الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «التوبة»
«1»
قال: وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الآية 3] أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الآية 3] أي: بأنّ الله بريء ورسوله كذلك وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ [الآية 2] أي: بأن الله.
وقال: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ [الآية 5] فجمع السياق على أدنى العدد لأنّ معناها «الأربعة» وذلك أن «الأشهر» إنّما تكون إذا ذكرت معها «الثلاثة» الى «العشرة» فإذا لم تذكر «الثلاثة» الى «العشرة» فهي «الشّهور» .
وقال تعالى: وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ [الآية 5] وألقى السياق «على» ، قال الشاعر [من الوافر وهو الشاهد السادس والخمسون] :
نغالي اللّحم للأضياف نيئا
…
ونبذله إذا نضج القدور
أراد: نغالي باللحم «2» .
وقال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ [الآية 6] فابتدأ بعد «إن» ، وأن يكون رفع أحد على فعل مضمر أقيس الوجهين، لأنّ حروف المجازاة لا يبتدأ بعدها. إلّا أنهم قد قالوا ذلك في (أن) لتمكّنها وحسنها إذا وليتها الأسماء، وليس بعدها فعل مجزوم في اللفظ، كما قال الشاعر [من البسيط وهو الشاهد الثامن والسبعون بعد المائة] :
(1) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب، بيروت، غير مؤرخ.
(2)
. قد نقل رأي الأخفش، في زاد المسير 3:398. [.....]
عاود هراة وأن معمورها خربا «1» .
وقال «2» الاخر [من الكامل وهو الشاهد الرابع والعشرون بعد المائتين] :
لا تجزعي أن منفسا أهلكته
…
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقد زعموا أن قول الشاعر «3» [من الطويل وهو الشاهد الخامس والعشرون بعد المائتين] :
أتجزع أن نفس أتاها حمامها
…
فهلّا الّتي عن بين جنبيك تدفع «4»
لا ينشد إلا رفعا، وقد سقط الفعل على شيء من سببه. وهذا قد ابتدئ بعد «أن» وان شئت جعلته رفعا بفعل مضمر.
وقال تعالى: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ [الآية 7] فهذا استثناء خارج من أول الكلام. والَّذِينَ في موضع نصب.
وقال تعالى: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ [الآية 8] فأضمر «كيف لا تقتلونهم» والله أعلم «5» .
وقال تعالى: وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ [الآية 13] لأنك تقول «هممت بكذا» و «أهمّني كذا» .
وقال تعالى: فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ [الآية 25] لا تنصرف. وكذلك كل جمع ثالث حروفه ألف، وبعد الألف حرف ثقيل، أو اثنان خفيفان فصاعدا، فهو لا ينصرف في المعرفة ولا النكرة، نحو «محاريب» و «تماثيل» و «مساجد» وأشباه ذلك، إلّا أن يكون في آخره الهاء، فإن كانت في آخره الهاء انصرف في النكرة نحو «طيالسة» و «صياقلة» . وإنما منع العرب من صرف هذا الجمع، أنه مثال لا يكون للواحد ولا يكون إلّا للجمع والجمع أثقل من الواحد. فلما كان هذا المثال لا يكون إلّا للأثقل لم
(1) . سبق الكلام على الشاهد.
(2)
. هو النمر بن تولب. ديوانه 72، وتحصيل عين الذهب 1:67.
(3)
. هو زيد بن رزين «ذيل الأمالي 106 و 107، وسمط اللئالي 49 وشرح شواهد المغني 149.
(4)
. في شرح شواهد المغني: «فهل أنت عمّا بين جنبيك تدفع» . وفي المحتسب 1: 281 ب «أتدفع عن» بدل «أتجزع أن» .
(5)
. نقله في إعراب القرآن 2: 419.
يصرف. وأمّا الذي في آخره الهاء، فانصرف لأنّها منفصلة كأنّها اسم على حيالها. والانصراف إنّما يقع في آخر الاسم فوقع على الهاء، فلذلك انصرف فشبه ب «حضرموت» ، و «حضرموت» مصروف في النكرة.
وقال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً [الآية 28] وهو «الفقر» ، تقول:«عال» «يعيل» «عيلة» أي: «افتقر» . و «أعال» «إعالة» : إذا صار صاحب عيال «1» .
و «عال عياله» و «هو يعولهم» «عولا» و «عيالة» . وقال سبحانه: ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا (3) أي: ألّا تعولوا العيال.
و «أعال الرجل» «يعيل» إذا صار ذا عيال «2» .
وقال تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ [الآية 30] وقد طرح بعضهم التنوين، وذلك رديء، لأنه إنّما يترك التنوين، إذا كان الاسم يستغني عن الابن، وكان ينسب الى اسم معروف.
فالاسم هاهنا لا يستغني. ولو قلت «وقالت اليهود عزير» لم يتمّ كلاما إلّا أنه قد قرئ وكثر وبه نقرأ على الحكاية «3» كأنهم أرادوا «وقالت اليهود نبيّنا عزير ابن الله» .
وقال تعالى: وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ [الآية 32] لأن أَنْ يُتِمَّ اسم كأنه «يأبى الله إلّا إتمام نوره» .
وقال تعالى: يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ [الآية 34] ثم قال: يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ [الآية 35] فجعل الكلام على الاخر. وقال الشاعر «4» [من المنسرح وهو الشاهد الستون] :
نحن بما عندنا وأنت بما
…
عندك راض والرأي مختلف
وقال تعالى:
(1) . نقله في الصحاح «عيل» ، وزاد المسير 3: 417 و 418.
(2)
. نقله في اللسان «عيل» .
(3)
. القراءة بالتنوين، نسبت في معاني القرآن، إلى الثقات وفي الطبري 14: 204 إلى بعض المكيين والكوفيين وفي السبعة 313 إلى عاصم والكسائي، والى ابن عمرو في رواية وفي الكشف 1: 501، والتيسير 118، والجامع 8: 116، والبحر 5: 31 اقتصر على عاصم والكسائي. أمّا القراءة بلا تنوين، فنسبت في معاني القرآن 1: 431 إلى الثقات وفي الطبري 14: 205 إلى عامة قراء أهل المدينة، وبعض المكّيين والكوفيين وفي السبعة 313 الى ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وحمزة وفي الجامع 8: 116 أهمل حمزة وفي البحر 5: 31 الى السبعة، إلا عاصما والكسائي وفي الكشف 1: 501، والتيسير 118، الى غير عاصم والكسائي.
(4)
. سبق الكلام على القائل والقول.
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ [الآية 37] وهو التأخير.
وتقول «أنسأته الدّين» إذا جعلته إليه يؤخّره هو. و: «نسأت عنه دينه» أي:
أخّرته عنه. وإنّما قلت: «أنسأته الدّين» لأنّك تقول: «جعلته له يؤخّره» و «نسأت عنه دينه» «فأنا أنسّئه» أي: أؤخّره.
وكذلك «النّساء في العمر» يقال: «من سرّه النّساء في العمر» «1» ، ويقال «عرق النّسا» غير مهموز.
وقال تعالى: لِيُواطِؤُا [الآية 37] لأنّها من «واطأ» ومثله (هي أشدّ وطاء)«2» أي: مواطأة، وهي المواتاة وبعضهم قرأ «وطا» «3» أي: قياما.
وقال تعالى: اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ [الآية 38] لأنّه من «تثاقلتم» ، فأدغمت التاء في الثاء، فسكنت، فأحدث لها ألفا، ليصل إلى الكلام بها.
وقال تعالى: وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا [الآية 40] لأنه لم يحمله على (جعل) وحمله على الابتداء.
وقال تعالى: وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ [الآية 46] جعل من «بعثته» ف «انبعث» وسمعت من العرب، من يقول:«لو دعينا لاندعينا» . وتقول:
«انبعث انبعاثا» أي: «بعثته» ف «انبعث انبعاثا» وتقول: «انقطع به» إذا تكلّم، فانقطع به، ولا تقول «قطع به» .
وقال تعالى: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا [الآية 41] في هذه الحال، إن شئت قرأت «انفروا» في لغة من قال «ينفر» وان شئت (انفروا) .
وقال تعالى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [الآية 43] لأنّه استفهام، أي:«لأيّ شيء» .
وقال تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا [الآية 57] لأنه من
(1) . نقله في الصحاح «نسأ» وفيه «من سرّه النّساء ولا نساء فليخفّف الرّداء، وليباكر الغداء، وليقلّ غشيان النّساء، وكذلك جاء القول في اللسان، والتاج «نسأ» مسبوقا بقولهم «قال فقيه العرب» .
(2)
. المزمل 73: 6، وهي قراءة نسبت في الطبري 29: 129 الى بعض قراء البصرة، ومكة، والشام، في السبعة 658، والكشف 2: 244، والتيسير 216، الى أبي عمرو وابن عامر وفي الجامع 19: 40 زاد أبا العالية، وابن أبي إسحاق، ومجاهدا، وحميدا، وابن محيصن، والمغيرة، وأبا حياة، واختارها أبو عبيد.
(3)
. نسبت في الطبري 29: 129 الى عامة قراء مكة، والمدينة، والكوفة وفي السبعة 658 الى ابن كثير، ونافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وفي الكشف 2: 344، والتيسير 216، الى غير أبي عمرو، وابن عامر وفي الجامع 19: 40 الى غير من أخذ بالقراءة الأخرى. وعلى هذه القراءة رسم المصحف.
«ادّخل» «يدّخل» «1» وقال بعضهم:
(مدخلا)«2» جعله من «دخل» «يدخل» وهي فيما أعلم أردأ الوجهين.
ويذكرون أنها في قراءة أبيّ «3» (مندخلا)«4» أراد شيئا بعد شيء. وإنما قرئت (مغارات)«5» لأنها من «أغار» فالمكان «مغار» «6» قال الشاعر [من البسيط وهو الشاهد الحادي والسبعون بعد المائة] :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا
…
بالخير صبّحنا ربّي ومسّانا
لأنّها من «أمسى» و «أصبح» ، وإذا وقفت على «ملجأ» قلت «ملجئا» لأنه نصب منوّن، فتقف بالألف، نحو قولك «رأيت زيدا» .
وقال تعالى: ثانِيَ اثْنَيْنِ [الآية 40] وكذلك ثالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة: 73] وهو كلام العرب. وقد يجوز «ثاني واحد» و «ثالث اثنين» وفي كتاب الله ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ [المجادلة: 7] وقال ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف: 22] وخَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف: 22] وسَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف: 22] .
وقال تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ [الآية 58]«7» وقرأ بعضهم: (يلمزك)«8» .
وقال تعالى: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ [الآية 61] أي: هو أذن خير لا أذن شرّ «9» . وقرأ بعضهم (أذن خير
(1) . في الجامع 8: 165، والبحر 5: 55 نسبت هذه القراءة إلى الجمهور.
(2)
. في الشواذ 53، نسبت هذه القراءة الى عبد الله بن مسلم وفي الجامع 8: 165 الى الحسن، وابن أبي إسحاق، وابن محيصن وزاد في البحر 5: 55 سلمة بن محارب، ويعقوب، وابن كثير، بخلاف عنه. [.....]
(3)
. هو أبيّ بن كعب. ترجمته في طبقات الذهبي 1: 32، وطبقات ابن الخياط 301، وتعريب التهذيب 1:43.
(4)
. نسبت هذه القراءة الى أبيّ في الشواذ 53، والمحتسب 295، والجامع 8: 165، والبحر 5:55.
(5)
. في الشواذ 53، نسبت هذه القراءة الى عبد الرحمن بن عوف، وفي البحر 5: 55، الى سعد بن عبد الرحمن بن عوف.
(6)
. نقله في إعراب القرآن 2: 432، والجامع 8:165.
(7)
. في السبعة 315 نسبت الى كل القراء، وفي البحر 5: 56 نسبت الى الجمهور.
(8)
. في السبعة 315، نسبت الى ابن كثير وأهل مكة وفي الشواذ 53، الى الحسن وابن كثير وفي البحر 5: 56 زاد يعقوب وحماد بن سلمة، عن ابن كثير وأبا رجاء، وهي قراءة المكّيّين، ورويت عن أبي عمرو.
(9)
. القراءة بالإضافة، هي في الطبري 14: 325 الى عامة قراء الأمصار وفي حجّة ابن خالويه 151 الى القراء جميعا، عدا نافعا.
لكم) «1» والاولى أحسنهما، لأنك لو قلت «هو أذن خير لكم» لم يكن في حسن هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ وهذا جائز على ان تجعل (لكم) صفة «الأذن» .
وقال تعالى: وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ [الآية 61] أي: وهو رحمة.
وقرأ بعضهم قوله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ [الآية 63] . بكسر الألف، لأنّ الفاء التي هي جواب المجازاة، ما بعدها مستأنف «2» .
وقال تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ [الآية 62] و «سيحلفون بالله لكم ليرضوكم» «3» ولا أعلمه إلّا على قوله «ليرضنّكم» كما قال الشاعر «4» [من الطويل وهو الشاهد السادس والعشرون بعد المائتين] :
إذا قلت قدني قال بالله حلفة
…
لتغني عنّي ذا أنائك أجمعا «5»
أي: لتغنينّ عني. وهو نحو وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ [الأنعام: 113] أي: ولتصغينّ.
وقال تعالى: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ [الآية 81] أي: مخالفة. وقرأ بعضهم (خلف)«6»
(1) . القراءة بتنوين «أذن» في الطبري 14: 325، نسبت الى الحسن البصري، وفي حجّة ابن خالويه 151، الى نافع وحده وفي الجامع 8: 192، الى الحسن وعاصم في رواية أبي بكر وفي البحر 5: 62 الى الحسن، ومجاهد، وزيد بن علي، وأبي بكر، عن عاصم.
(2)
. نقله في المشكل 1: 333، وإعراب القرآن 2: 434 و 435، والجامع 8: 195، وفي البحر 5: 65 أشرك معه الفراء، والهمزة في المصحف مفتوحة، وهي قراءة العامة، القرطبي 8:195.
(3)
. لا توجد في المصحف الكريم آية بهذا المنطوق، وإنّما فيه: وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ [الآية 42] وسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ [الآية 95] ويَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ [الآية 96] .
(4)
. هو حريث بن عناب الطائي، شرح الأبيات للفارقي 187 وشرح شواهد المغني 190، والخزانة 4: 580 والمقاصد النحوية 1: 354 و 3: 360 والدرر اللوامع 2: 44.
(5)
. في شرح المفصّل لابن يعيش 3: 8، قال بدل قلت وفي الخزانة 4: 580، ب «قال قطني» بدل «قلت قدني» ، و «لتغنن» وفي المقاصد النحوية 1: 354 و 3: 360، ب «قال بدل قلت» وفي الدرر 2: 44 ب «قيل» بدل «قلت» ، وفي شرح شواهد المغني للسيوطي 190، ب «إذا قال قدني قلت آليت» .
(6)
. في الشواذ 54، والكشاف 2: 296، نسبت قراءة الى أبي حياة وفي البحر 5: 79، زاد ابن عباس، وعمرو بن ميمون.
و (خلاف) أصوبهما، لأنّهم خالفوا مثل «قاتلوا قتالا» ولأنه مصدر «خالفوا» .
وقرأ: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ [الآية 90] خفيفة لأنها من «أعذروا» «1» وقرأ بعضهم الْمُعَذِّرُونَ ثقيلة يريد:
«المعتذرون» «2» . ولكنه ادغم التاء في الذال كما قال يَخِصِّمُونَ (49)[يس] وبها نقرأ. وقد يكون (المعذرون) »
بكسر العين، لاجتماع الساكنين، وإنّما فتح لأنّه حوّل فتحة التاء عليها. وقد يكون أن تضم العين تتبعها الميم «4» وهذا مثل مُرْدِفِينَ (9)[الأنفال]«5» .
وقال تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ [الآية 98]«6» كما تقول: «هذا رجل السّوء» وقال الشاعر «7» [من الطويل وهو الشاهد السابع والعشرون بعد المائتين] :
وكنت كذئب السّوء لمّا رأى دما
…
بصاحبه يوما أحار على الدّم
وقد قرئت (دائرة السّوء)«8» ، وذا ضعيف لأنك إذا قلت «كانت عليهم دائرة السّوء» كان أحسن من «رجل السوء» ألا ترى أنك تقول:«كانت عليهم دائرة الهزيمة» لأنّ الرجل لا
(1) . في معاني القرآن 1: 448، نسبت إلى ابن عبّاس، وكذلك في الطبري 14: 416، وأضاف في 418 أن مجاهدا وقتادة تأوّلا بها. وفي الشواذ 54، الى ابن عباس وفي الجامع 8: 224، الى الأعرج والضحّاك، ورويت عن عاصم وابن عباس وفي البحر 5: 83 و 84، الى ابن عباس، وزيد بن علي، والضحّاك، والأعرج، وأبي صالح، وعيسى بن هلال، ويعقوب، والكسائي. [.....]
(2)
. وفي الطبري 14: 418، والبحر 5: 83، أنها القراءة المجمع عليها عند الجمهور وعليها رسم المصحف.
(3)
. أورد في الجامع 8: 224، هذا الوجه، ولم ينسبه قراءة.
(4)
. نقل هذا في إعراب القرآن 2: 439، والجامع 8: 224، والبحر 5:83.
(5)
. وفيها وردت الكلمة بلا «أل» ولا يعلم ما المقصود من التشبيه المذكور.
(6)
. في معاني القرآن 1: 449، أنها قراءة أكثر القراء، وفي الطبري 14: 431 إلى عامّة قراء أهل المدينة والكوفة وفي السبعة 316، إلى نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وابن كثير، في رواية، وفي البحر 5:
91، إلى السبعة غير ابن كثير، وأبي عمرو، وفي الكشف 1: 505، والتيسير 119، والجامع 8: 234، إلى غير ابن كثير، وأبي عمرو.
(7)
. هو الفرزدق. ديوانه 2: 749.
(8)
. في معاني القرآن 1: 449، نسبت الى مجاهد، وفي الطبري 14: 431، الى بعض أهل الحجاز، وبعض البصريين، وفي السبعة 316، الى ابن كثير، وأبي عمرو، وابن محيصن، وفي الكشف 1: 505، والتيسير 119، والجامع 8: 234، والبحر 5: 91، اقتصر على ابن كثير، وأبي عمرو.
يضاف إلى السّوء، كما يضاف هذا، لأنّ هذا يفسر به الخير والشر، كما نقول:«سلكت طريق الشرّ» و «تركت طريق الخير» «1» .
وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ [الآية 100]«2» وقرأ بعضهم: (والأنصار)«3» رفع عطفه على وَالسَّابِقُونَ والوجه هو الجرّ، لأن السابقين الأولين كانوا من الفريقين جميعا.
وقال تعالى: هارٍ فَانْهارَ بِهِ [الآية 109] فذكروا أنه من «يهور» وهو مقلوب وأصله «هائر» ولكن قلب مثل ما قلب «شاك السّلاح» وإنما هو «شائك» .
وقال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها [الآية 103] فقوله تعالى وَتُزَكِّيهِمْ بِها على الابتداء، وان شئت جعلته من صفة الصدقة، ثم جيء بها توكيدا. وكذلك تُطَهِّرُهُمْ «4» .
وقال تعالى: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ [الآية 61] أي: يصدّقهم كما تقول للرجل «أنا ما يؤمن لي بأن أقول كذا وكذا» أي: ما يصدقني.
وقال تعالى: أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ [الآية 108] .
أي: «منذ أوّل يوم» لأنّ من العرب من يقول «لم أره من يوم كذا» يريد «منذ أوّل يوم» يريد به «من أوّل الأيّام» كقولك «لقيت كلّ رجل» تريد به «كلّ الرّجال» «5» .
قال تعالى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ [الآية 106]«6» (من أرجيت)«7» . وقرأ
(1) . نقل في إعراب القرآن 2: 440، والجامع 8:238.
(2)
. هي في الطبري 14: 439 والبحر 14: 92 قراءة العامة والجمهور.
(3)
. في معاني القرآن 1: 450، الى الحسن البصري وكذلك في الطبري 14: 439 وفي الشواذ 54، الى عمر بن الخطاب، والحسن، وقتادة، ويعقوب بن طلحة وفي المحتسب 1: 300، زاد سلاما، وسعيد بن سعد، وعيسى الكوفي. وزاد في البحر 5: 92، طلحة واقتصر في الجامع 8: 235، على عمر بن الخطاب.
(4)
. نقله في إعراب القرآن 1: 441.
(5)
. نقله في الصحاح «يوم» .
(6)
. في الطبري 14: 464، أنّ القراءة قرأت بها ولم يعيّن، وفي الكشّاف 1: 506، إلى نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي وفي البحر 5: 97، زاد الحسن، وطلحة، وأبي جعفر، وابن نصاح، والأعرج وفي التيسير 119، إلى غير ابن كثير، وأبي عمرو، وأبي بكر، وابن عامر واقتصر في الجامع 8: 252، على الكسائي وحمزة.
(7)
. هي لغة أهل الحجاز، حملا على طبيعتهم في ترك الهمز اللهجات العربية 254 وما بعدها. [.....]
بعضهم: (وآخرون مرجئون) من «أرجأت» «1» .
وقال بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ [الآية 110]«2» و (تقطّع)«3» في قول بعضهم وكل حسن.
وقال تعالى: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ [الآية 112] إلى رأس الآية ثم فسر وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) لأنّ قوله سبحانه- والله أعلم- التَّائِبُونَ إنّما هو تفسير لقوله جلّ وعلا إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ [الآية 111] ثم فسّر فقال «هم التّائبون» .
ثم قال تعالى: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ [الآية 113] أي «وما كان لهم استغفار للمشركين» وقال وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [يونس: 100] . أي ما كان لها الايمان إلّا بإذن الله.
وقال: إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ [الآية 114] يريد «إلّا من بعد موعدة» كما تقول: «ما كان هذا الشرّ إلّا عن قول كان بينكما» أي: عن ذلك صار.
وقال تعالى: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ [الآية 117]«4» وقرأ بعضهم: (تزيغ)«5» جعل السياق في
(1) . في الطبري 14: 464، مثل ما قال في السّابقة وفي الكشف 1: 506، إلى غير نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي وفي البحر 5: 97، الى من لم يأخذ بالأخرى من السبعة وفي التيسير 119 الى ابن كثير، وأبي بكر، وأبي عمرو، وابن عامر.
(2)
. في الطبري 14: 498، الى بعض قراء المدينة، والكوفة وفي السبعة 319، إلى ابن عامر، وحمزة، والى عاصم في رواية وفي الكشف 1: 508، والتيسير 120، والبحر 5: 101، أهمل عاصما وزاد في الجامع 8:
266، يعقوب.
(3)
. قراءة نسبت في الطبري 14: 497، الى بعض قراء الحجاز، والمدينة، والبصرة، والكوفة وفي السبعة 319، إلى ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، والكسائي، وإلى عاصم، في رواية وفي الكشف 1: 508، والتيسير 120، الى غير ابن عامر، وحفص، وحمزة وفي البحر 5: 101، الى غير من أخذ بالأخرى من السبعة وفي الجامع 8: 266، إلى الجمهور.
(4)
. القراءة بالياء، نسبت في السبعة 319، إلى حمزة، وحفص، عن عاصم وفي التيسير 120، والبحر 5: 109، إلى حفص، وحمزة وزاد في الجامع 8: 280، الأعمش. وعليها رسم المصحف.
(5)
. نسبت في السبعة 319، إلى غير حمزة، وإلى عاصم في رواية، قرأ بها أبو بكر واقتصر في التيسير 120، والبحر 5: 109، على نسبتها إلى غير حمزة وحفص.
(كاد) و (كادت) اسما مضمرا، ورفع القلوب على (يزيغ) ، وان شئت رفعتها على (كاد) وجعلت (يزيغ) حالا، وإن شئت جعلته مشبها ب «كان» فأضمرت في (كاد) اسما، وجعلت يَزِيغُ قُلُوبُ في موضع الخبر.
وقال تعالى وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ [الآية 118] وهي هكذا إذا وقفت عليها، ولا تقول (ملجئا) لأنه ليس هاهنا نون.
ألا ترى أنك لو وقفت على «لا خوف» لم تلحق ألفا. وأمّا «لو يجدون ملجأ» فالوقف عليه بالألف، لأن النصب فيه منوّن.
وقال تعالى: وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً [الآية 123]«1» وبها نقرأ، وقرأ بعضهم (غلظة)«2» وهما لغتان «3» .
وقال تعالى: أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً [الآية 124]«4» ف «أيّ» مرفوع بالابتداء، لسقوط الفعل على الهاء، فان قلت:«ألا تضمر في أوّله فعلا» كما في قوله تعالى أَبَشَراً مِنَّا واحِداً [القمر:
24] فلأن قبل «بشر» حرف استفهام وهو أولى بالفعل و (أيّ) استغني به عن حرف الاستفهام فلم يقع قبله شيء هو أولى بالفعل فصارت مثل قولك «زيد ضربته» . ومن نصب «زيدا ضربته» في الخبر نصب «أيّ» هاهنا «5» .
وقال تعالى: نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ [الآية 127] .
كأنه قال: «قال بعضهم لبعض» لأنّ نظرهم في هذا المكان، كان إيماء أو شبيها به، والله أعلم.
وقال تعالى:
(1) . في السبعة 320، هي قراءة غير عاصم.
(2)
. في الشواذ 55، هي قراءة أبان بن عثمان وفي البحر 5: 115، زاد أبا حياة، والسلمي، وابن أبي عبلة، والمفضّل.
(3)
. في البحر، كما سبق، والجامع 8: 298، أن كسر الفاء لغة أسد وزاد في الأخير، أنها لغة لأهل الحجاز، وأنّ ضمّها لغة تميم.
(4)
. ضم «أي» في البحر 5: 115 قراءة الجمهور.
(5)
. في البحر 5: 116، أنّها قراءة زيد بن علي، وعبيد بن عمير واقتصر في الكشاف 2: 324، على عبيد بن عمير.
عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ [الآية 128] بجعل (ما) اسما وعَنِتُّمْ من صلته.
وقال تعالى خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً [الآية 102] فيجوز في العربية أن تكون «باخر» كما تقول: «استوى الماء والخشبة» أي:
«بالخشبة» و «خلطت الماء والّلبن» أي «باللّبن» .