الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
772 - (16) باب ضيق معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم
7264 -
(2949)(116) حدثني زُهَيرُ بن حَربٍ. حَدَّثَنَا مُحَمدُ بن فُضَيلٍ، عَن أَبِيهِ، عَن عُمَارَةَ بنِ الْقَعْقَاعِ، عَن أَبِي زُرعَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهُم اجعَل رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا
ــ
772 -
(16) باب ضيق معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم
7264 -
(2949)(116)(حدثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي النسائي (حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (9) روى عنه في (20) بابا (عن أبيه) فضيل بن غزوان، ثقة، من (7) روى عنه في (12) بابا (عن عمارة بن القعقاع) بن شبرمة الضبي الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (5) أبواب (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا) أي كفافًا أي كفايتهم من غير إسراف، وقيل سد الرمق، قال القاضي: وفي الأحاديث فضل الزهد والتقلل ولا خلاف في فضيلة ذلك لقلة الحساب عليه اهـ، وقال الطبري: القوت ما يقوت الأبدان ويكف عن الحاجة وهو حجة لمن قال إن الكفاف أفضل لأنه صلى الله عليه وسلم إنما يدعو إلى الأفضل وأيضًا فإن الكفاف حالة متوسطة بين الفقر والغنى وخير الأمور أوسطها وأيضًا فإنها حالة يسلم معها من آفات الفقر وآفات الغنى اهـ حكاه الأبي، وفي المصباح: القوت ما يؤكل ليمسك الرمق قاله ابن فارس والأزهري، والجمع أقوات يقال قاته يقوته قوتًا من باب قال إذا أعطاه قوتًا اهـ.
وفي التحفة: قوله (اللهم اجعل رزق آل محمد) أي أهل بيته (قوتًا) أي بقدر ما يُمسك الرمق من المطعم كذا في النهاية، وقال القرطبي: أي اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذل المسألة ولا يكون فيه فضول يبعث على الترفه والتبسط في الدنيا، قال: ومعنى الحديث أنه طلب الكفاف فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة وفي هذه الحالة سلامة من حالات الغنى والفقر جميعًا اهـ، وقال ابن بطال: فيه دليل على فضل الكفاف وأخذ البلغة من الدنيا والزهد فيما فوق ذلك رغبة في توفير نعيم الآخرة وإيثارًا لما يبقى على ما يفنى فينبغي أن يقتدي به أمته في ذلك اهـ من تحفة الأحوذي.
7265 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَعَمْرٌو الناقِدُ وَزُهَيرُ بن حَربٍ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حَدَّثَنَا الأعمَشُ، عَن عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أبِي زُرعَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهُمَّ اجْعَلْ رِزقَ آلِ مُحَمدٍ قُوتًا".
وَفِي رِوَايَةِ عَمْرٍو: "اللَّهُمَّ ارْزُقْ".
7266 -
(00)(00) وحدثناه أَبُو سَعِيدٍ الأَشَج. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. قَال: سَمِعْتُ الأعمَشَ، ذَكَرَ عَنْ عُمَارَةَ بنِ الْقَعْقَاعِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَال:"كَفَافًا"
ــ
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق [6460]، والترمذي في الزهد في باب القناعة [4191]، وابن ماجه [4139]، وأحمد [2/ 232].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7265 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (وزهير بن حرب وأبو كريب قالوا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة الأعمش لفضيل بن غزوان (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد) أي رزق أهل بيته (قوتًا) أي ما يقوت ويحيي أبدانهم أي وسطًا بين الغنى والفقر بحيث لا يؤديهم إلى الترفه والتبسط ولا يرهقهم إلى ذل المسألة (وفي رواية عمرو) الناقد لفظة (اللهم ارزق) آل محمد قوتًا والمعنى واحد.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في هذا الحديث فقال:
7266 -
(00)(00)(وحدثناه أبو سعيد الأشج) عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي (قال سمعت الأعمش) غرضه بيان متابعة أبي أسامة لوكيع بن الجراح (ذكر) الأعمش (عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد) يعني عن أبي زرعة عن أبي هريرة (و) لكن (قال) أبو أسامة لفظة (كفافًا) أي بقدر ما يكفي لدفع الجوع وغيره.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث عائشة رضي الله عنهما فقال:
7267 -
(2950)(117) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، (قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَال زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأسوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم، مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، مِنْ طَعَامِ بُرٍّ، ثَلاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا. حَتى قُبِضَ
ــ
7267 -
(2950)(117)(حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (18) بابا (عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبي عثاب الكوفي، ثقة، من (5) روى عنه في (21) بابا (عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة، من (5) روى عنه في (11) بابا (عن الأسود) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة فقيه مخضرم، من (2) روى عنه في (6) أبواب (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته (قالت) عائشة (ما شبع آل محمد) أي أهل بيته صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة) أي بعد أن قدم المدينة المنورة (من طعام بر) أي من طعام صُنع من بر خبزًا كان أو غيره (ثلاث ليال) أي ثلاثة أيام بلياليها (تباعًا) بفوقية مكسورة وموحدة مخففة أي متوالية، قال الحافظ: والذي يظهر أن سبب عدم شبعهم غالبًا كان بسبب قلة الشيء عندهم على أنهم كانوا قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم اهـ. وقوله (حتى قُبض) وتُوفي غاية لقوله ما شبع أي استمر عدم الشبع على الوجه المذكور حتى قُبض صلى الله عليه وسلم، قال القاري: وفيه رد على من قال صار صلى الله عليه وسلم في آخر عمره غنيًّا نعم وقع مال كثير في يده لكنه ما أمسكه بل صرفه في مرضاة ربه وكان دائمًا غني القلب بغنى الرب اهـ انتهى تحفة.
قال الطبري: استشكل بعض الناس كون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يطوون الأيام جوعًا مع ما ثبت أنه كان يرفع لأهله قوت سنة وأنه قسم بين أربعة أنفس ألف بعير مما أفاء الله عليه، وأنه ساق في حجه مائة بدنة فنحرها وأطعمها المساكين وأنه أمر لأعرابي بقطيع من الغنم وغير ذلك؟ والجواب أن ذلك كان منهم في حالة دون حالة لا لعوز وضيق بل تارة للإيثار وتارة لكراهة الشبع وكثرة الأكل ذكره الحافظ في الفتح [11/ 291] ثم قال: وما نفاه مطلقًا فيه نظر لما تقدم من الأحاديث نعم كان صلى الله عليه وسلم يختار ذلك مع إمكان حصول التوسع والتبسط في الدنيا له كما أخرج الترمذي
7268 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ وإسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. (قَال إِسحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) أَبُو مُعَاويةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأسوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالت: مَا شَبعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثةَ أيامٍ تِبَاعًا، مِنْ خُبز بُرٍّ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ.
7269 -
(00)(00) حدَّثنا مُحَمدُ بْنُ المثنَّى وَمُحَمدُ بْنُ بَشارٍ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ، عَنِ الأسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ؛
ــ
من حديث أبي أمامة "عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا فإذا جعت تضرعت إليك وإذا شبعت شكرتك".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق [6454]، والترمذي في الزهد [2357]، وابن ماجه في الأطعمة [3387]، وأحمد [6/ 128 و 156].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
7268 -
(00)(00) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة الأعمش لمنصور (قالت) عائشة (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعًا من خبز بر حتى مضى) ومر (لسبيله) أي في طريق ارتحاله إلى الآخرة يعني حتى مات.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
7269 -
(00)(00) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر) غندر (حدثنا شعبة عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (قال) أبو إسحاق (سمعت عبد الرحمن بن يزيد) بن قيس النخعي أبا بكر الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (يحدث عن الأسود عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة عبد الرحمن بن
أَنَّهَا قَالتْ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم مِن خُبْزِ شَعِيرٍ، يَومَينِ مُتَتَابِعَينِ، حَتى قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
7270 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ، فَوْقَ ثَلاثٍ
ــ
يزيد لإبراهيم النخعي (أنها قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله (ما شبع آل محمد) صلى الله عليه وسلم أي أهل بيته من حرمه وخدمه من خبز شعير فمن البر من باب أولى. قوله (يومين متتابعين) أي بل إن حصل الشبع يومًا وقع الجوع يومًا بناء على ما اختاره عليه السلام حين عُرض عليه خزائن الأرض وأن يجعل له جبال مكة ذهبا فاختار الفقر قائلًا: "أجوع يومًا فأصبر، وأشبع يومًا فأشكر" لأن الإيمان نصفان نصفه شكر ونصفه صبر قاله ملا علي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا فقال:
7270 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي (عن عبد الرحمن بن عابس) بن ربيعة النخعي الكوفي، روى عن أبيه في الزهد، ويروي عنه (خ م دس ق) وسفيان وشعبة ورقبة بن مصقلة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة، مات سنة (119) تسع عشرة ومائة (عن أبيه) عابس بموحدة مكسورة ثم مهملة بن ربيعة النخعي الكوفي، ثقة مخضرم، من (2) روى عنه في (2) بابين الحج والزهد، روى عن عمر في الحج وعن عائشة في الزهد (عن عائشة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عابس بن ربيعة للأسود بن يزيد (قالت) عائشة (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر فوق ثلاث) من الليالي، وفي الرواية ثلاثة أيام، قال الأبي: ولا منافاة لإلغاء المفهوم مع النص أعني المفهوم من فوق ثلاث لأن مفهومه يعطي أنهم شبعوا دونها ونصّ في الآخر أنهم لم يشبعوا يومين فلم يقع شبع بحال وهو دليل "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا" والقوت ما دون الشبع، والشبع ما لا تدعو النفس معه إلى زيادة، قال القاضي عياض: وجاءت هذه
7271 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَالتْ عَائِشَةُ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ، ثَلاثًا، حَتى مَضَى لِسَبِيلِهِ.
7272 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو كُرَيبٍ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ حُمَيدٍ، عَنْ عُروَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم
ــ
الأحاديث باختلاف هذه الألفاظ ففي بعضها من خبز بر ثلاثًا وهذا أصل في اختصاص هذا التوالي بالبر، وفي آخر من خبز وزيت وهذا أصل في توالي ذلك بإدام وعليه يُحمل ما لم يذكر فيه الإدام، قال القرطبي: أحاديث الباب وإن اختلفت ألفاظها فإنها تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يديم الشبع ولا الترفه لا هو ولا أهل بيته بل كانوا يأكلون الخشن ويقتصرون منه على ما يقيم الرمق معرضين عن متاع الدنيا مؤثرين ما يبقى على ما يفنى مع إقبال الدنيا عليهم ووفورها لديهم حتى وصلوا إلى ما طلبوا اهـ من الأبي.
ثم ذكر المؤلف رحمه تعالى المتابعة رابعًا في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
7271 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث) بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير (قال) عروة (قالت عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عروة للأسود بن يزيد وعابس بن ربيعة (ما شبع آل محمد) أي أهل بيته من حرمه وخدمه (من خبز البر ثلاثًا) من الليالي تباعًا (حتى مضى) محمد صلى الله عليه وسلم (لسبيله) أي حتى مات.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامسًا في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
7272 -
(00)(00)(حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن مسعر عن هلال بن حميد) الجهني مولاهم الصيرفي الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (2) بابين الصلاة والزهد (عن عروة) بن الزبير (عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة هلال لهشام (قالت) عائشة (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم
يَومَينِ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ، إِلا وَأَحَدُهُمَا تَمرٌ.
7273 -
(2951)(118) حدَّثنا عَمْرٌو الناقِدُ. حَدَّثَنَا عَبدَةُ بْنُ سُلَيمَانَ. قَال: ويحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: إِنْ كُنَّا، آلَ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم،
ــ
يومين) تباعًا (من خبز بر إلا وأحدهما) أي وأحد الطعامين لهم (تمر).
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث آخر لعائشة رضي الله عنهما فقال:
7273 -
(2951)(118)(حدثنا عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (حدثنا عبدة بن سليمان) الكلابي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (12) بابا (قال) عمرو الناقد (و) حدثنا أيضًا (يحيى بن يمان) العجلي من أنفسهم أبو زكرياء الكوفي، روى عن هشام بن عروة في الزهد والأعمش ومعمر وغيرهم، ويروي عنه (م عم) وعمرو الناقد في الزهد، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ويحيى بن معين، قال يعقوب بن شبة: كان صدوقًا كثير الحديث، وإنما أنكر عليه أصحابنا كثرة الغلط، وليس بحجة إذ خولف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ، وقال العجلي: كان ثقة جائز الحديث متعبدًا معروفًا بالحديث صدوقًا، وقال في التقريب: صدوق عابد، يخطئ كثيرًا وقد تغير، من كبار التاسعة، مات سنة (189) تسع وثمانين ومائة كلاهما أي كل من عبدة ويحيى (حدثنا عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة (عن عائشة) رضي الله عنها، وهذا السند من خماسياته.
قال الأبي: قوله (حدثنا عمرو الناقد قال ويحيى بن يمان عن هشام) قال القاضي عياض: هكذا للجلودي ومعنى هذا الكلام أن عمرًا الناقد، روى هذا الحديث عن عبدة ويحيى كلاهما عن هشام، والقائل ويحيى هو عمرو، وفي نسخة بن الحذاء (عمرو عن عبدة قال حدثنا يحيى بن يمان عن هشام) وهو وهم لأن عبدة لا يروي عن يحيى، والصواب ما للجلودي اهـ من الأبي.
(قالت) عائشة (إن) مخففة من الثقيلة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها أي إنه أي إن الشأن والحال (كنا) نحن أخص (آل محمد صلى الله عليه وسلم بنصب آل على
لَنَمْكُثُ شَهْرًا مَا نَسْتَوْقِدُ بِنَارٍ. إِنْ هُوَ إِلا التَّمْرُ وَالْمَاءُ.
7274 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ نُمَيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ: إِنْ كُنا لَنَمْكُثُ. وَلَمْ يَذْكُرْ آلَ مُحَمدٍ.
وَزَادَ أَبُو كُرَيبٍ في حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ نُمَيرٍ: إِلَّا أَنْ يَأْتِيَنَا اللُّحَيمُ
ــ
الاختصاص بفعل محذوف وجوبًا كما قدرناه لجريانه مجرى المثل، وفيه دليل على أن لفظ الآل تدخل فيه الأزواج، وجملة قوله (لنمكث شهرًا) كاملًا خبر كان، وجملة كان خبر إن المخففة أي كنا جالسين شهرًا كاملًا حالة كوننا (ما نستوقد) أي ما نوقد (بنار) فالسين والتاء زائدان أي ما نطبخ شيئًا من الطعام والإدام لفقدان ما نطبخه (إن) نافية بمعنى ليس أي ما (هو) أي ما طعامنا (إلا التمر والماء) فما مهملة لانتقاض نفيها بإلا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في الرقاق باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه [6458 و 6459]، والترمذي في القيامة باب بدون ترجمة [2471]، وأحمد [6/ 50 و 71 و 86].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7274 -
(00)(00) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، من (9)(و) عبد الله (بن نمير) الهمداني أبو محمد الكوفي كلاهما رويا (عن هشام بن عروة) غرضه بيان متابعة أبي أسامة وعبد الله بن نمير لعبدة بن سليمان ويحيى بن يمان، وساقا (بهذا الإسناد) يعني عن عروة عن عائشة وقالا (إن كنا لنكث) شهرًا .. إلخ (و) لكن (لم يذكرا) أي لم يذكر كل من أبي أسامة وعبد الله بن نمير لفظة (آل محمد وزاد أبو كريب في حديثه) وروايته (عن ابن نمير) لفظة (إلا أن يأتينا اللحيم) تصغير تقليل أي ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء إلا أن يأتينا اللحم القليل ويُهدى لنا فنُوقد بنار لطبخه وسيأتي هذا الحديث مفصلًا بعد رواية واحدة.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث آخر لعائشة رضي الله عنهما فقال:
7275 -
(2952)(119) حدَّثنا أَبُو كرَيبٍ، مُحَمدُ بن العَلاءِ بْنِ كرَيبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي رَفِّي مِنْ شَيءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ. إِلا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي. فَأكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَال عَلَيَّ. فَكِلتُهُ فَفَنِيَ
ــ
7275 -
(2952)(119)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب) الهمداني الكوفي (حدثنا أبو أسامة عن هشم عن أبيه عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من خماسياته (قالت) عائشة (تُوفي) أي مات (رسول الله صلى الله عليه وسلم و) الحال أنه (ما في رفي من شيء) أي من طعام (يأكله ذو كبد) رطبة (إلا شطر) أي إلا شيء قليل من (شعير) كذا فسره الترمذي هنا يعني فسر الشطر بالشيء، وقال القاضي: قال ابن أبي حازم: معناه نصف وسق من شعير كان (في رف لي فأكلت منه) أي من ذلك الشطر (حتى طال علي) زمن أكله (فأكلته) أي فقدرته بالكيل (ففني) أي فانتهى بسرعة بعدما كلته وعرفت قدره.
وقوله (وما في رفي) والرف بفتح الراء وتشديد الفاء شبه الطاق في الحائط، وقال القاضي عياض: الرف خشب يرفع في البيت عن الأرض يوضع فيه ما يراد حفظه والأول أقرب إلى المراد، وقال غيره: هي الغرفة والشطر النصف وهو هنا نصف وسق شعير.
قوله (فكلته ففني) يعني أني ما زلت أكل منه قبل أن أكيله فلما كلته تعجل نفاده، قال ابن بطال: فيه أن الطعام المكيل يكون فناؤه معلوما للعلم بكيله وأن الطعام غير المكيل فيه البركة لأنه غير معلوم مقداره، وتعقبه الحافظ في الفتح [11/ 280] وقال: في تعميم كل الطعام بذلك نظر والذي يظهر أنه كان من الخصوصية لعائشة ببركة النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده ما أخرجه مسلم من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم" قال القرطبي: سبب رفع النماء من ذلك عند العصر والكيل، والله أعلم الالتفات بعين الحرص مع معاينة إدرار نعم الله تعالى ومواهب كراماته ورؤية المنة لله تعالى ولا يحدث في تلك الحالة تغييرا اهـ. قوله (فكلته ففني) أيضًا قال القاضي: فيه أن البركة أكثر ما هي في المجهولات والمبهمات ولا يعارض
7276 -
(2953)(120) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَن أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنهَا كانَتْ تَقُولُ: وَاللهِ، يَا ابنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلالِ ثُم الهلالِ ثُم الْهِلال. ثَلاثةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَينِ. وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ
ــ
هذا حديث "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" لأن المراد بالكيل المأمور به الكيل لإخراج النفقة منه بشرط أن يبقى الباقي مجهولا لأن في كيله للنفقة البركة لأنه يسلم من الجزاف وإخراج أكثر مما يحتاج إليه والكيل لإخراج النفقة أحد اليسارين اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في فرض الخمس باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته [3097] وفي الرقاق باب فضل الفقر [6451]، والترمذي في القيامة باب بدون ترجمة [2467]، وابن ماجه في الأطعمة باب خبز الشعير [3388].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر لعائشة رضي الله عنهما فقال:
7276 -
(2953)(120)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي (حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المخزومي المدني، صدوق، من (8)(عن أبيه) سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني، القاص الحكيم، ثقة، من (5) روى عنه في (13) بابا (عن يزيد بن رومان) بضم الراء الأسدي مولاهم مولى آل الزبير أبي روح المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (4) أبواب (عن عروة) بن الزبير (عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من سداسياته (أنها كانت تقول والله) أقسمت لك (يا ابن أختي) أسماء بنت أبي بكر الصديق (إن كنا) إن مخففة من الثقيلة أي إن الشأن والحال كنا معاشر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (لننظر إلى) استهلال (الهلال) وهو القمر أول طلوعه أي ننظر إلى طلوعه في أول الشهر الأول (ثم) بعد تمام الشهر الأول ننظر إلى (الهلال) أي إلى طلوعه في أول الشهر الثاني (ثم) بعد تمام الشهر الثاني ننظر إلى (الهلال) في أول الشهر الثالث ننظر (ثلاثة أهلة) جمع هلال (في) تمام (شهرين) لأن الهلال الثالث يُرى في آخر يوم من الشهر الثاني (و) الحال أنه (ما أوقد) أي ما اتقد وأشعل (في) جميع (أبيات)
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نَارٌ. قَال: قُلْتُ: يَا خَالةُ، فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟ قَالتِ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ. إِلا أَنهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ. وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ. فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهَا، فَيَسْقِينَاهُ
ــ
أزواج (رسول الله صلى الله عليه وسلم التسع (نار) لفقدان ما يطبخ فيها (قال) عروة (قلت) لعائشة (يا خالة) ببنائه على الضم بلا تنوين لأنه نكرة مقصودة (فما كان يُعيشكم) بضم الياء الأول وكسر الثانية المشددة بينهما عين مفتوحة من التعييش، وفي بعض النسخ المعتمدة (فما كان يقيتكم) اهـ نووي، وقال الحافظ: في الفتح بضم الياء الأولى وسكون الثانية بينهما عين مكسورة من الإعاشة، يقال أعاشه الله إذا أعطاه العيش والمعنى واحد أي فما هو الذي كنتم تعيشون به (تمالت) عائشة يعيشنا (الأسودان التمر والماء) هذا بتغليب التمر على الماء لأنه أسود والماء لا لون له فنعت الماء بالسواد لاقترانه بالتمر؛ والمراد شبعوا من الماء حين شبعوا من التمر وإلا فما زالوا شباعا من الماء (إلا أنه) أي لكن أن الشأن والحال (قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح) منحوها لهم إخوانهم الأنصاريون (فكانوا) آثروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنفسهم و (يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها) أي من ألبان تلك المنائح (فيسقيناه) أي فيسقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اللبن الذي أرسلوه له والمنائح جمع منحة ومنيحة فعيلة بمعنى مفعولة.
قال في المصباح: المنحة بالكسر في الأصل الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلًا يشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع اللبن ثم كثر استعماله حتى أُطلق على كل عطاء، ومنحته منحًا من بابي نفع وضرب أعطيته والاسم المنيحة، وقال في المبارق: المنحة العطية وهي تتناول الهبة والعارية لكن العرب يستعملون لفظة المنحة كثيرًا في الهبة اهـ، وفي النهاية: منحة اللبن أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها اهـ؛ فالمراد ها هنا جيران لهم نوق وشياه ذات لبن يهدون للنبي صلى الله عليه وسلم من ألبانها لا إعطاؤها على طريق الهبة أو العارية والله أعلم اهـ دهني، والحاصل أنهم كانوا يمنحون شياههم لآخرين ويبعث أولئك الآخرون بألبانها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى اهـ تحفة الأشراف.
7277 -
(2954)(121) حدثني أَبُو الطاهِرِ أَحْمَدُ. أَخبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قُسَيْطٍ. ح وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أخبَرَنِي أبُو صَخرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزبَيرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قَالتْ: لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَمَا شَبعَ مِنْ خُبْزٍ وَزيتٍ، فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، مَرتَينِ.
7278 -
(00)(00) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرحمنِ الْمَكِّيُّ الْعَطَّارُ، عَنْ مَنْصُورٍ،
ــ
ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث أبي هريرة بحديث آخر لعائشة رضي الله عنهما فقال:
7277 -
(2954)(121)(حدثني أبو الطاهر أحمد) بن عمرو بن سرح الأموي المصري (أخبرنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من (9)(أخبرني أبو صخر) حميد بن زياد الخراط المدني، صدوق، من (6) يروي عنه في (6) أبواب (عن يزيد بن عبد الله بن قسيط) مصغرا الليثي المدني الأعرج، ثقة، من (4) روى عنه في (5) أبواب (ح وحدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي السعدي المصري، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (حدثنا ابن وهب أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها. وهذان السندان من سداسياته (قالت) عائشة والله (لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز) أي وما أكل وشبع من خبز بر (و) إدام (زيت في يوم واحد مرتين) غداء وعشاء لضيق حالهم أو لترك الترفه والتبسط في الدنيا والزيت دهن الزيتون.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [5416]، والترمذي [2356].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة هذا رضي الله عنها فقال:
7278 -
(00)(00)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي (أخبرنا داود بن عبد الرحمن المكي العطار) أبو سليمان، ثقة، من (8) روى عنه في (3) أبواب (عن منصور) بن عبد
عَنْ أُمَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ. ح وحَدثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن عَبْدِ الرحْمَن الْعَطَّارُ. حدّثني مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَن الْحَجَبِي، عَنْ أُمِّهِ، صفِيةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، حِينَ شَبعَ الناسُ مِنَ الأسوَدَينِ: التمْرِ وَالْمَاءِ.
7279 -
(00)(00) حدثني مُحَمدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحْمَن، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَبِعْنَا مِنَ الأسوَدَينِ: الْمَاءِ وَالتمْرِ.
7280 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو كُرَيبٍ
ــ
الرحمن بن طلحة بن الحارث العبدري الحجبي المكي، ثقة، من (5) روى عنه في (3) أبواب (عن أمه) صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية المدنية، لها رؤية، روى عنها في (5) أبواب (عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من خماسياته (ح وحدثنا سعيد بن منصور) بن شعبة أبو عثمان الخراساني المكي، ثقة، من (10) روى عنه في (15) بابا (حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار حدثني منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أمه صفية) بنت شيبة (عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من خماسياته أيضًا، غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعة صفية بنت شيبة لعروة بن الزبير (قالت) عائشة (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شبع الناس من الأسودين التمر والماء) أي من مجموعهما وإلا فما زالوا شباعًا من الماء اهـ سنوسي كما مر.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في هذا الحديث فقال:
7279 -
(00)(00)(حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسان الأزدي البصري، ثقة، من (9)(عن سفيان) بن سعيد الثوري (عن منصور بن صفية عن أمه) صفية (عن عائشة) رضي الله عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة سفيان الثوري لداود العطار (قالت) عائشة (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا) أهل بيته مع الناس (من الأسودين الماء والتمر).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في هذا الحديث فقال:
7280 -
(00)(00)(وحدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي
حَدَّثَنَا الأشجَعِي. ح وَحَدَّثَنَا نَصرُ بن عَلِيٍّ. حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ. كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، بِهذَا الإِسْنَادِ، غَيرَ أَن فِي حَدِيثِهِمَا عَنْ سُفْيَانَ: وَمَا شَبِعْنَا مِنَ الأسوَدَينِ.
7281 -
(2955)(122) حدَّثنا مُحَمدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَالا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، (يَعنِيَانِ الفَزَارِيَّ)، عَنْ يَزِيدَ، (وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ
ــ
(حدثنا) عبيد الله بن عبيد الرحمن (الأشجعي) أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة، من كبار (9) روى عنه في (6) أبواب (ح وحدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان الأزدي البصري، ثقة ثبت، من (10) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا أبو أحمد) الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدي الزبيري مولاهم الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (كلاهما) أي كل من الأشجعي والزبيري رويا (عن سفيان) الثوري، غرضه بيان متابعتهما لعبد الرحمن بن مهدي، وساقا (بهذا الإسناد) يعني عن منصور عن أمه عن عائشة مثله (غير أن في حديثهما) وروايتهما (عن سفيان) لفظة (وما شبعنا من الأسودين) بالنفي.
وظاهر هذه الرواية معارض للروايات السابقة حيث ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي حين شبع الناس من التمر والماء وحيث قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين التمر والماء. والجواب أن الناس شبعوا بعدما افتتحت خيبر وشبع أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا من حيث إنهم قدروا على ذلك ولكنهم آثروا بذلك الفقراء فلم يشبعوا أيامًا متوالية اهـ من الأبي.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سادسًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
7281 -
(2955)(122)(حدثنا محمد بن عباد) بن الزبرقان المكي، صدوق، من (10)(و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (قالا حدثنا مروان) بن معاوية بن الحارث بن أسماء (يعنيان الفزاري) نسبة إلى بني فزارة قبيلة مشهورة أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (عن يزيد وهو ابن كيسان) اليشكري الكوفي، صدوق، من (6) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي حازم) سلمة بن دينار الأعرج المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (13) بابا (عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
قَال: وَالذِي نَفْسِي بيَدِهِ - (وَقَال ابْنُ عَبَّادٍ: وَالذِي نَفْسُ أبِي هُرَيرَةَ بِيَدِهِ) - مَا أَشبَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَهْلَهُ ثَلاثةَ أَيامٍ تِبَاعًا، مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ، حَتَّى فَارَقَ الدنيَا.
7282 -
(00)(00) حدثني مُحَمدُ بْنُ حَاتِم. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيسَانَ. حدّثني أَبُو حَازِمٍ. قَال: رَأَيتُ أَبَا هُرَيرَةَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ مِرَارًا يَقُولُ: وَالذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيرَةَ بِيَدِهِ، مَا شَبعَ نَبِيٌّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ، ثَلاثةَ أَيامٍ تِبَاعًا،
ــ
وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (والذي نفسي بيده) أي أقسمت بالإله الذي روحي بيده المقدسة، وهذا لفظ ابن أبي عمر (وقال) محمد (بن عباد) في روايته لفظة (والذي نفس أبي هريرة بيده) والمعنى واحد (ما أشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله) أي أهل بيته (ثلاثة أيام) مع لياليها (تباعًا) أي متتابعة متوالية (من خبز حنطة حتى فارق الدنيا) أي حتى مات.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الأطعمة باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون [5414]، والترمذي في الزهد باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله [2358]، وابن ماجه في الأطعمة باب خبز البر [3386]، وأحمد [2/ 434]، والبغوي في شرح السنة [14/ 284].
والذي يظهر أن سبب عدم شبعهم غالبًا كان بسبب قلة ما عندهم من الطعام على أنهم كانوا قد يجدون كثيرًا منه ولكن يؤثرون الفقراء على أنفسهم اهـ من التحفة كما مر.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
7282 -
(00)(00)(حدثني محمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي، صدوق، من (10) روى عنه في (11) بابا (حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ التميمي البصري المعروف بالقطان، ثقة، من (9)(عن يزيد بن كيسان) اليشكري قال (حدثني أبو حازم) سلمة بن دينار المدني (قال) أبو حازم (رأيت أبا هريرة يشير بأصبعه) السبابة إلى وحدة الله تعالى (مرارًا) أي مرات كثيرة حالة كونه (يقول) بلسانه (والذي نفس أبي هريرة بيده ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تباعًا) أي متتابعة مع لياليها
مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ، حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.
7283 -
(2956)(23 1) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ. قَال: سَمعْتُ النعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟ لَقَدْ رَأَيتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ، مَا يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ
ــ
(من خبز حنطة حتى فارق الدنيا) أي حتى مات لإعراضه عن التبسط والترفه فيها، غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة يحيى القطان لمروان بن معاوية.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سابعًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهم فقال:
7283 -
(2956)(123)(حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (12) بابا (عن سماك) بن حرب الذهلي الكوفي، صدوق، من (4) روى عنه في (14) بابا (قال) سماك (سمعت النعمان بن بشير) الأنصاري الخزرجي أبا عبد الله المدني رضي الله عنهما، وهو (يقول) وهذا السند من رباعياته، والخطاب في قوله (ألستم) للصحابة بعده صلى الله عليه وسلم أو للتابعين (في طعام وشراب ما شئتم) قال الطيبي: صفة مصدر محذوف أي ألستم منغمسين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة والإفراط فيه، فما موصولة ويجوز أن يكون مصدرية والكلام فيه تعيير وتوبيخ، ولذلك أتبعه بقوله (لقد رأيت نبيكم) محمدًا صلى الله عليه وسلم وأضافه إليهم للإلزام حين لم يقتدوا به صلى الله عليه وسلم في الإعراض عن الدنيا ومتلذاتها وفي التقليل لمشتهياتها من مأكولاتها ومشروباتها، ثم قوله رأيت إن كان بمعنى النظر فقوله (وما يجد من الدقل) حال، وإن كان بمعنى العلم فهو مفعول ثان وأدخل الواو تشبيهًا له بخبر كان وأخواتها على مذهب الأخفش والكوفيين كذا حققه الطيبي، قال القاري: والأول هو المعول، والدقل بفتحتين التمر الرديء ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثورًا على ما في النهاية، وفي المصباح: هو أردأ التمر والواحدة دقلة اهـ، ثم قوله (ما يملأ به بطنه) مفعول يجد وما موصوله أو موصوفة ومن الدقل بيان لما قدم
وَقُتَيبَةُ لَمْ يَذكُر: بِهِ.
7284 -
(00)(00) حدَّثنا مُحَمدُ بْنُ رافِعٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ. حَدَّثَنَا زهَيْرٌ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أخْبَرَنَا الْمُلائِيُّ. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ. كِلاهُمَا عَنْ سِمَاكٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ. وَزادَ فِي حَدِيثِ زهَيْرٍ: وَمَا تَرْضَوْنَ دُونَ أَلْوَانِ التمْرِ وَالزبْدِ
ــ
عليه (وقتيبة لم يذكر) في روايته لفظة (به) اهـ من التحفة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في الزهد باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [2372]، وأحمد [4/ 268]، والبغوي [14/ 372]، وابن حبان [8/ 86].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما فقال:
7284 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، صدوق، من (11) روى عنه في (11) بابا (حدثنا يحيى بن آدم) بن سليمان الأموي الكوفي، ثقة، من (9)(حدثنا زهير) بن معاوية بن حديج، ثقة، من (7)(ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا) الفضل بن دكين (الملائي) أبو نعيم التميمي مشهور بكنيته الأحول الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي أبو يوسف الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (كلاهما) أي كل من زهير وإسرائيل رويا (عن سماك) بن حرب. وهذان السندان من خماسياته، غرضه بيان متابعتهما لأبي الأحوص، وساقا (بهذا الإسناد) يعني عن سماك عن النعمان (نحوه) أي نحو ما حدّث أبو الأحوص عن سماك (و) لكن (زاد) يحيى بن آدم (في حديث زهير) وروايته لفظة ولقد رأيت نبيكم والحال أنه ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه (و) أنتم الآن (ما ترضون دون ألوان التمر والزبد) والحال أنكم الآن بسطت عليكم الدنيا وما تكتفون بطعام دون طعام اجتمع فيه أنواع التمر وأنواع الزبد، والمعنى أن نبيكم صلى الله عليه وسلم مضى لسبيله والحال أنه لم يشبع من الدقل وأنتم الآن تأكلون على سبعة أصحن وتشربون من الشراب أنواعًا عديدة، قال في المصباح: والزبد وزان قفل ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم، وأما لبن الإبل فلا يسمى ما يستخرج منه زبدًا بل يقال له حُباب اهـ.
7285 -
(2957)(124) وحدثنا مُحَمدُ بْنُ المثنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، (وَاللفْظُ لابنِ الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ. قَال: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يَخطُبُ قَال: ذَكَرَ عُمَرُ مَا أَصَابَ الناسُ مِنَ الدنْيَا. فَقَال: لَقَدْ رَأَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوي، مَا يَجِدُ دَقَلًا يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ.
7286 -
(2958)(125) حدثني أَبُو الطاهِرِ، أَحْمَدُ بْنُ عَمرِو بْنِ سَرْحٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ. سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرحْمَنِ الحبُلِيَّ
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثامنًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال:
7285 -
(2957)(124)(وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي غندر (حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال) سماك (سمعت النعمان) بن بشير (يخطب) أي يعظ الناس (قال) النعمان (بهر عمر) بن الخطاب رضي الله عنه يومًا (ما أصاب الناس) أي ما فعلوه (من) التبسط في (الدنيا) والتوسع في ملاذها والإفراط في شهواتها. وهذا السند من سداسياته، وفيه رواية صحابي عن صحابي (فقال) عمر (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم) أي يكون طول اليوم (يلتوي) أي يتقلب على بطنه الشريف من الجوع، والحال أنه (ما يجد دقلًا يملأ به بطنه).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم [4198]، وأحمد [1/ 24]، وابن حبان [8/ 86].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو سبق فقراء المهاجرين إلى الجنة ومن الفقير السابق بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال:
7286 -
(2958)(125)(حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح) الأموي المصري (أخبرنا ابن وهب أخبرني أبو هانئ) الخولاني حميد بن هانئ المصري، لا بأس به، من (5) روى عنه في (4) أبواب أنه (سمع أبا عبد الرحمن الحبلي) بضم الحاء
يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَمرِو بْنِ الْعَاصِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَال: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَال لَهُ عَبْدُ الله: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأوي إِلَيهَا؟ قَال: نَعَمْ. قَال: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: فَأنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ. قَال: فَإنَّ لِي خَادِمًا. قَال: فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ
ــ
والباء عبد الله بن يزيد المعافري المصري، ثقة، من (3) روى عنه في (8) أبواب (يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص) بن وائل القرشي السهمي الشامي رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته (و) قد (سأله رجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (فقال) ذلك الرجل لعبد الله (ألسنا) نحن (من فقراء المهاجرين) هو سؤال تقرير وكأنه سأل شيئا من الفيء الذي قال الله تعالى فيه:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} فكأنه قال: ألسنا من الفقراء المهاجرين المستحقين أن يأخذوا من الفيء اهـ من المفهم (فقال له) أي للرجل (عبد الله) بن عمرو (ألك امرأة تأوي) وتسكن (إليها) أي عندها (قال) الرجل (نعم) لي امرأة (قال) عبد الله (ألك مسكن تسكنه؟ قال) الرجل (نعم) ليس مسكن أسكنه (قال) عبد الله للرجل (فأنت) أيها الرجل (من الأغنياء) لا من الفقراء. أفاد القرطبي ما حاصله أن عبد الله بن عمرو لم يرد أن من له زوجة ودار لا يستحق الأخذ من الفيء، ولم يرد أيضًا أن من له زوجة ودار لا يكون مهاجرا وإنما رد عليه تسمية نفسه فقيرا مهاجرا وإدخاله نفسه في الجماعة الذين تحملوا من المتاعب ما لم يتحمله السائل فذكر أن فضائل الفقراء المهاجرين إنما حصلت لأولئك الذين لم يكن لهم أهل ولا دار كما كان أصحاب الصفة في أول الأمر وكأنه آنس من السائل شيئًا من عدم الالتفات إلى النعم التي أنعم الله تعالى عليه به فأراد تذكيره بذلك وتوجيهه إلى ما يجب عليه من الشكر والله أعلم (قال) الرجل (فإن لي خادما) أيضًا (قال) عبد الله (فأنت) إذا (من الملوك) قال القرطبي: هو إغياء لا حقيقة إذ لا يسلبه الخادم اسم الفقر اهـ، قال القاري في المرقاة [10/ 20] ولعله اقتبس هذا الكلام من قوله تعالى:{وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} على ما رواه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قال: الزوجة والخادم، وزاد ابن جرير عنه: وكان الرجل من بني إسرائيل إذا كانت له الزوجة والخادم والدار يسمى ملكًا اهـ.
قَال أَبُو عَبْدِ الرحمنِ: وَجَاءَ ثَلاثةُ نَفَرٍ إِلَي عَبْدِ الله بْنِ عَمرِو بنِ العَاصِ، وَأَنا عِنْدَهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمدٍ، إِنَّا وَاللهِ، مَا نَقْدِرُ عَلَى شَيءٍ. لَا نَفَقَةٍ، وَلَا دَابةٍ، وَلَا مَتَاعٍ. فَقَال لَهُمْ: مَا شِئتُم. إِنْ شِئْتُمْ رَجَعتم إِلَينَا فَأعْطَينَاكُمْ مَا يَسَّرَ الله لَكُم. وإنْ شِئْتُم ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ لِلسُّلطَانِ. وإنْ شِئْتُمْ صَبَرتُمْ. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ
ــ
وقوله (قال أبو عبد الرحمن الحُبُلي) عبد الله بن يزيد بالسند السابق (وجاء ثلاثة نفر) لم أر من ذكر أسماءهم (إلى عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهما (وأنا عنده) أي عند عبد الله (فقالوا يا أبا محمد) كنية عبد الله بن عمرو (إنا والله ما نقدر على شيء) من المصارف التي تلزمنا وتجب علينا (لا) على (نفقة) عيال (ولا) على نفقة (دابة) مركوبة لنا (ولا) على تحصيل (متاع) وأثاث ومواعين لبيوتنا فنحن فقراء.
قال القرطبي: هذه قضية أخرى غير القضية المتقدمة وإن كان راويهما واحدًا فإنهما من رواية أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص لأن هؤلاء ثلاثة وذلك واحد ولأن مقصوده من هذا الحديث غير مقصوده من الحديث الأول وذلك أن هؤلاء الثلاثة شكوا إليه شدة فاقتهم وأنهم لا شيء لهم فخيرهم بين الصبر على ما هم فيه حتى يلقوا الله تعالى فيحصلون على ما وعدهم الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من السبق إلى الجنة قبل الناس كلهم وبين أن يرفع أمرهم إلى السلطان فيُدفع إليهم ما يغنيهم وبين أن يواسيهم من ماله فاختار القوم البقاء على الحالة الأولى والصبر على مضض الفقر وشدته. ويُفهم من هذا الحديث أن مذهب عبد الله وهؤلاء الثلاثة أن الفقر المدقع والتجرد عن المكتسبات كلها أفضل ولكن في المسألة خلاف.
(فقال) عبد الله (لهم) أي لهؤلاء النفر الثلاثة (ما شئتم) أي أي شيء شئتموه أي ماذا تشاؤون هل تشاؤون الصبر على هذا الفقر أو تشاؤون رفع أمركم إلى السلطان ليعطيكم حاجتكم، فما استفهامية ويمكن أن تكون موصولة على أنها مبتدأ خبره محذوف تقديره الذي أردتم من الأمور التي سنعرض عليكم فعلناه ثم بين تلك الأمور فقال (إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله) علينا في المساعدة (لكم وإن شئتم ذكرنا أمركم) وضيقكم (للسلطان) أي لوالي بيت المال (وإن شئتم صبرتم) على ضيقكم لتنالوا أجر الصبر (فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المهاجربن يسبقون
الأَغنِيَاءَ، يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَى الجنةِ، بِأرْبَعِينَ خَرِيفًا".
قَالُوا: فَإِنَّا نَصْبِرُ. لَا نَسْأَلُ شَيئًا
ــ
الأغنياء يوم القيامة إلى) دخول (الجنة بأربعين خريفًا) أي عامًا (قالوا) أي قال أولئك الثلاثة (فإنا) إذًا (نصبر لا نسأل شيئًا) ويحتمل أن يكون عدد أربعين خريفًا في حديث الباب لبيان طول مدة دخولهم قبلهم لا للتحديد ولعل سبب تقدم الفقراء إلى الجنة ما عانوه أي ذاقوه في الدنيا من المتاعب والمضايق وشدائد الفقر وسبب تأخر الأغنياء عنهم في الدخول أنه يطول حسابهم بحسب ما أوتوا في الدنيا من النعم والزخارف ولأن الغنى ربما يوقع الإنسان في الآثام والذنوب من الفخر والعجب والخيلاء أعاذنا الله تعالى منها.
وقوله (أربعين خريفًا) والخريف فصل من الفصول الأربعة من السنة بين الصيف والشتاء كما جمعها بعضهم في بيت واحد فقال:
ربيع صيف من الأزمان
…
خريف شتاء فخذ بياني
فهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل لأن فصل الخريف إنما يأتي مرة في السنة.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات لكنه شاركه أحمد [2/ 169]، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان [2/ 34].
قال القرطبي: هذا الحديث اختلفت ألفاظ الرواة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الحديث المتقدم، وروى الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام، رواه الترمذي [2351]، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وروى أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الفقراء الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام نصف يوم، رواه الترمذي [2353] وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي طريق أخرى "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام" رواه الترمذي [2354]، وقال: حديث حسن صحيح، وروى أيضًا عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا" رواه الترمذي [2355] وقال: هذا حديث حسن صحيح، فاختلفت هذه الأحاديث في
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أي الفقراء هم السابقون، وفي مقدار المدة التي بها يسبقون، فهذان موضعان وقع فيهما الاختلاف ويرتفع الخلاف عن الموضع الأول بأن يرد مطلق حديث أبي هريرة إلى مقيد روايته الأخرى ورواية جابر رضي الله عنه فيُعنى بالفقراء فقراء المسلمين وحينئذ يكون حديث عبد الله بن عمرو وحديث أبي سعيد مخصوصًا بفقراء المهاجرين وحديث أبي هريرة وجابر يعم جميع فقراء قرون المسلمين فيدخل الجنة فقراء كل قرن قبل أغنيائهم بالمقدار المذكور وهذه طريقة حسنة ونزيدها وضوحًا بما قد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "أصحاب الجنة محبوسون على قنطرة بين الجنة والنار يسألون عن فضول أموال كانت بأيديهم" رواه البخاري [6535] وهذا واضح.
وأما الموضع الثاني فقد تقدم أن الخريف هو العام وأصل الخريف فصل من فصول السنة وهو الفصل الذي تخترف فيه الثمار أي تجتنى فسُمي العام بذلك ويمكن الجمع بين الأربعين وحديث الخمسمائة بأن سُبّاق الفقراء يدخلون قبل سُبّاق الأغنياء بأربعين عامًا وغير سُبّاق الأغنياء بخمسمائة عام إذ في كل صنف من الفريقين سُبّاق والله أعلم. وهذه الأحاديث واضحة على تفضيل الفقر على الغنى ويتقرر ذلك من أوجه:
(أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا لجبر انكسار قلوب الفقراء وليهون عليهم ما يجدونه من مرارة الفقر وشدائده بمزية تحصل لهم في الدار الآخرة على الأغنياء عوضًا لهم عما حرموه من الدنيا وصبرهم ورضاهم بذلك.
(وثانيها: أن السبق إلى الجنة ونعيمها أولى من التأخر عنها بالضرورة فهو أفضل.
(وثالثها: أن السبق إلى الفوز من أهوال يوم القيامة والصراط أولى من المقام في تلك الأهوال بالضرورة فالسابق إلى ذلك أفضل بالضرورة وحينئذ لا يلتفت إلى قول من قال إن السبق إلى الجنة لا يدل على أفضلية السابق، وزخرف ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخليقة ومع ذلك فدخوله الجنة متأخر عن دخول هؤلاء الفقراء لأنهم يدخلون قبله وهو في أرض القيامة تارة عند الميزان، وتارة عند الصراط، وتارة عند الحوض، كما قد أخبر عن ذلك فيما صح عنه، وهذا قول باطل صدر عمن هو بما ذكرناه وبالنقل جاهل، فكأنه لم يسمع ما تقدم في كتاب الإيمان من قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من يقرع باب الجنة فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: أنا محمد، فيقول
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الخازن: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك" رواه مسلم [196] [331] وفي حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أنا أول من يدخل الجنة ومعي فقراء المهاجرين" رواه الترمذي [6320]، وعلى هذا فيدخل الجنة ويتسلم ما أعد له فيها ويبوئ الفقراء منازلهم، ثم يرجع إلى أرض القيامة، ليخلص أمته بمقتضى ما جعل الله في قلبه من الحنو على أمته والشفقة عليهم والرأفة بهم فيلازمهم في أوقات شدائدهم ويسعى بما يمكنه في نجاتهم فيحضرهم عند وزن أعمالهم ويسقيهم عند ظمئهم ويدعو لهم بالسلامة عند جوازهم ويشفع لمن دخل النار منهم، وهو مع ذلك كله في أعلى نعيم الجنة الذي هو غاية القرب من الحق والجاه الذي لم ينله أحد غيره من الخلق ولذة النظر إلى وجه الله الكريم وسماع كلامه الحكيم بألطف خطاب وأكرم تكليم، كيف لا وهو يسمع "يا محمد قل يسمع لك سل تعط اشفع تشفع، فيقول: أمتي، أمتي، أمتي، فيقال: انطلق فأدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن" رواه أحمد [1/ 5 و 2/ 436]، والبخاري [6565]، ومسلم [193]، وهذه خطوة لا تتسع لها العبارات ولا تحيط بها الإشارات حشرنا الله في زمرته ولا خيبنا من شفاعته.
قال القاضي أبو الفضل: ويحتمل أن هؤلاء السابقين إلى الجنة يتنعمون في أفنيتها وظلالها ويتلذذون بما هم فيه إلى أن يدخل محمد صلى الله عليه وسلم بعد تمام شفاعته ثم يدخلونها معه على قدر منازلهم وسبقهم والله تعالى أعلم.
(قلت) وهذا لا يحتاج إلى تقديره لأن الذي هو فيه من النعيم بما ذكرناه أعلى وأشرف مما هم فيه فلا يكون سبقهم لأدون النعيمين أشرف ممن سبق إلى أعظمهما وهذا واضح اهـ من المفهم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث عشرة؛ الأول حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والثاني حديث عائشة الأول ذكره للاستشهاد وذكر فيه خمس متابعات، والثالث حديث عائشة الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث عائشة الثالث ذكره للاستشهاد، والخامس حديث عائشة الرابع ذكره للاستشهاد، والسادس حديث عائشة الخامس ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات، والسابع حديث أبي هريرة الثاني ذكره
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والثامن حديث النعمان بن بشير ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والتاسع حديث عمر بن الخطاب ذكره للاستشهاد، والعاشر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة والله سبحانه وتعالى أعلم.
***