الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاصة القضاة زيادة في التعريف بهم، وقلما يشير إلى طبقة المترجم، أو سنة وفاته فمن الصعب ضبط سني وفيات العدد الضخم من الرواة الذين ترجم لهم. ومعظم التراجم قصيرة تتراواح بين السطر والخمسة أسطر، ولكن هناك تراجم قليلة تميزت بالطول كترجمة سفيان الثوري التي استغرقت ثمانين سطرا، وكذلك بعض تراجم المشهورين من العلماء، ومعظمهم وردت تراجمهم في "تقدمة المعرفة".
والكتاب مرتب على حروف المعجم، وقد نظم على أساس الحرف الول من الاسم ثم الحرف الأول من إسم الأب، ويتجاوز ذلك بتقديم الصحابة على غيرهم، وكذلك تقديم الاسم الذي يتكرر كثيرا على غيره.
كما وصل إلينا كتاب "المنتخب من الإرشاد إلى علماء البلاد"1 لأبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي "ت446هـ" وقد قام بالانتخاب منه الحافظ السلفي، ويتراوح طول التراجم بين السطر الواحد والصفحة الكاملة ويسوق للمترجم حديثا من مروياته وقد رتبهم على أساس المدن. وقد انتقده الحافظ الذهبي فذكر أن "له فيه أوهام جمة كأنه كتبه من حفظه"2.
1 مخطوط في الرباط كتاني، 528 وقد اطلعت على نسخة مصورة عنه.
2 الذهبي: تذكرة الحفاظ، 1124.
المصنفات في رجال الحديث المذكورين في الكتب والسنة وغيرها
…
المصنفات في رجال الحديث المذكورين في الكتب الستة وغيرها:
إن المصنفات الأولى في علم الرجال تتناول رواة الحديث بصورة عامة، دون أن تقتصر على رجال كتاب بعينه، وإن وجدت محاولة مبكرة للتصنيف في رجال أحد المحدثين وذك حين صنف مسلم بن الحجاج "ت261هـ" كتابه "رجال عروة" رغم أنه لم يقتصر عليه، بل ذكر رجال الزهري وغيره أيضا لكن أفراد رجال المحدثين الذين تناولهم وعدم خلطهم ببعضهم يمثل سابقة بين الدراسات الشاملة التي هي الطاب الغالب على مصنفات الرجال في هذه الفترة المبكرة، وقد ظل طاب الشمول هذا سائدا حتى بعد ظهور الكتب
الستة1 خلال القرن الثالث الهجري. وفي القرن الرابع الهجري بدأ التصنيف في رجال أحد كتب الحديث. "ولعل أبا زكريا يحيى بن زكريا بن مزيق القرطبي "ت255هـ" هو أقدم من ألف في هذا الفن في كتابه "التعريف برجال الموطأ"2 ثم أعقبه محمد بن وضاح "ت287هـ" في "تسمية رجال عبد الله بن وهب" وهو صاحب جامع ابن وهب"3.
وبسبب ما حازه صحيح البخاري من مكانة وناله من قبول وانتشار اهتم به المصنفون في الرجال فألف بعضهم في رجال الصحيح، وأول من علمته صنف في ذلك:
عبد الله بن عدي الجرجاني "ت360هـ" في كتابه "أسماء من روى عنهم البخاري" وصنف الدراقطني "ت385هـ" كتاب "ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته من الثقات عند البخاري"4.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي "ت398هـ""الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد".
وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي "ت474هـ""كتاب التعديل والتجريح لمن روى عنه البخاري في الصحيح"5.
ومحمد بن يحيى بن الحذاء التميمي "ت416هـ" كتاب "التعريف برجال الموطأ"6.
1 تطلق الكتب الستة على صحيحي البخاري ومسلم وسنن النسائي وأبي داود وابن ماجه وجامع الترمذي.
2 مخلوف: شجرة النور الزكية 1/ 181.
3 فهرسة ابن خير 223.
4 مخطوط في لالي 2089، يقع في 16 ورقة "سزكين: تاريخ التراث العربي 1/ 324".
5 مخطوط في نور عثمانية 766، ويقع في 188 ورقة "سزكين: تاريخ التراث العربي، ص342".
6 مخطوط في خزانة القرويين بفاس "الزركلي: المستدرك 2/ 235" وانظر قائمة لنوادر المخطوطات العربية في مكتبة جمعة القرويين بفاس. وهو تحت رقم 69 "ل80/ 118".
وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصفهاني "ت428هـ" كتابا في رجال صحيح مسلم1.
وأبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الجياني "ت498هـ" في كتابه "تسمية شيوخ أبي داؤد"2. و"رجال سنن النسائي"3.
وفي نفس الوقت أخذ بعض المصنفين يجمع بين رجال البخاري ومسلم في مصنف واحد ولم يحدث أن جمع بين رجال غيرهما في هذه الفترة، ولعل اعتماد العلماء على الصحيحين وكون رجالهما جميعا من الثقات هو الذي حدا بالعلماء إلى الجمع بين رجالهما. وأول من علمته صنف في ذلك:
أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني "ت385هـ" في كتبه الثلاثة "رجال البخاري ومسلم"4 و"ذكر قوم ممن أخرج لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما وضعفهم النسائي في كتاب الضعفاء"5 و"أسماء الصحابة التي اتفق فيها البخاري ومسلم وما انفرد به كل منهما"6.
ثم أبو نصر الكلاباذي "ت398هـ" في كتابه "الجمع بين رجال الصحيحين".
ثم أبو عبد الله الحاكم النيسابوري "ت404هـ" في كتابه "رجال البخاري ومسلم".
1 مخطوط في مكتبة بلدية الإسكندرية 1245ب. ويقع في 210 ورقات "سزكين: تاريخ التراث العربي، ص562" وقد ذكر ابن القيسراني طريقته في ذكر الاسم وطرف من مشايخ المترجم الذين حدث عنهم، ومن رووا عنه مما ورد في صحيح مسلم فقط "ابن القيسراني: الجمع بين رجال الصحيحين 3-4".
2 مخطوط في لالي 281-9، ويقع في 26 ورقة "سزكين: تاريخ التراث العربي 1/ 388".
3 الذهبي: تذكرة الحفاظ 1233، ومخلوف: شجرة النور الزكية 1/ 123.
4 مخطوط في آصفية رجال 127، ويقع في 40 ورقة "سزكين 1/ 264".
5 منه ورقة مخطوطة في سراي أحمد الثالث 164/ 21 و9 ورقات في كوبريلي 40-4 "سزكين 1/ 364".
6 مخطوط في دار الكتب المصرية رقم "2" 8: 801، ويقع في 103 ورقات "سزكين 1/ 365".
ثم هبة الله بن الحسن اللالكائي "ت418هـ" في كتابه "رجال البخاري ومسلم" أيضا.
ثم أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي "ت507هـ" في كتابه "الجمع بين رجال الصحيحين".
"أما المصنفات التي تجمع بين رجال السنن الأربعة أو الكتب الخمسة أو الكتب الستة فقد ظهرت قريبا من ذلك حين صنف أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الحافظ "ت425هـ" كتابا "فيه تسمية شيوخ البخاري ومسلم وأبي داؤد والترمذي والنسائي في مصنفاتهم عن الصحابة والتابعين إلى شيوخهم" ثم لم يقدم أحمد على تكرار المحاولة حتى فترة متأخرة1 حين صنف المقدسي الجماعيلي "ت600هـ" كتابه المشهور "الكمال في معرفة الرجال" وهو في رجال أصحاب الكتب الستة "الصحيحين والسنن الأربعة" وأشهر مصنفاتهم الأخرى، ومجموع الكتب مع الكتب الستة خمسة وعشرون مصنفا، وقد ظل كتاب الكمال أصلا لعدد كبير من المصنفات التي هذبته أو أضافت إليه طيلة القرون الثلاثة التالية على تصنيفه"2.
1 فهرسة ابن خير 222.
2 هذبة الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي في كتابه "تهذيب الكمال"، واختصر الحافظ الذهبي كتاب "تهذيب الكمال" في كتابه "الكاشف عن رجال الكتب الستة" وزاد الذهبي أيضا بعض الوفيات على تهذيب الكمال في كتابه "تذهيب التهذيب".
وذيل على الذهبي مغلطاي "ت763هـ" في كتابه "إكمال تهذيب الكمال"، كما ولخص كتاب "تذهيب الكمال" كل من أحمد عبد الله الساعدي الخزرجي في كتابه "خلاصة التذهيب" وأبي العباس أحمد بن سعد العسكري "ت750هـ" وأبي بكر بن أبي المجد الحنبلي "ت804هـ" والحافظ الأندرشي والقاضي ابن شهبة الدمشقي "ت851هـ"، كما هذب ابن حجر العسقلاني "ت852هـ" كتاب "تهذيب الكمال" في كتابه "تهذيب التهذيب" فأجاد وأحسن. ويقع في تهذيب التهذيب في 12 مجلدة، ويضم تراجم رجال أصحاب الكتب الستة في الحديث، وقد رتبهم على حروف المعجم.
وقد اقتصر ابن حجر على ما يفيد الجرح والتعديل خاصة وحذف من "تهذيب الكمال" ما طال به الكتاب من الأحاديث التي يخرجها الحافظ المزي من مروياته =
وقبل أن أتناول ما بقي من هذه المصنفات سأصف كتاب "رجال عروة"1 لمسلم بن الحجاج "ت261هـ" فقد مثل المحاولة الأولى لجمع رجال محدث واحد في موضع واحد، وقد ذكر مسلم رجال عروة بن الزبير "ت93هـ" ورجال جماعة من التابعين ومن بعدهم. وهو يذكر شيوخ عروة كما يذكر تلاميذه، ويتنوع أسلوب عرضه للشيوخ والتلاميذ فمرة على الطبقات وأخرى.
= العالية، ويبلغ جملة المحذوف نحو ثلث الكتاب، كما حذف أسماء بعض شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه، كما حذف منه ثلاثة فصول الأول في شروط الأئمة الستة والثاني في السيرة النبوية "انظر تهذيب التهذيب 1/ 7-8" والثالث في "الحث على الرواية عن الثقات" ولم يحذف أية ترجمة من "تهذيب الكمال" بل زاد فيهم من هو على شرطه.
وقد ذكر الحافظ المزي أن ما لم يذكر له إسنادا في كتابه فما كان بصيغة الجزم فهو مما لا يعلم بإسناده إلى قائله المحكي عنه بأسا وما كان بصيغة التمريض فربما كان في إسناده نظر "1/ 7" وتبدأ الترجمة في "تهذيب التهذيب" عادة بذكر الرموز الدالة على من خرج له من أصحاب الكتب الستة وقد شرحت هذه الرموز في مقدمة الكتاب "ص5-6" ثم التعريف بالراوي بذكر نسبه وكنيته ونسبته ثم شيوخه ثم الرواة عنه وقد كان الحافظ المزي قد رتبهم على حروف المعجم فأعاد ابن حجر ترتيبهم حسب قدم رواية المترجم عنهم أو روايتهم عنه، مقتصرا على المهمين منهم كما صرح بذلك في مقدمته للكتاب ثم أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ثم ذكر تاريخ وفاته إن عرف.
وقد اعتمد كل من صاحب الكمال وصاحب تهذيب الكمال على مجموعة كبيرة من كتب علم الرجال المتنوعة وكتب الحديث والتفسير والأنساب والآداب والأخبار التي توفرت لهم فاقتبسوا منها مباشرة دون ذكر إسنادهم إليها. وإذ علمنا أن معظم هذه المؤلفات أصبحت مفقودة في عصرنا أدركنا قيمة هذه النقول التي حفظها لنا هذا الكتاب عنها. ولا شك أنه بذلك أصبح يغني عن كثير من المؤلفات التي سبقته في تناول رجال أصحاب الكتب الستة.
وقد ألف ابن الملقن كتاب "إكمال تهذيب الكمال" ذكر فيه تراجم رجال ستة كتب وهي مسند أحمد وصحيح ابن خزيمة وابن حبان وسنن الدارقطني ومستدرك الحاكم وسنن البيهقي الكبرى.
1 مخطوط في دار الكتب الظاهرية بدمشق "مجموع 55 "139"" وهو رسالة صغيرة تقع في 15 ورقة.
على النسب وثالثة على المدن. ففي شيوخ عروة ذكر أولا الصحابة ثم سائر الناس، وفي تلاميذه ذكر من روى عنه من أهل المدينة ثم من أهل مكة ثم من أهل البصرة ثم من سائر البلدان. وفي شيوخ الزهري قسمهم إلى الصحابة ثم ابناء العشرة ثم ابناء المهاجرين ثم القرشيين ممن لآبائهم صحبة ثم أفناء القبائل ثم العوالي، وعندما ذكر تلاميذ شعبة بن الحجاج قسمهم إلى عشر طبقات عدا الغرباء الذين قسمهم بدورهم إلى ثلاث طبقات. وهكذا مزج عدة أسس في تنظيم كتابه. ولئن كانت هذه المحاولة تستهدف جمع رجال محدث في مكان، فقد استهدفت الكتب التي ظهرت في القرن الرابع الهجري جمع رجال كتاب من كتب الحديث في مصنف واحد.
وقد بقي من المصنفات التي تناولت رجال الحديث المذكورين في أحد كتب الحديث كتاب "أسامي من روى عنهم البخاري"1 لابن القطان عبد الله بن عدي الجرجاني "ت360هـ" وهو في شيوخ البخاري الذين ذكرهم في الصحيح وقد رتبهم على حروف المعجم وذكر أنسابهم وبلدانهم وبعض أخبار المشهورين منهم ومكانتهم في العلم، وبدأه بترجمة البخاري نفسه وهي ترجمة مستفيضة استغرقت ست صفحات.
ويتراوح طول التراجم بين السطر الواحد إلى الثلاثين سطرا. وقال في آخره "فجميع شيوخه الذين في جامعه مائتان وتسعة وثمانون شيخا".
كما بقي أيضا كتاب "الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد"2 لأبي نصر الكلاباذي "ت398هـ" وهو في رجال البخاري الذين أخرجهم في الصحيح.
ومما بقي من هذه المصنات كتاب "تسمية من أخرجهم الإمامان
1 مخطوط في دار الكتب الظاهرية حديث 389، ويقع في 19 ورقة.
2 مخطوط في دار الكتب المصرية نسختان الأولى في مجلد يقع في 215 ورقة قياس 17×13.5سم رقم "16" والثانية في مجلد يقع في 381 قياس 21×15.5سم رقم "76" وأنظر عن نسخة الخطية الأخرى، سزكين: تاريخ التراث العربي 1/ 533. ومنه نسخة متأخرة نسخت سنة 1244هـ في المكتبة العامة بالمدينة المنورة تقع في 390 ورقة.
البخاري ومسلم وما انفرد به كل واحد منهما"1 لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري "ت404هـ" والكتاب في رجال الصحيحين وقد رتبه على حروف المعجم واجتهد في اختصاره، وقد ذكر الصحابة أولا وقدم العشرة المبشرة منهم ثم سرد بقيتهم على حروف المعجم ثم ذكر النساء الصحابيات، فلما انتهى من ذكر الصحابة والصحابيات ذكر التابعين وأتباع التابعين ومن تلاهم ثم النساء التابعيات ومن تلاهن، ثم عقد فصلا تحت عنوان "ذكر مشايخ لأبي عبد الله البخاري" ونجد في هذا الكتاب نوعا من الترتيب على القبائل، ولكن ضمن الحرف الواحد كما يقدم البدريين على غيرهم، وربما قدم القريشيين على الأنصار ضمن الحرف الواحد أيضا، إلا أنه لا يلتزم ذلك دائما.
"وبقي أيضا كتاب "رجال صحيح مسلم"2 لابن منجويه "ت428هـ" وأوله: "ذكر رجال أوردهم أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري الحافظ، واحتج بهم في المسند الصحيح، وكيفية روايتهم والرواة عنهم".
وقد رتب التراجم على حروف المعجم، ويذكر عادة اسم الراوي ونسبه ونسبته، وسنتي مولده ووفاته، وشيوخه، والأبواب التي وردت فيها روايته في صحيح مسلم، وأحيانا يذكر له حديثا أو يذكر الرواة عنه، ويخلو من الجرح والتعديل، ويتراوح طول الترجمة بين سطرين وخمسة وعشرين سطرا. ويرى الحافظ ابن حجر أن دأب ابن منجويه أن ينقل كلام ابن حبان برمته ولا يعزوه إليه3.
وبقي أيضا كتاب "التعديل والتجريح لمن روى عنه البخاري في الصحيح"4 لأبي الوليد الباجي الأندلسي "ت474هـ".
1 مخطوط في دار الكتب الظاهرية "حديث 388".
2 نسخة دار الكتب البلدية بالإسكندرية، وتقع في 216 ورقة ذات وجهين.
3 تهذيب التهذيب 11/ 220.
4 توجد منه نسخة مشكولة كتبت سنة 709هـ تقع في 188 ورقة "نور عثمانية 766، ف834".
انظر: لطفي عبد البديع: فهرست المخطوطات المصورة "التاريخ" 1/ 94.
وقد رتب الباجي تراجم كتابه على حروف المعجم، ووضح منهجه في المقدمة فقال:"أما بعد فإنك سألتني أن أصنف لك كتابا آتي فيه بأسما من روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه من شيوخه ومن تقدمهم إلى الصحابة "رضي الله عنهم" وأثبت فيه ما صح عندي من كناهم وأنسابهم وما ذكره العلماء من أحوالهم.. وأنا إن شاء الله آتي بما شرطته في أسماء الرجال على حروف الهجاء بالتأليف المعتاد في بلدنا...." ثم ذكر أسانيده إلى الكتب التي اعتمدها في تأليفه وهي صحيح البخاري وتاريخ البخاري وصحيح مسلم وعن الكلاباذي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيساوري وابن عدي وتاريخ أبي حفص الفلاس وتاريخ ابن معين وتاريخ أبي العباس الأبار، وما وقع له خلال مذكراته للمحدثين أو سؤاله لأبي ذر عبد بن أحمد الهروي ومحمد بن علي الصوري والخطيب البغدادي وأبي النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي. وقدم بين يدي التراجم أبوابا ومقدمات في منهج معرفة الجرح والتعديل، وقد استغرقت المقدمة 7 ورقات ثم ترجم للإمام البخاري ترجمة طويلة، ثم ساق تراجم كتابه، ويذكر عادة اسم صاحب الترجمة ونسبه، والكتب التي أخرج فيها البخاري حديثه في صحيحه، وبعض شيوخه وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيه، وسنة وفاته.
وآخر ما وصل إلينا من هذه المصنفات كتاب "الجمع بين رجال الصحيحين"1 لأبي الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي المعروف بابن القيسراني "448-507هـ". وقد جمع فيه كتابي "الهداية وافرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد" للكلاباذي و"رجال مسلم" لابن منجويه الأصفهاني باستدراك ما أغفلاه واختصار ما يستغنى عنه من التطويل. وقد ذكر طريقته في مقدمة كتابه وأنه مزج بين رجال صحيحي البخاري ومسلم مع ذكر ما انفرد به كل واحد منهما2. والكتاب مرتب على حروف المعجم.
1 الطبعة الأولى بمجلدين، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية حيدر آباد الدكن 1323هـ.
2 ابن القيسراني: الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 4.