المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة تسعين بعد التسعمائة - النور السافر عن أخبار القرن العاشر

[العيدروس]

فهرس الكتاب

- ‌سنة أثنين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة عشر التسْعمائَة

- ‌سنة أثنتي عشرَة بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خَمْسَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتَّة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سَبْعَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَانِيَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة الْعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أثنين وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَرْبَعِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة)

- ‌سنة خمس وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَخمسين بعد التعسعمائة

- ‌سنة خمس وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وستي بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَانِيَة وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة احدى وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثَة وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

الفصل: ‌سنة تسعين بعد التسعمائة

‌سنة تسعين بعد التسْعمائَة

(990) هـ

وَفِي لَيْلَة السبت لخمس وَعشْرين خلت من رَمَضَان سنة تسعين توفّي الشَّيْخ الْكَبِير وَالْعلم الشهير الشريف القطب الْعَارِف بِاللَّه شيخ بن عبد الله ابْن شيخ بن الشَّيْخ عبد الله العيدروس باحمد اباد وَدفن بهَا فِي صحن دَاره وَبني عَلَيْهِ قبَّة عَظِيمَة وَمن أحسن تواريخ وَفَاته تَارِيخ صاحبنا الْفَقِيه عبد الله بن أَحْمد بن فلاح الْحَضْرَمِيّ وَقد نظمه فِي بَيْتَيْنِ فَقَالَ

أرخت نقلة سَيِّدي

شمس الشموس العيدروس

فَانْظُر تَجِد تَارِيخه

القطب هُوَ شمس الشموس

ولفضلاء الْآفَاق فِيهِ جملَة مستنكرة ة من المراثي وَمن غَرِيب الِاتِّفَاق أَنه قبيل مَوته بِنَحْوِ شَهْرَيْن كَانَ أَمر بتحصيل رِسَالَة فِي مَنَاقِب الإِمَام النَّوَوِيّ رحمه الله ثمَّ أَمر بمقابلتها بَين يَدَيْهِ وَكَانَ مؤلفها ذكر فِيهَا جملَة من المراثي الَّتِي قيلت فِي الإِمَام فَقَالَ ذَات يَوْم أَن المراثي إِذا قَرَأت لَا بُد أَن يَمُوت أحد فاتفق أَن مَاتَ بعد ذَلِك ورثي بمراثي كَثِيرَة حَتَّى أَنِّي لم أر أحدا رثي بِهَذَا الْقدر مِنْهَا سوى الَّتِي ذكرهَا فِي تِلْكَ الرسَالَة من مراثي الإِمَام النَّوَوِيّ وَكَانَ مولده سنة تسع عشرَة وَتِسْعمِائَة بتريم

وَرُوِيَ عَن الشَّيْخ الْكَبِير الْوَلِيّ الشهير شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أَنه كَانَ يَقُول عَاد أهل حَضرمَوْت يودون فِيهِ نظرة ويخص بِهِ أهل بلد بعيد من أهل الْمشرق وَكَانَت مُدَّة أقامته بِالْهِنْدِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة لِأَنَّهُ دَخلهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ شَيخا كأسمه وكما قَالَ فِيهِ بعض الصلحاء فِي وَصفه وَلَقَد صَار بِحَمْد الله شيخ زَمَانه بِاتِّفَاق عارفي وقته وَقد ألهم الله أَهله حَيْثُ سموهُ شَيخا قبل أَوَانه وَوَقته وَذَلِكَ لتحَقّق وراثته من متبوعه كَمَا ألهم الله آل النَّبِي الْمُصْطَفى لتسميته مُحَمَّدًا قبل تجلي صِفَاته الحميدة صلى الله عليه وسلم وَصَارَ هَذَا الأسم الشريف يصدق فِيهِ من أَربع حيثيات أَحدهَا أَنه أُسَمِّهِ وَثَانِيها انه بلغ فِي السن حد الشيخوخة وَثَالِثهَا انه شيخ أهل التصوف فِي زَمَانه وَرَابِعهَا أَنه شيخ طلبة الْعلم فِي الْعُلُوم الظَّاهِرَة فَهُوَ شيخ أسماً ووصفاً على كل تَقْدِير

ص: 333

وَبِكُل وجع وَاعْتِبَار وَمَا أحسن قَول الأديب الْفَاضِل عبد اللَّطِيف الدبير حَيْثُ يَقُول فِيهِ

شيخ إِلَى سبل الرشاد مَسْلَك وَطَرِيقه فِي الْعلم مَا لَا يجهل

شيخ بِحسن أَدَائِهِ وَبَيَانه

لظيم أشكال العويص يسهل

شيخ تبحر فِي الْعُلُوم فَمن رأى بحراً يسوغ لوارديه المنهل

شيخ عَلَيْهِ من المهابة رونق

كالبدر لَكِن وَجهه يَتَهَلَّل

شيخ لَهُ فِي الطالبين مسَائِل

صوفية إِن جِئْت عَنَّا تسْأَل

شيخ تقدم فِي السلوك لِأَنَّهُ أَن عد أَرْبَاب الْكَرَامَة أول

العيدروس الحبر قدوة عصره

وَمن الشدائد مقصد ومؤمل

قطب الزَّمَان وغوثه وغياثه

من يرتجيه لَا يضاع ويهمل

ابْن الْعَفِيف أَبُو الشهَاب المرتضى

بَحر الْحَقَائِق مرشد متفضل

عذب الْمَوَارِد من أَتَاهُ واردا

من فيضه دون القساوة يغسل

مَا قيل هَذَا كَامِل فِي ذَاته

إِلَّا وَقلت الشَّيْخ عِنْدِي أكمل

لَا زَالَ فيض كَمَاله متواصلا

ماذام شيخ فِي الطَّرِيقَة موصل

وَرُوِيَ عَن الشَّيْخ الْكَبِير وَالْعلم الشهير القطب شمس الشموس أبي بكر بن عبد الله العيدروس أَنه قَالَ لِأَبِيهِ السَّيِّد عبد الله بن شيخ وَكَانَ فِي خدمته وَهُوَ ابْن أَخِيه عِنْد وَفَاته تمن يَا عبد الله فَقَالَ مَا أُرِيد إِلَّا الْبركَة وَالدُّعَاء لي بذرية صَالِحَة فبشره بذلك وَقَالَ لَهُ سيأتيك من الْوَلَد كَذَا وَكَذَا وَكَذَا وَذكرهمْ بِأَسْمَائِهِمْ وعد من جُمْلَتهمْ سَيِّدي الشَّيْخ صَاحب التَّرْجَمَة ثمك أثنى عَلَيْهِ وَأَشَارَ بالسر المصون إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَنه وَلَدي وَصَاحب سري وَأم أمه بنت الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر

وَحكي أَن الشَّيْخ عَليّ رضي الله عنه كَانَ إِذا رأى السَّيِّد عبد الله بن شيخ وَهُوَ صَغِير يَقُول أَرْجُو أَن يتَزَوَّج هَذَا الْوَلَد وَاحِدَة من بَنَاتِي أبنات أَوْلَادِي فَتحصل لَهُ مِنْهُم ذُرِّيَّة صَالِحَة فَلَمَّا عقد السَّيِّد عبد الله بِزَوْجَتِهِ السيدة فضل الله الَّتِي أمهما بنت الشَّيْخ عَليّ حضر جمَاعَة من الاعيان مِنْهُم وَالِده السَّيِّد شيخ وخالها الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ عَليّ وَغَيره من إخوانه فَقَالَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أَرْجُو من الله أَن لكَلَام وَالِدي نتيجة

ص: 334

فَأن كَلَام الصَّالِحين مَا يسْقط فَقَالَ لَهُ السَّيِّد شيخ هَذَا ثَمَرَة تِلْكَ الْبشَارَة

قلت وَكَانَ فِي أسمها مَا يشْعر بِهَذِهِ الموهبة الْعَظِيمَة الَّتِي سبقت فِي الازل للسَّيِّد عبد الله بالذرية الصَّالِحَة فَظهر بِفضل الله من بطن فضل الله هَذَا السَّيِّد الْكَرِيم وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم

وَرُوِيَ عَن الشَّيْخ الْكَبِير وَالْعلم الشهير أبي بكر بن سَالم أَبَا علوي انه كَانَ يَقُول مَا اُحْدُ من آل أَبَا علوي اولهم وَآخرهمْ اعطي مثله وَرُوِيَ مثل ذَلِك عَن الْوَلِيّ الْعَلامَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشهير بالنحوي أَبَا علوي وَزَاد وَالله مَا هُوَ إِلَّا آيَة الْيَوْم فَهُوَ عديم النّظر وَلما سمع كِتَابه الْفَوْز والبشرى كَانَ لَا يمر بشيئ مِنْهُ غلا وَيَقُول كنت أدور الْأَشْيَاء من جِهَة المعتقدات فَمَا شفاني شَيْء مثله فِيهَا لَا من كتب الْغَزالِيّ وَلَا اليافعي

وَحكي من مجاهداته أَنه كَانَ يعْتَمر غَالِبا فِي رَمَضَان أَربع عمرات بِاللَّيْلِ وأربعاً بِالنَّهَارِ وناهيك بهَا منقبة مَا أجلهَا فقد ورد فِي الصَّحِيح أَن عمَّة فِي رَمَضَان كحجة وَفِي رِوَايَة تقضي حجَّة أَو حجَّة مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْعَلامَة حميد وتيسير أَربع بِاللَّيْلِ وأرع بِالنَّهَارِ من الكرامات الخارقة وَلم ينْقل مثله عَن أحد فِيمَا اعْلَم من الأسلاف لسابقين وَمَا أحسن قَول الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي بن حسن أَبَا كثير رحمه الله حَيْثُ يَقُول فِي أثْنَاء بعض قصائده فِيهِ

قد عِشْت فِي أَيَّام الْقرى دهرا على

تَحْصِيل الْعلم ثمَّ درس قُرْآن

وَعبادَة وزهادة فِي خلْوَة

متسترا عَن سَائِر الأخوان

وَقيام ليل مَعَ صِيَام جَوَاهِر

متمسكا بِالْبَيْتِ والأركان

وَكتب فِي الْحجَّاج والعمار

وَالزُّوَّارِ والعباد مُنْذُ زمَان

مترددا من مَكَّة الغراء إِلَى

قبر النَّبِي الْمُصْطَفى السُّلْطَان

إِلَّا بلطف عناية وَعبادَة

ومجاهدات فِي رضَا الرَّحْمَن

لَيْسَ الْمَعَالِي بالنماني يَا فَتى

لَوْلَا الْمَشَقَّة شاهدى وكفاني

أَنْت الْوَلِيّ ابْن الْوَلِيّ ابْن الْوَلِيّ

إِلَى الْوَصِيّ الطَّاهِر الاردان

العيدروس أَبوك والسقاف جدك

والمقدم ثَالِث الرّجلَانِ

ص: 335

.. هذي المفاخر إِن تعد مفاخرا

بِالذَّاتِ والآباء والاخوان

وَمن شُيُوخه شيخ الاسلام الْحَافِظ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر الهيتمي الْمصْرِيّ والفقيه الصَّالح الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد أَبَا قُشَيْر الْحَضْرَمِيّ وَله من كل مِنْهُمَا إجَازَة فِي جمَاعَة آخَرين يكثر عَددهمْ وَاجْتمعَ بالعلامة الديبع بزبيد وَأما مقرؤاته فكثيرة جدا

من تصانيفه العقد النَّبَوِيّ والسر المصطفوي والفوز والبشرى وشرحان على قصيدته الْمُسَمَّاة تحفة المريد أَحدهمَا أكبر من الآخر أما الْكَبِير فالمسمى حقائق التَّوْحِيد وَأما الصَّغِير فالمسمى سراج التَّوْحِيد ومولدان كَذَلِك أَحدهمَا أكبر من الآخر ومعراج ورسالة فِي الْعدْل وَورد أُسَمِّهِ الحزب النفيس ونفحات الحكم على لأمية الْعَجم وَهُوَ على لِسَان التصوف وَلم يكمله وَله ديوَان شعر وَمن شعره هَذِه الْوَسِيلَة تالتي نظم فِيهَا نِسْبَة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهِي

توسلي بِمُحَمد خَاتم الرُّسُل

وَفَاطِمَة وأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ

ثمَّ الْحسن وَالْحُسَيْن مَعَ زيد عَابِد عَليّ

مُحَمَّد الباقر السَّجَّاد جَعْفَر عَليّ

ذَلِك العريضي الإِمَام مُحَمَّد نجله

عِيسَى الهزبر الْهمام يَا نعم من بَطل

باحمد بعبيد الله علويهم

مُحَمَّد علوي خَالع قسمنا عَليّ

مُحَمَّد صَاحب المرباط ثمَّ عَليّ

وبالفقيه مُحَمَّد علوي وَعلي

مولى الدويلة مُحَمَّد ثمَّ سقفافهم

وَالْفَخْر والعيدروس شيخ الْعَفِيف ولي

فَهَؤُلَاءِ بني الزهرا صَحَّ بهم نسبي

وأرثي بالمختار مُتَّصِل

سمطاً تسلسل من أَوْلَاد فَاطِمَة

نسب كشمس الضُّحَى فِي دَاره الْحمل

نشب شرِيف صَرِيح ضاء مشكاته

من سيد الرُّسُل والزهرا انحدر من على

مسلسل كنجوم الزهر عقدهم

بدا وختما مُحَمَّد خَاتم الرُّسُل

وَمِنْه فِي وصف العارفين رضي الله عنهم

أُولَئِكَ الْقَوْم سَادَات فَحق لَهُم أَن يسبحوا الذيل فخرا باسم منان

قوم علوا فِي معالي مجد موجدهم

فاقوا البرايا حظوا من فيض رحمان

جَوَاهِر السِّرّ فاضت من عوالمهم

بسر متبوعهم فضلا وأحسان

شموس معرفَة ضاءت لمبتهج

طريقهم حبذا فتحا وبرهان

ص: 336

وَمِنْه

سارعوا من قبل فَوت

وأغنموا فرصاً ووقتا

واقرضوا لله قرضا

لن تنالوا الْبر حَتَّى

وَمِنْه

يَا قَارِئ الْخط ادعوا الله يغْفر لي

ذَنبي وإثمي وعصياني كَذَا زللي

ويلحظ العَبْد بالخط إِنَّه قمن

باستجابة اللَّهُمَّ أَنْت ولي

وَمِنْه

يَا آل طعه طوى الاحشاء حبكم

طي السّجل وطهرتم من الْقدر

الْقَوْم أَنْتُم فَلَا يشقى جليسكم

النَّاس أَنْتُم كفى بالْخبر عَن خبر

وَمِنْه

لنا بالرسوم الْمُصْطَفى خير نِسْبَة

مسلسلة تعلو على كل رُتْبَة

أَئِمَّة علم الله جَوْهَر سره

زواهر حلم قدوة للطريقة

شموس تجلت والبدور طوالع

نُجُوم لنا بالسعد مِنْهُ أستمدت

شموس بَدَت فِي عَالم الْغَيْب أشرقت

بدور أضت أبدال أوتاد صفوة

وَمِنْه

كفاني أَن ازهو بجد ووالد

ولي حسب من فَوق هام الفراقد

ولي نسب بالمصطفى وَابْن بنته

حُسَيْن عَليّ زين زاكي المحامد

أَبَا فاباً من سيد الرُّسُل هَكَذَا

إِلَى العيدروس المجتبي خير ماجد

وراثه خير الْخلق أَحْمد جدنا

وَنحن بِهِ نعلو الْعلَا فِي المعاقد

ورثنا الْعلَا أكْرم بِنَا خير سادة

شذا مَجدنَا يشذو بطي المحامد

وَمِنْه

لنا سادة فاقوا على كل سادة

بتمكين أرث كَابِرًا عَن كَابر

لنا قادة فاقوا الكماة بعزمهم

فَفِي كل وَقت مِنْهُم كم مظَاهر

هَنِيئًا لَهُم طُوبَى لَهُم من عشائر

حقيق لَهُم ذَلِك حظوا بالبشائر

هم الْقَوْم لَا يشقى جليس لَهُم بهم

خُصُوصِيَّة خصوا بِنور البصائر

ص: 337

.. وَكَيف لَا يكون الْحق حَشْو قُلُوبهم

وهم بضعَة الْمُخْتَار أهل المفاخر

وَمِنْه هَذَا الْمُفْرد وَالْتزم فِيهِ الْحُرُوف الْمُقطعَة

زرد أرود دَان ودود

دَوَاء رَأْي وَادي زرود

وَمِنْه هَذِه القصيدة الْعَظِيمَة الْمَشْهُورَة بِالْبركَةِ مطْلعهَا

حجاب من الله وحرز منيع

علينا دوَام وَفضل وسيع

وحسبيربي لطيف بديع

عليم بحالي بَصِير سميع

عُيُون الْعِنَايَة لنا راعيه

وَأَسْمَاء عِظَام بِنَا ساميه

قطوف المعارف هُنَا دانيه

فهيا إِلَى حَيّ مي الرفيع

إِذا عز رَبِّي مُحِيط بِنَا

فَلَا تخش قَاضِي وَلَا من دنا

فَلَو كل خلق ارادوا بِنَا

لذلوا وخابوا وباؤا الْجَمِيع

ألف لَام وكاف هَا كافيه

وَيَا عين صَاد نون نورانيه

وطا سين حَامِيم قَاف وافيه

هُوَ الله هُوَ الْقَرِيب السَّرِيع

ومناقبه وكراماته لَيْسَ هَذَا محلهَا وَقد أفردها غير وَاحِد من الْعلمَاء بالتصنيف كالشيخ الْعَلامَة حميد بن عبد الله السندي فِي رِسَالَة لَهُ وَالشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ البسكري الْمَكِّيّ فِي كِتَابه نزهة الأخوان والنفوس فِي مَنَاقِب شيخ بن عبد الله العيدروس وَقد ذكرت كثيرا مِنْهَا فِي مُقَدّمَة كتابي الفتوحات القدوسية فِي الْخِرْقَة العيدروسية وَإِنَّمَا قصدنا الْآن الْإِشَارَة إِلَى ذلمك أجمالا ليستدل بِهِ على جلالة قدره وفخامة أمره وَكفى بالنفحة دَلِيلا على الزهر وبالغرفة معرفَة بعذوبة النَّهر وبقلامة الْهلَال تَنْبِيها على إقبال شخص الشَّهْر إِذْ كتَابنَا هَذَا مَبْنِيّ على الإنجاز والاختصار دون الإسهاب والإكثار وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق وَللَّه در الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي أَبَا كثير حَيْثُ يَقُول فِيهِ من قصيدة

ص: 338

.. فضائله وشاع ثَنَاؤُهُ

فِي الْخَافِقين وجاوزت بَغْدَاد

وَمَا أحسن قَول الشَّيْخ الْفَاضِل عبد اللَّطِيف الدبير حَيْثُ يَقُول فِيهِ من قصيدة

شيخ الْأَنَام مُفِيد كل مُحَقّق

بَحر الْعُلُوم الْعَارِف الرباني

ابْن الْعَفِيف أَبُو الشهَاب الْمُجْتَبى

قطب الزَّمَان العيدروس الثَّانِي

شرف السِّيَادَة والزهادة والتقى

فَخر الحماة الغر من عدنان

هُوَ كالسفينة من تولاه نجا

وسواه لم يَأْمَن من الطوفان

وفيهَا توفّي الْعَلامَة المففنن الصَّالح الشَّيْخ عبد النَّبِي الصَّدْر شيدا ورحمه الله تَعَالَى وَكَانَ من المتبحرين فِي الْعلم وَكَانَ مُعظما عِنْد السُّلْطَان أكبر جدا بِحَيْثُ يُقَال أَن السُّلْطَان الْمَذْكُور كَانَ يتَوَلَّى خدمته بِنَفسِهِ فِي بعض الأحيان وثباته فِي الدّين وَصَبره على الامتحان مَشْهُور

وَحكي أَن السُّلْطَان كَانَ يُرْسل إِلَيْهِ وَهُوَ فِي السجْن وَقد عذب بأنواع الْعَذَاب أَن أترك مَا أَنْت عَلَيْهِ من الصلارة فِي الدّين وَتَكون كَمَا كنت فِي أوج العظمة فَيرد عِنْد ذَلِك من الْجَواب بِمَا يزْدَاد بِهِ غيظ السُّلْطَان عَلَيْهِ وَحكي أَن السُّلْطَان أَمر بعض الْكفَّار أنيقتله فَمَكثَ مُدَّة يحاول ذَلِك وَمَا يَجِيء إِلَّا ويجده فِي صَلَاة أَو تِلَاوَة فَيتَوَقَّف لذَلِك عَن قَتله وَقَالَ للسُّلْطَان أَمرك مكطاع وَلَو أَمرتنِي بقتل مائَة نفس من مَشَايِخنَا يَعْنِي من الْكفَّار لفَعَلت وَأما هَذَا المسسلم فَمَا قطّ جِئْت لقَتله إِلَّا وجدته فِيهِ مَشْغُولًا بِطَاعَة ربه وَأَنا أتحاشى عَنهُ لذَلِك فاعذرني وَقرب إِلَيْهِ كأس فِيهِ سم فَأبى أَن يتَنَاوَلهُ وَقَالَ أَنا أعلم بِالَّذِي فِيهِ وَلَا أعين على قتل نَفسِي أَي للمحذور فِي ذَلِك من جِهَة الدّين ثمَّ أَن السُّلْطَان بعد ذَلِك أَمر بخنقه رحمه الله فَفعل بِهِ ذَلِك وَمَات وَكَانَ ذَلِك فِي لَيْلَة اثي عشر فِي شهر ربيع الأول وَهِي لَيْلَة المولد الشريف فرحمه الله لقد ابقى ذكرا جميلاً وَثَبت ثباتاً عَظِيما قل أَن ينْفق مثله إِلَّا لمن وَفقه الله أعَاد اله علينا من بركاته آمين

وفيهَا فِي يَوْم عَاشُورَاء توفّي الشريف أَبُو نمى مُحَمَّد بن بَرَكَات صَاحب مَكَّة ولبعض الْفُضَلَاء من أهل مَكَّة فيتاريخ وَفَاته

ص: 339

.. يَا من بِهِ طبنا وطاب اوجود

قد كنت بَدْرًا فِي سَمَاء السُّعُود

مَا صرت فِي الترب ولكنما

اسكنك الله جنَّات الخلود

وَكَانَ مولده سنة عشر وَتِسْعمِائَة

وفيهَا فِي تَاسِع صفر توفّي الشريف الْفَاضِل القَاضِي حُسَيْن الْمَالِكِي وَمن غَرِيب الِاتِّفَاق تَارِيخ يَوْم مَوته كَانَ تَارِيخا لَهُ فَتقدم أَنه مَاتَ فِي تَاسِع صفر وَجَاء تَارِيخه تسع فِي صفر رحمه الله وَكَانَ من أَعْيَان أهل مَكَّة وفضلائها وأجودها ورؤسائه لم يخلقه مثله وحزن النَّاس على مَوته ولبعض الْفُضَلَاء من أهل مَكَّة هَذَا التخميس على الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين

لهفي عبى بدر الْوُجُود وسعده

ومغيبه تَحت الثرى فِي لحده

مَاتَ الْحُسَيْن الْمَالِكِي بمجده

يَا دهر بِعْ رتب الْعلَا من بعده

بيع الهوان ربحت أم لم تربح

وَافْعل مرادك يازمان كَمَا ترى

وارفع من الغوغاء وَحط ذَوي الذرى

لَا تعتذر لِذَوي النهى عَمَّا جرى

قدم وَأخر من أردْت من الورى

مَاتَ الَّذِي قد كنت مِنْهُ تسخى

وَكَانَت لَهُ عقيدة فِي الصَّالِحين وَقيل سَببهَا أَن أمه كَانَت تعتقد بالولي الشهير الشريف عبد الله بن الْفَقِيه أَبَا علوي فَمَرض وَلَدهَا هَذَا مَرضا شَدِيدا أشرف مِنْهُ على الْهَلَاك فطلبت من الشريف حصل الشِّفَاء لَهُ والحت فِي ذَلِك وَكَانَ عِنْده الشَّيْخ الصالحعبد الله بن عمر العمودي فَقَالَ السَّيِّد عبد الله للشَّيْخ عبد الرَّحْمَن عساك تنحمل عَنهُ فَإِن النَّاس يَنْتَفِعُونَ بِبَقَائِهِ فَمن ذَلِك الْوَقْت ابتدأت العافة فِي القَاضِي وَمرض الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن من وقته وَمَات بعد أَيَّام وَشهد جنَازَته القَاضِي الْمَذْكُور رحمه الله

قلت وَحكى الشَّيْخ مُحي الدّين بن عَرَبِيّ رَحمَه للهتعالى فِي كِتَابه الفتوحات المكية عَن بعض شُيُوخه إِن امْرَأَة من بَنَات الْمُلُوك مِمَّن كَانَ النَّاس يَنْتَفِعُونَ بهَا وَكَانَ لَهَا اعْتِقَاد فِي هَذَا الشَّيْخ فتوجهت إِلَيْهِ ليدْخل

ص: 340

عَلَيْهَا وَالْملك الَّذِي هُوَ زَوجهَا عِنْدهَا فَقَالَ إِلَيْهِ ثمَّ نظر إِلَيْهَا وَهِي فِي النزع فَقَالَ الشَّيْخ أدركوها قبل أَن تقضي فَقَالَ لَهُ الْملك بِمَاذَا فَقَالَ بديتها اشتروها فجيء إِلَيْهِ بديتها كَامِلَة فتوقف النزع الوكرب الَّذِي كَانَت فِيهِ وَفتحت عينيها وسلمت على الشَّيْخ فَقَالَ لَهَا الشَّيْخ لَا بَأْس عَلَيْك وَلَكِن ثمَّ دقيقة بعد أَن حل الْمَوْت لَا يُمكن أَن يرجع خائبا فَلَا بُد لَهُ من أثر وَنحن قد أخذناك من يَده وَهُوَ يطالبنا بِحقِّهِ فَلَا ينْصَرف إِلَّا بِروح مَقْبُوضَة وَأَنت إِذا عِشْت انْتفع بك النَّاس وَأَنت عَظِيمَة الْقدر فَلَا نفديك إِلَّا بعظيم عِنْدِي من هَذَا الْمَوْت ولي بنت هِيَ أحب النَّبَات الي أَنا أفديك بهَا ثمَّ رد وَجهه إِلَى ملك الْمَوْت وَقَالَ لَا بُد من روح ترجع بهَا إِلَى رَبك هَذِه ابْنَتي تعلم محبتي فِيهَا خُذ روحها بَدَلا من هَذِه الرّوح فَإِنِّي قد اشْتَرَيْتهَا من الْحق وباعني إِيَّاهَا وَابْني جعلك حق مجيئك ثمَّ قَامَ وَخرج إِلَى بَيته وَقَالَ لابنته وَمَا بهَا بَأْس يَا بنية هبيني نَفسك فَإنَّك لَا تقومي للنَّاس مقَام زَيْنَب بنت أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الْمَنْفَعَة فَقَالَت يَا أَبَت أَنا بحكمك قد وَهبتك نَفسِي فَقَالَ للْمَوْت خُذْهَا فأخذهافماتت من وَقتهَا انْتهى

وَلما ابتنى القَاضِي حُسَيْن بنته وَجعل فِي التخريجة قَالَ صَلَاح الدّين الْقرشِي فِي ذَلِك أَبْيَات مِنْهَا

مَا عرش بلقيس وَمَا مِقْدَاره

مَا تخت كسْرَى وَالَّذِي مثله 55 أَنا نَادِر وَالْحكم لي ولمالكي وَمن الْعَجَائِب نَادِر وَالْحكم لَهُ

وَله أَيْضا تَارِيخ بَيت أنشأه القَاضِي

شرف العلى لَك منزل يَا بدر فِيهِ فاحلل

فالسعد قَالَ مؤرخاً

للبدر أشرف منزل

وَلما ولي قَضَاء الْمَدِينَة الشَّرِيفَة قَالَ الأديب مامية الانقشاري فِي تَارِيخ ذَلِك الْعَام

طيبَة طابت بحسام الْأَحْكَام

كم مظلوم خوفًا بَات يخفي ريبه

والرعايا لما شكروا من عدله

قلتفي عدله دَامَ قَاضِي طيبه

ص: 341

ومدحه بَعضهم بِأَبْيَات مِنْهَا

إِنْسَان عين إِنْسَان من

سادوا وشادوا المكرمات الطوَال

من جوده والعزم أَو حلمه

أَو نسب أشرف أَو خِصَال

كالبحر وَالسيف ووسع العطا

وَالشَّمْس والبدر وَمَاء الزلَال

لَوْلَا الَّذِي كَلمه الْمُخْتَار

وزاده فِي الْمجد مَا لَا ينَال

مَا كَانَ قد صيره نَاظرا عدلا

على الْبَيْت العديم المنال

والحرمين الْبَالِغين النهى

أنعم بهَا مرتبَة لَا تزَال

وَهُوَ الْحُسَيْن الحسني الَّذِي

فاق الورى فِي الْجُود نسل الرِّجَال

وَكتب إِلَيْهِ بَعضهم يهنئه بقدوم رَجَب

يَا حُسَيْنًا يَا شريفاً

فِي علاهُ لَا يُشَارك

عش وَدم واهن بِشَهْر

من فَتى وافا جوارك

ذَاته قد أرخته

رج شهر مبارك

وَمن شَرعه وَقد أهْدى إِلَيْهِ القطب الْحَنَفِيّ سمكًا

يَا أَيهَا القطب الَّذِي

بِوُجُودِهِ دَار الْفلك

لَو لم تكن بَحر الندى

مَا جَاءَنَا مِنْك السّمك

وفيهَا توفّي الْعَالم الْفَاضِل الْمُفْتِي الشَّيْخ قطب الدّين الْحَنَفِيّ الْمَكِّيّ النهروالي نِسْبَة إِلَى نهرواله من أَعمال الْهِنْد بِمَكَّة المشرفة وَكَانَ من الْأَعْيَان الْمَذْكُورين الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين مجلالا مُحْتَرما وَمن شعره هَذِه القصيدة

بِسيف الحجى عِنْد اهتزاز النوائب

تقلدت فاستغنت عَن كل قاضب

وجردت م رَأْسِي الشَّديد عزائما

أقل بهَا حد السيوف الغواصب

ولي همة أسمو بصارم عزمها

إِذا السَّيْف قد أعيى صُدُور الْكَتَائِب

وَمَا فَاتَنِي فصل أردْت اقتناؤه وَمَا غربت عني صعاب المطالب

وَكم خطب العلياء غَيْرِي وَلم ينل

ونتلت لِأَنِّي كنت أكْرم خَاطب

وَلَو شِئْت أدنت فِي رِقَاب كَثِيرَة

وَلَكِن رَأَيْت الدَّهْر أغدر صَاحب

فَمَا الدَّهْر إِلَّا مقبل مَعَ سَاعَة

وَلَا الْعُمر مَعَ طول المدى غير ناهب

وَمَا النَّاس إِلَّا حَاسِد ومعاند

وَلَا الدَّهْر إِلَّا رَاجع فِي الْمَوَاهِب

ص: 342

.. وَمَا شاد بُنيان الْعلَا متهور 5 وَلَا سَاد من لم يفتكر فِي العواقب

أخالط إخْوَان الزَّمَان بعقلهم

لأنظر مَا يبدى بِهِ من عجائب

وَأظْهر أَنِّي مثلهم تستميلني

عَذَاب الثنايا سود شعر الذوائب

وَإِن أَلِيم الهجر مِمَّا يسوءني

وَإِن لذيذ الْوَصْل أَسْنَى مآربي

وَمَا علمُوا إِن الْهوى دن رتبي

وَإِن مقَامي فَوْقه بمراتب

إِلَّا فِي سَبِيل الْمجد قوم عهدتهم

يرَوْنَ اكْتِسَاب افضل أزرى المكاسب

وَمَا عِنْدهم فضل سوى كَثْرَة الْغنى

وَمَا الْمجد غلا أَخذ بعض المناصب

فضائلهم محصورة فِي ثِيَابهمْ

وأورادهم اتقان هَذِه المناكب

زماني رماني بَينهم يستهينني

وَلَيْسَ محلي غير هام الْكَوَاكِب

وَله رحمه الله صُورَة مكبتوب منظوم كتبه إِلَى بعض أَصْحَابه بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة

بعد إهداء اطيب السَّلَام

وأبلغ التمجيد وَالْإِكْرَام

وَبث شوق لَا يزَال زَائِدا

وَذكر وجد مفرط تزايدا

من كبد إِلَى اللِّقَاء ظاميه

ومقلة من الْفِرَاق داميه

وَمن غليل مهجته عليل

إِلَى خَلِيل سيد جليل

شمس سَمَاء الْفضل والأفضال

وَبدر تمّ الْمُضِيّ فِي الْكَمَال

وزهرة من زهر روض الْأَدَب

وزهرة تسمو سَمَاء الرتب

لازال فِي قلادة الدُّرُوس

وَاسِطَة كَاللُّؤْلُؤِ النفيس

وَبعد فَالْعَبْد لَهُ عتاب

عَلَيْك إِذْ لم يأتن كتاب

مَعَ انني أرْسلت كتبا عده

وَلم أكن أنسى لَك الموده

فَهَل نسيت يَا فَتى ودادي

أم عغيرك الدَّهْر بالبعاد

أم الغراطيس غَدَتْ ثمينه

أم هِيَ لَا تُوجد فِي المدينه

هَذَا وَبِالْجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيل

أَنِّي كَمَا تعهد يَا خَلِيل

محبتي من كل غش خَالِصَة

وخيل ودي لَا تكون ناكصه

فَلَا تكن لكتبك الْكِرَام

تقطع فَهِيَ غَايَة المرام

وَالْقَصْد مِنْك يَا أخي البشاره

أَن تدخل الْمَسْجِد للزياره

فتضع الخد على الأَرْض إِذا

قابلت ذَاك الضريح لابذا

ثمَّ تَقول يَا نَبِي الرَّحْمَة

للْعَالمين وَجَمِيع الْأمة

ص: 343

(أَضْعَف خل الله قطب الدّين)

حَملَنِي من السَّلَام الجمله

إِلَيْك راجيا سُؤال الْفضل لَهُ

كَذَا إِلَى ضجيعه الصّديق

وَعمر الشهير بالفاروق

وَبلغ السَّلَام والأكراما

سيدنَا وَشَيخنَا الهماما

إِمَام هَذَا الْعَصْر بل وحيده

من هُوَ ذُو المناقب العديده

شهَاب أهل الشَّرْع والحقية

وبدره وشمسه الشَّرِيفَة

خُلَاصَة المقربين الْأَبْرَار

الشَّيْخ أَحْمد بن عبد الْغفار

سلمه الله تَعَالَى وَجمع

شملا بِهِ وبعلومه نفع

وَأَنت فِي دعَاك لَا تنساني

يَا سيد الإخوان والخلاني

لاسيما فِي سَاعَة الْقبُول

عَسى أفوز بالمنى والسول

وآن أَن أختم هَذَا بِالسَّلَامِ

وَاجعَل الْحَمد لما قلت ختام

وَله أَيْضا نظمه لبَعض من فِي الْقَافِلَة يذكر بهَا فيالليل

إِلَى مَتى يَا عين هَذَا الرقاد

مَا آن أَن تكتحلي بالسهاد

تنبهي من رقدة وأنظري

مَا فَاتَ من خير على ذِي الرقاد

يَا أَيهَا الغافل فِي نَومه

قُم لترى لطف الْكَرِيم الْجواد

مَوْلَاك يَدْعُوك إِلَى بَابه

وَأَنت فِي النّوم شَبيه الجماد

ويبسط الْكَفَّيْنِ هَل تائب

من ذَنبه هَل من لَهُ مُرَاد

وَأَنت من جنب إِلَى جَانب

تَدور فِي الْفرش اللين المهاد

يَدْعُوك مَوْلَاك إِلَى قربه

وَأَنت تخْتَار الجفا والبعاد

كم هَكَذَا التسويف فِي غَفلَة

لَيْسَ على الْعُمر الْعَزِيز اعْتِمَاد

لق مضى ليل الصِّبَا مسرعا

ونبر صبح الشيب فود القؤاد

أفق فَإِن الله سُبْحَانَهُ

رَحمته عَمت جَمِيع الْعباد

وَمن شعره أَيْضا

أقبل كالغصن حِين يَهْتَز

فِي حلل دون لكطفها الْخَزّ

مهفهف الْقد ذُو محيا

بِعَارِض الخد قد تطرز

دَار بحديه وَاو صدغ

وَالصَّاد من لَحْظَة تلوز

وَالْخمر والجمر فِي لماه

وخده ظَاهر ومغز

ص: 344

.. يشكو لَهُ الخصر جور ردف

أعجزه حمله وأعجز

طلبت مِنْهُ شِفَاء سقمي

فَقَالَ لحظي لذاك أعوز

قد غفر الله ذَنْب دهر

لمثل هَذَا الْمليح أبرز

جز فُؤَادِي بِسيف لحظ

أَواه لَو دَامَ ذَلِك الجز

أفديه من أغيد مليح

بالْحسنِ فِي عصره تميز

كَانَ نديمي فمذ رَآنِي

أسيره فِي الْهوى تعزز

حرم من وَصله مبباحا

لما أحل القلا وَجوز

يَا قطب لَا تسل عَن هَوَاهُ

واثبت وَكن فِي هَوَاهُ مَرْكَز

وَمِنْه مُعَارضا خُذُوا قودي من أَسِير الكلل

أَلا حلل الله سيف الْمقل

فكم ذَا أصَاب وَكم ذَا قتل

وَمَا من قَتِيل بِهِ فِي الْهوى

سوى ألف رَاض بِمَا قد فعل

لقد نصر الله جيشالملاح

ببدر بِنَا حسنه قد كمل

وَمَا بَطل فِي الوغى فَارس

إِذا قَابل الغيد إِلَّا بَطل

وَإِذا قتلتني عُيُون الظبى

فيا فرحي قد بلغت الأمل

رعى الله لَيْلَة زار الحبيب

وَغَابَ الرَّقِيب إِلَى حَيْثُ أل

فأجلسته فِي سَواد الْعُيُون

وَقد غسل الدمع ذَاك الْمحل

وألصقت خدي بأقدامه

وأذبلت أَخْمُصُهُ بالقبل

فرق وَمَا باعطافه

فديت بروحي ذَاك الْميل

فعانقته وخلعت العذار

ومزفت ثوب الحيا والخجل

وَمَا زلت اشغله بِالْحَدِيثِ

وَستر الظلام علينا انسدل إِلَى أَن غفى جفْنه ناعساً

وعني تغافل أَو قد غفل

فخليت عَن خصره بنده

وأنضيت عَن معطفيه الْحلَل

وَبت أشاهد صنع الآله

تبَارك رب البرايا وَجل فَظن بِي الْخَيْر أَولا تظن

فَمَا أَنْت تسْأَل عَمَّا حصل

وَمِنْه

الدن لي والكأس والقرقف

وللفقيه الْكتب والمصحف

لَا تنكروا حَالي وَلَا حَاله

كل مِمَّا يَنْفَعهُ أعرف

ص: 345

لكنه يُنكر أذواقنا

وَمَا لَهُ ذوق وَلَا ينصف

كم يزدي الراح وشرابها

أخْشَى على ذَا الْفَتى يقصف

دَعْنِي وحالي يَا فَقِيه الورى

فَأَنت عَن ادراكه تضعف

هَيْهَات أَن يدْرك طعم الْهوى

م لم يكن فِي ذوقه يلطف

للعشق سر لم يزل غامضاً

لغير أهل الْحبّ لَا يكْشف

فيا نديمي اشرب على رغمه

ودعه فِي انكاره يرسف

واحبس فِي بَاب الطهارات من

كِتَابه لعلمه ينظف

وَبِي غزال طَابَ مرعاه فِي

كناس قلبِي وَهُوَ لَا يألف

بدر كَمَال لَا يرى حسنه

نقصا وَلَا محفاً وَلَا يُكَلف

فِي خَدّه أنبت مَاء الحيا

وردا بِغَيْر اللحظ لَا يقطف

عَارضه لَام وَفِي صُدْغه

وَاو وَلَكِن آه لَو يعْطف عَزِيز مصر الْحسن لَو كَانَ فِي

زَمَانه هام بِهِ يُوسُف

وَمِنْه

لَا فرع كدجى اللَّيْل عسق

وجين مثله تَحت الفلق

ومحيا كلف الْبَدْر بِهِ

وخدود من حواليها شفق

وعذار مذ تبدا خَدّه

يعجز الْكَاتِب عَنهُ أَن مشق

مَا أرى الغزلان إِلَّا سرقت

مِنْهُ جيدا والتفاتاً وحدق

ثمَّ خَافت فتولت شرداً

كَيفَ لَا يشرد خوفًا من سرق

وَمِنْه

شمس الضُّحَى بعد العشى

زارت فَزَالَ تلهف

واستقبلت بدر السما

فَنَظَرت للقمرين فِي

وَمِنْه

عذولي زادني فِي الْحبّ عذلا

وَأكْثر منمغالبي وآذا

وَصَارَ يلوم من أهواه حَتَّى شكى من لوم عذالي وآذا

وَمِنْه

بلغ حَبِيبِي بعض مَا أَلْقَاهُ إِذا أبصرته

أما عذولي قل لَهُ دع عَنْك مَا أضمرته

ص: 346

وَمِنْه معمي فِي أَحْمد

لنا دارت الكأس الْعقار

باطراح الرماح دم مدَار

وَكتب إِلَيْهِ الأديب الْفَاضِل جمال الدّين ابْن ملا زَاده فِي مستهل شهر رَمَضَان هَذَانِ البيتان

يَا قطب أهل الْعلم فِي أم الْقرى

رَمَضَان هَل ببهجة لم تُوصَف

فتهن وَجدك إِن ذاتك أصحبت

هِيَ أشرف فِي أشرف فِي أشرف

فَأَجَابَهُ قطب الدّين الْحَنَفِيّ وَأرْسل إِلَيْهِ دِينَارا

يَا أوحد الْفُضَلَاء أَنْت جمالنا فتهن بالشعر الشريف الْأَشْرَف

شعر بِشعر لَا رَبًّا فِيهِ وَإِن

زَاد الْعيار بِوَزْن هَذَا الْأَشْرَف

وَكَانَ الشَّيْخ قطب الدّين قد سعى لِأَخِيهِ محب الدّين فِي الْقَضَاء بِبِلَاد ايمن فَلَمَّا مَاتَ الْمَذْكُور سعي كَذَلِك لِابْنِهِ فِيهِ فقرر فِي وَظِيفَة أَبِيه فَقَالَ الأديب الْفَاضِل جمال الدّين ملا زَاده أَيْضا فِي ذَلِك

وليت قطب ادين صنوك قَاضِيا

ثمَّ ابْنه فليأمن الآفاتا

من مَاتَ بعد ولَايَة قطبية

كأخيك عِشْت وكأبنه مَا مَاتَا

وَمن افادات الشَّيْخ قطب الدّين رَحمَه الله تَعَالَى أَن لفظ لن خلكان ظبط على صُورَة الْفِعْلَيْنِ خل أمرا من خلي أَي ترك فعل مَاض وَكَانَ النَّاقِصَة وَسبب تَسْمِيَته بذلك أَنه كَانَ يكثر أَن يَقُول كَانَ وَالِدي كَذَا وَكَانَ جدي كَذَا فَإِنَّهُ من البرامكة فَقيل لَهُ خل كَانَ قَالَ وَرَأَيْت من شبطه بِسُكُون اللَّام وَالْبَاقِي على حَاله وَالله أعلم

وفيهَا توفّي الْعَلامَة رَضِي الدّين القازاني المخزوم الْمَكِّيّ بِمَكَّة المشرفة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ أوحد عصره فِي الْأَدَب وَالنّظم الْحسن وَمن شعره

قل للروافض أَنْتُم فِي سبكم

شَيخا التقى وحبنا علم الْهدى

مثل النَّصَارَى لَا نسب لاجلهم

عِيسَى وَأَن سبوا النَّبِي مُحَمَّدًا

وفيهَا ظهر جَراد بنواحي كجرات فَقبل للشاه فتح الله صنع لَهُ تاريا فَقَالَ منتشر

ص: 347

لَطِيفَة

نزل الْجَرَاد قرب قَبيلَة زيد وَنزل الْجَرَاد إِلَى جَانب قَرْيَة عَمْرو فَقَامَ أهل قَبيلَة زيد قَالُوا لأهل قَبيلَة عَمْرو مَا نَحن نصيد جَرَادًا احتمى بكم فَلَمَّا سَمِعت قَبيلَة عَمْرو ذَلِك قَالَت لَا سمعة وَلَا طَاعَة وَلَا تمكنه من صيد جووارنا فَقَامَ الْقِتَال بَين الْفَرِيقَيْنِ وَلَا زَالُوا على قِتَالهمْ إِلَى أَن قتلوا هَاتين الفئتين وَأنْشد بعض قَبيلَة عَمْرو يَقُول

وَمنا من أَجَارَ جَراد نجد

وَحرمه على المتصيدينا

غَرِيبَة

مرض زيد مَرضا شَدِيدا إِلَى أَن تعبت الْأَطِبَّاء من علاجه لقلَّة ملاقاة أدويته فَلَمَّا أشرف على الْهَلَاك قَالَ الطَّبِيب لِقَرَابَتِهِ اطعموه مَا يَشْتَهِي وَأَرَادَ فَإِنَّهُ من الهالكين فَصَارَ الْمَرِيض يَأْكُل مَا اشتهي واراد إِلَى بعض الْأَيَّام فدار فِي خاطره الْجَرَاد فاترى وامعن فِي الْأكل مِنْهُ فَلَمَّا أَكثر مِنْهُ تعافى من مَرضه وَشَاهده الطَّبِيب فَقَالَ لَهُ بِاللَّه عَلَيْك أَخْبرنِي مَا تناولت من الدَّوَاء وَمَا شربت من الْأَشْرِبَة وَمَا غذاؤك من المأكل فَقَالَ الْجَرَاد فَقَالَ الطَّبِيب صدقت لِأَن الْجَرَاد يكون قد قعد على حشائش أكل مِنْهَا وَلم تصل مَنْفَعَتهَا إِلَى فهم مَخْلُوق إِلَى الْآن وَافق خاصية تِلْكَ الحشائش لدائك بَرِئت وَكَانَ الْجَرَاد وَاسِطَة لعافيتك وَالله غَنِي نظرت فِي جَمِيع كتب اطب على أَن أعرف لدائك دَوَاء فَمَا صَحَّ فِي ذَلِك فَقلت بترك الحمية لَك وَالله أعلم

نادرة

قَالَ الْأَصْمَعِي أتيت الْبَادِيَة فَإِذا اعرابي قد زرع برا لَهُ فَلَمَّا انْتهى إِلَى سنبلة اتاه الْجَرَاد فَجعله ينر إِلَى ازرع وَلَا يدْرِي مَا يصنع وَأَنْشَأَ يَقُول

مر الْجَرَاد على زرعي فَقلت لَهُ

بِاللَّه لَا تشتغل يَوْمًا بافساد

فَقَالَ مِنْهُم خطيب فَوق سنبلة

أَنا على سفر لَا بُد من زَاد

قلت وَفِي بعض السنين قدم كجرات بعض مَشَايِخ الْعَجم يقْصد

ص: 348