المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ثمان وأربعين بعد التسعمائة - النور السافر عن أخبار القرن العاشر

[العيدروس]

فهرس الكتاب

- ‌سنة أثنين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع بعد التسْعمائَة

- ‌سنة عشر التسْعمائَة

- ‌سنة أثنتي عشرَة بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خَمْسَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتَّة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سَبْعَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَانِيَة عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع عشر بعد التسْعمائَة

- ‌سنة الْعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَعشْرين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أثنين وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَرْبَعِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة)

- ‌سنة خمس وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَخمسين بعد التعسعمائة

- ‌سنة خمس وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَخمسين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاث وستي بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة خمس وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَانِيَة وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة احدى وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَسبعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة ثَلَاثَة وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

- ‌سنة تسع وَتِسْعين بعد التسْعمائَة

الفصل: ‌سنة ثمان وأربعين بعد التسعمائة

وَله رَحمَه الله تَعَالَى تصانيف حَسَنَة مِنْهَا شرح صَحِيح مُسلم غَالب واستمداده فِيهِ من شرح الإِمَام النَّوَوِيّ بل هُوَ فِي الْحَقِيقَة شرح النَّوَوِيّ من زيادات وتحقيقات فِي بعضص الْمَوَاضِع وَأَسْمَاء رجال مُسلم وتاريخ مطول مُرَتّب على الطَّبَقَات وَالسّنَن وَابْتِدَاء التَّارِيخ الْمَذْكُور من أول الْهِجْرَة وَكتاب فِي مشتبه النِّسْبَة إِلَى الْبلدَانِ وَهُوَ مُفِيد فِي بَابه جدا

‌سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة

(948) هـ

وَفِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين توفّي أَحْمد بن الطّيب ابْن شمس الدّين الطبنداوي الْبكْرِيّ الصديقي الشَّافِعِي شهَاب الدّين شيخ الْإِسْلَام الحبر الإِمَام الْعَارِف بِاللَّه القانت الأواه وَاضح المحجة وَالسّنَن بلغ غَايَة من الْعلم مَا ارْتقى إِلَيْهَا أهل ذَلِك الزَّمن كَانَ مَعَ أهل عصره بِمَنْزِلَة الشَّمْس مَعَ النُّجُوم وتميز عَلَيْهِم فِي معرفَة الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم شَدِيد الصلب فِي الدّين والصداع بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم مولده بعد السّبْعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا تفقه بِالنورِ السمهوري وَالْقَاضِي أَحْمد المزجد والكمال الرداد وَالْجمال القماط والعلامة شيخ الْإِسْلَام مُحَمَّد بن عبد السَّلَام النَّاشِرِيّ وَأحمد بن الطَّاهِر جغمان وَغَيرهم وَأخذ عَنهُ خلق كثير مِنْهُم شيخ الاسلام ابْن زِيَاد والحافظ شهَاب الدّين أَحْمد الخزجي والغريب الأكسع وَعبد الْملك بن النَّقِيب وَعبد الرَّحْمَن البَجلِيّ وَصَلَاح النماري وَغَيرهم وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى والتدريس بِمَدِينَة زبيد وللى التدريس فِي كثير من مساجدها وَأقَام بذلك أتم قيام وانتفع بِهِ الْخَاص وَالْعَام وَله فتاوي مَشْهُورَة عَلَيْهَا الِاعْتِمَاد بِيَزِيد وَشرح التَّنْبِيه فِي أَربع مجلدات

قَالَ الْفَقِيه الْعَلامَة مفتي الْوَقْت العَبْد الصَّالح شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن النَّاشِرِيّ كَانَ أَبُو الْعَبَّاس يَعْنِي المترجم لَهُ يَقُول لشَيْخِنَا ابْن زِيَادَة تِلْمِيذه أَنْتُم نفعكم أَحْمد الزجد بلحظه وَنحن بلحظه وَلَفظه انْتهى

وَله على الْعباب حَاشِيَة علقها على نسخته وأفردها بعض تلامذته فِي كراريس وَهِي مَوْجُودَة مفيدة

ص: 206

قَالَ الشَّيْخ صَالح النمراوي وَمن عَجِيب مَا سمعته مِنْهُ أَنه قَالَ طالعت جَمِيع الايضاح شرح الْحَاوِي للْقَاضِي الطّيب النَّاشِرِيّ فِي لَيْلَة وَاحِدَة وَهُوَ مجلدان ضخمان قَالَ وعلقت من كل بَاب فَائِدَة وَهَذَا خرق عَادَة وَقَالَ الْخَولَانِيّ سمعته يَقُول كَانَت الفوئاد الَّتِي كتبتها تِلْكَ اللَّيْلَة ثَلَاثَة كراريس انْتهى

وَكَانَ يَقُول قراءتي للارشاد سبع مَرَّات وَمَا صَحَّ لي إِلَّا فِي الْمرة السَّابِعَة مَعَ أَنه كَانَ يحفظه وَكَانَ رحمه الله مفرطا فِي الذكاء صافي الخاطر نقي الذِّهْن المعياً مُسَددًا فِي فتواه وبحوثه شَدِيد الِاعْتِقَاد فِي أهل الله من المتصوفين

حكى الْعَلامَة الْحَافِظ جمالالدين مُحَمَّد بن الْمَعْرُوف أَفْلح مُحدث الديار اليمنية قَالَ كنت أَيَّام قراءتي عَلَيْهِ اخْرُج مَعَه فِي الاسبوع يَوْمًا نزور السَّبْعَة الْمَشْهُورين الْمُسلمين بالأعلية جمع على غير قِيَاس لأَنهم يُرِيدُونَ جمع عَليّ فَكَمَا وصل إِلَى قبر وَاحِد مِنْهُم قَرَأَ مَا شَاءَ الله تَعَالَى واهدى ذَلِك إِلَى روح صَاحب الْقَبْر ثمَّ يَأْمُرنِي أَن آتيه باناء من مَاء فَيَضَع من تُرَاب الْقَبْر فِيهِ وَيشْرب ثمَّ يَأْمُرنِي أَن افْعَل مثله وَيَقُول لي هُوَ ترياق مجرب وَهُوَ مِمَّن أفتى بحلية القهوة وَله فِي حلهَا وإباحتهخا فتاوي مُتعَدِّدَة قَالَ فِي بَعْضهَا وَأما القهوة فَلَيْسَ فِيهَا إِلَّا روحنة يسيرَة وتقوية قَليلَة

قَالَ وَقد سَمِعت شيخ الْإِسْلَام الْمجمع على تجديده للقرن التَّاسِع زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ أَنه كتب إِلَيْهِ بعض الْمَالِكِيَّة بِتَحْرِيم شرب القهوة وساعده من لَا بَصِيرَة لَهُ على ذَلِك وَمنع النَّاس من شربهَا فانتشر الْخَبَر إِلَى مصر والقاهرة فَكتب المولعون بهَا سوؤالا إِلَيْهِ فَكَانَ جَوَابه إِن قَالَ احضروا الي جمَاعَة من المتعاطين لَهَا فَسَأَلَهُمْ عَن عَملهَا فَذكرُوا لَهُ أَنَّهَا لَا عمل فِيهَا سوى مَا قدمْنَاهُ من التَّقْوَى فَأَرَادَ الاختبار فأحضر قشر البن ثمَّ أَمر بطبخه ثمَّ أمرهَا بشربها ثمَّ فاتحهم فِي الْكَلَام فراجعهم فِيهِ سَاعَة زمنية لَا تغيراً وَلَا طَربا فَاحِشا بل وجد مِنْهُم انبساطاً قَلِيلا فَلم يُؤثر ثمَّ زَاد فَلم يُؤثر فصنف فِي حلهَا مصنفاً قَاطعا بِالْحلِّ

ص: 207

قلت لله دره لم يقدم على التَّحْرِيم بِمُجَرَّد مَا نقل إِلَيْهِ بل اختبرها فَلَمَّا لم ير فِيهَا شَيْئا من أَسبَاب التَّحْرِيم فَأفْتى بحلها رحمه الله وَقد افتيت قَدِيما بحلها واستدللت على ذَلِك بِدَلِيل اجْمَعْ عَلَيْهِ الْأَصْحَاب وَهُوَ ان الشَّيْء إِنَّمَا يحرم تنَاوله وَأكله وشربه إِمَّا لاضراره كالسم أَو لإسكاره كَالْخمرِ والنبيذ مَعَ نجاسبته أَو لنجاسته كالبول وَالْغَائِط أَو لتحذيره وتخييله لِلْعَقْلِ كالبنج والحشيش وَنَحْوهمَا أَو لاستقذاره كالمخاط والبزاق الْمُنْفَصِل من الْآدَمِيّ فَإِنَّهُ يحرم بلعه بعد اخراجه من الْأنف والفم كَمَا يحرم تعاطيه من غَيره مُطلقًا سَوَاء تنَاوله بعد انْفِصَاله أَو قبله لاستقذاره وَلَيْسَ فِي القهوة شَيْء من ذَلِك لِأَنَّهَا لَيست بمضرة وَلَا مسكرة وَلَا نَجِسَة وَلَا مخدرة وَلَا مخيلة وَلَا مستقذرة وَهَذِه أَسبَاب التَّحْرِيم فانتفاء أَسبَابه

قَالَ وَقد كنت كتبت هَذَا الْجَواب قَدِيما وَأَنا بَاقٍ عَلَيْهِ مُقَدّر لَهُ قإن قيل إِن بعض النَّاس يضرّهُ شرب القهوة أَو الْإِكْثَار مِنْهَا فَالْجَوَاب أَن نقُول إِنَّهَا مُحرمَة فِي حَقه فَقَط لِأَن حجَّة الْإِسْلَام مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْغَزالِيّ الطوسي حبر هَذِه الْأمة رضي الله عنه ونفع بِهِ وبعلومه قَالَ فِي كتب مُتعَدِّدَة إِن الشَّيْء الْمجمع على حلّه كالعسل قد يحرم فِي حق من غلبت عَلَيْهِ الْحَرَارَة وَشهد عُلَمَاء الطِّبّ بأنهيضره فَكَذَلِك القهوة من بَاب أولى نقُول بتحريمها حَيْثُ أضرت بعض النَّاس لَكِن فِي حَقه فَقَط ثمَّ قَالَ فَيَنْبَغِي أنيقال فِي حق من تعينه القهوة على التِّلَاوَة أَو مطالعة الْعلم أَن تعاطيها مُبَاح وَمن شعر صَاحب التَّرْجَمَة رَحمَه الله تَعَالَى

شهِدت بِأَن رَبِّي ذُو اقتدار

على كل الْأُمُور بِغَيْر شكّ

وَذُو لطف وَذُو علم مُحِيط

تَعَالَى الله عَن كَيفَ ودرك

فَاسْأَلْهُ يلاطفني سَرِيعا

ويفرج كربتي ويزيل ضنكي

وَمِنْه

أَلا قل للحسود والمعاند أقل

عناك فالاحسان زَائِد

ص: 208

.. يزِيد عَدَاوَة وَيزِيد رَبِّي

فزدني كي يزِيد لي العوائد

وَمِنْه بجودك الجم رب قصدي

أنزلت يَا مُنْتَهى الْمَقَاصِد

مَعَ اعترافي بِضعْف رَأْي

وفبح فعلي الَّذِي أكابد

فَقُمْ بحالي بِحَسب فضل

وقك عني عرى الشدائد

واصلح الشَّأْن رَبِّي جمعا

وَلَا تَكِلنِي إِلَى العوائد

وَمِنْه

يارب جدلى الَّذِي ترضاه يَا أملي

واصلح بِفَضْلِك جوداً فَاسد الْخلَل

وقم بحالي فِي الدَّاريْنِ مرحمة

وَلَا تَكِلنِي إِلَى علم وَلَا عمل

وَأَخْبرنِي سَيِّدي الْفَقِيه عمر بن زيد قَالَ سَمِعت شَيخنَا الشيخبدر الدّين الْمصْرِيّ يَقُول اجْتمعت بالعلامة الطبنداوي فِي زبيد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وأنشدني من لَفظه

ومذ كنت مَا اهديت للحب خَاتمًا

ومسكاً وكافوراً ولابست عينه

وَلَا الْقَلَم المبري أخْشَى عَدَاوَة

تكون مذى الْأَيَّام ببيني وَبَينه

قلت وَلَا أعلم لهَذِهِ الْخِصَال أصلا من الْكتاب وَالسّنة وَسمعت سَيِّدي الْوَالِد يَقُول لَيْسَ لَهَا تَأْثِير قلت وَلَا بَأْس باجتنابها مَعَ عدم اعتقادها

وَرَأَيْت بِخَط الْفَقِيه أَحْمد بن الْفَقِيه مُحَمَّد أَبَا جَابر قَالَ وجدت بِخَط الْعَلامَة أبي الْعَبَّاس الطبنداوي ان من قَرَأَ الْفَاتِحَة اربعمائة وَتِسْعين مرّة فضيت حَاجته كائنة مَا كَانَت مجرب مجرب

وفيهَا فِي ظهر يَوْم السبت عَاشر شهر ربيع الثَّانِي توفّي أَحْمد بن الشَّمْس بن مُحَمَّد بن القطب محمدج بن السراج البُخَارِيّ الأَصْل الملكي الْحَنَفِيّ بجدة وَحمل مِنْهَا لمَكَّة وَدفن فِيهَا ثَانِي يَوْم تَارِيخه على أَبِيه بالمعلاه وَخلف أَوْلَادًا رحمه الله وَكَانَ مولده فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بِمَكَّة واشتغل بِالْعلمِ فَقَرَأَ على السخاوي فِي سنَن أبي دَاوُود والشفاء وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَسمع الحَدِيث فِيهَا على جمَاعَة مِنْهُم

ص: 209

الْحَافِظ الديلمي والجلال السُّيُوطِيّ وَلبس خرقَة التصوف من بعض الْمَشَايِخ وَولى المناصب الجليلة كالقضاء والإمامة والمشيخة وَأَجَازَهُ بَعضهم وَقَرَأَ الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وأسمع كثيرا من الْفِقْه والْحَدِيث مَعَ قُوَّة حافظة وَحسن كِتَابَة وناطقية

سنة تسع وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة (949) هـ

وَفِي صبح يَوْم الثُّلَاثَاء من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وأرعين كَانَ مولد سيدنَا ومولانا الشَّيْخ الْكَبِير وَالْعلم الشهير الْوَلِيّ الْعَارِف بِاللَّه شمس الشموس شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ القطب شيخ بن عبد الله بن الشَّيْخ القطب الْغَوْث عبد الله العيدروس أبقاه الله تَعَالَى آمين وتاريخ ذَلِك الْعَام يجمعه ولي الله شمس الشموس وَجعل هَذَا التَّارِيخ الْوَالِد وَأَنْشَأَ فِي مولده قصيدة

لله حمدي بمولود

طالعه سعد السُّعُود

أمحمد مُحَمَّد مَحْمُود

عبد الآله المعبود

فَوق الْخَلَائق يسود

بِفضل ربه يجود

يُعْطِيهِ ربه امان

من كل حَاسِد ظمان

يفهم مَعَاني الْقُرْآن

والمعرفة والبرهان

بِالْقَلْبِ والترجمان

دَائِم وَهُوَ فِي شُهُود

تَارِيخه خطى ولد

حصنت روحه بالأحد

وَقل هُوَ الله اُحْدُ

مَحْفُوظ بِاللَّه الصَّمد

ملحوظ من عين الْأَبَد

عناية الله الْوَدُود

يَا حَافظ أحفظ أَحْمد

قَوْله وَفعله يحمد

وَفِي العراقب يرشد

وَسَوْطه وَأحمد

والعيدروس الممجد

نفحه لطفل مولودج

أحد أَوْلَاد الْوَالِد من السيدة الطاهرة فَاطِمَة بنت الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ وشقيق أَخِيه علد الله كِلَاهُمَا نجل ذَلِك السَّيِّد الْكَرِيم وشبل ذَلِك الْأسد الْعَظِيم نَشأ بتريم وَدخل الْهِنْد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة لزيارة وَالِده ثمَّ رَجَعَ إِلَى حَضرمَوْت معاوداً لوطنه وتجديد المعاهدة وَدخل

ص: 210

الْهِنْد مرّة ثَانِيَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَبَقِي بهَا إِلَى الْآن ورزق الْقبُول الْعَظِيم من النَّاس وَصَارَ لَهُم فِيهِ أعتقاد وَرويت عَنهُ كرامات وَحصل لَهُ حَال غيبه عَن إحساسه وَقلت فِيهِ شعر

أَيهَا الشهَاب المفدى

أَنْت هُوَ الْفَرد الأوحدا

أَعْطَاك الْمُهَيْمِن منحا

تفوق الْمنح وأزيد

الله أقامك مقصدا

يَا فوز من لَك يقصدا

تهن بالشهود ذِي نلته

فيا سعد من لَك يشهدَا

أتيت مراتباً بَعْضهَا إِذا نالها الشَّخْص سُودًا

فَبين الْأَوْلِيَاء بأسرهممقامك الأحمد يَا أحمدا

وَمَا أحسن قَول العللامة حميد بن عبد الله السندي فِيهِ

الله أَتَاك فضل الْعلم وَالْعَمَل

يَا أَحْمد الْخلق هَذَا غاي الأمل

مواهب لَك دون النَّاس قد خبئت فِي لوحك الْمُودع الْمَحْفُوظ فِي الْأَزَل

لله فِي الْخلق أسرار تدق وَلَا

نكر إِذا أجمع السرَار فِي رجل

فَمن يساميك لَا ينفيك مستفلا

وَأَنت أَنْت على رغم الحسود على

وَأَنت فِي الْفضل بَحر لَا أنتهاء لَهُ

وَأَنت أشبه وَقت الْحلم بالحبل

والخلق مِنْك حكته رَوْضَة أنق

تغتر أكمامها فِي زهرها الخضل

وَلم تكن عنْدك الدُّنْيَا لَهَا خطر فَلَيْسَ أهمالك الدُّنْيَا من الخطل

لَو أَن زهرتها مِنْك فِي الْكَتف وَقد

سَأَلتهَا كنت تعطيها وَلم تسل

عَطاء من لم يضيق صَدرا بقلتها وَلَا بكثرتها تلقيه ذَا جذل

وَقد صفا الْقلب مِنْهُ عَن تكدرها

لما تولاه قطب الْوَقْت خير ولي

شيخ الشريف ابْن عبد الله وَالِده

فَهُوَ العريق إِذا فِي السَّادة الكمل

أطَاع خالقه فالخلق أجمعها

فِي طوعه لم تحل عَنهُ وَلم تزل

وَكم لَهُ من كرامات قد أشتهرت

فِي الشرق والغرب ايضاً شهرة الْمثل

ص: 211

.. رَبًّا وهذب أَقْوَامًا وأرشهدهم

فَصَارَ طبعهم مَا فِيهِ من ميل

فَأَصْبحُوا كلهم أَعْيَان وقتهم

زأنت إِنْسَان تِلْكَ الاعين النجل

لله دَرك أَخْلَاقًا عرائسها

تحلى محاسنها فِي أَفْخَر اللل

بقيت بَحر فيوض من جواهره

تبدي تصاريف قد أضحى بِهن ملي

ودمت بِالْعلمِ مَشْغُولًا وملتهياً

عَمَّا يعانيه أهل اللَّهْو من شغل

ودمت تجلى بِحِفْظ قد حفظت بِهِ

حُدُود مِلَّة جدك خَاتم الرُّسُل

أزكى الصَّلَاة عَلَيْهِ وَالسَّلَام مَعًا

والآل مَاعِز ذُو شرف وَصَارَ ولي

سنة خمسين بعد التسْعمائَة (950) هـ

وَفِي سنة خمسين توفّي السَّيِّد الْجَلِيل صَاحب الكرامات الخارقة والآيات الصادقة الشَّيْخ شيخ الْمَشَايِخ الْكِبَار رحمه الله

وَحكي عَنهُ انه لَهُ هَا هُنَا رجل تحصل لَهُ حَالَة عَظِيمَة عِنْد السماع فَقَالَ لَيْسَ الرجل الَّذِي يحْتَاج إِلَى محرك يحركه إِنَّمَا الرجل هُوَ الَّذِي لَا يغيب عَنهُ الشُّهُود حَتَّى فِي حَالَة الْجِمَاع فضلا عَن غَيره فَيحْتَمل أَنه أَشَارَ بذلك إِلَى نَفسه نفع الله بِهِ وكانيعظم الشَّيْخ أَبَا بكر العيدروس وَبَلغنِي أَن لَهُ ديوَان شعر وَمن نظمه فِي القهوة شعر

ذِي قهوة مَا مثلهَا قهوة

سل فِيهَا بِالسِّين من ياسين

أَبُو الْفُقَرَاء بِاللَّه تجبرني

تقْرَأ لي ثَلَاث من ياسين

وَإِن زِدْته أرع فَذا قصدي

عد أَرْكَان الْبَيْت بالتمكين

فِي الحضرة دئم فتقرأها

والقهوة تكون فِي التسكين

ان دَامَت هَذَا بهَا دمنا

زَاد النُّور فِي الْبَصَر وَالْعين

الشافع الْمُصْطَفى النافع

ياغوثي من كل كرب أَو دين

فِيهَا توفّي الشريف الصَّالح الْوَلِيّ حُسَيْن بن أَحْمد أَبَا علوي صَاحب قسم بهَا وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء الْكِبَار أهل المقامات والانوار

وَمن كراماته مَا حَكَاهُ اخي السَّيِّد عبد الله قَالَ ارسلني وَالِدي إِلَيْهِ فَجِئْنَا وزلم جده فنادت بعض نِسَائِهِ وَهِي عندنَا بِصَوْت خَفِي كثيبر وَقَالَت

ص: 212

حُسَيْن حُسَيْن ثَلَاث مَرَّات فَحسب أنيجيئ الجائي من الْمَسْجِد إِلَى الْبَيْت إِلَّا هُوَ يدق الْبَاب وَيَقُول أَنْتُم طلبتمونا فالوا نعم واخبروه الْخَبَر

وفيهَا توفّي الصَّالح الشريف عبد الرَّحْمَن زين أَبَا فَقِيه أَبَا علوي وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء وَذكروا عَنهُ كرامات رحمه الله

وفيهَا فِي الصِّنْف الْأَخير من لَيْلَة السبت ثَانِي عشر صفر توفّي الشَّيْخ الإِمَام والحبر الْهمام ولي الله تَعَالَى الْعَلامَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن حُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الرعيني الاندلسي الأَصْل الطرابلسي المولد الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَيعرف هُنَاكَ كسلفه بِالْخِطَابِ ويتميز عَن شَقِيق لَهُ أكبر مِنْهُ أُسَمِّهِ مُحَمَّد أَيْضا بالرعيني وَذَلِكَ بِالْخِطَابِ وَأَن اشْتَركَا فِي ذَلِك لَكِن للتمييز وَيعرف فِي مَكَّة بالطرابلسي ولد وَقت صَلَاة الْجُمُعَة من العغشر الأخيرر من صفر سنة احدى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ فِيهَا يَسِيرا على مُحَمَّد الْقَابِسِيّ وَرُبمَا يحذف الفه وعَلى أَخِيه فِي الْمُخْتَصر ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ وأخيه وجماعتهم إِلَى مَكَّة سنة سبع وَسبعين فحجوا وَرَجَعُوا

وَقد توفّي بَعضهم فأقاموا بهَا سِنِين وَمَات كل من أَبَوَيْهِ فِي أُسْبُوع وَاحِد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بالطاعون وَاسْتمرّ هُوَ وَأَخُوهُ بهَا إِلَى أَن عادا لمَكَّة فِي موسم سنة أَربع وثماني فحجا ثمَّ جاورا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَقَرَأَ بهَا على الشَّمْس الْعَوْفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا حضر عِنْد السراج معمر فِي الْفِقْه وَغَيره وَعَاد لمَكَّة فلازم الشَّيْخ مُوسَى الحاجبي وَقَرَأَ فِيهَا الْقرَاءَات على مُوسَى المراكشي وصاهر بن حزم فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين على أبنته بل أَخذ عَن الشهَاب بن حَاتِم مَعَ كَونه أفضل مِنْهُ وَكثر انتماؤه بِعَبْد الْمُعْطِي وَسمع من الْحَافِظ السخاوي وَجلسَ للاقراء فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهَا وَولي مشيخة رِبَاط الْمُؤلف وباشر فِي عمَارَة وقف الطرحا كل ذَلِك مَعَ الفاقه والعفة وَنعم الرجل

قَالَ لاشيخ جَار الله بن فَهد أَقُول وَقد فتح عَلَيْهِ فِي آخر عمره

ص: 213