الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة رضوان في هذه السنة توفي الملك رضوان بن تنش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق صاحب حلب، وقام بملك حلب بعده ابنه ألب أرسلان الأخرس ابن رضوان، وكانت سيرة رضوان غير محمودة، وقتل رضوان قبل موته أخويه أبا طالب وبهرام، وكان يستعين بالباطنية في كثير من أموره لقلة دينه، وكانت ولاية رضوان في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة في سنة قتل أبوه تنش، ولما ملك الأخرس بن رضوان استولى على الأمور لؤلؤ الخادم، وكان الحكم والأمر إليه، ولم يكن ألب أرسلان المذكور أخرس حقيقة، وإنما كان في لسانه حبسة وتمتمة، وكانت أم الأخرس بنت باغي سيان صاحب أنطاكية، وكان عمره حين ولي ست عشرة سنة، ولما مات رضوان ملك ألب أرسلان، قتلت الباطنية الذين كانوا بحلب، وكانوا جماعته ولهم صورة ونهبت أموالهم.
ذكر غير ذلك
في هذه السنة توفي إسماعيل بن أحمد الحسين البيهقي الإمام ابن الإمام وتوفي ببيهق، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وفيها توفي محمد بن أحمد بن محمد الأبيوردي الأديب الشاعر وله شعر حسن فمنه:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني
…
أعز وأهوال الزمان تهون
وظل يريني الخطب كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكون وكانت وفاته بأصفهان وهو من بني أمية.
وفيها توفي محمد بن أحمد بن أبي الحسن بن عمر، وكنيته أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي، ومولده سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وتفقه على أبي إسحق الشيرازي ببغداد، وعلى أبي نصر بن الصباغ، وصنف المستظهر بالله كتابه المعروف بالمستظهري.
ثم دخلت سنة ثمان وخمسمائة فيها أرسل السلطان محمد بن ملكشاه أقسنقر البرسقي والياً على الموصل لما بلغه قتل مودود بن الطنطاش صاحب الموصل، وأمر السلطان الأمراء وأصحاب الأطراف بالسير بصحبة البرسقي لقتال الفرنج، وجرى بين البرسقي وأيلغازي بن أرتق صاحب ماردين قتال انتصر فيه
أيلغازي وهرب البرسقي، ثم خاف أيلغازي من السلطان فسار إلى طغتكين صاحب دمشق، فاتفق معه وكاتباً الفرنج واعتضدا بهم، ثم عاد أيلغازي من دمشق إلى جهة بلاده، فلما قرب من حمص وكان في جماعة قليلة، خرج قيرخان بن قراجا صاحب حمص، وأمسك أيلغازي وبقي في أسره مدة، ثم تحالفا وأطلقه.
ذكر وفاة صاحب غزنة في هذه السنة في شوال، توفي الملك علاء الدولة أبو سعد مسعود بن إبراهيم ابن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، كان ملكه في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وملك بعده ابنه أرسلان شاه بن مسعود، وأمسك إخوته، وهرب، من إخوته بهرام شاه، واستجار بالسلطان سنجر بن ملكشاه صاحب خراسان، وأرسل سنجر إلى أرسلان شاه يشفع في بهرام شاه فلم يقبل منه، فسار السلطان سنجر إلى غزنة، وجمع أرسلان شاه عساكره وخيوله، واقتتلوا واشتد القتال بينهم، فانهزم عسكر غزنة، وانهزم أرسلان شاه، ودخل سنجر غزنة واستولى عليها في سنة عشر وخمسمائة، وأخذ منها أموالاً عظيمة، وقرر السلطنة لبهرام شاه بن مسعود، وأن يخطب في مملكته للسلطان محمد، ثم للملك سنجر ثم للسلطان وبهرام شاه المذكور، ثم عاد سنجر إلى بلاده، وكان أرسلان شاه قد هرب إلى جهة هندستان، ثم جمع جمعاً وعاد إلى غزنة فاستنجد بهرام شاه بسنجر ثانياً، فأرسل إليه عسكراً، فلما قاربوا أرسلان شاه هرب من غير قتال، وتبعوه حتى أمسكوه، فخنق بهرام شاه أخاه أرسلان شاه، ودفنه بتربة أبيه بغزنة، وكان قتل أرسلان شاه في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وقدمنا ذكره لنتبع الحادثة بعضها بعضاً، وكان عمر أرسلان شاه لما قتل سبعاً وعشرين سنة.
ذكر مقتل صاحب حلب في هذه السنة قتل تاج الدولة ألب أرسلان الأخرس، صاحب حلب ابن الملك رضوان بن تنش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق، قتلة غلمانه بقلعة حلب، وأقاموا بعده أخاه سلطان شاه بن رضوان، وكان المتولي على الأمر لؤلؤ الخادم.
ثم دخلت سنة تسع وخمسمائة فيها أرسل السلطان محمد بن ملكشاه عسكراً ضخماً لقتال طغتكين صاحب دمشق، وأيلغازي صاحب ماردين، فعبر العسكر الفرات من الرقة وقصدوا حلب، فعصت عليهم، فساروا إلى حماة وهي لطغتكين، فحصروها وفتحوها عنوة، ونهبوا الأموال ثلاثة أيام، ثم سلموا حماة إلى الأمير قيرخان بن قراجا صاحب حمص، وأقام العسكر بحماة واجتمع بأفامية أيلغازي وطغتكين وملوك الفرنج، وهم صاحب أنطاكية، وصاحب طرابلس وغيرهما، وأقاموا بأفامية ينتظرون تفرق المسلمين، فلما أقام عسكر المسلمين إلى الشتاء، تفرق الفرنج وسار طغتكين إلى دمشق، وأيلغازي إلى ماردين، ثم سار المسلمون من حماة إلى كفرطاب وهي للفرنج، فاستولوا عليها وقتلوا من بها من الفرنج ونهبوهم، ثم سار المسلمون إلى المعرة، وهي للفرنج، ثم ساروا منها إلى حلب، فكبسهم صاحب أنطاكية في أثناء الطريق، فانهزمت المسلمون، وقتل الفرنج فيهم،