الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزيرة فِي السنبوق وغرقه فِي الْبَحْر فِي يَوْم الاحد الثَّانِي من شهر ذِي الْحجَّة الْحَرَام واولاده وَعِيَاله ينظرُونَ إِلَيْهِ رَحْمَة الله عَلَيْهِ
وَفِي سحر لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ السّنة الْمَذْكُورَة توفّي الْفَقِيه القَاضِي الْعَلامَة الصَّالح مفتي الْمُسلمين أَحْمد بن الْعَلامَة الْوَلِيّ المقرب جمال الدّين مُحَمَّد الطَّاهِر ابْن أَحْمد جغمان قَاضِي مَدِينَة جبس إِلَى رَحْمَة الله فِي بَيته من مَدِينَة زبيد وَغسل وكفن بهَا وَصلي عَلَيْهِ بجامعها وحملت جنَازَته على اعناق الرِّجَال الى حلدر الْعرق ظَاهر مَدِينَة زبيد وَحمل فِي محمل على جمل إِلَى بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل وَدفن بهَا آخر ذَلِك الْيَوْم إِلَى قبر أَبِيه وجده نفع الله بهم بِوَصِيَّة مِنْهُ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَلم يخلف بعده مثله فِي بني جغمان فِي الْعلم والمعرفة رَحمَه الله تَعَالَى
سنة ثَمَان بعد التسْعمائَة
908 هـ
فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سنة ثَمَان توفّي الْحَافِظ الْعَلامَة عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نَاصِر الْفَخر أَبُو عمر الديمي بِالْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مَفْتُوحَة بعْدهَا مِيم ثمَّ يَاء نِسْبَة إِلَى ديمه وَهِي بلد وَالِده القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم ثمَّ حفظ الْعُمْدَة والفية الحَدِيث والالفية فِي النَّحْو ومنهاج الْفِقْه وَالْأَصْل وجود الْقُرْآن على بَعضهم وَأخذ الْفِقْه عَن جمَاعَة وَكَذَا فِي الْعَرَبيَّة عِنْد بَعضهم ولازم الشهَاب الهيتمي وَأكْثر مَعَه من مطالعة شرح مُسلم للنووي فعلق بذهنه الْكثير مِنْهُ وَصَارَ يستعير مِنْهُ مَا كَانَ عِنْده من الأكمال وَلابْن مَاكُولَا فِيهِ بحث يَأْتِي على الورقة مِنْهُ سردا وَقَرَأَ نصف االبخاري على الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر الدمحبني الازهري خَادِم المؤيديه وَقَالَ أَنه أنتفع بصحبتهما وَذهب إِلَى النُّور الشلواني نزيل الاقمر فَجَلَسَ مَعَه يَسِيرا وَسمع مِنْهُ وَأول مَا سمع الْعشْرَة الأولى من عشريات الزين على الغز من أبي الثَّابِت
ثمَّ أَكثر من الْقِرَاءَة فِي حُدُود سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَا بعْدهَا على عدَّة من المسندين ولازم الرَّشِيدِيّ والصالحي حَتَّى كَاد يَسْتَوْفِي مسموعهما
وَزَاد حَتَّى قَرَأَ على ثَانِيهمَا الْمسند لِأَحْمَد بِتَمَامِهِ وقرا أَيْضا على آخَرين وَكَذَا قَرَأَ على الشَّيْخ الإِمَام ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي مُسْند الشهَاب وغالب النَّسَائِيّ الصَّغِير وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صَحِبت الركب الرجبي وَقَرَأَ فِي رحلته أَولا فِي الْمَدِينَة وَأخذ بهَا يَسِيرا من الْمُحب الطَّبَرِيّ وَأبي الْفرج الكازروني وَغَيرهم وَقَرَأَ وَهُوَ هُنَاكَ الصَّحِيح بِتَمَامِهِ فِي الرَّوْضَة الشَّرِيفَة فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَسمع الشِّفَاء من لفظ الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة ثمَّ أَخذ عَلَيْهِ الْيَسِير أَيْضا عَن أبي الْفَتْح المراغي والزين الأسيوطي وَكَانَ أَخذ عَنهُ أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ على التقي ابْن فَهد والبرهان الزمزي وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا على عَادَته
وَكَانَ قد أشتهر بَين النَّاس بِحِفْظ الرِّجَال وعينه شَيْخه الْعَبَّادِيّ لإسماع الحَدِيث بالْمقَام الأحمدي بطبندا فَتوجه إِلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى فانتشر صيته بِمَعْرِِفَة الرِّجَال فَصَارَ يجْتَمع عِنْده جمَاعَة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وأكر بَعضهم التنويه بِذكرِهِ فَعرف بِهِ جمَاعَة من الْأُمَرَاء
وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ يستحضر بجملة من مشاهير الرِّجَال وَكَذَا الْمُتُون مَعَ كثير من الْقَرِيب والمبهم وَهُوَ أحد التِّسْعَة الَّذين اوصى إِلَيْهِم شيخ الأسلام ابْن حجر وَصفهم بكونهم أهل الحَدِيث هَذَا ملخص مَا ذكره السخاوي فِي تَرْجَمته
قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد الْمَكِّيّ أَقُول وَبعد الْمُؤلف انْفَرد بالرواية وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة وَصَارَ لَهُ ذكر عِنْد الْخَاصَّة والعامة مَعَ عدم مَعْرفَته بتخريج الاسناد لَكِن النَّاس انتفعوا بتقريره وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن لقى الله عز وجل رَحمَه الله تَعَالَى
وفيهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر جُمَادَى الثَّانِيَة توفّي الشَّيْخ الْكَبِير وَالْوَلِيّ الشهير الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى برهَان الدّين أَبُو الطّيب إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن حسن الاقصراي الاصل القاهري
الْحَنَفِيّ الشَّافِعِي المواهبي نِسْبَة لتلمذة لأبي الْمَوَاهِب بن رعدان وَدفن فِي صبح يَوْم الْجُمُعَة قبل صَلَاة الظّهْر بزاويته بِالْقَاهِرَةِ
قَرَأَ طرفا من الْعلم على شُيُوخ عصره كالسخاوي وَغَيره وَصَحب الشَّيْخ الْكَامِل مُحَمَّدًا أَبَا الْفتُوح الشهير بِابْن المغربي وَأخذ عَنهُ التصوف ثمَّ أَخذ بِإِذْنِهِ من الْوَلِيّ الْكَبِير مُحَمَّد أبي الْمَوَاهِب التّونسِيّ فَعَاد عَلَيْهِ بَرَكَات عوارفه وانهلت على أَرض قلبه أمطار وارفة وَفتح الله لَهُ على يَدَيْهِ وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يَشَاء ذكره السخاوي بِاخْتِصَار
قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رحمه الله أَقُول وَقد جاور صَاحب التَّرْجَمَة بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعمِائَة وَأقَام بهَا ثَلَاث سِنِين وَألف بهَا شرحا على الحكم لِابْنِ عَطاء الله سَمَّاهُ أَحْكَام الحكم لشرح الْحَكِيم وَشرح رسَالَته الْمُسَمَّاة أصُول مُقَدمَات الْأُصُول وَشرح كَلِمَات عَليّ بن مُحَمَّد وفا الْمَعْرُوف يَا مَوْلَانَا يَا وَاحِد يَا أحد سَمَّاهُ شرح التمويل فِي بَيَان مشَاهد يَا مَوْلَانَا يَا وَاحِد يَا أحد وَشرح الرسَالَة السنوسية فِي أصُول الدّين وَله ديوَان نظم وعدة رسائل وَسَبْعَة أحزاب ومؤلفات فِي الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة وَغير ذَلِك أَخذ النَّاس عَنهُ فِي التصوف
وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ أفادني أستاذي أَبُو الْمَوَاهِب أَن من ادل دَلِيل على خلَافَة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه قَوْله صلى الله عليه وسلم مَا فَضلكُمْ أَبُو بكر بِصَوْم وَلَا صَلَاة وَلَكِن بِشَيْء وقر فِي صَدره أَي فبذلك الشيءالذي وقر فِي صَدره يسْتَحق الْخلَافَة ثمَّ أنتقل فانتقلت تِلْكَ الوراثة إِلَى عمر ثمَّ إِلَى عُثْمَان ثمَّ إِلَى عَليّ ثمَّ إِلَى الْحسن رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ وَبِذَلِك كَمَال خلافتهم ظَاهرا وَبَاطنا
وفيهَا أحترق من مَدِينَة عدن جَانب عَظِيم من نصف اللَّيْل إِلَى قرب الْفجْر وَتَلفت فِيهِ بيُوت كَثِيرَة من بيُوت التُّجَّار كَأبي اللَّيْل وَأحمد بن عبد السَّلَام وَأحمد الدهلوي والحوامحي وَإِسْمَاعِيل بن عبد الأول النَّاشِرِيّ وجانب من السُّوق الْكَبِير إِلَى بَيت أبي شكيل وجانب من حافة الْيَهُود وحافة الحبوش باسرها وَأَحْدَقَتْ النَّار بِالْمَدْرَسَةِ السفيانية وَتَلفت فِيهَا أَمْوَال جليلة وَيُقَال أَنه بلغ عدد الْبيُوت الْمُحْتَرِقَة تِسْعمائَة بَيت وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه