المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «الأعراف» - الموسوعة القرآنية خصائص السور - جـ ٣

[جعفر شرف الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث

- ‌سورة الأنعام

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «الأنعام» »

- ‌1 كيف أنزلت

- ‌2- لم سميت بسورة الأنعام

- ‌3- تاريخ نزول السورة

- ‌4- مميزات المكي والمدني

- ‌5- خصائص السور المكية واضحة في سورة الأنعام

- ‌6- الأغراض الرئيسة لسورة الأنعام

- ‌(أ) وحدة الألوهيّة:

- ‌(ب) قضية الوحي والرسالة

- ‌تكذيب المرسلين:

- ‌نبوة محمد (ص) :

- ‌(ج) قضية البعث والجزاء

- ‌7- قصة إبراهيم الخليل

- ‌8- الوصايا العشر

- ‌الوصية الأولى:

- ‌والوصية الثانية:

- ‌والوصية الثالثة:

- ‌الوصية الرابعة:

- ‌الوصية الخامسة:

- ‌والوصية السادسة:

- ‌الوصية السابعة:

- ‌الوصية الثامنة:

- ‌الوصية التاسعة:

- ‌الوصية العاشرة:

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «الأنعام»

- ‌تاريخ نزولها ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌إثبات التوحيد والنبوة الآيات [1- 7]

- ‌شبهتهم الأولى على التوحيد والنبوة الآيات [8- 36]

- ‌شبهتهم الثانية على التوحيد والنبوة الآيات [37- 90]

- ‌شبهتهم الثالثة على التوحيد والنبوة الآيات [91- 108]

- ‌شبهتهم الرابعة على التوحيد والنبوة الآيات [109- 117]

- ‌إبطال بدعة لهم في الحلال والحرام الآيات [118- 123]

- ‌شبهتهم الخامسة على التوحيد والنبوة الآيات [124- 135]

- ‌إبطال بدع لهم في الحلال والحرام الآيات [136- 147]

- ‌شبهتهم السادسة على التوحيد والنبوة الآيات [148- 158]

- ‌الخاتمة الآيات [159- 165]

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «الأنعام»

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «الأنعام»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «الأنعام»

- ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «الأنعام»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «الأنعام»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «الأنعام»

- ‌سورة الأعراف 7

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «الأعراف»

- ‌1- معنى فواتح السور

- ‌2- مقاصد السورة ومزاياها

- ‌3- عرض إجمالي لأجزاء السورة

- ‌4- قصة آدم

- ‌5- نعمة الثياب والزينة

- ‌توسّط الإسلام في شأن الزينة

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «الأعراف»

- ‌تاريخ نزولها ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌المقدمة الآيات [1- 9]

- ‌قصة آدم وإبليس الآيات [10- 58]

- ‌قصة نوح وقومه الآيات [59- 64]

- ‌قصة هود وقومه الآيات [65- 72]

- ‌قصة صالح وقومه الآيات [73- 79]

- ‌قصة لوط وقومه الآيات [80- 84]

- ‌قصة شعيب وقومه الآيات (85- 112)

- ‌قصة موسى وفرعون وبني إسرائيل الآيات [103- 174]

- ‌قصة عالم لم يعمل بعلمه الآيات [175- 177]

- ‌الخاتمة الآيات [178- 206]

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «الأعراف»

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «الأعراف»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «الأعراف»

- ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «الأعراف»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «الأعراف»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «الأعراف»

- ‌سورة الأنفال 8

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «الأنفال»

- ‌أهداف السورة

- ‌صور من معركة بدر

- ‌ الغنائم

- ‌الحرب والسلام

- ‌صفات المؤمنين

- ‌نداءات إلهية للمؤمنين

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «الأنفال»

- ‌تاريخ نزول السورة ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌تفويض قسمة الأنفال لله والرسول الآيات (1- 40)

- ‌مصرف الأنفال الآيات (41- 75)

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «الأنفال»

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «الأنفال»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «الأنفال»

- ‌المبحث السادس المعاني الغوية في سورة «الأنفال»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «الأنفال»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «الأنفال»

- ‌سورة التوبة 9

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «التوبة»

- ‌أسماء السورة

- ‌أين البسملة

- ‌أهداف سورة التوبة

- ‌هدفان أصليان

- ‌رحمة الله بالعباد

- ‌غزوة تبوك

- ‌علاقات المسلمين بغيرهم

- ‌فضل الرسول الأمين

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «التوبة»

- ‌تاريخ نزولها ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌الكلام على المشركين وأهل الكتاب الآيات (1- 37)

- ‌الكلام على المنافقين الآيات (38- 129)

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «التوبة»

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «التوبة»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «التوبة» »

- ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «التوبة»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «التوبة»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «التوبة»

- ‌الفهرس

الفصل: ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «الأعراف»

‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «الأعراف»

«1»

إن قيل: النهي في قوله تعالى: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ [الآية 2] متوجّه الى الحرج فما وجهه؟

قلنا: هو من باب القول لا أرينّك هنا، معناه: لا تقم هنا فإنّك إن أقمت رأيتك، فمعنى الآية، فكن على يقين منه ولا تشكّ فيه، لأنّ المراد بالحرج الشكّ.

فإن قيل: لم قال الله تعالى أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا [الآية 4] ، والإهلاك، إنّما هو بعد مجيء البأس وهو العذاب؟

قلنا: معناه أردنا إهلاكها، كقوله تعالى إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [المائدة: 6] وقوله تعالى:

فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [النحل:

98] .

فإن قيل: ميزان القيامة واحد، فلم قال تعالى: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ [الآية 8] ووَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ [الآية 9] ؟

قلنا: إنما جمع، لأنّ السّياق أراد بالميزان الموزونات من الأعمال. وقيل إنما جمعه، لأنه ميزان يقوم مقام موازين، ويفيد فائدتها، لأنه يوزن به ذرّات الأعمال، وما كان منها في عظم الجبال.

فإن قيل: كيف توزن الأعمال وهي أعراض لا ثقل لها ولا جسم، والوزن من خواص الأجسام؟

قلنا: الموزون صحائف الأعمال.

الثاني أنه قد ورد أن الله تعالى يحيلها

(1) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» لمحمد بن أبي بكر الرازي، الناشر: مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.

ص: 159

في جواهر وأجسام، فتتصور أعمال المطيعين في صورة حسنة، وأعمال العاصين في صورة قبيحة، ثم يزنها والله على كل شيء قدير.

فإن قيل: لم قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ [الآية 11] وكلمة ثم للترتيب، وخطاب الملائكة، عليهم السلام، بالسجود، سابق على خلقنا وتصويرنا؟

قلنا: المراد ولقد خلقنا أباكم، ثم صوّرناه بطريق حذف المضاف. وقيل المراد: ولقد خلقنا أباكم، ثمّ صوّرناكم في ظهره. والقول الأول أظهر.

فإن قيل: لم قال تعالى لإبليس فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها [الآية 13] أي في السماء، وليس له ولا لغيره أن يتكبر في الأرض أيضا.

قلنا: لما كانت السماء مقرّ الملائكة المطيعين، الذين لا توجد منهم معصية أصلا، كان وجود المعصية منهم أقبح، فلذلك خصّ مقرهم بالذكر.

فإن قيل: لم أجيب إبليس الى الإنظار، وإنّما طلب الإنظار ليفسد أحوال عباد الله تعالى، ويغويهم؟

قلنا: لما في ذلك من ابتلاء العباد، ولما في مخالفته من عظم الثواب، ونظير ذلك ما خلقه الله تعالى في الدنيا من أصناف الزخارف، وأنواع الملاذّ والملاهي، وما ركّبه في الأنفس من الشهوات، ليمتحن بها عباده.

فإن قيل: لم قال تعالى فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما [الآية 20] ولم يكن غرضه من الوسوسة كشف عورتهما، بل إخراجهما من الجنة، ويؤيّده قوله تعالى فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ [الآية 36] ؟

قلنا: اللام في لِيُبْدِيَ لام العاقبة والصيرورة، لا لام كي، كما في قوله تعالى فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً [القصص: 8] وقول الشاعر:

لدوا للموت وابنوا للخراب

فكلّكم يصير إلى التّراب

فإن قيل: أيّ آية لله تعالى، في اللباس والكسوة، حتى قال تعالى في آية اللباس والكسوة ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ [الآية 26] ؟

ص: 160

قلنا: معناه أنّ اللباس والكسوة للإنسان خاصة، علامة من العلامات الدالّة على أن الله تعالى فضّله على سائر الحيوانات، وقيل معناه: ذلك من نعم الله.

فإن قيل: لم قال تعالى في حقّ إبليس يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما [الآية 27] ونازع لباسهما هو الله تعالى؟

قلنا: لمّا كان ذلك السبب، بسبب وسوسته وإغوائه أضيف النزع إليه، كما يقال: أشبعني الطعام وأرواني الشراب، والمشبع والمروي في الحقيقة، إنّما هو الله تعالى، وهما سبب.

فإن قيل: لم قال تعالى كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) وهو بدأنا أوّلا نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة، ثمّ عظاما، ثمّ لحما كما ذكر، ونحن لا نعود عند الموت، ولا عند البعث بعد الموت، على ذلك الترتيب؟

قلنا: معناه كما بدأكم أوّلا من تراب، كذلك تعودون ترابا. وقيل معناه: كما أوجدكم أوّلا بعد العدم، كذلك يعيدكم بعد العدم، فالتشبيه في نفس الإحياء والخلق، لا في الكيفيّة والترتيب. وقيل معناه: كما بدأكم سعداء وأشقياء، كذلك تعودون، ويؤيّده تمام الآية، وقيل معناه: كما بدأكم لا تملكون شيئا كذلك تعودون، كما قال تعالى وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى [الأنعام: 94] .

فإن قيل: لم قال تعالى مخبرا عن الزينة والطيّبات قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الآية 32] مع أن الواقع المشاهد، أنّها لغير الذين آمنوا أكثر وأدوم؟

قلنا: فيه إضمار، تقديره: قل هي للذين آمنوا غير خالصة في الحياة الدنيا، لأن المشركين شاركوهم فيها خالصة للمؤمنين في الاخرة.

فإن قيل: لم قال تعالى: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) والميراث عبارة عمّا ينتقل من ميت إلى ميت، وهو مفقود هنا؟

قلنا: هو على تشبيه أهل الجنة وأهل النار، بالوارث وبالموروث عنه. وذلك أن الله تعالى، خلق في الجنة منازل للكفار على تقدير الايمان، فمن لم يؤمن منهم، جعل منزله لأهل الجنّة.

الثاني أنّ نفس دخول الجنة بفضل الله

ص: 161

ورحمته، من غير عوض، فأشبه الميراث، وإن كانت الدرجات فيها بحسب الأعمال.

فإن قيل: لم قال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الآية 54] أمّا الخلق بمعنى الإيجاد والإحداث، فظاهر أنه مختص به سبحانه وتعالى، وأمّا الأمر فلغيره أيضا، بدليل قوله تعالى وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ [آل عمران: 104 و 114 التوبة: 71] وقوله تعالى وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ [الآية 199] وقوله تعالى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ [طه: 132] ؟

قلنا: المراد بالأمر هنا، قوله تعالى كُنْ عند خلق الأشياء، وهذا الأمر الذي به الخلق مخصوص به كالخلق.

الثاني أن المراد بالخلق والأمر ما سبق ذكرهما في هذه الآية، وهو خلق السماوات والأرض، وأمر تسخير الشمس والقمر والنجوم كما ذكر، وذلك مخصوص به عز وجل.

فإن قيل: لم قال تعالى على لسان نوح (ع) لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ [الآية 61] بالتاء، ولم يقل ليس بي ضلال كما وصفه قومه به، وذلك أشدّ مناسبة ليكون نافيا ما أثبتوه عينه؟

قلنا: الضلالة أقل من الضلال، فكان نفيها أبلغ في نفي الضلال عنه، كأنه قال: ليس بي شيء من الضلال، كما لو قيل ألك ثمر فقلت مالي ثمرة؟

كان ذلك أبلغ في النفي من قولك مالي ثمر.

فإن قيل: لم وصف الملأ بالذين كفروا في قصة هود، دون قصة نوح (ع) ؟

قلنا: لأنه كان في أشراف قوم هود، من آمن به منهم عند هذا القول، فلم يكن كل الملأ من قومه قائلين له إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ [الآية 66] بخلاف قوم نوح فإنه لم يكن منهم من آمن به عند قولهم كما ورد في التنزيل إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) فكان كل الملأ قائلين ذلك، هكذا أجاب بعض العلماء وهذا الجواب منقوض بقوله تعالى في سورة هود في قصة نوح (ع) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا [هود: 27] ، وجواب هذا النقض، أنه يجوز أن القول كان وقع مرتين، والمرة الثانية بعد إيمان بعضهم.

فإن قيل: لم ورد على لسان صالح عليه السلام، قوله لقومه بعد ما أخذتهم الرجفة وماتوا يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)

ص: 162

ولا يحسن من الحي مخاطبة الميت لعدم الفائدة؟

قلنا: هذا مستعمل في العرف، فإن من نصح إنسانا فلم يقبل منه حتى قتل أو صلب ومرّ به ناصحه، فإنه يقول له: كم نصحتك يا أخي فلم تقبل حتّى أصابك هذا. وفائدة هذا القول، حثّ السامعين له على قبول النصيحة ممّن ينصحهم، لئلّا يصيبهم ما أصاب المنصوح الذي لم يقبل النصيحة، حتّى هلك.

فإن قيل: لم قال شعيب (ع) كما ورد في التنزيل وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها [الآية 85] وهم ما زالوا كافرين مفسدين لا مصلحين؟

قلنا: بعد أن أصلحها الله تعالى، بالأمر بالعدل، وإرسال الرسل. وقيل معناه بعد أن أصلح الله تعالى أهلها، بحذف المضاف. وقيل معناه بعد الإصلاح فيها: أي بعد ما أصلح فيها الصالحون من الأنبياء، وأتباعهم العاملين بشرائعهم، فإضافته كاضافة قوله تعالى: بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ [سبأ: 33] يعني بل مكرهم في الليل والنهار.

فإن قيل: كيف خاطبوا شعيبا (ع) بالعود في الكفر بقولهم كما ورد في التنزيل: لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا [الآية 88] وهو أجابهم إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها [الآية 89] وهو لم يكن في ملّتهم قط، لأن الأنبياء (ع) لا يجوز عليهم شيء من الكبائر خصوصا الكفر؟

قلنا: العرب تستعمل عاد بمعنى صار ابتداء، ومنه قوله تعالى حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) . الثاني، أنه قيل ذلك على طريق تغليب الجماعة على الواحد، باشتمال الكلام على الذين آمنوا منهم بعد كفرهم، وبجعلهم عائدين جميعا، إجراء للكلام على حكم التغليب وعلى ذلك أجرى شعيب (ع) جوابه.

فإن قيل: لم ورد على لسان فرعون فَأْتِ بِها بعد إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ [الآية 106] ؟

قلنا: معناه إن كنت جئت بآية من عند الله، فأتني بها: أي أحضرها عندي.

فإن قيل: لم قال تعالى قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (109) وفي سورة الشعراء

ص: 163

قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (34)[الشعراء] فنسب هذا القول الى فرعون؟

قلنا: قاله هو وقالوه هم فحكى تعالى قوله، ثمّ قولهم هنا.

فإن قيل: السحرة إنّما سجدوا لله تعالى طوعا، لمّا تحقّقوا معجزة موسى (ع) ، فلم قال تعالى وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (120) .

قلنا: لمّا زالت كلّ شبهة لهم بما عاينوا من آيات الله تعالى على يد نبيّه، اضطرهم ذلك الى مبادرة السجود فصاروا من غاية المبادرة، كأنّهم ألقوا الى السجود تصديقا لله ولرسوله.

فإن قيل: لم قال تعالى هنا حكاية عن السحرة الذين آمنوا وعن فرعون قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (121) الى قوله سبحانه وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ (126) ثمّ حكى عنهم هذا المعنى في سورة طه، وسورة الشعراء، بزيادة ونقصان في الألفاظ المنسوبة إليهم وهذه الواقعة ما وقعت إلا مرّة واحدة، فلم اختلفت عبارتهم فيها؟

قلنا: الجواب عنه، أنهم إنما تكلموا بذلك بلغتهم لا باللغة العربية، وحكى الله ذلك عنهم باللغة العربية مرارا لحكمة اقتضت التكرار والإعادة، نبيّنها في سورة الشعراء إن شاء الله تعالى، فمرّة حكاه مطابقا للفظهم في الترجمة رعاية للفظ وبعد ذلك حكاه بالمعنى جريا على عادة العرب في التفنّن في الكلام، والمخالفة بين أساليبه، لئلّا يملّ إذا تمحّض تكراره.

فإن قيل: في قوله تعالى مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها [الآية 132] لم سموها آية، ثم قالوا لتسحرنا بها؟

قلنا: ما سموها آية لاعتقاد أنها آية، بل حكاية لتسمية موسى (ع) على طريق الاستهزاء والسخرية.

فإن قيل: لم قال تعالى وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (137) أي أهلكنا، وقال سبحانه في موضع آخر:

فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59)[الشعراء] ؟

قلنا: معناه: ودمرنا، أي أبطلنا ما كان يصنع فرعون وقومه من المكر والمكيدة في حق موسى (ع) وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (137) أي يبنون من الصرح الذي أمر فرعون هامان ببنائه ليصعد بواسطته الى السماء. وقيل هو

ص: 164

على ظاهره، لأن الله تعالى أورث ذلك بني إسرائيل مدّة، ثم دمّره جميعه.

فإن قيل: في قوله تعالى وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) وَفِي ذلِكُمْ: إن كان إشارة إلى الإنجاء فليس فيه بلاء، بل هو محض نعمة، وإن كان إشارة إلى القتل والأسر، فإضافته إلى آل فرعون بقوله تعالى وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ أشدّ مناسبة لسياق الآية، وهو الامتنان: ولهذا قيل:

يقتّلون ويستحيون، فأضاف إليهم الفعلين.

قلنا: البلاء مشترك بين النعمة والمحنة، لأنه من الابتلاء وهو الاختبار يقال بلاه وابتلاه: أي اختبره، والله تعالى يختبر شكر عباده بالنعمة، ويختبر صبرهم بالمحنة، يؤيّده قوله تعالى وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ [الآية 168] وقوله تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:

35] فمعنى الآية، وفي ذلك الإنجاء نعمة عظيمة من ربّكم عليكم.

فإن قيل: في قوله تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ [الآية 142] المواعدة كانت أمره بالصوم في هذا العدد، فلم ذكرت الليالي مع أنها ليست محلّا للصوم، بل يقع في القلب أنّ ذكر الأيام أولى، لأنها محل الصوم الذي وقعت به المواعدة؟

قلنا: العرب في أغلب تواريخها إنّما تذكر الليالي وإن كان مرادها الأيام لأن الليل هو الأصل في الزمان، والنهار عارض لأن الظلمة سابقة في الوجود على النور. وقيل إنه كان في شريعة موسى (ع) جواز صوم الليل.

فإن قيل: ما الحكمة من قوله تعالى فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [الآية 142] وقد علم مجموع الميقات من قوله تعالى وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ [الآية 142] ؟

قلنا: فيه فوائد: إحداها التأكيد.

الثانية أن يعلم أن العشر ليال لا ساعات. الثالثة أن لا يتوهم أنّ العشر التي وقع بها الإتمام كانت داخلة في الثلاثين، يعني كانت عشرين وأتمّت بعشر، كما في قوله تعالى: وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ [فصّلت:

10] على ما نذكره مشروحا في حم السجدة.

ص: 165

فإن قيل: لم قال موسى (ع) وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) وقد كان قبله كثير من المؤمنين، وهم الأنبياء ومن آمن بهم؟

قلنا: معناه، وأنا أوّل المؤمنين بأنّك يا الله، لا ترى بالحاسّة الفانية من الجسد الفاني، في دار الفناء. وقيل معناه: وأنا أوّل المؤمنين من بني إسرائيل في زماني. وقيل أريد بالأوّل الأقوى والأكمل في الإيمان، يعني كأنّ القول: لم يكن طلبي للرؤية لشكّ عندي في وجودك أو لضعف في إيماني، بل لطلب مزيد الكرامة.

فإن قيل: لم قال تعالى: وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها [الآية 145] أي التوراة، وهم مأمورون بالعمل بكلّ ما في التوراة؟

قلنا: معناه بحسنها وكلّها حسن.

الثاني أنهم أمروا فيها بالخير ونهوا عن الشر، ففعل الخير أحسن من ترك الشر. الثالث أن فيها حسنا وأحسن كالاقتصاص والعفو، والانتصار والصبر، والواجب والمندوب والمباح، فأمروا بالأخذ بالعزائم والفضائل، وما هو أكثر ثوابا.

فإن قيل: لم قال تعالى وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ [الآية 148] واتّخاذهم العجل كان في زمن موسى (ع) بالنقل، وفي سياق الآية ما يدلّ على ذلك.

قلنا: معناه من ذهابه إلى الجبل.

وقيل من بعد الأخذ عليهم أن لا يعبدوا غير الله.

فإن قيل: لم عبّر عن الندم بالسقوط في اليد، في قوله تعالى وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ [الآية 149] وأي مناسبة بينهما؟

قلنا: لأنّ من عادة من اشتدّ ندمه وحسرته على فائت، أن يعضّ يده غمّا، فتصير يده مسقوطا فيها، لأنّ فاه قد رفع فيها و «سقط» مسند إلى «في أيديهم» ، وهو من كنايات العرب كقولهم للنائم: ضرب على أذنه.

فإن قيل: لم قال تعالى غَضْبانَ أَسِفاً [الآية 150] وهما متقاربان في المعنى؟

قلنا: لأن الأسف الحزين، وقيل الشديد الغضب ففيه فائدة جديدة.

فإن قيل: لم قال تعالى أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ [الآية 154] ولم يقل وفيها، وإنّما يقال

ص: 166

نسختها لشيء كتب مرة ثم نقل فأما أوّل مكتوب فلا يسمّى نسخة، والألواح لم تكتب من مكتوب آخر؟

قلنا: لما ألقى الألواح، قيل إنّه انكسر منها لوحان، فنسخ ما فيهما في لوح ذهب، وكان فيهما الهدى والرحمة، وفي باقي الألواح تفصيل كل شيء وقيل إنما قيل وَفِي نُسْخَتِها لأن الله تعالى لقّن موسى (ع) التوراة، ثمّ أمره فنقلها بكتابتها من صدره إلى الألواح، فسمّاها نسخة.

فإن قيل لم قال تعالى وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ [الآية 157] أي مع النبي (ص) يعني القرآن، والقرآن إنما أنزل مع جبريل (ع) على النبي (ص) ، لا مع النبي (ص) ؟

قلنا: معه: أي مقارنا لزمانه. وقيل معه: أي عليه، وقيل معه: أي إليه، ويجوز ان يتعلّق معه باتّبعوا لا بأنزل معناه: واتبعوا القرآن المنزل مع اتباع النبي (ص) والعمل بسنّته، أو واتّبعوا القرآن كما اتّبعه هو، مصاحبين له في اتّباعه.

فإن قيل: لم قال تعالى فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ [الآية 162] وهم إنّما بدّلوا القول الذي قيل لهم، لأنهم قيل لهم وَقُولُوا حِطَّةٌ [البقرة: 58] فقالوا حنطة؟

قلنا: قد سبق هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة.

فإن قيل: لم قال تعالى قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ [الآية 166] وانتقالهم من صورة البشر الى صورة القردة، ليس في وسعهم؟

قلنا: قد سبق هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة.

فإن قيل: الحلم من صفات الله تعالى، فلماذا قال عزّ وعلا إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ [الآية 167] وسرعة العقاب تنافي صفة الحلم، لأن الحليم هو الذي لا يعجّل بالعقوبة على العصاة؟

قلنا: معناه شديد العقاب. وقيل معناه سريع العقاب إذا جاء وقت عقابه، لا يردّه عنه أحد.

فإن قيل: التمسّك بالكتاب يشتمل على كل عبادة، ومنها إقامة الصلاة، فلماذا قال تعالى وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ [الآية 170] .

قلنا: إنّما خصّها بالذكر، إظهارا

ص: 167

لمزيتها، لكونها عماد الدين بالحديث، وناهية عن الفحشاء والمنكر بالآية.

فإن قيل: قوله تعالى فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ [الآية 176] تمثيل لحال بلعام «1» ، فلماذا ورد بعده قوله عز وجل ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا [الآية 177] والمثل لم يضرب إلّا لواحد؟

قلنا: المثل في الصورة، وإن ضرب لبلعام، ولكن أريد به كفّار مكّة كلّهم لأنهم صنعوا مع النبي (ص) ، بسبب ميلهم الى الدنيا وشهواتها، من الكيد والمكر، ما يشبه فعل بلعام مع موسى (ع) . الثاني أنّ ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ راجع إلى قوله تعالى مَثَلُ الْقَوْمِ لا إلى أول الآية.

فإن قيل: لم ورد على لسان النبي (ص) إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) وهو (ص)، كان بشيرا ونذيرا للنّاس كافّة كما قال تعالى وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً [سبأ: 28] ؟

قلنا: المراد بقوله تعالى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ لقوم كتب عليهم في الأزل أنهم يؤمنون، وإنّما خصّهم بالذكر، لأنهم هم المنتفعون بالإنذار والبشارة دون غيرهم، فكأنه نذير وبشير لهم خاصّة، كما قال تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45) [النازعات] ويجوز أن يكون متعلق النذير محذوفا تقديره: إن أنا إلّا نذير للكافرين وبشير لقوم يؤمنون فاستغنى بذكر أحدهما عن الاخر، كما استغنى بالجملة عن التفصيل، في تلك الآية لأن المعنى:

وما أرسلناك إلا كافّة بشيرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين.

فإن قيل: لم قال الله تعالى حكاية عن آدم (ع) وحوّاء رضي الله عنها جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما [الآية 190] وقال عز وجل فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) والأنبياء معصومون عن مطلق الكبائر، فضلا عن الشرك الذي هو أكبر الكبائر؟

قلنا: المراد بقوله تعالى جَعَلا لَهُ أي جعل أولادهما بطريق حذف المضاف، وكذا قوله تعالى فِيما آتاهُما أي فيما آتى أولادهما، ويؤيّد هذا قوله تعالى فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

(1) . بلعام: عرّاف في بني إسرائيل.

ص: 168

حيث ذكر ضمير الجمع، ولم يقل يشركان ومعنى اشتراك أولادهما فيما آتاهم الله تعالى، تسميتهم أولادهم بعبد العزّى وعبد مناف، وعبد شمس، ونحو ذلك، مكان عبد الله، وعبد الرحمن، وعبد الرحيم.

وقيل الضمير في «جعلا» للولد الصالح، وهو السليم الخلق، وإنّما قيل «جعلا» لأنّ حواء كانت تلد في بطن ذكرا وأنثى. وقيل المراد بذلك تسميتها إياه عبد الحارث، والحارث اسم إبليس في الملائكة، وسبب تلك التسمية يعرف من تفسير الآية، وإنما قيل «شركاء» إقامة للواحد مقام الجمع، ولم يذهب آدم وحواء إلى أن الحارث ربه، بل قصد أنه كان سبب نجاته. وقال جمهور المفسّرين: قوله تعالى فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في مشركي العرب خاصّة، وهو منقطع عن قصّة آدم وحواء عليهما السلام.

ص: 169