المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة اثنين وسبعين بعد التسعمائة - النور السافر عن أخبار القرن العاشر

[العيدروس]

فهرس الكتاب

- ‌سنة أثنين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة عشر التسْعمائَة

- ‌سنة أثنتي عشرَة بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خَمْسَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتَّة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سَبْعَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَانِيَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة الْعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أثنين وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَرْبَعِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة)

- ‌سنة خمس وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَخمسين بعد التعسعمائة

- ‌سنة خمس وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وستي بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَانِيَة وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة احدى وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثَة وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

الفصل: ‌سنة اثنين وسبعين بعد التسعمائة

وَمِنْه

لاأعتب الدَّهْر وَلَا أَهله

فِي حط مِقْدَاره وَلَا منزله

نَحن قسمنا بَينهم قَالَه

إلهناوالفضل وَالْعدْل لَهُ

الْحَمد وَالشُّكْر لمن قد جرت

أَحْكَامه بِالْقِسْمَةِ العادلة

رَحمَه الله تَعَالَى

وفيهَا توفّي الشريف الْعَالم الْفَاضِل النسابة نور الدّين عَليّ أَبَا حبهان أَبَا علوي

وفيهَا فاضت أَوديَة بِمَكَّة المشرفة بسيول عَظِيمَة فَدخل الْحرم الشريف وَعلا الرُّكْن الْيَمَانِيّ ذِرَاع فَقَالَ مؤرخالذلك الأديب صَلَاح الدّين الْقرشِي رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَيت مُفْرد وَهُوَ

يَا سائلي تَارِيخ سيل طما

على على الرُّكْن الْيَمَانِيّ ذِرَاع

وفيهَا عمر وَالِدي رحمه الله مَسْجده بسرت فَقَالَ الشَّيْخ الأديب عبد الْمُعْطِي بن حسن أَبَا كثير الْمَكِّيّ فِي تَارِيخ ذَلِك هَذِه الأبيات وَهِي

هَذِه بقْعَة شرفت فِي الْأَزَل

قد حوت قبَّة نزهت عَن مثل

شقّ فِيهَا ضريح الشريف الْأَجَل

مِيم حَامِيم دَال مصطفى فِيهِ حل

الْوَلِيّ الْكَبِير للجنان انْتقل

تجل من قد سما فَوق هام القلل

الشريف شيخ شيخ الشُّيُوخ الأول

سَيِّدي العيدروس غيث فضل هيطل

الصفي الْوَلِيّ سر خير الرُّسُل

قطب هَذَا الزَّمَان الرفيع الْمحل

يَا لَهَا بقْعَة سرها قد حصل

وَبهَا مَسْجِد فَضله لم يزل

جَاءَ تَارِيخه رافلا فِي حلل

مَسْجِد خَالص لوجه الله جلّ

‌سنة اثْنَيْنِ وَسبعين بعد التسْعمائَة

(972) هـ

وَفِي سنة اثين وَسبعين توفّي الشيخالعلامة عبد الله بن أَحْمد الفاكهي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه أم ولد حبشية وَكَانَ مولدهسنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ من كبار الْعلمَاء مشاركاً فِي جَمِيع الْعُلُوم وَله مصنفات مفيدة مِنْهَا شرح الآجرومية وَشرح على متممتها للحطاب أَجَاد فِيهَا كل الاجادة

ص: 249

وَشرح على قطر ابْن هِشَام ف غَايَة الْحسن وصنفه سنة سِتَّة عشر وَتِسْعمِائَة وَكَانَ عمره حِينَئِذٍ ثَمَانِيَة عشر سنة وَشرح على الملحة واستنبط حدوداً للنحو وَجَمعهَا فِي نَحْو كراسة ثمَّ شرحها أَيْضا فيكراريس وَلم يسْبق إِلَى مثل ذَلِك

وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ نَظِير فِي زَمَانه فِي علم النَّحْو فَكَانَ فِيهِ آيَة من آيَات الله حَتَّى أَنه سِيبَوَيْهٍ عصره رحمه الله

وَحكي أَنه حضر فِي الْجَامِع الْأَزْهَرِي وقارئ يقْرَأ شرح الْقطر على بعض الْمَشَايِخ فاشكل عَلَيْهِم بعض الْعبارَات فِيهِ فحفتها الذمكور وَذكر أَنه هُوَ الشَّارِح فَلم يصدقوه حَتَّى أَقَامَ الْبَيِّنَة على ذَلِك وَشهد لَهُ من كَانَ هُنَالك من اهل مَكَّة بذلك

وفيهَا فِي لَيْلَة الإثنثن لعشر لَيَال مَضَت من شهر رَجَب الْحَرَام توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الله بن الْفَقِيه الصُّوفِي عمر بن الإِمَام الْعَلامَة عبد الله ابْن أَحْمد محزمة بعدن وعمره خمس وَسِتُّونَ سة وَكَانَ آيَة فِي الْعلم خُصُوصا الْفِقْه والفلك أَخذ عَن وَالِده الْفَقِيه الْوَلِيّ عمر وَعَمه الْعَلامَة طيب وَالْقَاضِي العلامكة عبد الله بن أَحْمد أَبَا سرومي وَكَانَ يَقُول إِنِّي اسْتَفَدْت وَالْقَاضِي الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد أَبَا سرومي وَكَانَ يقولإني اسْتَفَدْت من هَذَا الْوَلَد أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني وجد واجتهد حَتَّى برع وانتصب للتدريس وَالْفَتْوَى وَصَارَ عُمْدَة يرجع إِلَى فتواه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم وَالْفَتْوَى وَصَارَ عُمْدَة يرجع إِلَى فتواه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم وَالْفَتْوَى فِي جَمِيع جِهَات الْيمن وَقصد بالفتاوي من الْجِهَات النازظحة والأقاليم الْبَعِيدَة وكانعمه الطّيب يَقُول لَا أَسْتَطِيع مَا يَسْتَطِيع عَلَيْهِ ابْن أخي فِي حل المشكلات وتحرير الجوابات على الْمسَائِل العويصات الغامضات

وَكَانَ الشيخح الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن الإِمَام عبد الْقَادِر الحباني يعظمه جدا ويرجحه على وَالِده وَكَانَ مُعظم تَحْصِيله عَلَيْهِ وَجل انتفاعه بِهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَيْضا من الْعلمَاء والأعلام وشيوخ الْإِسْلَام سيدنَا وَشَيخنَا الشيخالعلامة الصَّالح الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم أَبَا جَابر ومدحه الأديب أَبُو زَكَرِيَّا الدِّمَشْقِي ببيتين وهما

ياعمري الأَصْل أَنْت مالكي

ونافعي بفضله بَين الْبشر

ص: 250

.. هَا قد رفعت مسندي اليكم

لمَالِك لنافع لِابْنِ عمر

وَبِالْجُمْلَةِ فَكَلَامه وأبحاثه فِي كتبه وأجوبته تدل على قُوَّة فطنته وغزارة مادته وَكَانَ مَعَ ذَلِك يغلب عَلَيْهِ الْحَرَارَة حَتَّى عى طلبه وَكَانَ فِيهِ على مَا قيل باو مفرط والكمكال لله وَكَانَ فصيحاً بليغاً فَاضلا فِي الْأَدَب نادرة الْوَقْت فِي النّظر والنثر وَكَانَ قد ولي قَضَاء مَدِينَة الشحر مرَّتَيْنِ وَفِي آخر عمره أَقَامَ بعدن وَولي بهَا مشيخة التدريس فِي مَوَاضِع مُتعَدِّدَة 3 وَمن تصانيفه كتاب ينْكث فيهعلى شرح الْمِنْهَاج للشَّيْخ ابْن حجر الهيتمي فِي مجلدين وفتاوي كَبِيرَة فيمجلد ضخم والمصباح شرح الْعدة وَالسِّلَاح وَشرح الرحبية وذيل على طَبَقَات الشَّافِعِيَّة للأسنوي ورسالتين فِي الفلكم والميقات ورسالة فِي الرّبع الْمُجيب وَغير ذَلِك وَمن شعره

قلت سَلام الله من مغرم

مَا أَن سلا عَنْكُم فَقَالُوا سلا

فَقلت هَل ترْضونَ لي وَقْفَة

قَالُوا فَمَا تطلب قلت اكلا

وَمِنْه وَقد بلغه موت بعض أَصْحَابه بالشحر

لَئِن صَحَّ هَذَا الْعلم فالشحر بعدكم

حرَام علينا ظلها وفناها

وَكَيف يُقيم الْمَرْء فِي سوح بَلْدَة

وَقد كَانَ مِنْهَا مَوتهَا وفناها

وَمِنْه

يَا قريب الْفرج عَبدك

على الْبَاب وَاقِف

كلما آيس ترجى

من جنابك لطائف

وَمِنْه

يَا سادة عودوني كل مكرمَة

لَا تقطعوا الْبر عَن مملوككم وصلوا

وجملوا الْحَال فالدنيا مجاملة

وَالْخَيْر أبقى وكل المَال مُسْتَقل

وَمِنْه

لَا تنس من لم ينس ذكرك سَاعَة

وَانْظُر إِلَيْهِ بِعَين ود واعطف

أوليس مَنْسُوبا اليك وَأَنه

فرض عَلَيْك عرفت أم لم تعرف

وَمِنْه

وقائلة صف لي متيما

اضربه طول النَّوَى كَيفَ حَاله

ص: 251

.. فَقلت على نَوْعَيْنِ إِمَّا نَهَاره

وَأما ليله لَا كرى لَهُ

وَمِنْه قَالَه ببدر الْموضع الْمُبَارك الْمَشْهُور

ذكرت فِي بدر بَدْرِي عِنْدَمَا غربت

شمس النَّهَار وضآء الْبَدْر بالأفق

فَقيل بدرك هَذَا قلت بَينهمَا

فرق وَشَاهده فِي اللَّيْل والشفق

وَمِنْه هَذَانِ البيتان وَقد ضمنهما قَول أبي تَمام السَّيْف اصدق أنباء من الْكتب

الْوَاو من صُدْغه فِي الْعَطف يطعمني

وَالسيف من لحظه يومي إِلَى العطب

فحين مَا حرت قَامَ الهجر يشدني

السَّيْف أصدق أنباء من الْكتب

وَأَيْضًا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَقد ضمنهما قَوْله أَيْضا سيد قومهالمتغابي

قَالَت أَرَاك من الذكا فِي غَايَة

جلت عنالإسهاب والاطناب

فعلام تبدي فِي الْأُمُور تغابياً

فأجبت سيد قومه المتغابي

وَأَيْضًا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وضمنهما قَول المتنبي لكل امرء من دهره مَا تعودا

وعاذله أبدت لفقري توجعاً

وَقَالَت أَتَاك الْفقر من جَانب الندا

فَقلت لَهَا لَا تطمعي فِي تغيري

لكل امْرِئ من دهره مَا تعودا

وَأَيْضًا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي الاقتباس

وَيَا لكهف من محاجر فتية

فنون الصبابة من وَصفهم

ترى الشَّمْس شمس البها والكمال

تمر تزاور عَن كفهم

فَائِدَة تتَعَلَّق بالاقتباس

ذكرهَا السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات بعد أَن أورد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ للاستاذ أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ فِي الاقتباس وهما

يَا من عدا ثمَّ اعْتدى ثمَّ اقْتَرَف

ثمَّ انْتهى ثمَّ ارعوى ثمَّ اعْترف

اُبْشُرْ بقول الله فِي آيَاته

إِن ينْتَهوا يغْفر لَهُم مَا قد سلف

قَالَ وَاسْتِعْمَال مثل هَذَا الاقتباس فِي شعره فَائِدَة فَإِنَّهُ جليل الْقدر وَالنَّاس ينهون عَن هَذَا وَرُبمَا أدّى بحث

ص: 252

بَعضهم إِلَى أَنه لَا يجوز وَقيل إِنَّمَا ذَلِك يَفْعَله الشُّعَرَاء الَّذين هم فِي كل اد يهيمون ويثبون على الْأَلْفَاظ وثبة من لَا يُبَالِي وَهَذَا الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور من أَئِمَّة الدّين وَقد فعل هَذَا والحافظ أسْند هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي كتاب السّنَن

فَائِدَة أُخْرَى

فِي اصْطِلَاح أهل الْمعَانِي وَالْبَيَان أَنه إِذا ذكر الْمُتَكَلّم ناظما أَو ثائرا فِي كَلَامه كَلَام غَيره لَا على حكايته فَإِن كَانَ ذَلِك الْكَلَام من عِبَارَات الْقُرْآن أَو الحَدِيث فَهُوَ الاقتباس وَإِن كَانَ شعرًا فهوالتضمين على اصْطِلَاح الْمُتَأَخِّرين وَإِن كَانَ الْمُتَأَخر نظم نثراً فَهُوَ العقد وَإِن كَانَ نثر نظما فَهُوَ الْحل وإنكان أَشَارَ إِلَى كَلَام غَيره ايمآء لَا تَصْرِيحًا فَهُوَ التلميح وَهِي خَمْسَة فنون الإقتباس والضمين وَالْعقد والحل والتلميح وَمن شعره أَيْضا هَذِه القصيدة الْمُشْتَملَة على المواعظ الجامعة والوصايا النافعة هِيَ

زم الركاب وحلها عَن عقلهَا

ودجع المطايا ترتمي فِي سبلها

وابعد عَن الأوطان فِي طلب الْعلَا

واترك ديار الذل عَنْك وخلها

لَا ترض من دون النُّجُوم بمنزل

وترق من طل لطائل ويكها

لَا ترجعن الْقَهْقَرِي مثل الَّتِي

نقضت وحلت بعد عزم عزلها

واسمع أخي نصيحة من نَاصح

إِن النَّصِيحَة لَيْسَ يخفى فَضلهَا

انْظُر إِلَى الله الْكَرِيم ولذ بِهِ

واقصده فِي جلّ الْأُمُور وقلها

وَإِذا الْأُمُور تضايقت وتعقدت

فاضرع إِلَيْهِ فَإِنَّهُ المرجو لَهَا

واجهد على الْخيرَات تحط بخيرها

وَاحْذَرْ يفوتك فَرضهَا أونفلها

ودع الْمعاصِي والغوايا واستقل

فَالله يقبل من أناب إذالها

وَالنَّفس ان تَدْعُو فَخَالف أمرهَا

ودع الْهوى إِن الْهوى من فعلهَا

فَإِذا بدا لَك من رفيقك زلَّة

فَاغْفِر وَلَا تجزي المسئ بِمِثْلِهَا

والرفق رافق فِي أمورك واصطبر

فالصبر من خير العرى واجلها

وَإِذا بليت بِشدَّة فَاثْبتْ لَهَا

حَتَّى ترى مُسْتَبْشِرًا بمحلها

نظرا إِلَى أَن الْمُقدر كَائِن

فعلام تجزع يَا فَتى من أجلهَا

ص: 253

.. والصدق فَالْزَمْ فِي حَدِيثك كُله

والوعد أوف بِهِ فَذَاك اجلها

واترك مصاحبة الكذوب وَمن

تكن عاداته عِنْد النميمة حملهَا

وتغاض عَن عيب الْأَنَام فَإِن من

يطْلب معايبها رَمَاه بنبلها

عود لسَانك على كل قَول طيب

فَالْقَوْل من عقل الرِّجَال ونبلها

واحفظ حُقُوق الْوَالِدين وقم بهَا

والأهل وَالْأَصْحَاب واحمل ثقلهَا

وترق فِي الْعليا إِلَى غاياتها

فيجمعك الْخيرَات تجمع شملها

وانصب لكسب المَال كي تَكْفِي بِهِ

متن اللئام فِي الِاحْتِيَاج لبذلها

فركوبك الْأَهْوَال فِي تَحْصِيله

عين الرِّجَال أَن تكن من رجلهَا

بِالْمَالِ يصفو الدّين وَالدُّنْيَا مَعًا

وَالْمَال فِي أَيدي اللرجال كعقلها

فِيهِ المكارم والمآثر فِي الورى

وَبِه الصلات الناميات وَوَصلهَا

فانهض لَهُ ودع الكسالة إِنَّهَا بئس الضجيج فَلَا تنم فِي ظلهاواحذر كَلَام عِصَابَة من عجزها

رضيت لِبَاس الافتقار وذلها

تحتج فِي تفضيله بادلة

جهلت حقائق شَرطهَا فِي نفلها

إِن كنت تقوى أَن تقوم بشرطها

طُوبَى وَإِلَّا عد عَنْهَا لأَهْلهَا

فالفقر كَاد يكون كفرا فِي الورى

قد فَقَالَ ذَلِك فِي خَاتم رطلها

وَالنَّهْي عَن جمع الحطام مَحَله

من لَيْسَ يقْصد عِنْد ذَلِك عدلها

أما الَّذِي يَنْوِي الْحَلَال لكَي يصن

عَن وَجهه وَلَكِن يمن بفضلها

من غير ماحرص وَغير تكاثر

فثوابه مُتَعَيّن قَاصد لَهَا

سنة ثَلَاث وَسبعين بعد التسْعمائَة (973) هـ وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين توفّي الْوَلِيّ الصَّالح العابد الزَّاهِد أَحْمد بن علوي بن الملعلم مُحَمَّد بن عَليّ ححدب ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد اله بن الشي علوي بن الشَّيْخ الْفَقِيه الْمُقدم أَبَا علوي نفع الله بِهِ بَلْدَة تريم وَكَانَ يعد فِي حكم رجال الرسَالَة لشدَّة ورعه وتقشفه واستقامة طَرِيقَته رُوِيَ ذَلِك عَن الشَّيْخ الْوَلِيّ عبد الرحمكن بن عمر العمودي نقعالله بِهِ وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات لَعَلَّه لَا يُوجد فِي تراجمكبار الْأَوْلِيَاء أَكثر مِنْهَا وَلم يتقدموه إِلَّا بِالسَّبقِ فِي الزَّمَان

ص: 254

وَمن كراماته أَنه لما عزم بنية الْحَج فِي الْبَحْر رئي يشرب من مَائه فَقبل لَهُ ذَلِك فَقَالَ أَلَيْسَ كل أحد يشربه فَأخذ بَعضهم مَا بَقِي فِي الاناء فشربه فَإِذا هُوَ حُلْو وكف بَصَره آر عمره وَحصل عَلَيْهِ قريب انْتِقَاله جذبه من جذبات الْحق اندهش بهَا عقله وتحير لبه وانغمر بهَا سره وَأخذ عَن نَفسه فَكَانَ يقوم إِلَى الصَّلَاة بطرِيق الْعَادة وَهُوَ مَأْخُوذ عَن حسه وربماصلى إِلَى غير الْقبْلَة وذلم لما استولى عَلَيْهِ من سُلْطَان الْحَقِيقَة فتلاشت العبدية فِي كعبة العندية وَنُودِيَ بفنء الفناء من عَالم الْبَقَاء وَرفعت الْقبْلَة وَمَا بقيإ إِلَّا الله فأينما توَلّوا فثم وَجه الله وَمكث كَذَلِك نَحْو أَرْبَعَة أَيَّام وَمَات رضي الله عنه ولي فِيهِ

سَلام من الله على روح سَيِّدي

مغيث كل ملهوف ومكروب صفر الْيَد

أَبَا جحدب الْمَشْهُور عوني وعمدتي

شهَاب لدين الله غَايَة مقصدي

شَيْبه الفضيل بن عياد وَأَمْثَاله

وَمن كَانَ فِي أسلوبه فَرد مُنْفَرد

لقد حيرت أوصفه كل نَاظر

وازرى بالعباد فِي كل مشْهد

وَمن فِي أوَامِر ربه كَانَ امة

فيا فوز من كَانَ بآثابره يفتدي

فياسيدي لَا تنسى مِنْك بنفحة

فَلَيْسَ بعد الله غَيْرك معتمدي

وَلَيْسَ يخفى عَلَيْك مرادي سَيِّدي

فحقق رجائي وَبرد كَبِدِي

وقر عيُونا لي وَطيب خاطري

واسعف بِمَا قد رمي مِنْك وأسعد

أَلا يَا أَوْلِيَاء الله اجيبوا صَارِخًا

لبابكم يهره راج ومجتدي

يُرِيد أموراً أَنْتُم أهل لقضائها

فَقولُوا حبيناه بالعز السرمدي

وفيهَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشر شَوَّال توفّي الْعَلامَة الصَّالح الْفَقِيه محمدبن الشَّيْخ حسن بن الشَّيْخ عَليّ بن الشَّيْخ أبي بكر بتريم وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين وَالْفُقَهَاء البارعين وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي جَمِيع الْعُلُوم سِيمَا فِي الْفِقْه والنحو وجاور بِمَكَّة لطلب الْعلم سِنِين وَمن محفوظاته الارشد وَكَانَ متحلياً بِالْعبَادَة والنسك سالكاً عَليّ منهاج السّلف الصَّالح مَعَ السمت وَالصَّلَاح وَحسن الْأَخْلَاق

ص: 255

وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ وحيد عصره وَلم يخلفه بعده مثله رحمه الله وللشيخ الْعَلامَة أَبُو السعادات الفاكهي فِيهِ هَذِه المرثية وَهِي

قلق الْفُؤَاد وبالصدود يروع

وَالْقلب دأباً بالفراق يصدع

ألف السهاد مَعَ الجفون مجافياً

للنوم لَا يدنو وَلَا يتَوَقَّع

مَا للهموم مَعَ الغموم تصاحبت

يَوْم النَّوَى وَقت الجموع تجمع

تَبًّا لشخص لَا يزَال ملذعا

بالنَّار لَا يهدو وى يتقلع

رعياً لأيام مَضَت مَعَ سادة

كَانَت ليالينا بهم تتلمع

لعمري هم القادحخات حَقًا وانهم

هم الذخر فِي الْأُخْرَى بهم نتشفع

ولاغزو أَن يشفوا عليلاً ويشفعوا

وسيلتهم جد شَفِيع مُشَفع

وَلَا غَزْو أَن يشفعوا عليلا ويشفعوا

وسيلتهم جد شَفِيع مُشَفع

سَوف نَفسِي بالوصال وباللقا

فيفاجأني سهم الفصال أروع

فيا دهر كم تخرق وتغرق وتنتقي

خِيَار لنا مَا آن أَن تترجع

صببرت على حُلْو الْقَضَاء ومره وَقد عيل صبري واختشى أتجزع

وصابرت قلبِي عَليّ يظفر بحبه

فَمَا راعه الاحمام مقطع

فيا وَيْح ناع قد أَتَانَا مخبرا

بِمَوْت فَقِيه جَامع وَمجمع

هُوَ السَّيِّد المفضال حبر وعارف

هُوَ السَّنَد المطوال رحب موسع

واعني بِهِ بحراً من الْعلم جَامعا

وَبرا رحيباً شاسعاً وممنع

مقدم سادت كبار أَئِمَّة

محامده تعلو شُيُوخنَا وَركع

كَذَا حسن أصل لَهُ ثن حسنه

هُوَ الْحسن أَلا ثمَّ فرعا مُفَرع

فباللله يَا عَيْني فجودي بعندم

وبالحق ياأجفان للنوم ودعوا

وَيَا ابْن حسن يَا منبع الْعلم ولتقى

محباً لكم أَمْسَى حَزينًا مقطع

وَذَاكَ الْفَقِير الفاكهي عبيدكم

حَيَاة لَهُ موت وقلب ملذع

لقد مَاتَ يَا علم بموتك عَالم وَقد ثلم الدّين القويم الممنع

وَقد نقصت أَطْرَاف أَرض لفقدكم

فيا وَيْح قلب بالفراق مجذع

فيا رب يَا الله تحسن عزاءنا

وتعظم لنا أجرا كثيرا موسع

وَصلى الهي ثمَّ سلم دَائِما

على الْمُصْطَفى جد لشيخي مُشَفع

وَآل وَصَحب ثمَّ زوج وتابع

وَحمد لرَبي بالختام مُودع

وفيهَا توفّي الشهاتب القباني الْحَادِي الشهير وَله الْيَد الطُّولى فِي علم الموسيقى وَقد أرخ نفلته صَلَاح لدين الْقرشِي بقوله

ص: 256

.. الْأنس من بعد الشهَاب

لقد توفّي شَيْخه

والبسط قَالَ لمَوْته

الْقَبْض فِي تَارِيخه

وفيهَا عمر القَاضِي حُسَيْن رحمه الله سَبِيلا بِأَعْلَى مَكَّة شرفها الله وارخ ذَلِك بعض الْفُضَلَاء فَقَالَت هَذِه الأبيات

عين هَذَا الزَّمَان انشا محلا

وسط روض الْجنان عالي مكه

فِيهِ كرم وَروض أنس وَورد

ومياه كالبحر تحمل فلكه

وقلاق تجْرِي بوسط سَبِيل

سلسبيل لَا يسع النَّاس تَركه

هُوَ بدر العلى حُسَيْن بن طه

مالكي الْمَكِّيّ سيد مكه

المنى والأمان بَين يَدَيْهِ

فلكم مُعسر من الْعسر فكه

جَاءَ تَارِيخ مَا بناه مليكي

يملك الْمجد خلد الله ملكه

وفيهَا سَافر الْفَقِيه الْفَاضِل مُحَمَّد بن أَفْلح الْمَكِّيّ من الهندإلى مَكَّة فِي مركب لوزير الغجان فغرق الْمركب وَمن فِيهِ فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَكَانَ ابْن أَفْلح فَاضلا بليغاً فصيحاً أديباً ذَا ملح وحكايات واستحضار لبَعض الرِّوَايَات اشْتغل بِالْعلمِ قَلِيلا وَكَانَ لَهُ فهم بَالغ وَسمعت من أَثِق بِهِ يَقُول انه لَو اشْتغل بِقدر فهمه فِي الْعلم لَكَانَ وصل فِيهِ إِلَى مَا لم يصل إِلَيْهِ غَيره إِلَّا أَنه كَانَ يمِيل إِلَى اللَّهْو والبطالات وَيُعْجِبهُ التماشي والاجتماعات رَحمَه الله تَعَالَى

والضاهر أَن أَصله من الْيمن وَرُبمَا أَنه من زبيد وَمن ذُريَّته الشَّيْخ افلح الْمَشْهُور الَّذِي هُوَ من السَّبْعَة الَّذين زارهمقضيت حَاجته وَبَلغنِي أَنه درس بِالْهِنْدِ فِي الْفِقْه وَقَرَأَ عليهجماعة مِنْهُم الْفَقِيه الصَّالح عَليّ بن صَبر اليافعي مَعَ أَنه لم يكن فِيهِ بذلك حَتَّى أَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن سراج الْحَضْرَمِيّ حضر عِنْدهم ذَات يَوْم وَكَانَ الدَّرْس فِي بَاب اسْتِقْبَال الْقبْلَة فتوقف ابْن افلح فِي حل مَسْأَلَة وحلها ابْن سراج الْمَذْكُور

وَلابْن افلح أشعار فائقة إِلَّا أَنِّي لم أظفر من مقتطعاته بِشَيْء نعم لَهُ قصائد مُتعَدِّدَة فِي الدي وَأخي السَّيِّد أَحْمد وَهِي فِي غَايَة مَا يكون من الفصاحة والبلاغة وَكَانَ فِي ذَلِك الْمركب الْمَذْكُور الْفَقِيه مُحَمَّد الزبيدِيّ فغرق أبضا وكانهذا الْفَقِيه محجمد من أهل الْفضل وَالْأَدب وَكَانَ شَافِعِيّ

ص: 257