالوا) أي قال الحاضرون عند أبي هريرة (يا أبا هريرة) ما بينهما (أربعون يومًا؟ قال) أبو هريرة (أبيت) أي امتنعت عن تعيينه باليوم (قالوا أربعون شهرًا؟ قال أبيت، قال أربعون سنة؟ قال أبيت) عن ذلك، والمعنى أبيت أن أجزم بأن المراد أربعون يومًا أو شهرًا أو سنة بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة، ولابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش في هذا الحديث قال: أعييت من الإعياء وهو التعب، وكأنه أشار إلى كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه، وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن الصلت عن الأعمش في هذا الحديث أربعون سنة وهو شاذ، وأخرج من وجه ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة ووقع في جامع ابن وهب أربعون جمعة وسنده منقطع اهـ فتح الباري [8/ 552]. وهذا الحديث يشير إلى قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]، وقول أبي هريرة (أبيت أبيت لما سُئل عن الأربعين ما هي) يدل على أنه كان عنده من ذلك علم وامتنع من بثه لأنه لا ترهق إليه حاجة ولا يتعلق به عمل، ويحتمل أن لا يكون عنده علم من ذلك، وقوله (أبيت أبيت) يعني أبيت أن أسأل عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بُعد اهـ مفهم (ثم) بعد نفخة الصعق والإماتة (يُنزل الله) عز وجل (من السماء ماء) كمني الرجال فتتكون فيه الأجسام بقدرة الله تعالى وعن ذلك عبر بقوله (فينبتون كما ينبت البقل) أي ينبت الخلائق من ذلك الماء كما ينبت البقل والخضروات من المطر أي فإذا تهيأت الأجسام وكمُلت نُفخ في الصور نفخة البعث فخرجت الأرواح من المحال التي هي فيها، قال بعضهم: فتأتي كل روح إلى جسدها فيحييه الله بها، كل ذلك في لحظة بدليل قوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وليس من) أجزاء (الإنسان شيء إلا يبلى) ويفنى (إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب) بفتح العين وسكون
وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
ــ
الجيم ويقال فيه بالباء وبالميم وهو عظم لطيف في أسفل الصلب، وقيل هو رأس العصعص بضم العينين بينهما صاد ساكنة وهو مكان رأس الذنب بفتح النون من ذوات القوائم الأربع، وأخرج الحاكم وأبو يعلى عن أبي سعيد رضي الله عنه قيل: يا رسول الله ما عجب الذنب؟ قال: "مثل حبة خردل" قال ابن الجوزي: قال ابن عقيل: لله في هذا سر لا يعلمه إلا هو لأن من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء يبني عليه، ويحتمل أن يكون ذلك جُعل علامة للملائكة على إحياء كل إنسان بجوهره ولا يحصل العلم بذلك للملائكة إلا بإبقاء عظم كل شخص ليعلم أنه إنما أراد بذلك إعادة الأرواح إلى تلك الأعيان التي هي جزء منها ولولا إبقاء شيء منها لجوزت الملائكة أن الإعادة إلى أمثال الأجساد لا إلى نفس الأجساد اهـ فتح الباري، وفي رواية "كل ابن آدم تأكله الأرض" أي تبليه وتصيره إلى أصله الذي هو التراب وهذا عام مخصص بقوله صلى الله عليه وسلم:"حرم الله تعالى على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" رواه ابن عساكر [3/ 157] وبقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤذن المحتسب كالمتشحط في دمه وإن مات لم يُدوّد في قبره" رواه الطبراني في الكبير [12/ 13554] وانظره في الترغيب والترهيب [377] وظاهر هذا أن الأرض لا تأكل أجساد الشهداء والمؤذنين المحتسبين وقد شوهد هذا فيمن اطلع عليه من الشهداء فوُجدوا كما دُفنوا بعد آماد طويلة كما ذكر في السير وغيرها اهـ من المفهم.
(ومنه) أي ومن عجب الذنب (يُركّب الخلق) الجديد (يوم القيامة) والمعنى أي أن أول ما خُلق من الإنسان هو ثم إن الله تعالى يبقيه إلى أن يركب الخلق منه تارة أخرى اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في تفسير سورة الزمر باب ونفخ في الصور [4814]، وفي تفسير سورة عم يتساءلون باب يوم ينفخ في الصور [4935]، وأبو داود في السنة باب في ذكر البعث والصور [4743]، والنسائي في الجنائز باب أرواح المؤمنين [2077]، وابن ماجه في الزهد باب ذكر القبر والبلى [4320]، والبغوي في شرح السنة في الفتن [4300].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7239 -
(00)(00) وحدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، (يَعْنِي الْحِزَاميَّ)، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأعرَجِ، عَنْ أبي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"كلُّ ابْنِ آدمَ يَأكلُهُ الترَابُ إِلا عَجْبَ الذنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ".
7240 -
(00)(00) وحدثنا مُحَمدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَال: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِن فِي الإِنْسَانِ عَظْمًا لَا تَأكلُهُ الأَرْضُ أَبدًا، فِيهِ يُرَكَّبُ
ــ
7239 -
(00)(00)(وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام (يعني) القرشي الأسدي (الحزامي) المدني، ثقة، من (7) روى عنه في (6) أبواب (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة الأعرج لأبي صالح (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل) أجزاء جسم (ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه) أي من عجب الذنب (خلق) أي بدء خلقه في البداية (وفيه) أي وفي عجب الذنب (يركب) خلقه عند الإعادة، قال الباجي: وهو أول ما خُلق من بني آدم وهو الذي يبقى ليعاد تركيب الخلق عليه اهـ من الأبي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
7240 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (11) روى عنه في (11) بابا (حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني (حدثنا معمر) بن راشد (عن همام بن منبه قال) همام (هذا) الحديث الذي أمليه عليكم من صحيفتي (ما حدَّثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث) كثيرة (منها) قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا (و) منها (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في) جسم (الإنسان عظمًا) لطيفًا (لا تأكله) ولا تبليه (الأرض أبدًا) أي في جميع ما يُستقبل من الزمان (فيه) أي في ذلك العظم أي عليه (يركب)
يَومَ الْقِيَامَةِ" قَالُوا: أَيُّ عَظمٍ هُوَ يَا رَسُولَ الله؟ قَال: "عَجْبُ الذَّنَبِ"
ــ
الإنسان أي جسمه إذا أراد الله تعالى إعادته (يوم القيامة، قالوا) أي قال الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي عظم) من عظام الإنسان (هو) أي ذلك العظم الذي يُركّب عليه الإنسان (يا رسول الله؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم هو (عجب الذنب) أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب وهو رأس العصعص كما مر البحث عنه والله أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث اثنا عشر حديثا: الأول حديث أنس بن مالك ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني حديث جابر بن عبد الله ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والثالث حديث هشام بن عامر ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والخامس حديث معقل بن يسار ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والسادس حديث ابن مسعود ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة، والسابع حديث سهل بن سعد ذكره للاستشهاد، والثامن حديث أنس الأول ذكره للاستشهاد وذكر فيه أربع متابعات، والتاسع حديث عائشة رضي الله عنها ذكره للاستشهاد، والعاشر حديث أنس الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والحادي عشر حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستشهاد، والثاني عشر حديث أبي هريرة الثالث ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة وذكر فيه متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصلت إلى هنا يوم الأربعاء 23/ 8 / 1428 هـ.
***