الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقتله، وأسر كربغا وأرسله إلى حمص فسجنه بها، ثم استولى تنش على حران والرها، ثم سار تنش إلى بلاد الجزرية فملكها، ثم ملك ديار بكر خلاط، وسار إلى أذربيجان فملك بلادها. ثم سار إلى همذان فملكها، وأرسل يطلب الخطبة ببغداد من المستظهر بالله فأجيب إلى ذلك، ولما بلغ بركيارق استيلاء عمه تنش على أذربيجان سار إلى أربل ومنها إلى بلد شرحاب الكردي ابن بدر، إلى أن قرب من عسكر عمه تنش، ولم يكن مع بركيارق غير ألف رجل، وكان مع عمه خمسون ألف رجل، فسارت فرقة من معسكر تنش فكبسوا بركيارق، فهرب إلى أصفهان، وكانت تركان خاتون قد ماتت، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى، فدخل بركيارق أصفهان وبها أخوه محمود، فلما دخل بركيارق أصفهان احتاط عليه جماعة من كبراء عسكر أخيه محمود وأرادوا أن يسملوا بركيارق، فلحق محموداً جدري قوى، فتوقفوا في أمر بركيارق لينظروا ما يكون من محمود، فمات محمود من ذلك في سلخ شوال من هذه السنة، فكان هذا فرحاً بعد شدة لبركبارق، وكان مولد محمود سنة ثمانين وأربعمائة في صفر. ثم إن بركيارق جدر بعد محمود وعوفي فاجتمعت عليه العساكر، وكان منه ومن تنش ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
وفاة أمير الجيوش في هذه السنة في ربيع الأول توفي بمصر أمير الجيوش بدر الجمال، وقد جاوز ثمانين سنة، وكان هو الحاكم في دولة المستنصر، والمرجوع إليه، ولما مات قام بما كان إليه من الأمر ابنه الأفضل.
وفاة المستنصر العلوي في هذه السنة في ثامن ذي الحجة، توفي المستنصر بالله أبو تميم معد بن أبي الحسين علي الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم، وكانت خلافة المستنصر ستين سنة وأربعة أشهر، وكان عمره سبعاً وستين سنة، وهو الذي خطب له البساسيري ببغداد، ولقي المستنصر شدائد وأهوالاً أخرج فيها أمواله وذخائره، حتى لم يبق له غير سجادته التي يجلس عليها، وهو مع هذا صابر غير خاشع، ولما مات ولي خلافة مصر بعده ابنه أبو القاسم أحمد المستعلي بالله.
ذكر غير ذلك:
وفي هذه السنة توفي أمير مكة محمد بن أبي هاشم الحسيني، وقد جاوز سبعين سنة. وتولى بعده الأمير قاسم بن أبي هاشم. وفي هذه السنة في رمضان توفيت تركان خاتون امرأة ملكشاه، التي قدمنا ذكرها، وكانت قد برزت من أصفهان لتتصل بتاج الدولة تنش، فمرضت وعادت إلى أصفهان وماتت، ولم يكن قد بقي معها غير قصبة أصفهان.
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وأربعمائة:
مقتل صاحب سمرقند في هذه السنة اجتمع قواد عسكر أحمد خان صاحب سمرقند، وقبضوا عليه بسبب زندقته، ولما قبضوه أحضروا الفقهاء والقضاة، وأقاموا خصوماً ادعوا عليه الزنذقة، فجحد، فشهد عليه جماعة بذلك، وأفتى الفقهاء بقتله، فخنقوه وأجلسوا ابن عمه مسعود مكانه، قدرخان، واسمه جبريل بن عمر، المقدم الذكر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وقتل السلطان سنجر جبريل المذكور، وولي مكانه محمد خان بن سليمان بن داود بن إبراهيم بن طفغاج وله نيف وعشرون سنة، واستمر في ولايته إلى سنة خمس عشرة وخمسمائة، ولم يقع لنا خبر أحد منهم بعد المذكور.
مقتل تنش
لما انهزم بركيارق من تنش ودخل أصفهان حسب ما ذكرنا، استولى تنش على بلاد أذربيجان ونهب جرباذقان، ثم سار إلى الري وبركيارق مريض بالجدري، فلما عوفي سار بالعساكر من أصفهان إلى عمه تنش، والتقوا بموضع قريب من الري، فانهزم عسكر تنش وثبت هو، فقتل في صفر من هذه السنة، واستقامت السلطنة لبركيارق وإذا أراد الله تعالى أمراً فلا مرد له، وإلا فلو تبع بركيارق لما كبسه عسكر تنش، وهرب إلى أصفهان مائة فارس، أخذوه لأنه بقي على باب أصفهان عدة أيام لا يمكن من الدخول إليها، فلما دخلها أراد الأمراء أن يسملوه، فاتفق أن أخاه محموداً حمّ ثاني يوم وصوله وجدّر فمات، وقام هو مقامه ثم جدر، ولو قصده عمه تنش قبل دخوله أصفهان، أو وقت مرض أخيه، أو وقت مرضه، لملك البلاد، ولله سر في علاه، وإنما كلام الغوى ضرب من الهذيان.
ذكر حال رضوان ودقاق أبي تنش وكان دقاق في الوقعة مع أبيه لما قتل، وأما رضوان فبلغه مقتل أبيه وهو بالقرب من هيت متوجهاً للاستيلاء على العراق، فلما بلغه مقتل أبيه رجع إلى حلب، وبها من جهة والده تنش أبو القاسم حسن بن علي الخوارزمي، ولحق برضوان جماعة من قواد أبيه، ثم لحقه بحلب أخوه دقاق، وكان معه أيضاً أخواه الصغيران أبو طالب وبهرام، وكانوا كلهم مع أبي القاسم حسن الخوارزمي كالضيوف، وهو المستولي على البلد، ثم إن رضوان كبس أبا القاسم الخوارزمي نصف الليل واحتاط عليه وطيب قلبه، وخطب لرضوان بحلب، وكان مع رضوان الأمير باغي سيان بن محمد التركماني صاحب أنطاكية، ثم سار رضوان بمن معه إلى ديار بكر للاستيلاء عليها، وقصد سروج، فسبقه إليها سقمان بن أرتق واستولى على سموج، ومنع رضوان عنها، فسار رضوان إلى الرها واستولى عليها، وأطلق