الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمع عَظِيم وحملت جنَازَته على الرؤوس وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وفيهَا خسف بفيل السُّلْطَان عَامر بن عبد الْوَهَّاب الْمُسَمّى مَرْزُوق بقرية يُقَال لَهَا الركز من زَوَايَا الشَّيْخ شهَاب الدّين قطب زَمَانه وواسطة عقد أقرانه أَحْمد بن علوان نفع الله بِهِ قَرِيبا من قَرْيَة يفرس وَكَانَ قد أدخلهُ بَيت بعض فُقَرَاء الشَّيْخ كرها وسألهم مَا لَا طَاقَة لَهُم بِتَسْلِيمِهِ فَلم يشعروا حَتَّى غَابَ أَكثر الْفِيل فِي الأَرْض وَكَانَت من الْقَفَا من قبل رجلَيْهِ فَصَرَخَ صرخات وَمَات إِلَّا رحم الله سائسه فَكَانَ عِبْرَة لمن رَآهُ وَلم يقدر أحد على اخراج شَيْء مِنْهُ من مَوضِع الْخَسْف
وفيهَا كَانَ دُخُول الافرنج عدن وَقتل كَبِيرهمْ الْمُسَمّى عين الْبَقر على يَد الْأَمِير مرجان وَهَذَا مرجان هُوَ الَّذِي عمر قبَّة العيدروس بعدن وَدفن مَعَه فِيهَا
سنة ثَمَانِيَة عشر بعد التسْعمائَة
918 هـ
وَفِي سنة ثَمَانِيَة عشر توفّي الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ أَحْمد بن الشَّيْخ أبي بكر بن الشَّيْخ عبد الله العيدروس أَبَا علوي بتريم وقبر بمشهد جده الشَّيْخ عبد الله العيدروس وَكَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم قَرَأَ المناهج فِي الْفِقْه وَكَانَ من محفوظاته الْإِرْشَاد للمقري وملحة الاعراب
وفيهَا يَوْم الْأَحَد وَقت الْعَصْر خَامِس شهر رَمَضَان توفّي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح الْفَقِيه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أَبَا فضل الْحَاج الْحَضْرَمِيّ بالشحر وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَدفن فِي طرف الْبَلَد بالشحر من جِهَة الشمَال فِي مَوضِع موَات نجدي عقل أَبى غَرِيب أول من دفن هُنَاكَ وَدفن النَّاس إِلَى جَانِبه حَتَّى صَارَت مَقْبرَة كَبِيرَة وَعمل على قَبره بُنيان وَصَارَ مزاراً مشهوداً يطْلب للتبرك عِنْده وَكَانَ أوحد وقته علما وَعَملا وورعاً ومولده سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وارتحل لطلب الْعلم إِلَى عدن وَغَيرهَا وَأخذ عَن الْإِمَامَيْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد أَبَا فضل وَعبد الله بن أَحْمد أَبَا معزمة ولازم الثَّانِي وَتخرج بِهِ وانتفع بِهِ كثيرا وَحج سنة خمس عشرَة وَتِسْعمِائَة وَأخذ أَيْضا عَن قَاضِي الْقُضَاة برهَان
الدّين بن ظهير وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا ودأب فِي الطّلب واكب على الِاشْتِغَال حَتَّى برع وتميز وأشتهر ذكره بعد صيته واثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة من مشايخه وَغَيرهم وَكَانَ شَيْخه أَبُو معزمة كثير الثَّنَاء عَلَيْهِ ولعمري أَنه كَانَ بذلك حَقِيقا وَبِكُل نعت حميد خليقاً وَكَانَ عَالما عَاملا فَاضلا عابدا ناسكا وراعا زاهداً شرِيف النَّفس كَرِيمًا سخياً مفضالاً كثير الصَّدَقَة حسن الطَّرِيقَة لين الْجَانِب صبوراً على تَعْلِيم الْعلم ومتواضعا حسن الْخلق لطيف الطباع آمراً بِالْمَعْرُوفِ ناهياً عَن الْمُنكر حسن التَّوَصُّل لنفع الطّلبَة وَغَيرهم كثير السَّعْي فِي حوائج الْمُسلمين ومصالحهم فَكَانَ لَهُ حُرْمَة وافرة عِنْد الْمُلُوك وَغَيرهم وَكَانَ كثير التَّوَسُّط بَين سلاطين حَضرمَوْت وقبائلها وَكَانَ حَافِظًا أوقاته لَا يرى إِلَّا فِي تدريس علم أَو مطالعة كتاب أَو اشْتِغَال بِعبَادة أَو ذكر وَولي التدريس بِجَامِع الشحر وانتصب فِيهَا للاشتغال وَالْفَتْوَى وَصَارَ عُمْدَة الْقطر وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفِقْه فِي جَمِيع تِلْكَ النواحي وانتفع بِهِ النَّاس كثيرا من وُجُوه كثية ر وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى توفّي على الْحَال المرضي وَكَانَ عُمْدَة أهل زَمَنه فِي الْفَتْوَى والتدريس وتصدى لنفع الْأَنَام وانتفع بِهِ غير وَأحد من الْعلمَاء الْأَعْلَام وَمِنْه الْفَقِيه الصَّالح الْعَلامَة عبد الله بن مُحَمَّد أَبَا قُشَيْر وَقد ذكره فِي إِجَازَته لوالدي من جملَة شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم ومدحه فِيهَا وَأَطْنَبَ فِيهِ غَايَة الإطناب وَله جملَة من التصانيف مِنْهَا الْمُخْتَصر فِي علم الْفِقْه وَهُوَ الْمَشْهُور بَين النَّاس اقْتصر فِيهِ على ربع الْعِبَادَات انْتفع بِهِ الطّلبَة والمتدينون
وَقد اعتنى شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر الهيتمي بشرحه فشرحه شرحاً فائقاً وَأَرَادَ أَن يكمله إِلَى آخر أَبْوَاب الْفِقْه وَبلغ فِيهِ مَعَ الشَّرْح إِلَى بَاب الْفَرَائِض وأدركته الْوَفَاة وَله أَيْضا مُخْتَصر آخر فِي الْفِقْه أَصْغَر مِنْهُ وَقد شَرحه الْعَلامَة الشَّيْخ مُحَمَّد الرَّمْلِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَمِنْهَا لوامع الْأَنْوَار وهدايا الْأَسْرَار وودائع الْأَبْرَار فِي فضل الْقَائِم بالأسحار وَمِنْهَا االحجج القواطع فِي معرفَة الْوَاصِل والقاطع وَمنا مؤلف لطيف فِي اذكار الْحَج وَمِنْهَا وَصِيَّة نافعة ورسالة صَغِيرَة فِي علم الْفلك وورى أَن السَّيِّد الْجَلِيل إِبْرَاهِيم الْخَواص رضي الله عنه ونفع بِهِ قَالَ
دَوَاء الْقلب خَمْسَة أَشْيَاء قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر وخلاء الْبَطن وَقيام اللَّيْل والتضرع عِنْد السحر ومجالسة الصَّالِحين فنظم هَذَا صَاحب التَّرْجَمَة فَقَالَ
…
تدبر قُرْآن وجوع تهجد
…
جُلُوس اولي التَّقْوَى دُعَاء مَعَ السحر
…
وَرَأى الْفَقِيه الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر بحرق لَيْلَة مَوته النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يَقُول من حضر جَنَازَة الْفَقِيه عبد الله الْحَاج أَبَا فضل غفر لَهُ أَو كَمَا قَالَ دخل الْجنَّة
وفيهَا فِي يَوْم السبت الثَّامِن من الْمحرم توفّي الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن عبد الرَّزَّاق الجبرتي بِالْمَدِينَةِ بعد الْحَج وَالزِّيَادَة رَحمَه الله تَعَالَى
وَفِي يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس من شهر صفر توفّي الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الموزعي بِمَدِينَة زبيد قَافِلًا من الْحَج وَكَانَ فَاضلا عَالما ولي قَضَاء المقرانة ثمَّ موزع فصل عَنْهَا فحج وَمَات عقب ذَلِك فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَدفن بمجنة بَاب القرتب رحمه الله
وفيهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع الشَّهْر الْمَذْكُور توفّي الشَّيْخ الصَّالح شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد السدح ببلدة من أصَاب وَدفن بهَا رحمه الله
وفيهَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ السَّادِس عشر من الشَّهْر الْمَذْكُور توفّي القَاضِي عفيف الدّين عبد الْعَلِيم بن القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن حُسَيْن القماط بعد طول مرض بِمَدِينَة زبيد وَكَانَ قد قدم إِلَيْهَا فِي السّنة الَّتِي قبلهَا من مَدِينَة أَب متوعكاً بعد طُلُوع وَلَده الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله إِلَيْهِ فَجعله نَائِبا لَهُ وَقدم إِلَى مَدِينَة زبيد فَلم يزل بهَا مَرِيضا حَتَّى قبل مَوته بأيام وصل ابْنه عبد الله باستدعائه إِلَيْهِ فَمَاتَ بعد قدومه بأيام فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور رحمه الله وَنعم الرجل كَانَ فقهاً وصلاحاً وديناً وَأَمَانَة وعفة وصيانة وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح يَوْم الأثنين بِمَسْجِد الأشاعر وشيعه خلق كثير ودفت إِلَى جَانب وَالِده بمجنة بَاب سِهَام رحمه الله
وفيهَا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّالِث عشر من جُمَادَى الأولى توفّي الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد بن حسن الصباحي مفتي مَدِينَة تعز
وفيهَا فِي عَشِيَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء التَّاسِع عشر من شهر جُمَادَى الأخرة