الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حصن الأثارب إلى الفرنج ليهادنوه على حلب، لعجزه عن مقاومتهم. وفيها سار بلك بن بهرام بن أرتق إلى حران وملكهما، ثم بلغه عجز ابن عمه سليمان عن حلب، فسار إلى حلب وملكها في جمادى الأولى.
وفيها استولى الفرنج على خرتبرت وكان بها جوسلين وغيره من الفرنج محبوسين، وخلصوهم من خرتبرت، وكانت لبلك، ثم سار إليها بلك واسترجعهما من الفرنج.
وفيها توفي قاسم بن هاشم العلوي الحسني، أمير مكة، شرفها الله تعالى، وولي بعده ابنه أبو فليتة وفيها سار طغتكين صاحب دمشق إلى حمص، وهجم المدينة ونهبها وحصر صاحبها قيرخان بن قراجا بالقلعة، ثم رحل عنه وعاد إلى دمشق.
وفيها سار الأمير محمود بن قراجا صاحب حماة إلى أفامية، وهجم ربضها فأصابه سهم من القلعة في يده فعاد إلى حماة وعملت عليه يده فمات من ذلك، واستراح أهل حماة من ظلمه، فلما سمع طغتكين الخبر، أرسل إلى حماة عسكراً وملكها، وصارت حماة من جملة بلاده، وفيها توفي أحمد بن محمد بن علي، المعروف بابن الخياط الشاعر الدمشقي وله أشعار فائقة منها قصيدته التي منها:
سلوا سيف ألحاظه الممتشق
…
أعند القلوب دم للحدق
من الترك ما سهمه إذ رمي
…
بأفتك من طرفه إذ رمق
ومنها:
وللحب ما عزمني وهان
…
وللحسن ما جل منه ودق
وكانت ولادته في سنة خمس وأربعمائة بدمشق رحمه الله تعالى.
ثم دخلت سنة ثماني عشرة وخمسمائة.
ذكر قتل بلك:
في هذه السنة قتل بلك بن بهرام بن أرتق صاحب حلب، وسببه أنه قبض على الأمير حسان البعلبكي صاحب منبج، وسار إلى منبج فملك المدينة وحصر القلعة، فبينما هو يقاتل إذ أتاه سهم فقتله لا يدري من رماه، فاضطرب عسكره وتفرقوا، وخلص حسان صاحب منبج وعاد إليها وملكها وكان في جملة عسكر بلك ابن عمه تمرتاش بن أيلغازي بن أرتق صاحب ماردين، فحمل بلك مقتولاً إلى حلب وتسلمها واستقر تمرتاش في ملك حلب في عشرين من ربيع الأول من هذه السنة، ورتب أمرها وعاد إلى ماردين.
وفي هذه السنة ملك الفرنج مدينة صور بعد حصار طويل، وكانت للخلفاء العلويين أصحاب مصر، وكان ملكها بالأمان، وخرج المسلمون منها في العشرين من جمادى الأولى بما قدروا على حمله من أموالهم.
وفيها اجتمعت الفرنج وانضم إليهم دبيس بن صدقة وحاصروا حلب، وأخذوا في بناء بيوت لهم بظاهرها فعظم الأمر على أهلها، ولم ينجدهم صاحبها تمرتاش لإيثاره الرفاهة والدعة، فكاتب أهل حلب أقسنقر البرسقي صاحب الموصل في
تسلميها إليه، فسار إليهم فلما قرب من حلب رحلت الفرنج عنها، وسلم أهل حلب المدينة والقلعة إليه، واستقرت في ملك البرسقي مع الموصل وغيرها.
وفي هذه السنة مات الحسن بن الصباح مقدم الإسماعيلية صاحب الألموت وقد تقدم ذكره في ظهوره في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
ثم دخلت سنة تسع عشرة وخمسمائة في هذه السنة سار البرسقي إلى كفر طاب وأخذها من الفرنج، ثم سار إلى أعزاز وكانت لجوسلين، فاجتمعت الفرنج لقتاله، فاقتتلوا فانهزم البرسقي، وقتل من المسلمين خلق كثير.
وفيها مات سالم بن مالك بن بدران بن المقلد بن المسيب صاحب قلعة جعبر وملكهما بعده ابنه مالك بن سالم.
ثم دخلت سنة عشرين وخمسمائة.
ذكر مقتل البرسقي في هذه السنة ثامن ذي القعدة، قتلت الباطنية قسيم الدولة أقنسقر البرسقي صاحب الموصل يوم الجمعة في الجامع بالموصل، وهو في الصلاة، فوثب عليه منهم بضعة عشر نفساً، وكان البرسقي مملوكاً تركياً شجاعاً ديناً حسن السيرة، من خيار الولاة، رحمه الله تعالى، وكان ابنه عز الدين مسعود في حلب، فلما بلغه قتل أبيه سار إلى الموصل واستقر في ملكها.
ذكر الحرب بين طغتكين والفرنج
في هذه السنة اجتمعت الفرنج وقصدوا دمشق، نزولاً في مرج الصفر عند قرية شقحب، وأرسل طغتكين وجمع التراكمين وغيرهم، وخرج إلى الفرنج والتقى معهم في أواخر ذي الحجة، وكان مع طغتكين رجالة كثيرة من التركمان واشتد القتال، فانهزم طغتكين والخيالة؛ وتبعهم الفرنج، ولم يقدر رجالة التركمان على الهرب، فقصدوا مخيم الفرنج وقتلوا كل من وجدوه من الفرنج، ونهبوا أموال الفرنج وأثقالهم، وسلموا بذلك. ولما عاد الفرنج من وراء المنهزمين وجدوا أثقالهم وخيمهم قد نهبت فانهزم أيضاً وفيها حصر الفرنج رفنية وملكوها وفيها توفي أبو الفتوح أحمد بن محمد بن محمد الغزالي الواعظ أخو أبي حامد الغزالي، وكانت له كرامات. وقد ذمه أبو الفرج ابن الجوزي بأشياء كثيرة، منها روايته في وعظه الأحاديث التي ليست بصحيحة. وكان من الفقهاء، غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه، واختصر كتاب أخيه إحياء علوم الدين في مجلد وسماه لباب الأحياء ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وخمسمائة في هذه السنة ولى السلطان محمود شحنكية العراق عماد الدين زنكي بن أقنسقر مضافاً إلى ما بيده من ولاية واسط وفيها سار السلطان محمود عن بغداد وفي هذه السنة سار صاحب الموصل مسعود بن أقسنقر البرسقي إلى الرحبة واستولى عليها؛ ومرض وهو محاصرها؛ ومات مسعود يوم تسليم الرحبة إليه، وقام بالأمر بعد مسعود مملوك البرسقي اسمه جاولي أقام أخاً لمسعود صغيراً في الملك؛