المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

4- إسناد الماضي إلى تاء المخاطبة نحو: ضربتِ. 5- إسناد الماضي - اللغة العربية معناها ومبناها

[تمام حسان]

الفصل: 4- إسناد الماضي إلى تاء المخاطبة نحو: ضربتِ. 5- إسناد الماضي

4-

إسناد الماضي إلى تاء المخاطبة نحو: ضربتِ.

5-

إسناد الماضي إلى ضمير المخاطبين نحو: ضربتما.

6-

إسناد الماضي إلى ضمير المخاطبين نحو: ضربتم.

7-

إسناد الماضي إلى ضمير المخاطبات نحو: ضرَبْتُنَّ.

8-

إسناد الماضي إلى ضمير الغائبات نحو: ضربن.

وكل صيغة من هذه أوجدها الاستعمال كذلك منذ البداية، فلم تكن الصيغة مفتوحة اللام على الألسنة ثم سكنت لأمها، بل الصيغ المفتوحة اللام موجودة أيضًا ويمكن رؤيتها نحو: ضرب، ضربت، ضربا، ضربتا؛ فالنظام يقرر أن الفتح للجميع، والاستعمال يوزع الصيغ بين الفتح والإسكان بحسب كراهية توالي المتحركات.

ص: 300

10-

‌ الكمية:

المقصود بالكمية اعتبار القيمتين الخلافيتين اللتين تسميان "الطول والقصر"؛ فالطول في الحروف الصحيحة تشديد، والقصر إفراد، والطول في حروف العلة مد، والقصر حركة، وقد سبق لنا أن رأينا هذين الاصطلاحين يتردَّداَن في دراسة المقاطع، فذكرنا أن منها الأقصر والقصير والمتوسط والطويل. وليس يخفى ما للكمية من صلةٍ في التفريق بين الصيغة والصيغة، وبين الكلمة والكلمة، فالفرق بين فَعَلَ وفَعَّلَ فرق في الإفراد والتشديد، والفرق بين فَعَلَ وفَاعَلَ فرق في الحركة والمد، والفرق بين لم ولام فرق في الحركة والمد أيضًا، وبذلك تكون الكمية عظيمة الأهمية في مجال القيم الخلافية في اللغة، ومن ثَمَّ تكون ذات صلة عظيمة بالمعنى، أو على الأصح بالجانب السلبي العدمي من هذا المعنى، أي: إن الجزء السلبي من معنى "لم" أنها ليست "لام"، ولا غيرها مما يستبدل بها في التركيب من اللام والحركة

ص: 300

"أو المد"، والميم وأما الجزء الإيجابي من معناها فهو وظيفتها التي تؤديها في إطار اللغة من كونها للنفي والمعاني الأخرى، فالاختلاف في الكمية إذًا يعتبر في قوة مفهوم المخالفة الذي قال به الشافعية وذكرناه في المقدمة.

ومما يتصل بالكمية ما يلاحظ في الكلمات المنتهية بألف أو واو أو ياء، وتتلوها كلمات مبدوءة بالساكن على نحو ما سبق في ظاهرة التوصل، وذلك نحو:"الفتى العربي" و"القاضي الفاضل" و"يدعو الله" فالألف في المثال الأول تفقد كميتها وتصبح من ناحية المدة في طول الفتحة، والياء في المثال الثاني تفقد الكمية وتصبح في طول الكسرة، والواو في المثال الثالث تفقد طولها وتصبح في مقدار الضمة. ولقد كان النحاة يلاحظون هذه الظاهرة ويعتبرونها جزءًا من ظاهرة التخلص من التقاء الساكنين ويقولون: إن الألف والواو والياء تحذف للتخلص من التقاء الساكنين، وكأنهم أرادوا القول بأن الحركة الباقية بعد حذف الحروف الثلاثة هي حركة دليل على المحذوف. ولكن الذي يبدو أسلم منهجيًّا في رأيي هو النظر إلى الأمر كله في إطار دراسة ظاهرة الكمية باعتبارها شديدة الصلة بالموقع وبالنبر، ثم بالمعنى في النهاية.

وينبغي أن يكون واضحًا تمامًا أن هناك فرقًا عظيمًا جدًّا بين كمية الحرف وبين المدة التي يستغرقها نطق الصوت، والكمية جزء من النمطية اللغوية فهي جزء من النظام، والمدة هي الوقت الذي يستغرقه النطق فهي جزء من تحليل الكلام. والكمية مقابلات وقيم خلافية، ولكن المدة تقاس بالثواني والوحدات الزمنية الأكبر من الثواني، والكمية هي الطول والقصر النسبيين غير المرتبطين بمقاييس الزمان الفلسفي، أما المدة فمرتبطة بالزمان الفلسفي، وأخيرًا قد يكون الحرف مفردًا "أي: قصير الكمية"، ولكن مدة نطقه تكون أطول من المشدد "أي: الطويل الكمية" في بعض المواقع، قارن بمدة نطق الكافين في كلمة "شكاك" أي كثير الشك، فمدة المفردة أطول.

ص: 301