الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
794 - (38) باب نزول قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية
"
7377 -
(2321)(161) حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ. حَدَّثَنَا هُشَيمٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيسِ بْنِ عُبَادٍ قَال: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا إِنَّ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] إِنَّهَا نَزَلَت في الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَعُبَيدَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعُتْبَةُ وَشَيبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ
ــ
794 -
(38) باب نزول قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية
7377 -
(2321)(161)(حدثنا عمرو بن زرارة) بن واقد الكلابي أبو محمد النيسابوري المقرئ، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا هشيم) بن بشير السلمي الواسطي، ثقة، من (7) روى عنه في (18) بابا (عن أبي هاشم) يحيى بن دينار الواسطي الرماني بضم الراء وتشديد الميم، كان نزل قصر الرمان، ويقال له يحيى بن الأسود، ويقال ابن أبي الأسود، روى عن أبي مجلز لاحق بن حميد في التفسير، وأبي وائل والحسن وإبراهيم وجماعة، ويروي عنه (ع) وهشيم والثوري، ثقة، من السادسة، رأى أنسًا، مات سنة (122) اثنين وعشرين ومائة، أو خمس وأربعين ومائة (145)(عن أبي مجلز) لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (3) أبواب (عن قيس بن عباد) بضم أوله مخففًا الضبعي أبي عبد الله البصري، ثقة، من (2) روى عنه في (3) أبواب (قال) قيس (سمعت أبا ذر) الغفاري جندب بن جنادة الربذي، وهذا السند من سداسياته (يقسم قسمًا) أي يحلف يمينًا على (إن) قوله تعالى:({هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ})[الحج: 19]، أي يقسم على (إنها) أي إن هذه الآية (نزلت في) الفريقين من المسلمين والمشركين (الذين برزوا) أي تبارزوا وتنازلوا للمضاربة والمسابقة (يوم) غزوة (بدر) هم (حمزة) بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضيعه (وعلي) بن أبي طالب (وعبيدة بن الحارث) بن عبد المطلب وهؤلاء الثلاثة الفريق المؤمنون وهم من بني عبد مناف اثنان من بني هاشم والثالث وهو عبيدة من بني المطلب والثلاثة الباقية مشركون (و) هم (عتبة وشيبة ابنا ربيعة) بن عبد شمس (والوليد بن عتبة) بن ربيعة المذكور، وهؤلاء الثلاثة من بني عبد شمس بن عبد مناف والستة
7378 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيِعٌ. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ. جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيسِ بْنِ عُبَادٍ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ، لَنَزَلَت:{هَذَانِ خَصْمَانِ} [الحج: 19] بِمِثْلِ حَدِيثِ هُشَيمٍ
ــ
كلهم من قريش ثلاثة منهم مسلمون، وثلاثة مشركون كما ذكرنا وقتل كل واحد من المسلمين من برز له من الكفار إلا عبيدة فإنه اختلف مع من بارز له بضربتين فوقعت الضربة في ركبة عبيدة ومال حمزة وعلي إليه فأعانا على قتله واستشهد عبيدة من تلك الضربة بالصفراء عند رجوعهم اهـ قسطلاني.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير سورة الحج باب هذان خصمان [4743]، وابن ماجه في الجهاد باب المبارزة والسلب [2862].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه فقال:
7378 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع (ح) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي (جميعًا) أي كل من وكيع وعبد الرحمن رويا (عن سفيان) الثوري (عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر) رضي الله عنه (يقسم) بقوله والله إنه (لنزلت) آية (هذان خصمان) غرضه بيان متابعة سفيان لهشيم، وساق سفيان (بمثل حديث هشيم) يعني قوله في الذين برزوا يوم بدر إلخ.
قوله (هذان خصمان) أي هذان الفريقان المتنازلان من المؤمنين والمشركين خصمان أي متنازعان (اختصموا) أي تنازعوا (في) دين (ربهم) واختلفوا وتقاتلوا كل على نصر دينه، والخصم في الأصل مصدر فيوحد ويذكر غالبًا كقوله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} ويجوز أن يثنى ويجمع ويؤنث كهذه الآية، ولما كان كل خصم فريقًا يجمع طائفة قال: اختصموا بصيغة الجمع كقوله (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) فالجمع مراعة للمعنى، وقال في الكشاف: الخصم صفة وصف بها الفوج أو الفريق فكأنه قيل هذان فوجان أو فريقان يختصمان، وقوله هذان نظرًا للفظ واختصموا نظرًا للمعنى، قال في الدر: إن عني بقوله إن الخصم صفة بطريق الاستعمال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
المجازي فمسلم لأن المصدر يكثر الوصف به، وإن أراد أنه صفة حقيقة فخطؤه ظاهر لتصريحهم بأن رجل خصم مثل رجل عدل اهـ من القسطلاني.
قال القرطبي: قوله (هذان خصمان) إشارة إلى الفريقين اللذين ذكرهما أبو ذر وهما علي وحمزة وعبيدة وهم المؤمنون، والفريق الآخر عتبة وشيبة والوليد بن عتبة التقيا يوم بدر في أول الحرب فافتخر المشركون بدينهم وانتسبوا إلى شركهم وافتخر المسلمون بالإسلام وانتسبوا إلى التوحيد ولما خرج المشركون ودعوا إلى البراز خرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة الأنصاري فلما انتسبوا لهم قالوا: أكفاء كرام ولكنا نريد من قومنا فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي رضي الله عنه فأما حمزة وعلي فلم يمهلا صاحبيهما فقتلاهما، واختلفت بين عبيدة وشيبة ضربتان كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا صاحبيهما فمات من جرحه ذلك بالصفراء عند رجوعه، وقال قتادة: هم أهل الكتاب افتخروا بسبق دينهم وكتابهم، فقال المسلمون: كتابنا مهيمن على الكتب ونبينا خاتم الأنبياء، وقال مقاتل: هم أهل الملل في دعوى الحق اهـ من المفهم.
ثم إن هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على البخاري ومسلم لإخراجهما إياه في صحيحيهما وزعم الدارقطني أن في إسناده اضطرابًا فمرة رواه قيس بن عباد عن أبي ذر، وأخرى روى عن علي قوله (أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن) ثم أضاف من عنده أن الآية نزلت فيهم، وفي رواية النسائي نسبه إلى علي نفسه، وقد ذكر البخاري من طريق جرير عن منصور عن أبي هاشم أنه قولُ أبي مجلز.
وأجاب العلّامة النووي والحافظ ابن حجر في فتح الباري [8/ 444] عن هذا الاعتراض بأنه ليس اضطرابًا وإنما سمعه قيس بن عباد من أبي ذر وعلي رضي الله عنهما كليهما فمرة رواه عن أبي ذر وأخرى عن علي، واكتفى مرة في رواية عن علي بقوله (أنا أول من يجثو .. ) إلخ ورواه أخرى عنه بتمامه، وكذلك أبو مجلز رواه مرة عن قيس بن عباد عن أبي ذر وأخرى ذكر سبب النزول من عند نفسه فالراوي تارة يروي وتارة يفتي ولا منافاة بين الأمرين ولا يكون ذلك اضطرابًا ولا يقدح ذلك في صحة الحديث إذا كان الرواة في جميع الروايات ثقات حفاظًا ورجال كل واحد من هذه الروايات ثقات أثبات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والله سبحانه وتعالى أعلم وأكرم وكرمه أعم وأتم وبحكمته هو المؤخر والمقدم وهو المعز والمذل والقابض والباسط يختص بفضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم والمن الجسيم.
وجملة ما اشتمل عليه هذا المجلد من الأحاديث غير المكررة من الأصول والشواهد (161) مائة وأحد وستون حديثًا، ومن الأبواب (38) ثمان وثلاثون بابا.
وجملة أحاديث مسلم مع المكرر (7378) سبعة آلاف وثلاثمائة وثمان وسبعون، وبلا مكرر (2321) ألفان وثلاثمائة وأحد وعشرون كما حققناه بالعد والحساب بالأرقام.
فالحمد لله على توفيقه في الابتداء، والثناء له على تيسيره إلى الانتهاء، والشكر له على ما أكرمنا به في هذا الجامع من الخدمات، والصلاة والسلام على من هو منبع الحكم والعلومات، سيدنا محمد وعلى آله وجميع الصحابات، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامات، ما تعاقبت الأيام والليالي والعصورات.
وهذا آخر ما أكرمني الله به من هذا المجلد بإتمامه، وبتمامه تم هذا الشرح المبارك في أوائل ليلة الجمعة المباركة الحادية والعشرين من شهر شوال المبارك من تاريخ (21/ 10 / 1428 هـ) من الهجرة المصطفية، على صاحبها أفضل الصلاة والصلات والتحية، وعلى آله وصحبه وجميع الأمة المحمدية.
وكان تاريخ ابتداء هذا الشرح منتصف ليلة الجمعة، الليلة الثامنة من شهر ربيع الآخر من شهور سنة ألف وأربعمائة وتسع عشرة تقريبًا من الهجرة المذكورة، وقد مكثت في تسويده زهاء عشر سنوات تقريبًا مع ما لازمني من الشواغل والعوائق، ولقد أجاد من قال:
وقل من جد في أمر يحاوله
…
واستعمل الصبر إلا فاز بالظفر
فالحمد لله على ما حبانا، والشكر له على ما أولانا، وأسأله أن يديم نفعه بين عباده، ويرد عنه جدل منكره وجاحده، ويطمس عنه أعين كائده وحاسده، ممن هدفه كشف العورات، وستر الحسنات، وإظهار السيئات، وإفشاء الوصمات، مع أن به أسوأ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
العورات، وأقبح البسمات، وقد مليء بأمثاله هذا الزمان والعياذ بالله الرحيم الرحمن، من شرور هذا الفتان، والمرجو ممن صرف وجهه إليه، بعين القبول والرغبة لديه، أن يصلح خطأه وسقطته، ويزيل زلله وهفوته، بعد التأمل والإمعان، لا بمجرد النظر والعيان، لأن الإنسان مركز الجهل والنسيان، لا سيما حليف البلاهة والتوان، ليكون ممن يدفع السيئة بالحسنة لا ممن يجازي الحسنة بالسيئة، علمنا الله وإياكم علوم السالفين، وجنبنا وإياكم زيوف الخالفين، وأدبنا وإياكم بآداب الأخيار، وزيننا وإياكم بحلية الأبرار، وطهرنا وإياكم من دنس الفجار، وأذاقنا وإياكم كؤوس المعارف والأسرار، ورزقنا وإياكم منه صلى الله عليه وسلم شفاعة يوم الحسرة، جبرًا لما فاتنا وإياكم من بيعة الشجرة، مع مشرب العارفين، ومنسك العابدين، ولذة الواصفين، وخمرة العاشقين، سيدنا ومولانا محمد سيد الأولين والآخرين، عليه صلوات الله وسلامه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وآل كل وجميع الأولياء والمقربين، وعلينا وعلى سائر عباد الله الصالحين، والحمد لله رب العالمين، وما ألطف قول من قال في نداء ربه:
يا رب يا رب يا من لا شريك له
…
يا سامع الصوت يا من جل عن صمم
يا رب يا رب يا ذا الجود يا أملي
…
يا ذا الجلال ويا ذا اللطف في الأمم
شعر مذيل: -
وما من كاتب إلا سيفنى
…
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
…
يسرك في القيامة أن تراه
آخر
أجل ما كسبت يد الفتى قلم
…
وخير ما جمعت يد الفتى كتب
آخر
لقد أتممته حمدًا لربي
…
على ما قد أعان لي من الكتب
أمانة الله حقًّا كاتبها
…
محبًا لأصحاب النبي مع النبي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
آخر
حمدًا لربنا على جمعه
…
ثم غفرانه لمؤلفه
ولناشره ولطابعه
…
ولقارئه ولسامعه
ولوالديه وكل من
…
أسدى له الإسعاف في تعلمه
ثم صلاة الله على حبه
…
محمد وآله وحزبه
قال الزركلي في مناجاته للوطن: -
العين بعد فراقها الوطنا
…
لا ساكنًا ألفت ولا سكنا
كانت ترى في كل سانحة
…
حسنًا وباتت لا ترى حسنا
والقلب لولا أنه صعدت
…
أنكرته وشككت فيه أنا
ليت الذين أحبهم علموا
…
وهم هنالك ما لقيت هنا
ما كنت أحسبني مفارقهم
…
حتى تفارق روحي البدنا
إن الغريب معذب أبدًا
…
إن حل لم ينعم وإن ظعنا
رسالة إلى كل مهموم: -
إذا اشتملت على اليأس القلوب
…
وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت
…
وأرست في مكامنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها
…
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
…
يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت
…
فموصول بها فرج قريب