الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني الدمشقي "ت466هـ" في الذيل على وفيات ابن زبر. ابتدأه من سنة 338 وانتهى إلى سنة 462هـ1.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن منده "ت470هـ" كتاب الوفيات، قال الحافظ الذهبي لم أر أكثر استيعابا منه1.
وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني "ت524هـ" كتاب "جامع الوفيات" وهو ذيل على الكناني2. ابتدأه من سنة ثلاث وستين وأربعمائة وانتهى في سنة خمس وثمانين وأربعمائة3.
1 الكتاني: الرسالة المستطرف، 211.
2 السخاوي: الإعلان بالتوبيخ، 701.
3 منهما نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 505.
تواريخ الرجال المحلية
1:
كانت المصنفات الأولى في الرجال شاملة لا تقتصر على رجال مدينة واحدة ثم ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث الاهتمام بالتصنيف في رجال المدينة الواحدة، ومن الطبيعي أن يكون المصنف في رجال المدينة من سكانها أنفسهم، ولا شك أن العالم من ابناء المدينة يكون ذا معرفة برجالها لاختلاطه بالمعاصرين له، ونقله عن تلاميذ الذين سبقوه منهم، وهذا يجعله قادا على التعريف برجال الحديث في بلده أكثر من غيره، ولذلك فإن التواريخ المحلية غالبا ما تكون أدق في معلوماتها عن علماء البلدة من المصنفات الشاملة في الرجال وقد اعتبر التعرف على شيوخ البلدة ورواياتهم من أول ما تجب معرفته على طالب الحديث في ذلك البلد2.
وقد لقيت التواريخ الخاصة بمدينة واحدة عناية من شيوخ الحديث وطلابه فكان بعضها يدرس في حلقات العلم3.
1 راجع عن مزايا الترتيب على المدن فصل أسس تنظيم كتب علم الرجال.
2 الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 214.
3 ياقوت: معجم الأدباء 1/ 246.
ورغم أن المفاخرات المحلية لعبت دورا في ظهور وتواريخ المدن1 إلا أنه لا يمكن تناسي أن الحافز الأصلي هو الرغبة القوية في خدمة علم الحديث عن طريق التعريف بالرواة ومواطنهم.
وهذه قائمة بأسماء ما صنف في تواريخ الرجال المحلية2:
سعيد بن كثير بن عفير المصري "ت226هـ"3.
أبو علي محمد بن علي بن حمزة الفراهيناني "ت247هـ" في كتاب "التاريخ في رجال المحدثين بمرو"4.
وأبوالحسن أحمد بن سيار بن أيوب المروزي "ت268هـ" في كتابه "أخبار مرو"5.
وابن ماجه القزويني "ت273هـ" في "تاريخ قزوين"6.
1 أنظر فصل أسس تنظيم كتب علم الرجال.
2 أورد السخاوي قائمة طويلة باسماء التواريخ المحلية دون أن يميز تواريخ الرجال المحلية عن غيرها من التواريخ المحلية التي تتناول خطط المدن وأخبارها أو تاريخها السياسي، وبالطبع فإن من الصعوبة التمييز بين ما فقد منها إلا إذا وردت إشارات عند السخاوي أو حاجي خليفة أو غيرهما من المصنفات التي تقدم قوائم بذلك، أو عن طريق جمع المقتطفات التي اقتبستها المصادر الأخرى عنها، وقد أفدت من هاتين الوسيلتين معا في تحديد طبيعتها وتمييزها. أما التواريخ المحلية التي وصلت إلينا فقد رجعت إليها. ومن ثم فإن القائمة التي أقدمها تقتصر على اسماء تواريخ المدن التي تتناول المحدثين دون سواها من تواريخ المدن التي تتعلق بالطوبوغرافية أو التاريخ السياسي.
3 فهرسة ابن خير، 228، والاعلان بالتوبيخ، 153.
4 السمعاني: الأنساب، ق421ب.
5 الخطيب: تاريخ بغداد 4/ 188؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ، 560؛ والسبكي: طبقات الشافعية 2/ 183 "ط. الطناحي"؛ والسخاوي: الإعلان، 644؛ والعسقلاني: تهذيب التهذيب 1/ 35.
6 الكتاني: الرسالة المستطرفة، 133، ولعله التاريخ الذي أشار إليه ابن كثير وقال إنه تاريخ كامل من لدن الصحابة إلى عصره "البداية والنهاية 11/ 52".
وأبو الحسن أسلم بن سهل = بحشل الواسطي "ت288هـ" في "تاريخ واسط"1.
وأبو علي عبد الله بن محمد بن علي البلخي "ت394هـ" في "تاريخ بلخ"2.
وأحمد بن محمد بن عيسى البغدادي "القرن الثالث" في "تاريخ الحمصيين"3.
وأبو رجاء محمد بن حمدوية السنجي الهورقاني "ت306هـ" في "تاريخ المراوزة"4.
ومحمد بن عقيل بن الأزهر "ت316هـ" في "تاريخ بلخ"5.
وأبو عروبة الحسين بن محمد بمن مودود الحراني "ت318هـ" في مؤلفاته "تاريخ حران"6 و"كتاب الجزيرة"7 و"كتاب الرقة"8.
1 طبع بتحقيق كوركيس عواد ببغداد سنة 1967م.
2 الذهبي: تذكرة الحفاظ، 690.
3 الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 63؛ والمالكي: تسمية ما ورد به الخطيب البغدادي، دمشق رقم 346. وانظر اقتباسات ابن حجر منه في الإصابة 1/ 97، 154، 167؛
وابن عساكر: تاريخ دمشق 10/ 97، 109، 246، 249، 430. ويبدو من أحد اقتباسات ابن عساكر أنه مرتب على الطبقات. "انظر كنز العمال 1/ 330".
4 الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 460، وعنه السخاوي: الاعلان، 644؛ وابن ماكولا: الإكمال 4/ 473.
5 البيهقي: تاريخ بيهق، 21؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ، 791.
6 السمعاني: أنساب 4/ 107؛ والخليلي: الإرشاد، ق60، و1، وسماه "تاريخ الحرانيين".
7 السخاوي: الإعلان، 627؛ والسمعاني: أنساب 3/ 269 لكنه يسميه "تاريخ الجزريين".
8 السخاوي: الاعلان، 632.
وعبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري "ت320هـ" في "تاريخ نيسابور"1.
وعلي بن الفضل بن طاهر البلخي "ت323هـ" في "طبقات علماء بلخ"2.
وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق الجويباري "معاصر لعلي بن الفضل البلخي" في "طبقات علماء بلخ"3.
وأبو إسحاق ابراهيم بن أحمد المستملي "معاصر لعلي بن الفضل البلخي" في "طبقات علماء بلخ"4.
وعبد الصمد بن سعيد بن علي الحمصي "ت324هـ" في "تارخ حمص"5.
وأبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني "ت333هـ" في "طبقات علماء أفريقية وتونس"6.
ومحمد بن سعيد القشيري "ت334هـ" في "تاريخ الرقة"7.
وأبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد الهروي "ت334هـ" في "تاريخ هراة"8.
1 الكتاني: الرسالة المستطرفة، 130.
2 السخاوي: الاعلان، 624.
3 السمعاني: الأنساب 5/ 271؛ والسخاوي: الاعلان، 624.
4 السخاوي: الاعلان، 623.
5 sezgin، B. 1، p. 346.
6 طبع مختصر له اختصره أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي "ت429هـ" بتحقيق علي الشابي ونعيم حسن اليافي، نشرته الدار التونسية للنشر سنة 1968م.
7 طبع بتحقيق طاهر النعساني، مطبعة الاصلاح، حماة "بدون تاريخ".
8 البيهقي: تاريخ بيهق، 21؛ والسبكي: طبقات الشافعية 2/ 295 "ط. الطناحي".
وأبو زكريا يزيد بن محمد بن أياس الأزدي "ت334هـ" في كتابه "طبقات العلماء والمحدثين من أهل الموصل"1.
وأبو سعيد أحمد بن زياد = ابن الأعرابي "ت340هـ" في كتابيه "تاريخ مكة"2 و"تاريخ البصرة"3.
وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي المصري "ت347هـ" في "تاريخ مصر"4.
وأبو بكر محمد بن عمر بن سلم = ابن الجعابي الحافظ "ت355هـ""كتاب في محدثي بغداد"5 وكتاب "تاريخ الموصل"6.
وحمزة بن الحسين الأصبهاني "ت قبل 360هـ" في "تاريخ أصبهان"7.
أبو الشيخ الأنصاري "ت369هـ" في كتابه "طبقات المحدثين باصبهان والواردين عليها"8.
1 الخطيب: تاريخ بغداد 4/ 6 واقتبس منه ابن حجر في الإصابة 1/ 63 وفي تهذيب التهذيب 2/ 51، 404، 414، 4/ 253، 439 وغيرها. كما استفاد منه ابن الأثير في أسد الغابة "انظر مقدمته، 1، ص11".
2 السخاوي: الاعلان، 650.
3 الذهبي: تذكرة الحفاظ، 852؛ والسخاوي: الاعلان، 571؛ والكتاني: الرسالة المستطرفة، 137.
4 الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 75؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ، 898؛ وتاريخ الإسلام 1/ 16؛ والسخاوي: الاعلان، 592، 645. وقال عنه ابن حجر "تهذيب التهذيب 6/ 218" وإليه المرجع في معرفة أهل مصر والمغرب وكان متداولا بين الطلبة كثير من النسخ في زمن مغلطاي "ت763هـ" كما في إكمال تهذيب الكمال، ص801.
5 الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 90.
6 ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 154.
7 السمعاني: أنساب 1/ 284؛ والسخاوي: الاعلان، 616.
8 مخطوط في دار الكتاب الظاهرية "تاريخ65".
وأبو عبد الله عبد الجبار بن عبد الله الخولاني "ت370هـ" في "تاريخ داريا"1.
وصالح بن أحمد التميمي الحافظ "ت374هـ" في "طبقات الهمذانيين"2.
وأحمد بن سعيد بن أبي معدان "ت375هـ" في "تاريخ المراوزة"3.
وابن بابويه "ت381هـ" في "تاريخ الري"4.
وأبو سعيد عبد الرحمن بن حمد الإدريسي الاستراباذي الحافظ "ت405هـ" في "تاريخ استراباذ"5 و"تاريخ سمرقند"6.
وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه "ت410هـ" في كتابه "تاريخ أصبهان"7.
ومحمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار البخاري "ت412هـ" في "تاريخ بخاري"8.
1 طبع بتحقيق سعيد الأفغاني، دمشق 1950م.
2 الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 331؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ 985-986.
3 البيهقي: تاريخ بيهق، 21؛ والسخاوي: الاعلان، 644.
4 ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 470؛ والداوودي: طبقات المفسرين 2/ 106.
5 السمعاني: أنساب 1/ 199؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ، 1062؛ والسخاوي: الاعلان، 615.
6 الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 302، 303؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ، 1062؛ والسخاوي: الاعلان، 615.
7 الكتاني: الرسالة المستطرفة، ص131؛ والداوودي: طبقات المفسرين 1/ 93.
8 الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 27؛ والذهبي: تذكرة الحفاظ، 1052؛ والسخاوي: الاعلان، 620.
وأبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي = ابن الطحان "ت416هـ" في "الذيل على تاريخ مصر"1.
ومحمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي "ت420هـ" في "تاريخ المغاربة ومصر"2.
وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي "ت427هـ" في "تاريخ جرجان"3.
وأبو نعيم الأصبهاني "ت430هـ" في "ذكر أخبار أصبهان"4.
وجعفر بن محمد المستغفري "ت432هـ" في "تاريخ نسف"5 و"تاريخ كش"6.
وأحمد بن محمد بن أحيد بن علي بن ماماني "ت436هـ" في "الذيل على تاريخ بخارى لغنجار"7.
والخطيب البغدادي "ت463" في "تاريخ بغداد"8.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده "ت470هـ" في "تاريخ أصبهان"9.
وأبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري المؤذن "ت470هـ" في "تاريخ مرو"10.
1 الجزء الأول منه مخطوط في الظاهرية.
2 السخاوي: الاعلان، 646.
3 طبع في حيدر آباد الدكن، 1950م.
4 طبع في حيدر آباد الدكن.
5، 6 الذهبي: تذكرة الحفاظ، 1102.
7 Sezgin: Geschichte، B. 1، p. 353
8 طبع في مطبعة السعادة بمصر ويقع في 14 مجلدة.
9 الكتاني: الرسالة المستطرفة، ص131.
10 الذهبي: تذكرة الحفاظ، 1162.
وأبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة "ت511هـ" في "تاريخ أصبهان"1.
وأقدم ما بقي من هذه المصنفات "تاريخ واسط"2 لبحشل "ت288هـ" ويبدأ بذكر بناء مدينة واسط وخططها وبعض أخبارها، ثم ذكر من قدم إلى موضعها من الصحابة قبل بنائها وبعده، ثم يذكر من روى عن الصحابة من أهلها، وقد قسم الرواة الواسطيين إلى أربعة قرون معتبرا الصحابة الذين دخلوها والتابعين من أهلها أهل القرن الأول، واتباع التابعين أهل القرن الثاني، ثم من بعدهم إلى طبقة شيوخه أهل القرن الرابع3. وأحيانا يعتبر صلة القرابة فيذكر الرواة من أقارب الرجل معه وإن تأخرت طبقتهم عنه4. ويقتصر أحيانا كثيرة على ذكر حديث للرجل يدل على طبقته ويثبت روايته الحديث، ولكنه عند ذكر المشاهير يتعرض لمناقبهم وشيئا من أخبارهم5.
وبقي كذلك مختصر لكتاب "طبقات علماء أفريقية وتونس"6 لأبي العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني "ت333هـ" وقد عمل هذا المختصر أبو عمر أحمد بن محمد المعافري الطلمنكي "ت426هـ"7 ويبدأ أبو العرب كتابه ببيان ما ورد في فضائل أفريقية من أحاديث وآثار ثم يسوق أخبار عقبة بن نافع فاتحها، ثم يذكر من دخلها من الصحابة والتابعين8. موضحا أنه سيرتبهم
1 الكتاني: الرسالة المستطرفة 131.
2 طبع بعناية كوركيس عواد، مطبعة المعارف، بغداد 1967م.
3 بحشل: تاريخ واسط، 47، 85، 151، 218.
4 المصدر السابق، 85، 218.
5 كما فعل مع منصور بن زاذان، ص89؛ وشعبة بن الحجاج، ص120؛ وهشيم بن بشير، ص152.
6 نشر بتحقيق علي الشابي ونعيم حسن اليافي: الدار التونسية للنشر، 1968م.
7 انظر مقدمة كتاب طبقات علماء أفريقية وتونس، ص28.
8 طبقات علماء أفريقية وتونس، ص65.
على الطبقات وبدأ بذكر من اشترك بفتحها من الصحابة وساق أسماء من دخلها منهم مجردة ولم يذكر أخبارهم ومروياتهم ولعل المختصر حذف ذلك ثم انتقل إلى التابعين1 وقد جعلهم ثلاث طبقات وفي الغالب جرد أسماءهم فقط. ثم ذكر اتباع التابعين وقد قدم لبعضهم تراجم مفصلة2 بسب بروزهم في العلم أو توليهم القضاء، وذكر في هذه التراجم الطويلة الجرح والتعديل والصفات الخلقية والعقلية وبين اهتمام العالم بتصنيف الكتب3 أو روايتها4، وربما ذكر عقائدهم وسني مولدهم ووفياتهم وأماكن دورهم وقبورهم، وبعض الأخبار الدالة على تقاهم وصلاحهم.
وينتقي أبو العرب رواياته من مجموعة أكبر ويشير إلى إهماله تدوين بعض الروايات التي عنده عن صاحب الترجمة5.
وبعد أن انتهى من ذكر علماء أفريقية انتقل إلى ذكر علماء أهل تونس، وقد بدأ بذكر ذوي الأسنان منهم ثم الذين يلونهم كما صرح6 ومعنى ذلك أنه راعى التنظيم على الطبقات وأن لم يضع عنوانا لكل طبقة، وبدأ بتراجم التابعين لأن تونس مستحدثة لم يدخلها أحد من الصحابة، ولا يمكن القطع بطول التراجم في الكتاب الأصلي لأن الطلمنكي اختصره ولا يعلم مقدار ما حذفه كما لا يعلم أن كان الطلمنكي قد حذف أيضا بعض التراجم بتمامها أو أنه اقتصر على حذف بعض الأخبار.
وبقي كذلك "تاريخ الرقة"7 لمحمد بن سعيد القشيري "ت334هـ"
1 طبقات علماء أفريقية وتونس، ص79.
2 انظر مثلا: ترجمة رباح بن يزيد اللخمي، ص118-126؛ والبهلول ابن راشد، ص126-138؛ وسحنون التنوخي، ص184.
3 طبقات علماء أفريقية وتونس، ص111.
4 المصدر السابقن 115، 126.
5 طبقات علماء أفريقية وتونس، ص113، 117، 125، 185.
6 المصدر السابق، ص212.
7 طبع بعناية طاهر النعساني، مطابع الاصلاح، حماه.
وقد ذكر في بدايته خبر فتح عياض بن غنم للرقة، ثم ذكر من نزل الرقة من الصحابة ثم من التابعين ثم من بعدهم. وبعض التراجم لا تتجاوز السطر الواحد لكنه يقدم تراجم طويلة للأشخاص المهمين مثل وابصة بن معبد من الصحابة وميمون بن مهران من التابعين، ففي ترجمة ميمون بن مهران ذكر أصله وسنة ولادته ووفاته ووصف عبادته ورقة قلبه ونقل بعض أقواله في الأخلاق والرقائق كما ذكر بعض الأحداث التي وقعت له والتي يتبين منها لقياه بالشيوخ المعاصرين له ووجوده في الأماكن التي زارها، وتزيد طول هذه الترجمة على المائة وخمسين سطرا، ولا شك أن دور ميمون بن مهران في حياة الرقة العلمية هو الذي جعل القشيري يطيل ترجمته.
وبقي أيضا كتاب "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها"1 لأبي الشيخ ابن حيان الأنصاري "ت369هـ".
وقد ذكر فيه من قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ومن تلاهم حتى ذكر معاصريه مع الحديث الذي يتفرد به واحد منهم ولا يرويه غيره بذلك الإسناد2. ويهتم أبو الشيخ بذكر الأنساب وسني الوفيات وأحيانا الولادة، وقد جعلهم إحدى عشرة طبقة ولكنه لم يذكر سوى عشرة طبقات أولها الصحابة.
ولم يقصر بحثه على الثقات بل ترجم لبعض المجروحين وبين الجرح فيهم مثل قوله في ابراهيم بن ناصح بن المعلى "كان يحدث بالبواطيل متروك الحديث"3.
وينقل أبو الشيخ الأنصاري أقوال أئمة الجرح والتعديل كالإمام مالك والبخاري في بعض من ترجم لهم، وهو يذكر بعض من ولد وعاش خارج أصبهان لمجرد أن أصله منها مثل ترجمته لمحمد بن عمر بن عيسى في الطبقة الخامسة.
1 منه نسخة كاملة في دار الكتب الظاهرية، "تاريخ، 65".
2 أبو الشيخ الأنصاري: مقدمة طبقات المحدثين بأصبهان.
3 المصدر السابق 2/ 135.
وقد اعتمد أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "ذكر أخبار أصبهان" على كتاب أبي الشيخ الأنصاري فنقل عنه كثيرا.
وبقي كتاب "تاريخ داريا"1 لأبي عبد الله عبد الجبار بن عبد الله الخولاني الداراني "ت370هـ" وقد ترجم فيه لسبعة وأربعين محدثا من أهل داريا من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وأهل العلم على طبقاتهم وأزمانهم وذكر وفياتهم ومن أعقب منهم ومن لم يعقب إلى وقته2. ولا يطيل ذكر الأنساب بل يقتصر على إسم الشخص ووالده وكنيته ونسبته إلى قبيلته ونزوله داريا وأحيانا موضع نزوله منها، ويورد رواية له أو أكثر، ويذكر أحيانا وظيفة الراوي، وينقل عن بعض كتب الطبقات السابقة على تأليفه كطبقات أبي زرعة النصري الدمشقي3، وكتاب الطبقات لعبد الرحمن بن إبراهيم، وقد نثر ابن عساكر أكثر تاريخ داريا في كتابه "تاريخ دمشق" ولكن بقيت لتاريخ مزيتان: تفرده -على صغر حجمه- بمعلومات لا توجد في "تاريخ دمشق"، -على سعته- والثانية إلمام مؤلفه الشامل بداريا وأحوال أهلها وأصولهم وأنسابهم مما يثير الإعجاب4.
وقد فقد "تاريخ نيسابور" لأبي عبد الله الحاكم "404هـ" ولكن وصل إلينا مختصر له5 فقد اختصر أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد المعروف بالخليفة النيسابوري، حيث أمعن في تجريد الأسماء، في حين أن الحاكم كان قد فصل التراجم أكثر مما فعل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد6 ولذلك فلا يمكن
1 طبع بعناية سعيد الأفغاني، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، مطبعة الترقي "1369هـ-1950م".
2 الخولاني: تاريخ داريا، 3.
3 المصدر السابق، 45.
4 سعيد الأفغاني: مقدمة تاريخ داريا.
5 طبع باعتناء الدكتور بهمن كريمي، الناشر: مكتبة ابن سيناء، طهران 1339هـ، وهو "بالفارسية".
6 قال السبكي: "وقد كانت نيسابور من أجل البلاد وأعظمها، ولم يكن بعد بغداد مثلها =
تقويم مادة تاريخ نيسابور عن طريق الاطلاع على مختصره لكن هذا المختصر يفيد في بيان ترتيب الكتاب الأصلي وإطاره العام فهو يبدأ بذكر خراسان ومن ورد من آيات وأحاديث وأخبار في مدحها ثم ذكر من نزلها من الصحابة ثم التابعين ثم الأتباع ممن وردها أو سكنها أو حدث بها ثم من بعدهم من علماء نيسابور، وقد رتبه على الطبقات حيث جعلهم ست طبقات.
كذلك وصل إلينا الجزء الأول من كتاب "الذيل على تاريخ مصر"1 لأبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي المعروف بابن الطحان "ت416هـ" وهو ذيل على "تاريخ مصر" لأبي سعيد بن يونس، لكنه استدرك عليه بعض ما فاته من تراجم الصحابة الواردين إلى مصر. ويذكر ابن الطحان عادة إسم الرجل وشيخه وتلميذه، وأحيانا يسوق رواية من طريقه، ويذكر سماعه من بعضهم، وقد رتبهم على حروف المعجم مراعيا الحرف الأول من الإسم فقط.
ومما بقي من تواريخ الرجال المحلية كتاب "ذكر أخبار أصبهان"2 لأبي نعيم الأصبهاني "ت430هـ" وقد بدأه بمقدمة طويلة عن فضائل أصبهان وخبر فتحها وخططها، وقد بدأ التراجم بمن دخل أصبهان من الصحابة ثم ذكر من
= وقد عمل لها الحافظ أبو عبد الله الحاكم تاريخا تخضع له جابذة الحفاظ وهو عندي سيد التواريخ. وتأريخ الخطيب وإن كان أيضا من محاسن الكتب الإسلامية إلا أن صاحبه طال عليه الأمر وذلك لأن بغداد وإن كانت في الوجود بعد نيسابور إلا أن علماءها أقدم لأنها كانت دار علم وبيت رئاسة قبل أن ترتفع نيسابور ثم أن الحاكم قبل الخطيب بدهر، والخطيب جاء بعده، فلم يأت إلا وقد دخل بغداد ممن لا يحصى شيوخه أو شيوخ شيوخه أو ممن تقارب من دهره لتقدم الحاكم وتأخر علماء نيسابور، فلما قل العدد عنده كثر في المقال، وأطال في التراجم واستوفاها. والخطيب واضح العذر الذي أبديناه. "السبكي: طبقات الشافعية 1/ 173".
1 مخطوط في دار الكتب الظاهرية، مجموع 116 "ق220-9، ويقع في 31 ورقة ذات وجهين.
2 طبع في ليدن، مطبعة بريل 1931م.
بعدهم حيث بدأ بالترتيب على حروف المعجم. ويذكر في الترجمة عادة إسم المترجم وإسم المترجم وإسم أبيه وجده ونسبته وأحيانا يذكر طبقته، وربما ذكر سنة وروده أصبهان وسببه ويذكر رواية أو أكثر من رواياته، كما يذكر أحيانا شيوخ وتلاميذ صاحب الترجمة، وربما أورد أخبارا مقتضبة تتصل برحلات المترجم ولقياه الشيوخ، وقد ذكر الوظائف الإدارية لبعض المترجمين وخاصة القضاة.
وقد نقل أبو نعيم في كتابه عن المؤلفين الذين سبقوه إلى التصنيف في "تاريخ أصبهان" فنقل عن حمزة الأصبهاني كما أكثر النقل عن أبي الشيخ الأنصاري.
وقد وصل إلينا من هذه المصنفات "تاريخ جرجان"1 لأبي القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي "ت427هـ" وقد ذكر في مقدمته خبر فتح جرجان ومن دخلها من الصحابة والتابعين، وفصل ترجمة وأخبار يزيد بن المهلب فاتح جرجان ثم ذكر الولاة الأمويين والعباسيين على المدينة وقال في مقدمته: "سألني بعض إخواني أن أخرج عن كل من أذكر اسمه من العلماء والفقهاء والرواة والمفسرين والمصنفين في هذا الكتاب حديثا أو حكاية وأن أروي عنهم وعن كل من دخل جرجان من العلماء وحدث بها ومات بها أو من أهل جرجان وانتقل منها إلى بلد آخر فأجبته إلى ذلك
…
وبينت أسامي العلماء على حروف المعجم"2.
وكذلك وصل إلينا "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي "ت463هـ" وهو أوسع كتاب في تراجم المشهورين ممن سكنوا بغداد أو دخلوها خلال القرون الثلاثة التي تمتد بين بناء بغداد وفراغ الخطيب من تصنيف كتابه سنة 444هـ، ويقع في 14 مجلدة، ويضم 8731، ترجمة -عدا ما سقط من التراجم في النسخة المطبوعة- منها خمسة آلاف ترجمة للمحدثين وبقيتها للفقهاء
1 الطبعة الأولى بعناية عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند "1369هـ = 1950م".
2 السهمي: تاريخ جرجان، 18.
والقراء والمفسرين والخلفاء وأرباب الحكم والقضاة والأدباء والأخباريين والكتاب والشعراء والندماء والمغنين مما يدل على أن تاريخ بغداد هو قبل كل شيء تاريخ محدثيها1.
ويحاول الخطيب في تراجم كتابه أن يقدم ترجمة متكاملة تحتوي -في الغالب- على التعريف بصاحب الترجمة بذكر اسمه ونسبه وكنيته ونسبته وشيوخه وتلاميذه وأحيانا يسرد بعض أخباره الدالة على أخلاقه أو مكانته، ثم يسرد أقوال جهابذة المحدثين النقاد في بيان حاله من الجرح والتعديل ثم تاريخ وفاته وربما ذكره موضع قبره.
أما عن منهجه في الجرح والتعديل فقد نقل أبومحمد بن الآبنوسي عن الخطيب قوله "كل من ذكرت فيه أقوايل الناس من جرح وتعديل فالتعويل على ما أخرت"2.
ويستعمل الخطيب في التوثيق عبارات "ثقة" و"صدوق" و"ما علمت من حاله إلا خيرا" و"ليس بمدفوع عن الصدق" وربما اكتفى بذكر تخريج البخاري ومسلم أو أحدهما للراوي لأن كتابيهما في الصحيح فلا يخرجان إلا للثقات.
أما عباراته في الجرح فهي "ضعيف" و"ذاهب الحديث" وأحيانا "كذاب أفاك يضع الحديث".
لكن أكثر ألفاظ الجرح والتعديل شيوعا في كتابه هي "ثقة" و"صدوق" و"ضعيف".
ولابد من التنبيه إلى أن الأحاديث التي أوردها الخطيب في تاريخ بغداد لا يمكن الاطمئنان إلى جميعها لمجرد ذكر الخطيب لا لأنه لم ينقلها عن الكتب الستة بل أن معظمها من معاجم شيوخ ومنتخبات وأجزاء حديثية يختلط فيها الصحيح والضعيف، وقد تعقب الخطيب بعضها وانتقدها، لكنه لم يفعل ذلك دائما3.
1 يوسف العش: الخطيب البغدادي، 178-179، 183.
2 الذهبي: تذكرة الحفاظ، 1139.
3 للمؤلف دراسة مفصلة عن الخطيب البغدادي وكتابه بعنوان "موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد" منشورة.